إذا ما كنت ذا قلبٍ قنوعٍ *** فأنت ومالكِ الدنيا سواءُ
وهو في تأملاته هذه أخذ يردد الحديث القدسي والذي بلغه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
((يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب .. فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك وكنت عندي محمودا ، وإن لم ترضى فبعزني وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البراري ولا تنال إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذموما))
والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه العزيز ...
صدق الله العظيم
القناعة ونبذ الطمع والجشع صفة الإنسان السوي ... فهل انتهى الإنسان السوي من هذه الدنيا... بالطبع لا فلا يزال بها الخير... القناعة ونبذ الطمع والجشع صفة لو امتلكها الإنسان فالحق الحق أقول لأصبح حاله حال مالك الملايين فأولا وآخرا هي لقمة العيش التي تشبع لتستمر الحياة وليست التي تتخم وتمرض المرء فكم من امرئ مسكين نقل الى المستشفى يتضور ألما من الجوع وكم من امرئ غني نقل الى المستشفى يتضور ألما من التخمة...
ثم مرت أمام عينيه ذكريات سنينه الماضية فحمد الله وشكره على ما اعطاه وبارك له وجعله قانعا صابرا مجاهدا في هذه الدنيا ...
وهو في تأملاته هذه انتبه على ربت خفيف على كتفه وصوت دافئ حنون يقول له ...صباح الخير أيها الشيخ الغارق في تأملاته ... كانت زوجته تدعوه إلى طعام الفطور ... قم إلى فطورك إنها الثامنة صباحا وعندك موعد عمل ... ما الذي كنت تفكر فيه ؟ فأجابها .. صباح الخير ... كنت أتأمل حال الدنيا كيف كانت وأهلها قانعون غير طامعين وكيف أصبحت الآن وأكثرهم جشعون وغير قانعين بما يرزقهم الله ....
أجابته مبتسمة قم واحمد الله الذي جعلنا من القانعين الصابرين ورحم الله الإمام الشافعي حين قال
صباح الجميلي