القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


5 مشترك

    السعادة شبح..

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    السعادة شبح.. Empty السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الخميس يوليو 14, 2011 6:15 pm


    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي

    العادل
    العادل
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1657
    نقاط : 8754
    السٌّمعَة : 131
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010
    42

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف العادل الإثنين يوليو 18, 2011 12:35 pm

    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    احسنت الرؤيا والابداع
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين يوليو 18, 2011 5:24 pm

    العادل كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    احسنت الرؤيا والابداع

    شكرا أخي العادل لمرورك العطر إن لتشجيعكم الأثر الكبير الذي يدفعني للكتابة لأكون عند حسن الظن .. أكرر الشكر
    صباح الجميلي
    avatar
    قاسم
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 142
    نقاط : 5033
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 12/01/2011

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف قاسم الأربعاء يوليو 27, 2011 10:24 am

    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي



    ابداع واضح في كل الميادين
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأربعاء يوليو 27, 2011 5:58 pm

    قاسم كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي



    ابداع واضح في كل الميادين

    شكرا أخي قاسم لمرورك العطر .. إن التواصل معك يسعدني دائما ..
    صباح الجميلي
    avatar
    سما بغداد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 5238
    السٌّمعَة : 12
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف سما بغداد الخميس يوليو 28, 2011 10:27 am

    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    امتعتنا فعلا بكتاباتك يا سيد الكلام
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة يوليو 29, 2011 9:47 pm

    سما بغداد كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    امتعتنا فعلا بكتاباتك يا سيد الكلام
    الف شكر شاعرتي المبدعة ... انه شيء من مشاعركم الجميلة ... بارك الله فيك
    avatar
    ابو الثوار
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 103
    نقاط : 5190
    السٌّمعَة : 14
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف ابو الثوار الإثنين نوفمبر 21, 2011 5:37 pm

    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    كم جميل وممتع ما قرأته هنا
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين نوفمبر 21, 2011 7:49 pm

    ابو الثوار كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    كم جميل وممتع ما قرأته هنا

    شكرا أخي أبو الثوار ... اسعدت أمسيتي بمرورك الجميل ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    avatar
    زائر
    زائر


    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف زائر الأربعاء نوفمبر 23, 2011 4:45 pm

    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    يـا إلهي كم كـانـت رائـعة...
    أبحـرتٌ فـي أعمـاقِ قاموسـي، باحثةً عـن تلكَ الكلمات الّتـي أصفُ بها جمـال ما قرئـتُ؛ إلّا أنّني عدتُ صفرَ اليديـن، ولم أجـد ما أعبرُ بهِ عـن إبداعكَ الّـذي لا مثيـلَ لهُ.
    اسمـح لـي سيـدي، السـعادة الحقيقيـة في نظري أن ترى مبدعيـن أمثالك، وتفخرَ بشرفِ أن تقرأ كلماتهم العذبة... مبـدعٌ حقاً. تقبـل مروري.
    إبنتُـكَ يُسْـــرى
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأربعاء نوفمبر 23, 2011 6:46 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    يـا إلهي كم كـانـت رائـعة...
    أبحـرتٌ فـي أعمـاقِ قاموسـي، باحثةً عـن تلكَ الكلمات الّتـي أصفُ بها جمـال ما قرئـتُ؛ إلّا أنّني عدتُ صفرَ اليديـن، ولم أجـد ما أعبرُ بهِ عـن إبداعكَ الّـذي لا مثيـلَ لهُ.
    اسمـح لـي سيـدي، السـعادة الحقيقيـة في نظري أن ترى مبدعيـن أمثالك، وتفخرَ بشرفِ أن تقرأ كلماتهم العذبة... مبـدعٌ حقاً. تقبـل مروري.
    إبنتُـكَ يُسْـــرى

    إبنتي الغاليى يسرى وشاعرتي المبدعة ... الف شكر لمرورك الجميل ... لقد اسعدني مرورك وإني أدعو الله تعالى أن يجمعنا سوية زائرين المسجد الأقصى وبيت المقدس ... ولك مني كل الود والإحترام
    صباح الجميلي
    avatar
    زائر
    زائر


    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف زائر الخميس نوفمبر 24, 2011 11:18 pm

    صباح الجميلي كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    يـا إلهي كم كـانـت رائـعة...
    أبحـرتٌ فـي أعمـاقِ قاموسـي، باحثةً عـن تلكَ الكلمات الّتـي أصفُ بها جمـال ما قرئـتُ؛ إلّا أنّني عدتُ صفرَ اليديـن، ولم أجـد ما أعبرُ بهِ عـن إبداعكَ الّـذي لا مثيـلَ لهُ.
    اسمـح لـي سيـدي، السـعادة الحقيقيـة في نظري أن ترى مبدعيـن أمثالك، وتفخرَ بشرفِ أن تقرأ كلماتهم العذبة... مبـدعٌ حقاً. تقبـل مروري.
    إبنتُـكَ يُسْـــرى

    إبنتي الغاليى يسرى وشاعرتي المبدعة ... الف شكر لمرورك الجميل ... لقد اسعدني مرورك وإني أدعو الله تعالى أن يجمعنا سوية زائرين المسجد الأقصى وبيت المقدس ... ولك مني كل الود والإحترام
    صباح الجميلي

    كذلك أنا أتمنـى وأرجو ذلك... تقبل ودي وامتناني. سأنتظرُ هذا اليوم.
    يُسْــــرى محمـود محاجنـه
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    السعادة شبح.. Empty رد: السعادة شبح..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء ديسمبر 27, 2011 2:05 am

    يسرى محمود محاجنه كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    السعادة شبح

    استيقظ مبكرا على غير عادته ... فاليوم هو موعد استلام راتب التقاعد ... ويكفي مجرد التفكير بهذا اليوم أن يولد عنده ضجرا وحيرة تدوم لأيام ... فأخذ يقلب أوراقه وكتبه حيث كان يلجأ إليها كلما ينتابه ضجر أو يشعر بتعاسة...ومن بين الأسطر وقع نظره على بيت من الشعر لشاعر يجهل اسمه يقول ....
    وما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    وأخذ يرددها بهدوء مع نفسه ، وهو يتهيأ للخروج ، وهل هذا صحيح ...؟ إن من حق الإنسان أن يحصل على السعادة ، ومن حقه أن يتمنى ويسعى لتحقيق أمنياته ... نعم إن الأشياء التي يتمناها الإنسان في حياته كثيرة .. وكثيرة هي مشاكل الدنيا التي يواجهها الإنسان كذلك ...إن كل فرد في هذه الدنيا يحلم ويسعى لتحقيق أحلامه ويتمنى أن تتحقق بسرعة ...إن صادفته مشكلة ما فيتمنى لو لم تكن ... أو ربما لو تحل هكذا أو هكذا ...
    وهو بانتظار حافلة نقل الركاب ليعود الى داره البسيطة يرى سيارات الأجرة تمر من أمامه ولا يحاول أن يوقف واحدة منها حيث ما معه من أكياس الخضروات البسيطة والتي أرهقته بحملها ، قد أتت على معظم راتبه رغم قلتها....
    وبعد انتظار ممل وطويل وصلت الحافلة وصعد شلقا طريقه بصعوبة بين العشرات من الركاب فتعلق قميصه بكوع أحد الركاب قاطعا زراره فتلقفه قبل أن يسقط ووضعه في جيبه ...
    المواصلات معاناة ومشكلة ... فيحلم لو عنده سيارة صغيرة لتنتهي أتعابه ... ولماذا صغيرة ؟ .... لماذا لا تكون سيارة كبيرة فارهة جديدة ؟ ... عند الله تعالى ليس صعبا وليس ببعيد ... وعند وصوله الى داره البسيطة تنهال عليه المشاكل ، الغاز نفد ... والمدفأة الوحيدة بحاجة الى تنظيف وتهيئة ، والمبردة اليتيمة ... هل تم تنظيفها جيدا وحفظها بشكل سليم ؟ ... فيطير في عالم أحلامه ... ماذا لو كانت لديه دار متكاملة لا يوجد فيها نقص ... ولو كان لديه عدد من المساعدين والخدم ليقوموا بدله بهذه الأعمال، أليس ذلك من المستلزمات التي توصل الإنسان الى السعادة... السعادة إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان... آه ... لو أحصل عليها ...
    خلع قميصه وتناول خيطا وإبرة مادا يده الى الى جيبه ليأخذ الزرار المقطوع ليخيطه بمحله فسقطت ورقة من جيبه ... فتحها فإذا بها بطاقة اليانصيب التي اشتراها قبل أسابيع ... فيدمدم مع نفسه مستهزئا ... وهل أنا من أصحاب الحظوظ لأفوز باليانصيب ... إن شرائي للبطاقة كانت فكرة خرقاء ... ولكن ربما من يدري ....
    وهو مسترسل في خياطة زرار قميصه المقطوع ... محلقا في عالم أحلامه ... إذا بباب الدار يطرق بشدة وينتبه على صوت صديق له يبشره بفوزه بالجائزة الأولى في اليانصيب ...فإذا به بين ليلة وأخرى ذلك الغني صاحب القصر الشامخ والسيارات الفارهة وحوله الخدم والحشم يسرعون لتلبية أوامره وتحقيق رغباته ... يأمر وينهي كما يحب ويشتهي ... وفي كل يوم تراوده أفكار جديدة ... هل سيبقى بهذه السيارة أم يستبدلها بأخرى ؟ ماذا ستكون قائمة الطعام اليوم ؟ كيف سيرعى شؤون القصر الضخم ؟ ... إن مشاكل العمال والخدم بدأت تتعبه ...ثم عليه أن يرعى ثروته ...كيف ينميها ؟ ... إن الصفقة السابقة في هذا الموسم لم تحقق له الربح الذي كان في حساباته ... والصفقة الثانية اختلف فيها مع الشركاء والبائع والمشتري ... أما الصفقة الثالثة فقد تحققت فيها خسارة فادحة ... والمزارع كيف لم تحقق الحاصل الذي سبق أن حققته في العام الماضي ؟ ... إنه حقا عدم التزام الفلاحين ، وعدم رعايتهم للأرض ، وعدم خدمتهم للمزروعات ... آه ... إنه يحس بأن ضغطه قد ارتفع ويشعر بالإغماء ... لعن الله الثراء والمال ...ياربي ... إنه يحس بصدره ينقبض .. ونفسه يختنق ... الطبيب ... اسرعوا الطبيب ... بالله عليكم ... الطبيب ... وسارع الطبيب لعلاجه .. أسرعوا .. أعطوه هذه الحبة تحت اللسان ... ياربي ... لا فائددة سيضيع منا ... هيئوا له الإبرة ... لا بد من زرقه بالإبرة لعلاجه وإنقاذ حياته ... آه ... وصرخة عظيمة لقد وخز نفسه بالإبرة التي كان يخيط بها زرار قميصه ... فعاد الى عالمه الحقيقي ... وانتبه لنفسه وحمد الله ، وقال رحم الله الشاعر القائل :
    وما السعادة في الدنيا سوى شبح .... يرجى فإن صار جسما مله البشر
    صباح الجميلي


    يـا إلهي كم كـانـت رائـعة...
    أبحـرتٌ فـي أعمـاقِ قاموسـي، باحثةً عـن تلكَ الكلمات الّتـي أصفُ بها جمـال ما قرئـتُ؛ إلّا أنّني عدتُ صفرَ اليديـن، ولم أجـد ما أعبرُ بهِ عـن إبداعكَ الّـذي لا مثيـلَ لهُ.
    اسمـح لـي سيـدي، السـعادة الحقيقيـة في نظري أن ترى مبدعيـن أمثالك، وتفخرَ بشرفِ أن تقرأ كلماتهم العذبة... مبـدعٌ حقاً. تقبـل مروري.
    إبنتُـكَ يُسْـــرى

    إبنتي الغالية -يسرى- لقد ادمعت عيني كلماتك الرقيقة ومشاعرك النقية الصافية الطاهرة ... لقد اسعدتي أمسيتي بمرورك العطر ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:05 pm