القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


4 مشترك

    إنه باق وهم الزائلون

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    إنه باق وهم الزائلون Empty إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة أغسطس 05, 2011 5:28 am



    من كتابات زمن الحصار الظالم الذي كان ضحيته الشعب العراقي نتيجة تضارب السياسات والمصالح وأطماع بعض دول الجوار في بلد الحضارات وغدرهم وغدر الأشقاء... ونتيجة لما أصاب العراق من ظلم نرى ما حل بمن غدروه والأيام القادمة ستظهر لنا ما سيصيب الطامعون بهذا البلد العريق ... إن العراق كطائر العنقاء الذي ينتفض حيا من بين الرماد

    إنه باقِ وهم الزائلون

    كان يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس عالي الهمة يضرب الأرض بقدميه بنشاط وحيوية وكأنه في الثلاثين من عمره رغم أنه قد تجاوز الستين ، وتراه كأنه يسابق السنين التي سبقته. هذه هي رياضته اليومية ، حسب نصيحة الأطباء ، فإن المشي هو أحسن رياضة للذين في عمره ، وفي كل يوم من مسيرته هذه تمر أمامه صور وحوادث ويسمع قصصا وأحاديث بعضها طبيعية مفرحة تبشر بان الدنيا لا تزال بخير وبعضها شاذة بالنسبة إليه ومحزنة تجعله يحس أنه غريب بين أهله وأنه يعيش في عصر غير عصره ... قهذا سائق يتمهل في سيره مؤشرا للسيارات خلفه أن تقف حيث أمامه امرأة عجوز تعبر الشارع ، وذلك آخر يتسابق بين أطفال بحقائبهم المدرسية يعبرون من منطقة العبورعلى الرغم من أن إشارة المرور الحمراء أمامه، وهذا بائع يسعى جاهدا أن يزن بالقسطاس لزبون له ، وذلك آخر لديه أوزان يبيع بها وأخرى يشتري بها وثالثة يقدمها لمسؤلي الرقابة للفحص والتدقيق، وهذا عامل في محطة خدمية يستقبلك بتحية جميلة وابتسامة أجمل ، ويقوم بواجبه على أكمل وجه ولا يتقاضى منك سوى حقه وذاك آخر يقف متفرجا متجهما وانت تقوم بواجبه ثم يزمجر في بوجهك مطالبا بالإكرامية ، وهذا تاجر أمامه بضاعة جيدة وسعرها مناسب بالنسبة للسوق وبربحه المنصف ، وآخر أمامه بضاعة مغشوشة فاسدة وكتاب يقسم به بأغلظ الأيمان بأنها بضاعة جيدة وأنه يبيعها بكلفتها وهو يعلم أنه يكذب ويعلم إننا نعلم ذلك، سبحان الله له في خلقه شؤون ..
    ومن هذه الصور الكثير الكثير تمر أمامه ويتذكر أيامه التي مرت وكيف كان الخطأ فيها شاذا ... واليوم كبف أصبح الحق فيها شاذا ، إنها الضمائر فليس من رقيب على الإنسان بعد الله إلا ضميره فإن مات الضمير مات صاحبه وإن كان حيا ..
    أخذ صوته يعلو وهو يدمدم مع نفسه ، هل أصبحت هذه الدنيا غابة يفترس القوي فيها الضعيف ، ولكن مهلا حتى وحوش الغابة لا تقتل ولا تفترس لهوا ولعبا أو كرها وحقدا ، بل لحماية صغارها أو لتؤمن لهم الطعام، هل حقا أصبحت ضمائر وحوش الغابة حية تحس وضمائر البعض من البشر ميتة بلا إحساس ..إن الدنيا تقوم ولا تقعد لإنقاذ طفلة مريضة بحاجة لقلب أو لكلية أو لمعالجة فيل مريض في حديقة الحيوان ، ولكن ما من عمل جاد لإنقاذ الألوف من الأطفال الذين يحصدهم موت الحصار في بلد كل ذنبه أنه قال لا لمن أراد أن يستعبده ويستعبد أهله وأشقائه...
    والأشقاء في سبات يغطون أو في شبه يقضة يمسحون عيونهم التي يغالبها النعاس يتفرجون وأشدهم يقضة ووطنية هو الذي يشير من بعيد بعدم عدالة هذا الوضع ويطلب حلا ، والحل أولا وآخرا بأيديهم ، ولو أرادوا لرفع الحصار يوم فرض ، ولكن هل يغضبون أصدقائهم ومستعبديهم ؟ ولماذا يغضبونهم ويد العدوان التي تضرب هذا البلد تنطلق من أراضيهم ..
    إنه يدمدم مع نفسه وصوته يرتفع أعلى وأعلى ربما يظنه من يراه وهو يكلم نفسه أنه مجنون ، نعم كيف لا وهو يسمع بإنسان من بلد معاد يتحرك ضميره الإنساني ليرفض الحصار ويلعن من فرضه ويتحرك من عاصمة العدوان بحافلة يجول بها في بلدان ومدن ليصل ههنا منددا بالحصار وبمن فرضه ... والأشقاء في سباتهم ينعمون وكأن هذا البلد لم يفتح صدره يوما ليحميهم كلما تعرضوا لعدوان .. وكأنه لم يقتطع من قوته ليعطيهم كلما تعرضوا لأزمة ، وكأنه لم يسرقوه يوم كان يقف أبنائه درعا يذود عنهم مشغولا بالدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يسرفون ما يسرقون على موائد الخمر والميسر في دور الرذيلة في بلد العدوان ، أهكذا الغدر والنكران ، أهي العروبة والإسلام ...
    إن صوته أصبح أعلى من ذي قبل ، حتى أصبح مسموعا لمن حوله ، وهو يقول ، ولكن العروبة باقية والإسلام الذي اهتدت به أمم وشعوب باق وهذا البلد المحاصر باق ، نعم باق بحضارته بعروبته بإنسانيته بإسلامه باق ... باق وصامد ... صامد .. وأنتم أيها النائمون زائلون أنتم ومستعبدوكم .. زائلون ... زائلون ... فانتبه لنفسه فإذا هو أمام داره وحوله أهل بيته وجيرانه وهم يرددون معه ... صدقت صدقت إن العراق باق وهم الزائلون
    صباح الجميلي
    avatar
    ابو الثوار
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 103
    نقاط : 5190
    السٌّمعَة : 14
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010

    إنه باق وهم الزائلون Empty رد: إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف ابو الثوار الجمعة أغسطس 05, 2011 11:49 am

    صباح الجميلي كتب:

    من كتابات زمن الحصار الظالم الذي كان ضحيته الشعب العراقي نتيجة تضارب السياسات والمصالح وأطماع بعض دول الجوار في بلد الحضارات وغدرهم وغدر الأشقاء... ونتيجة لما أصاب العراق من ظلم نرى ما حل بمن غدروه والأيام القادمة ستظهر لنا ما سيصيب الطامعون بهذا البلد العريق ... إن العراق كطائر العنقاء الذي ينتفض حيا من بين الرماد

    إنه باقِ وهم الزائلون

    كان يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس عالي الهمة يضرب الأرض بقدميه بنشاط وحيوية وكأنه في الثلاثين من عمره رغم أنه قد تجاوز الستين ، وتراه كأنه يسابق السنين التي سبقته. هذه هي رياضته اليومية ، حسب نصيحة الأطباء ، فإن المشي هو أحسن رياضة للذين في عمره ، وفي كل يوم من مسيرته هذه تمر أمامه صور وحوادث ويسمع قصصا وأحاديث بعضها طبيعية مفرحة تبشر بان الدنيا لا تزال بخير وبعضها شاذة بالنسبة إليه ومحزنة تجعله يحس أنه غريب بين أهله وأنه يعيش في عصر غير عصره ... قهذا سائق يتمهل في سيره مؤشرا للسيارات خلفه أن تقف حيث أمامه امرأة عجوز تعبر الشارع ، وذلك آخر يتسابق بين أطفال بحقائبهم المدرسية يعبرون من منطقة العبورعلى الرغم من أن إشارة المرور الحمراء أمامه، وهذا بائع يسعى جاهدا أن يزن بالقسطاس لزبون له ، وذلك آخر لديه أوزان يبيع بها وأخرى يشتري بها وثالثة يقدمها لمسؤلي الرقابة للفحص والتدقيق، وهذا عامل في محطة خدمية يستقبلك بتحية جميلة وابتسامة أجمل ، ويقوم بواجبه على أكمل وجه ولا يتقاضى منك سوى حقه وذاك آخر يقف متفرجا متجهما وانت تقوم بواجبه ثم يزمجر في بوجهك مطالبا بالإكرامية ، وهذا تاجر أمامه بضاعة جيدة وسعرها مناسب بالنسبة للسوق وبربحه المنصف ، وآخر أمامه بضاعة مغشوشة فاسدة وكتاب يقسم به بأغلظ الأيمان بأنها بضاعة جيدة وأنه يبيعها بكلفتها وهو يعلم أنه يكذب ويعلم إننا نعلم ذلك، سبحان الله له في خلقه شؤون ..
    ومن هذه الصور الكثير الكثير تمر أمامه ويتذكر أيامه التي مرت وكيف كان الخطأ فيها شاذا ... واليوم كبف أصبح الحق فيها شاذا ، إنها الضمائر فليس من رقيب على الإنسان بعد الله إلا ضميره فإن مات الضمير مات صاحبه وإن كان حيا ..
    أخذ صوته يعلو وهو يدمدم مع نفسه ، هل أصبحت هذه الدنيا غابة يفترس القوي فيها الضعيف ، ولكن مهلا حتى وحوش الغابة لا تقتل ولا تفترس لهوا ولعبا أو كرها وحقدا ، بل لحماية صغارها أو لتؤمن لهم الطعام، هل حقا أصبحت ضمائر وحوش الغابة حية تحس وضمائر البعض من البشر ميتة بلا إحساس ..إن الدنيا تقوم ولا تقعد لإنقاذ طفلة مريضة بحاجة لقلب أو لكلية أو لمعالجة فيل مريض في حديقة الحيوان ، ولكن ما من عمل جاد لإنقاذ الألوف من الأطفال الذين يحصدهم موت الحصار في بلد كل ذنبه أنه قال لا لمن أراد أن يستعبده ويستعبد أهله وأشقائه...
    والأشقاء في سبات يغطون أو في شبه يقضة يمسحون عيونهم التي يغالبها النعاس يتفرجون وأشدهم يقضة ووطنية هو الذي يشير من بعيد بعدم عدالة هذا الوضع ويطلب حلا ، والحل أولا وآخرا بأيديهم ، ولو أرادوا لرفع الحصار يوم فرض ، ولكن هل يغضبون أصدقائهم ومستعبديهم ؟ ولماذا يغضبونهم ويد العدوان التي تضرب هذا البلد تنطلق من أراضيهم ..
    إنه يدمدم مع نفسه وصوته يرتفع أعلى وأعلى ربما يظنه من يراه وهو يكلم نفسه أنه مجنون ، نعم كيف لا وهو يسمع بإنسان من بلد معاد يتحرك ضميره الإنساني ليرفض الحصار ويلعن من فرضه ويتحرك من عاصمة العدوان بحافلة يجول بها في بلدان ومدن ليصل ههنا منددا بالحصار وبمن فرضه ... والأشقاء في سباتهم ينعمون وكأن هذا البلد لم يفتح صدره يوما ليحميهم كلما تعرضوا لعدوان .. وكأنه لم يقتطع من قوته ليعطيهم كلما تعرضوا لأزمة ، وكأنه لم يسرقوه يوم كان يقف أبنائه درعا يذود عنهم مشغولا بالدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يسرفون ما يسرقون على موائد الخمر والميسر في دور الرذيلة في بلد العدوان ، أهكذا الغدر والنكران ، أهي العروبة والإسلام ...
    إن صوته أصبح أعلى من ذي قبل ، حتى أصبح مسموعا لمن حوله ، وهو يقول ، ولكن العروبة باقية والإسلام الذي اهتدت به أمم وشعوب باق وهذا البلد المحاصر باق ، نعم باق بحضارته بعروبته بإنسانيته بإسلامه باق ... باق وصامد ... صامد .. وأنتم أيها النائمون زائلون أنتم ومستعبدوكم .. زائلون ... زائلون ... فانتبه لنفسه فإذا هو أمام داره وحوله أهل بيته وجيرانه وهم يرددون معه ... صدقت صدقت إن العراق باق وهم الزائلون
    صباح الجميلي

    احسنت وابدعت يا سيد الحروف
    الجبوري
    الجبوري
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 111
    نقاط : 5197
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    إنه باق وهم الزائلون Empty رد: إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف الجبوري الجمعة أغسطس 05, 2011 11:52 am

    صباح الجميلي كتب:

    من كتابات زمن الحصار الظالم الذي كان ضحيته الشعب العراقي نتيجة تضارب السياسات والمصالح وأطماع بعض دول الجوار في بلد الحضارات وغدرهم وغدر الأشقاء... ونتيجة لما أصاب العراق من ظلم نرى ما حل بمن غدروه والأيام القادمة ستظهر لنا ما سيصيب الطامعون بهذا البلد العريق ... إن العراق كطائر العنقاء الذي ينتفض حيا من بين الرماد

    إنه باقِ وهم الزائلون

    كان يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس عالي الهمة يضرب الأرض بقدميه بنشاط وحيوية وكأنه في الثلاثين من عمره رغم أنه قد تجاوز الستين ، وتراه كأنه يسابق السنين التي سبقته. هذه هي رياضته اليومية ، حسب نصيحة الأطباء ، فإن المشي هو أحسن رياضة للذين في عمره ، وفي كل يوم من مسيرته هذه تمر أمامه صور وحوادث ويسمع قصصا وأحاديث بعضها طبيعية مفرحة تبشر بان الدنيا لا تزال بخير وبعضها شاذة بالنسبة إليه ومحزنة تجعله يحس أنه غريب بين أهله وأنه يعيش في عصر غير عصره ... قهذا سائق يتمهل في سيره مؤشرا للسيارات خلفه أن تقف حيث أمامه امرأة عجوز تعبر الشارع ، وذلك آخر يتسابق بين أطفال بحقائبهم المدرسية يعبرون من منطقة العبورعلى الرغم من أن إشارة المرور الحمراء أمامه، وهذا بائع يسعى جاهدا أن يزن بالقسطاس لزبون له ، وذلك آخر لديه أوزان يبيع بها وأخرى يشتري بها وثالثة يقدمها لمسؤلي الرقابة للفحص والتدقيق، وهذا عامل في محطة خدمية يستقبلك بتحية جميلة وابتسامة أجمل ، ويقوم بواجبه على أكمل وجه ولا يتقاضى منك سوى حقه وذاك آخر يقف متفرجا متجهما وانت تقوم بواجبه ثم يزمجر في بوجهك مطالبا بالإكرامية ، وهذا تاجر أمامه بضاعة جيدة وسعرها مناسب بالنسبة للسوق وبربحه المنصف ، وآخر أمامه بضاعة مغشوشة فاسدة وكتاب يقسم به بأغلظ الأيمان بأنها بضاعة جيدة وأنه يبيعها بكلفتها وهو يعلم أنه يكذب ويعلم إننا نعلم ذلك، سبحان الله له في خلقه شؤون ..
    ومن هذه الصور الكثير الكثير تمر أمامه ويتذكر أيامه التي مرت وكيف كان الخطأ فيها شاذا ... واليوم كبف أصبح الحق فيها شاذا ، إنها الضمائر فليس من رقيب على الإنسان بعد الله إلا ضميره فإن مات الضمير مات صاحبه وإن كان حيا ..
    أخذ صوته يعلو وهو يدمدم مع نفسه ، هل أصبحت هذه الدنيا غابة يفترس القوي فيها الضعيف ، ولكن مهلا حتى وحوش الغابة لا تقتل ولا تفترس لهوا ولعبا أو كرها وحقدا ، بل لحماية صغارها أو لتؤمن لهم الطعام، هل حقا أصبحت ضمائر وحوش الغابة حية تحس وضمائر البعض من البشر ميتة بلا إحساس ..إن الدنيا تقوم ولا تقعد لإنقاذ طفلة مريضة بحاجة لقلب أو لكلية أو لمعالجة فيل مريض في حديقة الحيوان ، ولكن ما من عمل جاد لإنقاذ الألوف من الأطفال الذين يحصدهم موت الحصار في بلد كل ذنبه أنه قال لا لمن أراد أن يستعبده ويستعبد أهله وأشقائه...
    والأشقاء في سبات يغطون أو في شبه يقضة يمسحون عيونهم التي يغالبها النعاس يتفرجون وأشدهم يقضة ووطنية هو الذي يشير من بعيد بعدم عدالة هذا الوضع ويطلب حلا ، والحل أولا وآخرا بأيديهم ، ولو أرادوا لرفع الحصار يوم فرض ، ولكن هل يغضبون أصدقائهم ومستعبديهم ؟ ولماذا يغضبونهم ويد العدوان التي تضرب هذا البلد تنطلق من أراضيهم ..
    إنه يدمدم مع نفسه وصوته يرتفع أعلى وأعلى ربما يظنه من يراه وهو يكلم نفسه أنه مجنون ، نعم كيف لا وهو يسمع بإنسان من بلد معاد يتحرك ضميره الإنساني ليرفض الحصار ويلعن من فرضه ويتحرك من عاصمة العدوان بحافلة يجول بها في بلدان ومدن ليصل ههنا منددا بالحصار وبمن فرضه ... والأشقاء في سباتهم ينعمون وكأن هذا البلد لم يفتح صدره يوما ليحميهم كلما تعرضوا لعدوان .. وكأنه لم يقتطع من قوته ليعطيهم كلما تعرضوا لأزمة ، وكأنه لم يسرقوه يوم كان يقف أبنائه درعا يذود عنهم مشغولا بالدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يسرفون ما يسرقون على موائد الخمر والميسر في دور الرذيلة في بلد العدوان ، أهكذا الغدر والنكران ، أهي العروبة والإسلام ...
    إن صوته أصبح أعلى من ذي قبل ، حتى أصبح مسموعا لمن حوله ، وهو يقول ، ولكن العروبة باقية والإسلام الذي اهتدت به أمم وشعوب باق وهذا البلد المحاصر باق ، نعم باق بحضارته بعروبته بإنسانيته بإسلامه باق ... باق وصامد ... صامد .. وأنتم أيها النائمون زائلون أنتم ومستعبدوكم .. زائلون ... زائلون ... فانتبه لنفسه فإذا هو أمام داره وحوله أهل بيته وجيرانه وهم يرددون معه ... صدقت صدقت إن العراق باق وهم الزائلون
    صباح الجميلي

    نعم صدقت فهل من متعض ... رائعه
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    إنه باق وهم الزائلون Empty رد: إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة أغسطس 05, 2011 3:41 pm

    ابو الثوار كتب:
    صباح الجميلي كتب:

    من كتابات زمن الحصار الظالم الذي كان ضحيته الشعب العراقي نتيجة تضارب السياسات والمصالح وأطماع بعض دول الجوار في بلد الحضارات وغدرهم وغدر الأشقاء... ونتيجة لما أصاب العراق من ظلم نرى ما حل بمن غدروه والأيام القادمة ستظهر لنا ما سيصيب الطامعون بهذا البلد العريق ... إن العراق كطائر العنقاء الذي ينتفض حيا من بين الرماد

    إنه باقِ وهم الزائلون

    كان يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس عالي الهمة يضرب الأرض بقدميه بنشاط وحيوية وكأنه في الثلاثين من عمره رغم أنه قد تجاوز الستين ، وتراه كأنه يسابق السنين التي سبقته. هذه هي رياضته اليومية ، حسب نصيحة الأطباء ، فإن المشي هو أحسن رياضة للذين في عمره ، وفي كل يوم من مسيرته هذه تمر أمامه صور وحوادث ويسمع قصصا وأحاديث بعضها طبيعية مفرحة تبشر بان الدنيا لا تزال بخير وبعضها شاذة بالنسبة إليه ومحزنة تجعله يحس أنه غريب بين أهله وأنه يعيش في عصر غير عصره ... قهذا سائق يتمهل في سيره مؤشرا للسيارات خلفه أن تقف حيث أمامه امرأة عجوز تعبر الشارع ، وذلك آخر يتسابق بين أطفال بحقائبهم المدرسية يعبرون من منطقة العبورعلى الرغم من أن إشارة المرور الحمراء أمامه، وهذا بائع يسعى جاهدا أن يزن بالقسطاس لزبون له ، وذلك آخر لديه أوزان يبيع بها وأخرى يشتري بها وثالثة يقدمها لمسؤلي الرقابة للفحص والتدقيق، وهذا عامل في محطة خدمية يستقبلك بتحية جميلة وابتسامة أجمل ، ويقوم بواجبه على أكمل وجه ولا يتقاضى منك سوى حقه وذاك آخر يقف متفرجا متجهما وانت تقوم بواجبه ثم يزمجر في بوجهك مطالبا بالإكرامية ، وهذا تاجر أمامه بضاعة جيدة وسعرها مناسب بالنسبة للسوق وبربحه المنصف ، وآخر أمامه بضاعة مغشوشة فاسدة وكتاب يقسم به بأغلظ الأيمان بأنها بضاعة جيدة وأنه يبيعها بكلفتها وهو يعلم أنه يكذب ويعلم إننا نعلم ذلك، سبحان الله له في خلقه شؤون ..
    ومن هذه الصور الكثير الكثير تمر أمامه ويتذكر أيامه التي مرت وكيف كان الخطأ فيها شاذا ... واليوم كبف أصبح الحق فيها شاذا ، إنها الضمائر فليس من رقيب على الإنسان بعد الله إلا ضميره فإن مات الضمير مات صاحبه وإن كان حيا ..
    أخذ صوته يعلو وهو يدمدم مع نفسه ، هل أصبحت هذه الدنيا غابة يفترس القوي فيها الضعيف ، ولكن مهلا حتى وحوش الغابة لا تقتل ولا تفترس لهوا ولعبا أو كرها وحقدا ، بل لحماية صغارها أو لتؤمن لهم الطعام، هل حقا أصبحت ضمائر وحوش الغابة حية تحس وضمائر البعض من البشر ميتة بلا إحساس ..إن الدنيا تقوم ولا تقعد لإنقاذ طفلة مريضة بحاجة لقلب أو لكلية أو لمعالجة فيل مريض في حديقة الحيوان ، ولكن ما من عمل جاد لإنقاذ الألوف من الأطفال الذين يحصدهم موت الحصار في بلد كل ذنبه أنه قال لا لمن أراد أن يستعبده ويستعبد أهله وأشقائه...
    والأشقاء في سبات يغطون أو في شبه يقضة يمسحون عيونهم التي يغالبها النعاس يتفرجون وأشدهم يقضة ووطنية هو الذي يشير من بعيد بعدم عدالة هذا الوضع ويطلب حلا ، والحل أولا وآخرا بأيديهم ، ولو أرادوا لرفع الحصار يوم فرض ، ولكن هل يغضبون أصدقائهم ومستعبديهم ؟ ولماذا يغضبونهم ويد العدوان التي تضرب هذا البلد تنطلق من أراضيهم ..
    إنه يدمدم مع نفسه وصوته يرتفع أعلى وأعلى ربما يظنه من يراه وهو يكلم نفسه أنه مجنون ، نعم كيف لا وهو يسمع بإنسان من بلد معاد يتحرك ضميره الإنساني ليرفض الحصار ويلعن من فرضه ويتحرك من عاصمة العدوان بحافلة يجول بها في بلدان ومدن ليصل ههنا منددا بالحصار وبمن فرضه ... والأشقاء في سباتهم ينعمون وكأن هذا البلد لم يفتح صدره يوما ليحميهم كلما تعرضوا لعدوان .. وكأنه لم يقتطع من قوته ليعطيهم كلما تعرضوا لأزمة ، وكأنه لم يسرقوه يوم كان يقف أبنائه درعا يذود عنهم مشغولا بالدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يسرفون ما يسرقون على موائد الخمر والميسر في دور الرذيلة في بلد العدوان ، أهكذا الغدر والنكران ، أهي العروبة والإسلام ...
    إن صوته أصبح أعلى من ذي قبل ، حتى أصبح مسموعا لمن حوله ، وهو يقول ، ولكن العروبة باقية والإسلام الذي اهتدت به أمم وشعوب باق وهذا البلد المحاصر باق ، نعم باق بحضارته بعروبته بإنسانيته بإسلامه باق ... باق وصامد ... صامد .. وأنتم أيها النائمون زائلون أنتم ومستعبدوكم .. زائلون ... زائلون ... فانتبه لنفسه فإذا هو أمام داره وحوله أهل بيته وجيرانه وهم يرددون معه ... صدقت صدقت إن العراق باق وهم الزائلون
    صباح الجميلي

    احسنت وابدعت يا سيد الحروف

    شكرا اخي العزيز أبو الثوار ان لمروركم الجميل هذا له الأثر الكبير في استمراري على الكتابة اكرر شكري ..
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    إنه باق وهم الزائلون Empty رد: إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة أغسطس 05, 2011 3:44 pm

    الجبوري كتب:
    صباح الجميلي كتب:

    من كتابات زمن الحصار الظالم الذي كان ضحيته الشعب العراقي نتيجة تضارب السياسات والمصالح وأطماع بعض دول الجوار في بلد الحضارات وغدرهم وغدر الأشقاء... ونتيجة لما أصاب العراق من ظلم نرى ما حل بمن غدروه والأيام القادمة ستظهر لنا ما سيصيب الطامعون بهذا البلد العريق ... إن العراق كطائر العنقاء الذي ينتفض حيا من بين الرماد

    إنه باقِ وهم الزائلون

    كان يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس عالي الهمة يضرب الأرض بقدميه بنشاط وحيوية وكأنه في الثلاثين من عمره رغم أنه قد تجاوز الستين ، وتراه كأنه يسابق السنين التي سبقته. هذه هي رياضته اليومية ، حسب نصيحة الأطباء ، فإن المشي هو أحسن رياضة للذين في عمره ، وفي كل يوم من مسيرته هذه تمر أمامه صور وحوادث ويسمع قصصا وأحاديث بعضها طبيعية مفرحة تبشر بان الدنيا لا تزال بخير وبعضها شاذة بالنسبة إليه ومحزنة تجعله يحس أنه غريب بين أهله وأنه يعيش في عصر غير عصره ... قهذا سائق يتمهل في سيره مؤشرا للسيارات خلفه أن تقف حيث أمامه امرأة عجوز تعبر الشارع ، وذلك آخر يتسابق بين أطفال بحقائبهم المدرسية يعبرون من منطقة العبورعلى الرغم من أن إشارة المرور الحمراء أمامه، وهذا بائع يسعى جاهدا أن يزن بالقسطاس لزبون له ، وذلك آخر لديه أوزان يبيع بها وأخرى يشتري بها وثالثة يقدمها لمسؤلي الرقابة للفحص والتدقيق، وهذا عامل في محطة خدمية يستقبلك بتحية جميلة وابتسامة أجمل ، ويقوم بواجبه على أكمل وجه ولا يتقاضى منك سوى حقه وذاك آخر يقف متفرجا متجهما وانت تقوم بواجبه ثم يزمجر في بوجهك مطالبا بالإكرامية ، وهذا تاجر أمامه بضاعة جيدة وسعرها مناسب بالنسبة للسوق وبربحه المنصف ، وآخر أمامه بضاعة مغشوشة فاسدة وكتاب يقسم به بأغلظ الأيمان بأنها بضاعة جيدة وأنه يبيعها بكلفتها وهو يعلم أنه يكذب ويعلم إننا نعلم ذلك، سبحان الله له في خلقه شؤون ..
    ومن هذه الصور الكثير الكثير تمر أمامه ويتذكر أيامه التي مرت وكيف كان الخطأ فيها شاذا ... واليوم كبف أصبح الحق فيها شاذا ، إنها الضمائر فليس من رقيب على الإنسان بعد الله إلا ضميره فإن مات الضمير مات صاحبه وإن كان حيا ..
    أخذ صوته يعلو وهو يدمدم مع نفسه ، هل أصبحت هذه الدنيا غابة يفترس القوي فيها الضعيف ، ولكن مهلا حتى وحوش الغابة لا تقتل ولا تفترس لهوا ولعبا أو كرها وحقدا ، بل لحماية صغارها أو لتؤمن لهم الطعام، هل حقا أصبحت ضمائر وحوش الغابة حية تحس وضمائر البعض من البشر ميتة بلا إحساس ..إن الدنيا تقوم ولا تقعد لإنقاذ طفلة مريضة بحاجة لقلب أو لكلية أو لمعالجة فيل مريض في حديقة الحيوان ، ولكن ما من عمل جاد لإنقاذ الألوف من الأطفال الذين يحصدهم موت الحصار في بلد كل ذنبه أنه قال لا لمن أراد أن يستعبده ويستعبد أهله وأشقائه...
    والأشقاء في سبات يغطون أو في شبه يقضة يمسحون عيونهم التي يغالبها النعاس يتفرجون وأشدهم يقضة ووطنية هو الذي يشير من بعيد بعدم عدالة هذا الوضع ويطلب حلا ، والحل أولا وآخرا بأيديهم ، ولو أرادوا لرفع الحصار يوم فرض ، ولكن هل يغضبون أصدقائهم ومستعبديهم ؟ ولماذا يغضبونهم ويد العدوان التي تضرب هذا البلد تنطلق من أراضيهم ..
    إنه يدمدم مع نفسه وصوته يرتفع أعلى وأعلى ربما يظنه من يراه وهو يكلم نفسه أنه مجنون ، نعم كيف لا وهو يسمع بإنسان من بلد معاد يتحرك ضميره الإنساني ليرفض الحصار ويلعن من فرضه ويتحرك من عاصمة العدوان بحافلة يجول بها في بلدان ومدن ليصل ههنا منددا بالحصار وبمن فرضه ... والأشقاء في سباتهم ينعمون وكأن هذا البلد لم يفتح صدره يوما ليحميهم كلما تعرضوا لعدوان .. وكأنه لم يقتطع من قوته ليعطيهم كلما تعرضوا لأزمة ، وكأنه لم يسرقوه يوم كان يقف أبنائه درعا يذود عنهم مشغولا بالدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يسرفون ما يسرقون على موائد الخمر والميسر في دور الرذيلة في بلد العدوان ، أهكذا الغدر والنكران ، أهي العروبة والإسلام ...
    إن صوته أصبح أعلى من ذي قبل ، حتى أصبح مسموعا لمن حوله ، وهو يقول ، ولكن العروبة باقية والإسلام الذي اهتدت به أمم وشعوب باق وهذا البلد المحاصر باق ، نعم باق بحضارته بعروبته بإنسانيته بإسلامه باق ... باق وصامد ... صامد .. وأنتم أيها النائمون زائلون أنتم ومستعبدوكم .. زائلون ... زائلون ... فانتبه لنفسه فإذا هو أمام داره وحوله أهل بيته وجيرانه وهم يرددون معه ... صدقت صدقت إن العراق باق وهم الزائلون
    صباح الجميلي

    نعم صدقت فهل من متعض ... رائعه

    أطمئن أخي الجبوري فإن في النهاية لا يصح إلا الصحيح ويعود العراق شامخا كما كان ويكون الف شكر لمرورك العطر أخي الجبوري
    صباح الجميلي
    كراميل
    كراميل
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 157
    نقاط : 5240
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    إنه باق وهم الزائلون Empty رد: إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف كراميل السبت أغسطس 06, 2011 10:17 am

    صباح الجميلي كتب:

    من كتابات زمن الحصار الظالم الذي كان ضحيته الشعب العراقي نتيجة تضارب السياسات والمصالح وأطماع بعض دول الجوار في بلد الحضارات وغدرهم وغدر الأشقاء... ونتيجة لما أصاب العراق من ظلم نرى ما حل بمن غدروه والأيام القادمة ستظهر لنا ما سيصيب الطامعون بهذا البلد العريق ... إن العراق كطائر العنقاء الذي ينتفض حيا من بين الرماد

    إنه باقِ وهم الزائلون

    كان يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس عالي الهمة يضرب الأرض بقدميه بنشاط وحيوية وكأنه في الثلاثين من عمره رغم أنه قد تجاوز الستين ، وتراه كأنه يسابق السنين التي سبقته. هذه هي رياضته اليومية ، حسب نصيحة الأطباء ، فإن المشي هو أحسن رياضة للذين في عمره ، وفي كل يوم من مسيرته هذه تمر أمامه صور وحوادث ويسمع قصصا وأحاديث بعضها طبيعية مفرحة تبشر بان الدنيا لا تزال بخير وبعضها شاذة بالنسبة إليه ومحزنة تجعله يحس أنه غريب بين أهله وأنه يعيش في عصر غير عصره ... قهذا سائق يتمهل في سيره مؤشرا للسيارات خلفه أن تقف حيث أمامه امرأة عجوز تعبر الشارع ، وذلك آخر يتسابق بين أطفال بحقائبهم المدرسية يعبرون من منطقة العبورعلى الرغم من أن إشارة المرور الحمراء أمامه، وهذا بائع يسعى جاهدا أن يزن بالقسطاس لزبون له ، وذلك آخر لديه أوزان يبيع بها وأخرى يشتري بها وثالثة يقدمها لمسؤلي الرقابة للفحص والتدقيق، وهذا عامل في محطة خدمية يستقبلك بتحية جميلة وابتسامة أجمل ، ويقوم بواجبه على أكمل وجه ولا يتقاضى منك سوى حقه وذاك آخر يقف متفرجا متجهما وانت تقوم بواجبه ثم يزمجر في بوجهك مطالبا بالإكرامية ، وهذا تاجر أمامه بضاعة جيدة وسعرها مناسب بالنسبة للسوق وبربحه المنصف ، وآخر أمامه بضاعة مغشوشة فاسدة وكتاب يقسم به بأغلظ الأيمان بأنها بضاعة جيدة وأنه يبيعها بكلفتها وهو يعلم أنه يكذب ويعلم إننا نعلم ذلك، سبحان الله له في خلقه شؤون ..
    ومن هذه الصور الكثير الكثير تمر أمامه ويتذكر أيامه التي مرت وكيف كان الخطأ فيها شاذا ... واليوم كبف أصبح الحق فيها شاذا ، إنها الضمائر فليس من رقيب على الإنسان بعد الله إلا ضميره فإن مات الضمير مات صاحبه وإن كان حيا ..
    أخذ صوته يعلو وهو يدمدم مع نفسه ، هل أصبحت هذه الدنيا غابة يفترس القوي فيها الضعيف ، ولكن مهلا حتى وحوش الغابة لا تقتل ولا تفترس لهوا ولعبا أو كرها وحقدا ، بل لحماية صغارها أو لتؤمن لهم الطعام، هل حقا أصبحت ضمائر وحوش الغابة حية تحس وضمائر البعض من البشر ميتة بلا إحساس ..إن الدنيا تقوم ولا تقعد لإنقاذ طفلة مريضة بحاجة لقلب أو لكلية أو لمعالجة فيل مريض في حديقة الحيوان ، ولكن ما من عمل جاد لإنقاذ الألوف من الأطفال الذين يحصدهم موت الحصار في بلد كل ذنبه أنه قال لا لمن أراد أن يستعبده ويستعبد أهله وأشقائه...
    والأشقاء في سبات يغطون أو في شبه يقضة يمسحون عيونهم التي يغالبها النعاس يتفرجون وأشدهم يقضة ووطنية هو الذي يشير من بعيد بعدم عدالة هذا الوضع ويطلب حلا ، والحل أولا وآخرا بأيديهم ، ولو أرادوا لرفع الحصار يوم فرض ، ولكن هل يغضبون أصدقائهم ومستعبديهم ؟ ولماذا يغضبونهم ويد العدوان التي تضرب هذا البلد تنطلق من أراضيهم ..
    إنه يدمدم مع نفسه وصوته يرتفع أعلى وأعلى ربما يظنه من يراه وهو يكلم نفسه أنه مجنون ، نعم كيف لا وهو يسمع بإنسان من بلد معاد يتحرك ضميره الإنساني ليرفض الحصار ويلعن من فرضه ويتحرك من عاصمة العدوان بحافلة يجول بها في بلدان ومدن ليصل ههنا منددا بالحصار وبمن فرضه ... والأشقاء في سباتهم ينعمون وكأن هذا البلد لم يفتح صدره يوما ليحميهم كلما تعرضوا لعدوان .. وكأنه لم يقتطع من قوته ليعطيهم كلما تعرضوا لأزمة ، وكأنه لم يسرقوه يوم كان يقف أبنائه درعا يذود عنهم مشغولا بالدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يسرفون ما يسرقون على موائد الخمر والميسر في دور الرذيلة في بلد العدوان ، أهكذا الغدر والنكران ، أهي العروبة والإسلام ...
    إن صوته أصبح أعلى من ذي قبل ، حتى أصبح مسموعا لمن حوله ، وهو يقول ، ولكن العروبة باقية والإسلام الذي اهتدت به أمم وشعوب باق وهذا البلد المحاصر باق ، نعم باق بحضارته بعروبته بإنسانيته بإسلامه باق ... باق وصامد ... صامد .. وأنتم أيها النائمون زائلون أنتم ومستعبدوكم .. زائلون ... زائلون ... فانتبه لنفسه فإذا هو أمام داره وحوله أهل بيته وجيرانه وهم يرددون معه ... صدقت صدقت إن العراق باق وهم الزائلون
    صباح الجميلي


    ]b] لا نجامل الابداع يفرض نفسه[/b]
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    إنه باق وهم الزائلون Empty رد: إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي السبت أغسطس 06, 2011 3:06 pm

    كراميل كتب:
    صباح الجميلي كتب:

    من كتابات زمن الحصار الظالم الذي كان ضحيته الشعب العراقي نتيجة تضارب السياسات والمصالح وأطماع بعض دول الجوار في بلد الحضارات وغدرهم وغدر الأشقاء... ونتيجة لما أصاب العراق من ظلم نرى ما حل بمن غدروه والأيام القادمة ستظهر لنا ما سيصيب الطامعون بهذا البلد العريق ... إن العراق كطائر العنقاء الذي ينتفض حيا من بين الرماد

    إنه باقِ وهم الزائلون

    كان يسير بخطى ثابتة مرفوع الرأس عالي الهمة يضرب الأرض بقدميه بنشاط وحيوية وكأنه في الثلاثين من عمره رغم أنه قد تجاوز الستين ، وتراه كأنه يسابق السنين التي سبقته. هذه هي رياضته اليومية ، حسب نصيحة الأطباء ، فإن المشي هو أحسن رياضة للذين في عمره ، وفي كل يوم من مسيرته هذه تمر أمامه صور وحوادث ويسمع قصصا وأحاديث بعضها طبيعية مفرحة تبشر بان الدنيا لا تزال بخير وبعضها شاذة بالنسبة إليه ومحزنة تجعله يحس أنه غريب بين أهله وأنه يعيش في عصر غير عصره ... قهذا سائق يتمهل في سيره مؤشرا للسيارات خلفه أن تقف حيث أمامه امرأة عجوز تعبر الشارع ، وذلك آخر يتسابق بين أطفال بحقائبهم المدرسية يعبرون من منطقة العبورعلى الرغم من أن إشارة المرور الحمراء أمامه، وهذا بائع يسعى جاهدا أن يزن بالقسطاس لزبون له ، وذلك آخر لديه أوزان يبيع بها وأخرى يشتري بها وثالثة يقدمها لمسؤلي الرقابة للفحص والتدقيق، وهذا عامل في محطة خدمية يستقبلك بتحية جميلة وابتسامة أجمل ، ويقوم بواجبه على أكمل وجه ولا يتقاضى منك سوى حقه وذاك آخر يقف متفرجا متجهما وانت تقوم بواجبه ثم يزمجر في بوجهك مطالبا بالإكرامية ، وهذا تاجر أمامه بضاعة جيدة وسعرها مناسب بالنسبة للسوق وبربحه المنصف ، وآخر أمامه بضاعة مغشوشة فاسدة وكتاب يقسم به بأغلظ الأيمان بأنها بضاعة جيدة وأنه يبيعها بكلفتها وهو يعلم أنه يكذب ويعلم إننا نعلم ذلك، سبحان الله له في خلقه شؤون ..
    ومن هذه الصور الكثير الكثير تمر أمامه ويتذكر أيامه التي مرت وكيف كان الخطأ فيها شاذا ... واليوم كبف أصبح الحق فيها شاذا ، إنها الضمائر فليس من رقيب على الإنسان بعد الله إلا ضميره فإن مات الضمير مات صاحبه وإن كان حيا ..
    أخذ صوته يعلو وهو يدمدم مع نفسه ، هل أصبحت هذه الدنيا غابة يفترس القوي فيها الضعيف ، ولكن مهلا حتى وحوش الغابة لا تقتل ولا تفترس لهوا ولعبا أو كرها وحقدا ، بل لحماية صغارها أو لتؤمن لهم الطعام، هل حقا أصبحت ضمائر وحوش الغابة حية تحس وضمائر البعض من البشر ميتة بلا إحساس ..إن الدنيا تقوم ولا تقعد لإنقاذ طفلة مريضة بحاجة لقلب أو لكلية أو لمعالجة فيل مريض في حديقة الحيوان ، ولكن ما من عمل جاد لإنقاذ الألوف من الأطفال الذين يحصدهم موت الحصار في بلد كل ذنبه أنه قال لا لمن أراد أن يستعبده ويستعبد أهله وأشقائه...
    والأشقاء في سبات يغطون أو في شبه يقضة يمسحون عيونهم التي يغالبها النعاس يتفرجون وأشدهم يقضة ووطنية هو الذي يشير من بعيد بعدم عدالة هذا الوضع ويطلب حلا ، والحل أولا وآخرا بأيديهم ، ولو أرادوا لرفع الحصار يوم فرض ، ولكن هل يغضبون أصدقائهم ومستعبديهم ؟ ولماذا يغضبونهم ويد العدوان التي تضرب هذا البلد تنطلق من أراضيهم ..
    إنه يدمدم مع نفسه وصوته يرتفع أعلى وأعلى ربما يظنه من يراه وهو يكلم نفسه أنه مجنون ، نعم كيف لا وهو يسمع بإنسان من بلد معاد يتحرك ضميره الإنساني ليرفض الحصار ويلعن من فرضه ويتحرك من عاصمة العدوان بحافلة يجول بها في بلدان ومدن ليصل ههنا منددا بالحصار وبمن فرضه ... والأشقاء في سباتهم ينعمون وكأن هذا البلد لم يفتح صدره يوما ليحميهم كلما تعرضوا لعدوان .. وكأنه لم يقتطع من قوته ليعطيهم كلما تعرضوا لأزمة ، وكأنه لم يسرقوه يوم كان يقف أبنائه درعا يذود عنهم مشغولا بالدفاع عن الأرض والعرض ، وهم يسرفون ما يسرقون على موائد الخمر والميسر في دور الرذيلة في بلد العدوان ، أهكذا الغدر والنكران ، أهي العروبة والإسلام ...
    إن صوته أصبح أعلى من ذي قبل ، حتى أصبح مسموعا لمن حوله ، وهو يقول ، ولكن العروبة باقية والإسلام الذي اهتدت به أمم وشعوب باق وهذا البلد المحاصر باق ، نعم باق بحضارته بعروبته بإنسانيته بإسلامه باق ... باق وصامد ... صامد .. وأنتم أيها النائمون زائلون أنتم ومستعبدوكم .. زائلون ... زائلون ... فانتبه لنفسه فإذا هو أمام داره وحوله أهل بيته وجيرانه وهم يرددون معه ... صدقت صدقت إن العراق باق وهم الزائلون
    صباح الجميلي


    ]b] لا نجامل الابداع يفرض نفسه[/b]

    بارك اله فيك زميلتي العزيزة وشاعرتي المبدعة الف شكر لمرورك العطر..
    صباح الجميلي
    avatar
    زائر
    زائر


    إنه باق وهم الزائلون Empty رد: إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف زائر الخميس ديسمبر 26, 2013 9:09 am



    رائعٌ يا أُستاذي، روعةً ليسَ لها حُدود...
    لكلامكَ أيضًا أثرٌ باقٍ أبدًا في فؤادي.
    سَـلامي لكَ والدي

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    إنه باق وهم الزائلون Empty رد: إنه باق وهم الزائلون

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الخميس ديسمبر 26, 2013 2:09 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:


    رائعٌ يا أُستاذي، روعةً ليسَ لها حُدود...
    لكلامكَ أيضًا أثرٌ باقٍ أبدًا في فؤادي.
    سَـلامي لكَ والدي


    يا لجمال مرورك وشذاه وروعة ردودك وعلاه ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:41 pm