تمر في حياة الإنسان الكثير من المواقف والظروف التي تأجج مشاعره وتحكم تصرفاته ... والبعض منها يبقى عالقا في الذاكرة والوجدان لا ينساها ابدا ويتذكرها بحلوها ومرها ...وخاصة مواقف الفراق والوداع والدموع الحرى ... ومساهمتي هذه كانت بمناسبة مغادرة الوظيفة متقاعدا لأسباب صحية في حينه ..
أحبائي أعتذر إذ اتعبكم بهذه المقدمات ولكنها تبين ولو بشكل بسيط ظروف كتابتها .. إن لكل قصيدة أو مقالة كتبتها لها في حياتي قصة ولكل قصة وحدث في حياتي له قصيدة ...أكرر اعتذاري وآمل ان تنال هذه القصيدة رضاكم
هو ذا الدهر
حبيبي هو ذا الدهـرُ ... صفـاتٌ كلها غدرُ
ألمّ البيـنُ لا أهـلا ... فبان الدمعُ فالسـرُ
قلوبٌ لمّها حـبٌ ... وشوقٌ ثوبُه الطهـرُ
كروضٍ جمعُهم تشدو... بـه الأطيارُ والقمرُ
كوردٍ طيـبُه يسـري ... كشـهدٍ ماءُه نهـرُ
لذا غـارَ الهوى منا ... فأزرى لا جُزي الخيرُ
لي الباري على البعدِ... ومنه يُطلبُ الصبرُ
هي الدنيا وكم صـبٍ... له من غـدرِها ثـأرُ
كتمتُ الشوقَ في صدري...لقد ضاقتْ به الصدرُ
حفظتُ الحـبَ في قلبي...وقلبي أمـرُه أمـرُ
ومن لا يعرف الحبَ ... بلا قلبٍ هو الصـخرُ
حنانيك فلا تنسي ... سويعات الهنا عصـرُ
ونجوى كنت تشديها ... هديـلا فعله السحرُ
حنانيـك ولا تسـلي ... فسـلواي هي الذكرُ
وفاءٌ عندكِ الذكرى ... وفي السلوى لكِ العذرُ
فهل يُسـألْ متى يبدو ... وهل يُسأل لم البدرُ
دعوت الله هادينـا ... دعا من مسـه الضرُ
ربيـعٌ عمرُكِ دوما ... يعد بضعا بي العمرُ
لترعى شمعةَ الحبِ...من الريحِ الحمى العشرُ
أيا من لامني حالي ... ترفقْ حبي البحـرُ
وقد هاجَ به الشـوقُ ... كإعصـارٍ له هدرُ
فما أبقى لنا سـراً ... ولا يبقي لنا الجهرُ
ومـالي بعدكم إلا ... ( دموعٌ شأنها الكبرُ)
إذ أمسـت جنتي وهمُ... كآلٍ في الفلا قفـرُ
تعالي وانصـفي حلا..فمن عسري ذوى الفكرُ
لي الباري على البعـدِ... ومنه يُطلبُ الصبـرُ
هي الدنيا فلا تعجـبْ ... وكم صـبٍ له ثأرُ
صباح الجميلي