القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


+4
ابو الثوار
مؤسس المنتدى
ابتسامة امل
صباح الجميلي
8 مشترك

    معن بن زائدة ..

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الخميس سبتمبر 29, 2011 9:54 pm

    [
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]
    ابتسامة امل
    ابتسامة امل
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 105
    نقاط : 5204
    السٌّمعَة : 12
    تاريخ التسجيل : 15/06/2010
    42

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف ابتسامة امل الجمعة سبتمبر 30, 2011 7:36 pm

    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    بارك الله فيك موضوع شيق
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25969
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الجمعة سبتمبر 30, 2011 7:49 pm

    [quote="صباح الجميلي"][
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]
    [/quote]

    اخذتنا الى عمق التاريخ ومع حدث كبير وباسلوب رائع كان ابداعك مميزا كما عودتنا استاذي الفاضل
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة سبتمبر 30, 2011 9:18 pm

    ابتسامة امل كتب:
    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    بارك الله فيك موضوع شيق

    شكرا زميلتي العزيزة ابتسامة امل ان مرورك العطر هذا دائما يجعل يومي مبتسما ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة سبتمبر 30, 2011 9:22 pm

    [quote="Admin"]
    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]
    [/quote]

    اخذتنا الى عمق التاريخ ومع حدث كبير وباسلوب رائع كان ابداعك مميزا كما عودتنا استاذي الفاضل

    الف شكر استاذي الفاضل لقد اخجلتني كلماتك الرقيقة هذه كما اسعدني مرورك العطر ... سلمت لي اخا حبيبا وبارك الله فيك
    صباح الجميلي
    avatar
    ابو الثوار
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 103
    نقاط : 5190
    السٌّمعَة : 14
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف ابو الثوار السبت أكتوبر 01, 2011 6:19 pm

    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    من روائع الكلام ابداعك واضح
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي السبت أكتوبر 01, 2011 8:10 pm

    ابو الثوار كتب:
    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    من روائع الكلام ابداعك واضح

    شكرا زميلي الغالي ... ان لتشجيعكم الأثر الكبير بالإستمرار على الكتابة ... اكرر شكري لمرورك العطر ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    avatar
    قاسم
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 142
    نقاط : 5033
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 12/01/2011

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف قاسم الأحد أكتوبر 02, 2011 6:38 pm

    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]
    من رائع الى اروع
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأحد أكتوبر 02, 2011 9:13 pm

    قاسم كتب:
    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]
    من رائع الى اروع

    الف شكر لمرورك العطر أخي قاسم بارك الله فيك ولك مني أحلى الأماني
    صباح الجميلي
    وميض
    وميض
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1492
    نقاط : 7880
    السٌّمعَة : 124
    تاريخ التسجيل : 29/05/2010
    37
    الموقع : قلب المنتدى النابض

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف وميض الجمعة أكتوبر 07, 2011 8:53 am

    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    عدت بنا الى الاخلاق الرفيعه براعتك هذه
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة أكتوبر 07, 2011 9:20 am

    وميض كتب:
    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    عدت بنا الى الاخلاق الرفيعه براعتك هذه

    أخي وميض ان الصفات والأخلاق الرفيعة لا زالت في نفوس الطيبين امثالك ولن تختفي ابدا ... والتاريخ شاهد بأحداثه على صحة ما أقول ... اسعدني مرورك الجميل أخي وميض ... اكرر شكري
    صباح الجميلي
    هدى
    هدى
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 145
    نقاط : 5224
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف هدى الثلاثاء نوفمبر 01, 2011 5:24 pm

    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    بارك الله فيك اغنيتنا بمعلومات قيمة
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء نوفمبر 01, 2011 8:45 pm

    هدى كتب:
    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    بارك الله فيك اغنيتنا بمعلومات قيمة

    زميلتي الغالية هدى ... لقد اسعدني مرورك الجميل ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    avatar
    زائر
    زائر


    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف زائر الخميس يناير 19, 2012 11:52 pm

    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    صدقني يا أُسـتاذي أنّي حيـنَ أقرأُ لكَ؛ يدخلُ الفرحُ إلى نفسي، والسَـعادةُ تسـكنُ فؤادي...
    شُـكراً جزيـلاً لكَ على هذهِ المُسـاهمةِ الرائعةِ والّتي كانت بمثابةِ عاصفةٍ من الابداعِ، وهبـت في قلبي.
    لكَ مني كلَّ المودةِ والتقدير، ابنتُـكَ يُسْــرى
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة يناير 20, 2012 11:02 am

    يسرى محمود محاجنه كتب:
    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]

    صدقني يا أُسـتاذي أنّي حيـنَ أقرأُ لكَ؛ يدخلُ الفرحُ إلى نفسي، والسَـعادةُ تسـكنُ فؤادي...
    شُـكراً جزيـلاً لكَ على هذهِ المُسـاهمةِ الرائعةِ والّتي كانت بمثابةِ عاصفةٍ من الابداعِ، وهبـت في قلبي.
    لكَ مني كلَّ المودةِ والتقدير، ابنتُـكَ يُسْــرى

    يسرى ... دعائي الى الله متضرعا ان تكوني دائما بفرح وسعادة شكرا لبصمتك العطرة
    صباح الجميلي
    سوسو
    سوسو
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 249
    نقاط : 7103
    السٌّمعَة : 46
    تاريخ التسجيل : 31/05/2010
    62
    الموقع : اوفياء المنتدى

    معن بن زائدة .. Empty الرد على معن بن زائدة

    مُساهمة من طرف سوسو الأحد يناير 22, 2012 10:49 am


    كاتبنا المبدع انت دائما تبدعنا بما هو جميل وشيق وتنير دروب كل من يقرأ ويتعلم منك الكثير وان ذهبت من افكارنا قصص وروايات فانت تذكرنا بها وتنير عقولناوتجدد كل ماهو جميل انا لااستطيع ان اعبر مدى شكري وتقديري لك
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأحد يناير 22, 2012 3:07 pm

    سوسو كتب:
    كاتبنا المبدع انت دائما تبدعنا بما هو جميل وشيق وتنير دروب كل من يقرأ ويتعلم منك الكثير وان ذهبت من افكارنا قصص وروايات فانت تذكرنا بها وتنير عقولناوتجدد كل ماهو جميل انا لااستطيع ان اعبر مدى شكري وتقديري لك

    الشكر لك غاليتي - سوسو - فإن لتشجيعكم الأثر الكبير واهتمامكم بما أكتب له الدافع والمسؤولية لكي استمر فألف شكر لك وبارك الله فيك
    صباح الجميلي
    سوسو
    سوسو
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 249
    نقاط : 7103
    السٌّمعَة : 46
    تاريخ التسجيل : 31/05/2010
    62
    الموقع : اوفياء المنتدى

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف سوسو الأحد يناير 29, 2012 11:11 am

    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]



    سلمت يدك يامبدع
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    معن بن زائدة .. Empty رد: معن بن زائدة ..

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأحد يناير 29, 2012 4:24 pm

    سوسو كتب:
    صباح الجميلي كتب:[
    center]احبائي كادر وأعضاء هذا المنتدى العطر
    تمر بي دائما ذكريات الدراسة في المتوسطة والثانية حيث كان المعلم معلما والمدرس مدرسا وما اقتصرت مهمتهم على التعليم والتدريس فقط بل كانوا فعلا مربين لأجيال رصينة عملت بع انهاء دراساتهم العليا وبنت بلدا مزدهرا وحتى تولى أمر هذا البلد الجريح أناس انعدمت عندهم الدراية والإدارة فحصل ما حصل من جراح لا تزال تنزف ...
    وكانت المناهج تربوية تنشأ جيلا يتحلى بالفضائل والحكم وبعيدة عن التطرف والتسييس الذي نلمسه في هذه الأيام السوداء ... معذرة إذ اطلت عليكم واسمحوا لي ان أعود الى ما احب ان اساهم فيه ...
    إن تاريخنا العربي والإسلامي زاخر ببديع القصص والحكم وبالرجال الذين بنوا وشيدوا حضارة اصبحت مدرسة ونبراسا للعالم أجمع ... واذكر لكم من هذه الشخصيات واحدا من رجالات العرب والذي اشتهر بحِلمه ودماثة خلقه بالإضافة الى كرمه ورعايته لمعيته وشجاعته وفصاحته ... ذلك هو معن بن زائدة الشيباني وكنيته أبو الوليد ... وادرج لكم جانبا من حياة هذا الرجل الحكيم والتي قرأتها في كتب النصوص والأدب اثناء الدراسة الثانوية ولا تزال عالقة بالذهن لا تبارحه .... وهذه هي قصة معن بن زائدة وحِلمه... آمل أن تعجبكم ....

    حِلم معن بن زائدة
    تذاكر جماعة فيما بينهم أخبار معن بن زائدة ، وما هو عليه من وفرة الحلم ولين الجانب ، وأطالوا في ذلك ، فقام أعرابي وآل على نفسه (أخذ على نفسه) أن يغضبه ، فقالوا: إن قدرت على إغضابه فلك مائة بعير. فانطلق الأعرابي الى بيته ، وعمد الى شاة له فسلخها ثم ارتدى بإهابها (بجلدها) جاعلا باطنه ظاهره ، ثم دخل على معن بصورته تلك ، ووقف أمامه طافح (منتفخ) العينين كالخليع ، تارة ينظر الى الأرض وتارة ينظر الى السماء ، ثم قال :

    أتذكر إذ لحافك جلد شاة ...... وإذ نعلاك من جلد البعير

    قال معن : أذكر ذلك ولا انساه با أخا العرب.

    فقال الأعرابي:

    فسبحان الذي أعطاك ملكا ....... وعلمك الجلوس على السرير

    فقال معن : سبحانه وتعالى

    فقال الأعرابي :

    فلست مسلما ما عشت حيا ....... على معن بتسليم الأمير

    فقال معن:

    إن سلمت رددنا عليك السلام ، وإن تركت فلا ضير عليك (لا ضرر عليك)

    فقال الأعرابي:

    سأرحل عن بلاد انت فيها ..... ولو جار الزمان على الفقير

    فقال معن:

    إن أقمت بنا فعلى الرحب والسعة ، وإن رحلت عنا فمصحوبا بالسلامة.

    فقال الأعرابي وقد أعياه (أتعبه) حِلم معن:

    فجد لي يا ابن ناقصة بمال .... فإني قد عزمت على المسير

    فقال معن: أعطوه ألف دينار .

    فأخذها الأعرابي وقال:

    قليل ما أتيت به وإني ...... لأطمع منك بالمال الكثير
    فثن فقد أتاك الملك عفوا ...... بلا عقل ولا رأي منير

    فقال معن : أعطوه ألفا ثانيا.

    فتقدم الأعرابي إليه وقبل يديه وقال:

    سألت الجود أن يبقيك ذخرا ..... فما لك في البرية من نظير
    فمنك الجود والأفضال حقا ..... وفيض يديك كالبحر الغزير

    فقال معن : أعطيناه على هجوه ألفين ، فاعطوه على مدحنا أربعة آلاف.
    فقال الأعرابي: جعلت فداك ، ما فعلت ذلك إلا لمائة بعير جعلت على إغضابك .
    فقال معن : لا خوف عليك ، ثم أمر له بمائتي بعير ، نصفها للرهان والنصف الآخر له . فانصرف الأعرابي داعيا شاكرا ...
    صباح الجميلي
    [/center]



    سلمت يدك يامبدع

    زميلتي الغالية وشاعرتي المبدعة - سوسو - ان لتشجيعكم الأثر الكبير والدافع القوي للإستمرار ... شكرا لمرورك العطر الذي يسعدني دائما وكم يسعدني أن أقرأ لك وسلمت لي
    صباح الجميلي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:05 pm