لقد قرأت لك
(روح فهمه الحاج أحمد أغا)
قصة مثل بغدادي
(روح فهمه الحاج أحمد أغا)
قصة مثل بغدادي
أحبائي أعضاء وكوادر المنتدى الكرام.... لم تكن الأمثال ولا الأحاديث في تاريخنا العربي وفي حضارة هذه الأمة التي كانت المعلم الأول لباقي الأمم والشعوب ، إلا وليدة تلك التجارب التي مرت بها وعليها ... واليوم اسمحو لي أن نبحر معا في بحور الأمثال مستذكرين قصصها وكيف رويت وكيف اصبحت مضرب الأمثال ... منها الطريف ومنها الفراسة والحكمة ... ومنها الألم ومنها الحسرة والندم ... سأروي لكم هذه القصة وفيها كلمات من اللهجة البغدادية الدارجة في حينه ولا تزال ...
قصتنا اليوم عن مثل نردده عندما نتعب في إفهام أحدهم حقيقة واضحة كالشمس ولا تحتاج الى برهان ويكون الحكم فيها حسب أهواء الحاكم المتسلط ... ذلك هو (روح فهمه الحجي أحمد أغا) ...
يحكى أنه في زمن العهد العثماني كان في بغداد رئيسا للشرطة يدعى
(حاج أحمد أغا) وكان من الصعب جدا ان يفهم ابسط الحقائق ... ذهبت إليه يوما امرأة كبيرة تشكو عنده ابنها العاق الذي لا يرعاها ويتركها معوزة محتاجة ... فأمر الحاج أحمد أغا جلاوزته أن يأخذوا هذه المرأة المسكينة لتدلهم على ابنها وأن يأتوا به مقيدا ضربا بالسياط .... فعندما سمعت الأم هذا، أشفقت على ابنها ولا تدري ما تفعل ولا يمكنها التنازل عن شكواها أمام الحاج أحمد .... وهي تمشي مع الجلاوزة في السوق ... شاهدت شابا قد أنعم الله عليه بالصحة والعافية وقوة البدن ... فقالت الى الجلاوزة ..(ولدي هذا ابني) .... فسحبوه الجلاوزة (بالكفخات والضرب) وأحضروه مقيدا الى الحاج أحمد أغا ... وسأله الحاج ... (ولك انت ليش عاق وما تداري أمك... ظالم ...كافر) فأجاب الشاب ( حجي والله هذه ليست أمي ولا أعرفها وأمي توفت قبل خمسة سنوات) فقال الحاج ( ولك انت تنكر أمك كذلك) فأمر بضربه أولا ثم قال (حكمت عليك تحمل أمك على ظهرك وتفتر بيها السوق حتى تصير عبرة لكل ولد عاق) فحملها الشاب مكرها وهو يدور بها في السوق شاهده أخاه الأكير وقال (ولك هذي منو الشايلها على ظهرك؟) فأجاب الشاب (هذي أمنا) فقال أخوه (ولك مو أمنا ماتت قبل خمسة سنين) فأجاب الشاب صحيح بس (روح فهمه الحاج أحمد أغا) .... ومنذ ذلك الوقت ... ذهبت هذه المقولة مثلا ...
صباح الجميلي / بتصرف