غادة جميلة ... جاءت إليه لاجئة ضائعة لا معين ولا سند تطلب رعايته ... فعطف عليها ورعاها اجمل الرعاية ... واهتم بها ... ثم تعلق بها ... وعاهدته على الوفاء والحب ... وكتب لها من نزف القلب ما كتب ... ثم دارت الأيام وغرتها الدنيا فباعت العهود وباعت الوفاء ... فكتب لها مودعا غير آسف لفراقها
وهل لجراح القلب دواء
هاك أوراقا متفرقة سهلة الفناء
كسنين العمر التي ذهبت آلآ وهباء
إن حفظت الحب فأنت له رمزا ورجاء
أو نسيت الذي مضى فلك الحكم والقضاء
لا تبالي ولا تداري إنني الطائر العنقاء
التي قامت حية لا جراح ولا دماء
أرحيل مفاجئ وتركتي الحب شقاء
أم تآلفت والبريق الذي يوحي بالثراء
فتناسيت ما وعدت من الحب والوفاء
وتسارعت كالفراش ظننت النار ضياء
أنسيت ما سطر القلب من شدو وغناء
وأهازيج غنها القلب في الصبح والمساء
إذهبي غير آسف لرحيل بلا بكاء
لقد اخترت درب آل خيال لك الرثاء
إذهبي في رعاية الله مني لك الدعاء
ولندعو الله عسى لجراح القلب دواء
صباح الجميلي