تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
د. صبا الجميلي
هويتي
سألني أحدهم.. ما بكِ ؟؟ .. فأجبته دون أن أنظر إليه .. إني أبكي ... فسألني .. لماذا ؟؟ .. فقلت ... لأن الله خلق لنا الدموع .... فهز برأسه قائلا .. خلق لنا الدموع لكي نبكي بها ... حينها نظرتُ إليه فقال .. من أنت ؟.. فأجبت.. اليوم الذي تتلبد فيه الغيوم فتمطر فيه السماء ثم تتوقف لوهلة فتعاود المطر ثم يتوقف من جديد ويعاود الهطول من جديد حتى ينتهي اليوم، وأحيانا تمطر أياما متتالية .. ذلك الشتاء الممطر هو عيوني .. والصيف الشديد الحرارة الذي يصهر الحديد بحرارة نيرانه .. ذلك هو قلبي .. والخريف الباهت الألوان والذي تذبل فيه أوراق الأشجار فتتساقط واحدة تلو الأخرى .. شيئا فشيئا فيقتلها اليباس وتموت .. تلك هي روحي ... فسألني بعد صمتي لوهلة وقال .. وماذا عن الربيع ؟!.. فأجبت .. لو كان طويل المدة لاستحق ذكره .. ولكني سأصفه لك .. إن أزهاره قصيرة العمر .. لأن أيامه سرعان ما تمر .. تلك هي سعادتي ... فنظرت إليه وانا أقول .. ليت تتقابل الفصول .. فيُطفئ مطر الشتاء من عيوني نار قلبي ويبرّد صيفه الحار .. وليت الربيع يعرف الخلود .. لما سمح للخريف أن يحين أوانه ... فقال لي بعد صمتي .. ولكن هذا محال ! .. فاجبت .. أعلم بذلك .. فقال .. ولكن ألا تدركين أن الربيع بالرغم من مدته القصيرة هو موجود ؟.. فقلت .. ولكن ألا تدرك بأن الخريف هو آخر الفصول وختامها ؟.. فقال .. ولكن الفصول تتكرر .. فقلت والبشر أيضا يتكرر .. فالشتاء المقبل ستجد غيري يجلس مكاني وغيرك يسأله أسئلتك ..
ثم قمت من محلي وبدأت أسير بدربي وبعد خطوتين استدرت إليه وسألت .. هل عرفتَ الآن من أنا ؟.. فهز برأسه وهو يجيب .. أنت ابنة آدم وحواء كما أنا .. فابتسمتُ إليه وأكملتُ سيري ...
ثم قمت من محلي وبدأت أسير بدربي وبعد خطوتين استدرت إليه وسألت .. هل عرفتَ الآن من أنا ؟.. فهز برأسه وهو يجيب .. أنت ابنة آدم وحواء كما أنا .. فابتسمتُ إليه وأكملتُ سيري ...
د. صبا الجميلي