القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


+2
سوسو
صباح الجميلي
6 مشترك

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأحد فبراير 26, 2012 11:55 pm

    لقد قرأت لك / الحسن ابن هاني / المكنى بأبي نؤاس ....

    أحبائي كادر وأعضاء بيتنا الثاني منتدى – القلم – وأنا أقلب صفحات كتبي وما لدي من دواوين الشعراء قديمهم وحديثهم وقع نظري على ديوان الشاعر الماجن الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ، وأحببت أن تشاركوني ما قرأت عنه آملا أن تروق لكم .... وسأتطرق إن شاء الله بعد هذا الى شعراء آخرين لنستعرض حياتهم وشعرهم ...
    أبو نؤاس ألحسن ابن هاني شاعر الخمريات ......

    حياته ونشأته
    الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس ، عاش في العصر العباسي أيام هارون الرشيد والأمين ... شاعر ماجن عشق الخمرة وتغنى بها حتى أصبح يدعى بحق شاعر الخمريات، وله قصائد رائعة في الخمر والغزل والرثاء والزهد .... وكان شعوبي الإتجاه فارسي الهوى ....
    ولد الحسن ابن هاني في البصرة سنة 136 هـ وقيل 140 هـ وتوفي سنة 195 هـ وقيل 196 هـ ، ونشأ يتيما وترعرع في دارأمه حيث كان دارها ملتقى طلاب الخمرة والطرب والمجون .. فعاش طفولته في مثل هذه البيئة الماجنة، ثم بعد أن تزوجت أمه من رجل من أهل البصرة كان عشيقاً لها، تركته وحيدا ...
    عمل أبو نؤاس عند عطار يبري له أعواد البخور فكان لا يرى بيته إلا ليلا لينام ... ومن تعب العمل في دكان العطار كانت تقوده قدماه الى المسجد الجامع حيث حلقات العلم والأدب والشعر والقصص.. ثم اختلط بالأحداث وارتاد مجالس الأصدقاء وتعاطى الخمر معهم وأدمنها ...
    شاءت الصدف أن يلتقي بالشاعر الماجن والبه بن الحباب الأسدي والمكنى بأبي أسامة ... وكان أبو نؤاس من المتتبعين لشعر والبه وأخباره والمعجبين به وحافظاً للكثير من شعره ... وقد سار معه الى الكوفة حيث مجالس الشعراء والمحدثين ... ومن شدة حبه للتزود بأخبار البادية استأذن والبه أن يرحل الى البادية فأذن له ورحل مع وفد من بني أسد وهناك كانت مرحلة جديدة من حياة أبي نؤاس فقد صقلت البادية موهبته وشعره... وبعد عام رجع أبو نؤاس الى البصرة واتصل بالراوية والشاعر خلف الأحمر والذي وجهه الى طريق غير طريق والبه الأسدي ...
    حفظ أبو نؤاس الكثير من القصائد والأراجيز لفحول الشعراء والرجاز ثم امتحنه خلف امتحانا عسيرا ليرى مقدرته وفهمه للشعر ...
    طلب أبو نؤاس من استاذه خلف الأحمر أن يأذن له في نظم الشعر فأجابه .. آذن لك بعد ان تنسى ما حفظت .. وكان الغرض أن يبعد أبا نؤاس عن التقليد مما حفظه من شعر الشعراء حتى يختط لنفسه منهجا خاصا به ..
    لقد طلب خلف الأحمر من أبي نؤاس أن يرثيه وهو حي ... فرثاه أبو نؤاس بفائية قال فيها ...

    لو كان حيٌ وائلا من التلفْ ..... لوألَتْ شغواءُ في أعلى شعفْ
    أم فريخٍ أحرزتهُ في لجفْ ..... مزِغّبُ الألغاد لم يأكل بكفْ
    كأنه مسْتَقْعِدٌ من الخرفْ ..... هاتيك أو عصماءُ في أعلى شرفْ
    تروغُ في الطٌبًاقِ والنزعِ الألفْ ..... أوْدَى جِمَاعُ العلمِ مذْ أوْدَى خلَفْ
    منْ لا يُعدُ العلمُ إلا ما عرَفْ ..... قَلَيْذَمٌ من العَياليمِ الخسفْ
    فكلًما نشاءُ منه نَغْتَرِفْ ..... روايةً لا تُجتَنَى من الصٌحُفْ
    فأعجب بها خلف فقال له أبو نؤاس مداعبا بظرفه المعهود ..( يا أبا محرز مت ولك عندي خير منها .. )
    فقال خلف .. ( كأنك قصرت ...) فأجابه ... ( لا ولكن أين باعث الحزن ؟...) وهذا الجواب دليل على فهم أبي نؤاس معنى الشعر فهما عميقا ...
    أحب أبو نؤاس جارية لآل عبد الوهاب الثقفي اسمها جنان وكتب لها من الشعر ما لم يسبقه فيه أحد ... فلم يلقى منها إلا الصدود وكان أشد ما عاناه منها قولها يوم جاء ذكر أبي نؤاس أمامها وحبه لها إذ قالت ... أما بقى علي إلا أن أحب هذا الكلب ...
    فآلمه قولها وآل على نفسه أن يترك البصرة لينسى حبه وأنى للحب أن ينسى ...

    شعره
    يمتاز أبو نؤاس برحابة الشعر وعمق الإحساس وبراعة الفن وخصوبة الخيال ووفرة الحظ فكه ظريف فتح باب التجديد للشعراء ... وكان يمثل روح عصره بكل جوانبه الحسن منها والبغيض ... ولقد نالت أخباره الكثير من القصص المنحولة ونسبت إليه الكثير من الأبيات والقصائد الدخيلة ...
    التقى أبو نؤاس في صباه ابراهيم النظام ورافقه ردحاً من الزمن ثم افترقا واثناء هذه الفترة اعتنق ابراهيم النظام مبادئ المعتزلة وأصبح من قادتها ... وعندما التقيا بعد الفراق دعاه ابراهيم النظام الى اعتناق مذهبه ولامه على حياة المجون وشرب الخمر وإن هذا عصيان ومن الكبائر وحذره من الخلود في النار ... فأجابه أبو نؤاس بقصيدته – مدعى الفلسفة – والذي يقول فيها ...
    دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ ..... وداوني بالتي كانت هي الداءُ
    صفراءُ لا تنزل الأحزانُ ساحتها ..... لو مسًه حجرٌ مسًته سراءُ
    قامت بإبريقها والليل معتكرٌ ..... فلاح من وجههافي البيت لألآءُ
    فأرسلت من فم الإبريق صافيةً ..... كأنما أخذها بالعين إغفاءُ
    رقت عن الماء حتى ما يلائمها ..... لطافة وجفا عن شكلها الماءْ
    فلو مزجت بها نوراً لمازجها ..... حتى تولد أنوارٌ وأضواءُ
    دارت على فتيةٍ دان الزمانُ لهم ..... فما يصيبهم إلاً بما شاؤُا
    لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلةٍ ..... كانت تحلُ بها هندٌ وأسماءٌ
    حاشا لدرةٍ أن تبنى الخيامُ لها ..... وأن تروح عليها الأبلُ والشاءُ
    فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ٌ ..... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
    لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا .....فإن حضركه في الدين إزراءُ
    كان أبو نؤاس يعشق الخمرة حتى العبادة ويتغنى بها عشيقة ، متيم بها ويعتبرالدن جسماً والخمرة هي الروح فيه وقد صور هذه العلاقة في – جسمٌ بلا روح – حيث يقول...

    ما زلت أستلُ روحَ الدنِ في لطف ..... وأستقي دمَهُ من جوفِ مجروحِ
    حتى انثنيتُ ولي روحان في جسدٍ ..... والدنُ منطرحٌ جسماً بلا روحِ
    وكان ينادي صراحة بعشقه للخمرة ويدعو للجهر بها وفي زمنه كانت الخمرة من الكبائر... ويظهر ذلك واضحا في قصيدته – لا تسقني سرا – حيث يقول ...

    ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ ..... ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهرُ
    فما الغبن إلا أن تراني صاحياً ..... وما الغنم إلا أن يتعتعني السكرُ
    فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى..... فلا خير في اللذات من دونها ستر

    ويحكى أنه كان ماشيا في احدى أزقة بغداد حيث سمع فتية يتنادمون بالشعر فقال أحدهم متسائلا ... لماذا قال الشاعر – وقل لي هي الخمر – وهو يعرفها ... فأجابه احدهم ... لقد أراد الشاعر أن يستمتع بالخمرة بكافة حواسه حيث هو يراها ويلمسها ويشمها ويذوقها فأراد أن يسمع اسمها حتى يستمتع بكافة حواسه الخمسة ... فقال أبو نؤاس له ... أحسنت التفسير وإن كان لم يقصدها الشاعر ...
    لم يكن أبو نؤاس رجل الحرب والطعان بل كان رجل الدن والقيان ويمثل حالته هذه في – فارس العرب - حيث يقول ....

    يا بشر ماليً في السيف والحربِ ..... وإن نجميً للهو والطربِ
    فلا تثق بي فإنني رجلٌ ...... أكعٌ عند اللقاءِ والطلبِ
    وأن رأيت الشراة قد طلعوا .... ألجمت مهري من جانب الذنبِ
    ولست أدري ما الساعدان ولا الترس وما بيضة من اللببِ
    همي إذا ما حروبهم غلبت .... أي ايٌ الطريقين لي إلى الهربِ
    لو كان قصف وشرب صافية .... مع كل خود تختال في السلبِ
    والنوم عند الفتاة أرشفها .... وجدتني ثمً فارس العربِ

    لقد عانى أبو نؤاس من حبه لجنان ولهيب الوجد والحرمان وكتب لها الكثير من قصائد الهوى والغرام ومنها – محنة الحب – والتي غنتها المطربة اللبنانية المبعة فيروز حيث قال ...

    حامل الهوى تعبُ .... يستخفه الطربُ
    فإن بكى يحق له .... ليس ما به لعبُ
    تضحكين لاهيةً ..... والمحب ينتحبُ
    تعجبين من سقمي ..... صحتي هيً العجبُ
    كلما انقضى سببٌ ..... منك عاد لي سببُ
    وقال في جنان – حلوة العينين –
    وأخي حفاظٍ ماجدٍ ..... حلو الشمائل غير لاحِ
    ناديته والليل قد .... أودى بسلطان الصباحِ
    يا صاحِ أشكو حلوة العينين جائلة الوشاحِ
    فيها افتضحتُ وحبها ...في الناسِ يسعى بافتضاحي
    ولها ولا ذنب لها .... لحظ كأطراف الرماحِ
    في القلبِ يجرح دائما .... فالقلبُ مجروح النواحي
    أجنان جارية المهذب بالفضائل والسماحِ
    ما لي ولم أكُ باذلا .... وداً ولا فيكم سماحي
    فبخلت أنت وليس أهلك من قبيلك بالشحاحِ

    وقال في – الجمال المتجدد – في وصف معشوقته جنان من أجمل ما قيل في وصف الجمال ...

    وذات خد موردْ .... فتانة المتجرًدْ
    تأمل الناس فيها ..... محاسناً ليس تنفدْ
    الحسن في كل جزء ..... منها معادٌ مردًدْ
    فبعضه في انتهاء .... وبعضه يتولدْ
    وكلما عدتُ فيه .... يكون بالعودِ أحمدْ
    فأشرب على وجهِ بدرٍ ... ريان غيرَ معربدْ

    ويتوسل أبو نؤاس شاكيا هواه لجنان في – توسل – حيث يقول ...

    جنان إن جدتِ يا منايً بما .... آمل لم تقطر السماءُ دما
    وأن تمادى ولا تماديت في .... منعك أصبحْ بقفرةٍ رمما
    علقت من لو على أتى على أنفس الماضيين والغابرين ما ندما
    لو نظرت عينه على حجرٍ ..... ولًد فيه فتورُها سقما
    ومن لوعة الهجر والحرمان وعذاب الحب وصدود معشوقته جنان يقول أبو نؤاس في – عذاب - ...

    جسدي قائمٌ وروحي مواتُ ...... وسهادي معا ونومي سباتُ
    وثيابي تجر مني عظاماً ..... لا سكونٌ لها ولا حركاتُ

    ومن كثر الصدود وانقاع أمله في حبه المعهود زهد أبو نؤاس في حبه وقال في – زهد –

    زهدت جنان في الذي ..... رَغِبَتْ إليها فيه نفسي
    فزهدت في الدنيا وصارت منيتي في زور رمسي
    وطويتُ عيني أن تراني عينها وأمَتٌ جرسي
    كيلا يروع ذلك الوجهَ المليحَ سماع حسي
    ثم قال في - نداء العقل –

    دع جناناً وحبها ..... عنك إن كنت عاقلا
    لا تذكٍرْ بنفسك الموت ما دام غافلا
    أنت إن لم تمت بها العام لم تنجُ قابلا
    رُحِمَتْ نفسُك التي ... ذهبت عنك باطلا

    وفي أواخر أيام أبي نؤاس زهد في الدنيا بعد ان نال منها ما نال من المعاصي وبعد ان نالت منه ما نالت فترك حياة المجون والخطيئة والضياع ولا أدري ان كان هو الذي ترك المعاصي أم أن المعاصي تركته بعد أن أنهكته ولكن الذي اثبته الباحثون أنه تاب وزهد وقد انهال على نفسه باللوم والتقريع للمعاصي التي غمرت حياته ... فقال في الزهد مستغفرا وتائبا قصائد ومقطوعات شعرية بديعة فقال في – الله أعلى-

    كل ناع فسينعى ....كل باك فسيبكى
    كل مذخور سيفنى .... كل مذكور سينسى
    ليس غير الله يبقى ... من علا فالله أعلى
    إن شيئاً قد كفيناه له نسعى ونشقى
    إن للشر وللخير لسيماً ليس تخفى
    كل مستخف بسر..... فمن الله بمرأى
    لا ترى شيئاً على الله من الأشياء يخفى

    وقال في – رقيب - ...
    إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل .... خلوتُ ولكن قل عليً رقيبُ
    ولا تحسبنً الله يغفل ساعةً .... ولا أن ما يخفى عليك يغيبُ
    لهونا بعمرٍ طال حتى ترادفتْ .... ذنوبٌ على آثارهنً ذنوبُ
    وقال في – غرور الأمل – لائما نفسه ...

    سهوتُ وغرني أملي .... وقد قصرتُ في عملي
    ومنزلة خلقتُ لها ..... جعلتُ لغيرها شُغُلي
    يظلٌ الدهرُ يطلبني ..... وينحوني على عجلِ
    فأيامي تقربني ... وتدنيني إلى أجلي
    وقال في – أسفا على الماضي – متأسفا ونادما ولات ساعة مندم ...

    أصبر لمرٍ حوادث الدهر ... فلتحمدنً مغبة الصبرِ
    وأمهد لمفسك قبل ميتتَِها .... وأذخر ليومِ تفاضُل الذخرِ
    فكأن أهلك قد دعوك فلم .... تسمع وأنت مُحشْرَجُ الصدرِ
    وكأنهم قد عطًرُوكَ بما .... يتزود الهلكى من العطرِ
    وكأنهم قد قلبوك على .... ظهرِ السرير وظلمةِ القبرِ
    يا ليت شعري كيف أنت على .... ظهر السرير وأنت لا تدري
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... غُسٍلْتَ بالكافور والسدرِ
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... وُضِعَ الحسابُ صبيحةَ الحشرِ
    ما حجتي فيما أتيت وما .... قولي لربي بل وما عذري
    أن لا أكون قصدتُ رشدي أو ..... أقبلت ما استدبرتُ من أمري
    يا سوأتا مما اكتسبت ويا .... أسفي على ما فات من عمري


    ولم يجد أبو نؤاس ملجاً ولا مجيرا سوى الله فيتوجه اليه مقرا بذنبه ويطلب منه العفو والمغفرة فيقول في – أفرٌ إليك منكَ – ويعدها النقاد ان ما قاله يعتبر من البلاغة بمكان ...
    أ
    يا من ليس لي منه مجير .... بعفوك من عذابك أستجيرُ
    أنا العبد المقرُ بكل ذنبٍ ... وأنت السيد المولى الغفورُ
    فإن عذبتني فبسوء فعلي .... وإن تغفر فأنت به جديرُ
    أفرُ إليكَ منكَ وأين إلا ....إليك يفرُ منك المستجيرُ

    لقد كتب أبو نؤاس في الخمريات والغزل والمدح والهجاء والرثاء والعتاب والزهد والطرد ما مجموعه 1011 بين قصيدة ومقطوعة شعرية كان نصيب الخمريات منها 299 والغزل منها 364 أي ما مجموعه 663 مما تشكل 65.6 % من مجموع ما كتب ... واشتهر بما كتب في الخمريات واكتسب شهرته وكنيته منها ... أما في الزهد فكتب ما مجموعه 29 قصيدة ومقطوعة ...
    هذا هو شاعر الخمريات ألحسن بن هاني المكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ... آمل أن وفقت في التعريف به وبشعره ...
    المراجع / ديوان أبي نؤاس الصادر من دار الكتاب العربي في بيروت – لبنان والذي حققه وشرحه أحمد عبد المجيد الغزالي ...

    صباح الجميلي








    سوسو
    سوسو
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 249
    نقاط : 7103
    السٌّمعَة : 46
    تاريخ التسجيل : 31/05/2010
    62
    الموقع : اوفياء المنتدى

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty الرد على ابو نؤاس

    مُساهمة من طرف سوسو الثلاثاء فبراير 28, 2012 10:49 am


    جميل ماكتبته لنا وهي تذكرة لنا على ماكتبه الشاعر المبدع تحياتي لك





    دع
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25969
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الثلاثاء فبراير 28, 2012 1:04 pm

    صباح الجميلي كتب:لقد قرأت لك / الحسن ابن هاني / المكنى بأبي نؤاس ....

    أحبائي كادر وأعضاء بيتنا الثاني منتدى – القلم – وأنا أقلب صفحات كتبي وما لدي من دواوين الشعراء قديمهم وحديثهم وقع نظري على ديوان الشاعر الماجن الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ، وأحببت أن تشاركوني ما قرأت عنه آملا أن تروق لكم .... وسأتطرق إن شاء الله بعد هذا الى شعراء آخرين لنستعرض حياتهم وشعرهم ...
    أبو نؤاس ألحسن ابن هاني شاعر الخمريات ......

    حياته ونشأته
    الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس ، عاش في العصر العباسي أيام هارون الرشيد والأمين ... شاعر ماجن عشق الخمرة وتغنى بها حتى أصبح يدعى بحق شاعر الخمريات، وله قصائد رائعة في الخمر والغزل والرثاء والزهد .... وكان شعوبي الإتجاه فارسي الهوى ....
    ولد الحسن ابن هاني في البصرة سنة 136 هـ وقيل 140 هـ وتوفي سنة 195 هـ وقيل 196 هـ ، ونشأ يتيما وترعرع في دارأمه حيث كان دارها ملتقى طلاب الخمرة والطرب والمجون .. فعاش طفولته في مثل هذه البيئة الماجنة، ثم بعد أن تزوجت أمه من رجل من أهل البصرة كان عشيقاً لها، تركته وحيدا ...
    عمل أبو نؤاس عند عطار يبري له أعواد البخور فكان لا يرى بيته إلا ليلا لينام ... ومن تعب العمل في دكان العطار كانت تقوده قدماه الى المسجد الجامع حيث حلقات العلم والأدب والشعر والقصص.. ثم اختلط بالأحداث وارتاد مجالس الأصدقاء وتعاطى الخمر معهم وأدمنها ...
    شاءت الصدف أن يلتقي بالشاعر الماجن والبه بن الحباب الأسدي والمكنى بأبي أسامة ... وكان أبو نؤاس من المتتبعين لشعر والبه وأخباره والمعجبين به وحافظاً للكثير من شعره ... وقد سار معه الى الكوفة حيث مجالس الشعراء والمحدثين ... ومن شدة حبه للتزود بأخبار البادية استأذن والبه أن يرحل الى البادية فأذن له ورحل مع وفد من بني أسد وهناك كانت مرحلة جديدة من حياة أبي نؤاس فقد صقلت البادية موهبته وشعره... وبعد عام رجع أبو نؤاس الى البصرة واتصل بالراوية والشاعر خلف الأحمر والذي وجهه الى طريق غير طريق والبه الأسدي ...
    حفظ أبو نؤاس الكثير من القصائد والأراجيز لفحول الشعراء والرجاز ثم امتحنه خلف امتحانا عسيرا ليرى مقدرته وفهمه للشعر ...
    طلب أبو نؤاس من استاذه خلف الأحمر أن يأذن له في نظم الشعر فأجابه .. آذن لك بعد ان تنسى ما حفظت .. وكان الغرض أن يبعد أبا نؤاس عن التقليد مما حفظه من شعر الشعراء حتى يختط لنفسه منهجا خاصا به ..
    لقد طلب خلف الأحمر من أبي نؤاس أن يرثيه وهو حي ... فرثاه أبو نؤاس بفائية قال فيها ...

    لو كان حيٌ وائلا من التلفْ ..... لوألَتْ شغواءُ في أعلى شعفْ
    أم فريخٍ أحرزتهُ في لجفْ ..... مزِغّبُ الألغاد لم يأكل بكفْ
    كأنه مسْتَقْعِدٌ من الخرفْ ..... هاتيك أو عصماءُ في أعلى شرفْ
    تروغُ في الطٌبًاقِ والنزعِ الألفْ ..... أوْدَى جِمَاعُ العلمِ مذْ أوْدَى خلَفْ
    منْ لا يُعدُ العلمُ إلا ما عرَفْ ..... قَلَيْذَمٌ من العَياليمِ الخسفْ
    فكلًما نشاءُ منه نَغْتَرِفْ ..... روايةً لا تُجتَنَى من الصٌحُفْ
    فأعجب بها خلف فقال له أبو نؤاس مداعبا بظرفه المعهود ..( يا أبا محرز مت ولك عندي خير منها .. )
    فقال خلف .. ( كأنك قصرت ...) فأجابه ... ( لا ولكن أين باعث الحزن ؟...) وهذا الجواب دليل على فهم أبي نؤاس معنى الشعر فهما عميقا ...
    أحب أبو نؤاس جارية لآل عبد الوهاب الثقفي اسمها جنان وكتب لها من الشعر ما لم يسبقه فيه أحد ... فلم يلقى منها إلا الصدود وكان أشد ما عاناه منها قولها يوم جاء ذكر أبي نؤاس أمامها وحبه لها إذ قالت ... أما بقى علي إلا أن أحب هذا الكلب ...
    فآلمه قولها وآل على نفسه أن يترك البصرة لينسى حبه وأنى للحب أن ينسى ...

    شعره
    يمتاز أبو نؤاس برحابة الشعر وعمق الإحساس وبراعة الفن وخصوبة الخيال ووفرة الحظ فكه ظريف فتح باب التجديد للشعراء ... وكان يمثل روح عصره بكل جوانبه الحسن منها والبغيض ... ولقد نالت أخباره الكثير من القصص المنحولة ونسبت إليه الكثير من الأبيات والقصائد الدخيلة ...
    التقى أبو نؤاس في صباه ابراهيم النظام ورافقه ردحاً من الزمن ثم افترقا واثناء هذه الفترة اعتنق ابراهيم النظام مبادئ المعتزلة وأصبح من قادتها ... وعندما التقيا بعد الفراق دعاه ابراهيم النظام الى اعتناق مذهبه ولامه على حياة المجون وشرب الخمر وإن هذا عصيان ومن الكبائر وحذره من الخلود في النار ... فأجابه أبو نؤاس بقصيدته – مدعى الفلسفة – والذي يقول فيها ...
    دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ ..... وداوني بالتي كانت هي الداءُ
    صفراءُ لا تنزل الأحزانُ ساحتها ..... لو مسًه حجرٌ مسًته سراءُ
    قامت بإبريقها والليل معتكرٌ ..... فلاح من وجههافي البيت لألآءُ
    فأرسلت من فم الإبريق صافيةً ..... كأنما أخذها بالعين إغفاءُ
    رقت عن الماء حتى ما يلائمها ..... لطافة وجفا عن شكلها الماءْ
    فلو مزجت بها نوراً لمازجها ..... حتى تولد أنوارٌ وأضواءُ
    دارت على فتيةٍ دان الزمانُ لهم ..... فما يصيبهم إلاً بما شاؤُا
    لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلةٍ ..... كانت تحلُ بها هندٌ وأسماءٌ
    حاشا لدرةٍ أن تبنى الخيامُ لها ..... وأن تروح عليها الأبلُ والشاءُ
    فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ٌ ..... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
    لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا .....فإن حضركه في الدين إزراءُ
    كان أبو نؤاس يعشق الخمرة حتى العبادة ويتغنى بها عشيقة ، متيم بها ويعتبرالدن جسماً والخمرة هي الروح فيه وقد صور هذه العلاقة في – جسمٌ بلا روح – حيث يقول...

    ما زلت أستلُ روحَ الدنِ في لطف ..... وأستقي دمَهُ من جوفِ مجروحِ
    حتى انثنيتُ ولي روحان في جسدٍ ..... والدنُ منطرحٌ جسماً بلا روحِ
    وكان ينادي صراحة بعشقه للخمرة ويدعو للجهر بها وفي زمنه كانت الخمرة من الكبائر... ويظهر ذلك واضحا في قصيدته – لا تسقني سرا – حيث يقول ...

    ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ ..... ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهرُ
    فما الغبن إلا أن تراني صاحياً ..... وما الغنم إلا أن يتعتعني السكرُ
    فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى..... فلا خير في اللذات من دونها ستر

    ويحكى أنه كان ماشيا في احدى أزقة بغداد حيث سمع فتية يتنادمون بالشعر فقال أحدهم متسائلا ... لماذا قال الشاعر – وقل لي هي الخمر – وهو يعرفها ... فأجابه احدهم ... لقد أراد الشاعر أن يستمتع بالخمرة بكافة حواسه حيث هو يراها ويلمسها ويشمها ويذوقها فأراد أن يسمع اسمها حتى يستمتع بكافة حواسه الخمسة ... فقال أبو نؤاس له ... أحسنت التفسير وإن كان لم يقصدها الشاعر ...
    لم يكن أبو نؤاس رجل الحرب والطعان بل كان رجل الدن والقيان ويمثل حالته هذه في – فارس العرب - حيث يقول ....

    يا بشر ماليً في السيف والحربِ ..... وإن نجميً للهو والطربِ
    فلا تثق بي فإنني رجلٌ ...... أكعٌ عند اللقاءِ والطلبِ
    وأن رأيت الشراة قد طلعوا .... ألجمت مهري من جانب الذنبِ
    ولست أدري ما الساعدان ولا الترس وما بيضة من اللببِ
    همي إذا ما حروبهم غلبت .... أي ايٌ الطريقين لي إلى الهربِ
    لو كان قصف وشرب صافية .... مع كل خود تختال في السلبِ
    والنوم عند الفتاة أرشفها .... وجدتني ثمً فارس العربِ

    لقد عانى أبو نؤاس من حبه لجنان ولهيب الوجد والحرمان وكتب لها الكثير من قصائد الهوى والغرام ومنها – محنة الحب – والتي غنتها المطربة اللبنانية المبعة فيروز حيث قال ...

    حامل الهوى تعبُ .... يستخفه الطربُ
    فإن بكى يحق له .... ليس ما به لعبُ
    تضحكين لاهيةً ..... والمحب ينتحبُ
    تعجبين من سقمي ..... صحتي هيً العجبُ
    كلما انقضى سببٌ ..... منك عاد لي سببُ
    وقال في جنان – حلوة العينين –
    وأخي حفاظٍ ماجدٍ ..... حلو الشمائل غير لاحِ
    ناديته والليل قد .... أودى بسلطان الصباحِ
    يا صاحِ أشكو حلوة العينين جائلة الوشاحِ
    فيها افتضحتُ وحبها ...في الناسِ يسعى بافتضاحي
    ولها ولا ذنب لها .... لحظ كأطراف الرماحِ
    في القلبِ يجرح دائما .... فالقلبُ مجروح النواحي
    أجنان جارية المهذب بالفضائل والسماحِ
    ما لي ولم أكُ باذلا .... وداً ولا فيكم سماحي
    فبخلت أنت وليس أهلك من قبيلك بالشحاحِ

    وقال في – الجمال المتجدد – في وصف معشوقته جنان من أجمل ما قيل في وصف الجمال ...

    وذات خد موردْ .... فتانة المتجرًدْ
    تأمل الناس فيها ..... محاسناً ليس تنفدْ
    الحسن في كل جزء ..... منها معادٌ مردًدْ
    فبعضه في انتهاء .... وبعضه يتولدْ
    وكلما عدتُ فيه .... يكون بالعودِ أحمدْ
    فأشرب على وجهِ بدرٍ ... ريان غيرَ معربدْ

    ويتوسل أبو نؤاس شاكيا هواه لجنان في – توسل – حيث يقول ...

    جنان إن جدتِ يا منايً بما .... آمل لم تقطر السماءُ دما
    وأن تمادى ولا تماديت في .... منعك أصبحْ بقفرةٍ رمما
    علقت من لو على أتى على أنفس الماضيين والغابرين ما ندما
    لو نظرت عينه على حجرٍ ..... ولًد فيه فتورُها سقما
    ومن لوعة الهجر والحرمان وعذاب الحب وصدود معشوقته جنان يقول أبو نؤاس في – عذاب - ...

    جسدي قائمٌ وروحي مواتُ ...... وسهادي معا ونومي سباتُ
    وثيابي تجر مني عظاماً ..... لا سكونٌ لها ولا حركاتُ

    ومن كثر الصدود وانقاع أمله في حبه المعهود زهد أبو نؤاس في حبه وقال في – زهد –

    زهدت جنان في الذي ..... رَغِبَتْ إليها فيه نفسي
    فزهدت في الدنيا وصارت منيتي في زور رمسي
    وطويتُ عيني أن تراني عينها وأمَتٌ جرسي
    كيلا يروع ذلك الوجهَ المليحَ سماع حسي
    ثم قال في - نداء العقل –

    دع جناناً وحبها ..... عنك إن كنت عاقلا
    لا تذكٍرْ بنفسك الموت ما دام غافلا
    أنت إن لم تمت بها العام لم تنجُ قابلا
    رُحِمَتْ نفسُك التي ... ذهبت عنك باطلا

    وفي أواخر أيام أبي نؤاس زهد في الدنيا بعد ان نال منها ما نال من المعاصي وبعد ان نالت منه ما نالت فترك حياة المجون والخطيئة والضياع ولا أدري ان كان هو الذي ترك المعاصي أم أن المعاصي تركته بعد أن أنهكته ولكن الذي اثبته الباحثون أنه تاب وزهد وقد انهال على نفسه باللوم والتقريع للمعاصي التي غمرت حياته ... فقال في الزهد مستغفرا وتائبا قصائد ومقطوعات شعرية بديعة فقال في – الله أعلى-

    كل ناع فسينعى ....كل باك فسيبكى
    كل مذخور سيفنى .... كل مذكور سينسى
    ليس غير الله يبقى ... من علا فالله أعلى
    إن شيئاً قد كفيناه له نسعى ونشقى
    إن للشر وللخير لسيماً ليس تخفى
    كل مستخف بسر..... فمن الله بمرأى
    لا ترى شيئاً على الله من الأشياء يخفى

    وقال في – رقيب - ...
    إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل .... خلوتُ ولكن قل عليً رقيبُ
    ولا تحسبنً الله يغفل ساعةً .... ولا أن ما يخفى عليك يغيبُ
    لهونا بعمرٍ طال حتى ترادفتْ .... ذنوبٌ على آثارهنً ذنوبُ
    وقال في – غرور الأمل – لائما نفسه ...

    سهوتُ وغرني أملي .... وقد قصرتُ في عملي
    ومنزلة خلقتُ لها ..... جعلتُ لغيرها شُغُلي
    يظلٌ الدهرُ يطلبني ..... وينحوني على عجلِ
    فأيامي تقربني ... وتدنيني إلى أجلي
    وقال في – أسفا على الماضي – متأسفا ونادما ولات ساعة مندم ...

    أصبر لمرٍ حوادث الدهر ... فلتحمدنً مغبة الصبرِ
    وأمهد لمفسك قبل ميتتَِها .... وأذخر ليومِ تفاضُل الذخرِ
    فكأن أهلك قد دعوك فلم .... تسمع وأنت مُحشْرَجُ الصدرِ
    وكأنهم قد عطًرُوكَ بما .... يتزود الهلكى من العطرِ
    وكأنهم قد قلبوك على .... ظهرِ السرير وظلمةِ القبرِ
    يا ليت شعري كيف أنت على .... ظهر السرير وأنت لا تدري
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... غُسٍلْتَ بالكافور والسدرِ
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... وُضِعَ الحسابُ صبيحةَ الحشرِ
    ما حجتي فيما أتيت وما .... قولي لربي بل وما عذري
    أن لا أكون قصدتُ رشدي أو ..... أقبلت ما استدبرتُ من أمري
    يا سوأتا مما اكتسبت ويا .... أسفي على ما فات من عمري


    ولم يجد أبو نؤاس ملجاً ولا مجيرا سوى الله فيتوجه اليه مقرا بذنبه ويطلب منه العفو والمغفرة فيقول في – أفرٌ إليك منكَ – ويعدها النقاد ان ما قاله يعتبر من البلاغة بمكان ...
    أ
    يا من ليس لي منه مجير .... بعفوك من عذابك أستجيرُ
    أنا العبد المقرُ بكل ذنبٍ ... وأنت السيد المولى الغفورُ
    فإن عذبتني فبسوء فعلي .... وإن تغفر فأنت به جديرُ
    أفرُ إليكَ منكَ وأين إلا ....إليك يفرُ منك المستجيرُ

    لقد كتب أبو نؤاس في الخمريات والغزل والمدح والهجاء والرثاء والعتاب والزهد والطرد ما مجموعه 1011 بين قصيدة ومقطوعة شعرية كان نصيب الخمريات منها 299 والغزل منها 364 أي ما مجموعه 663 مما تشكل 65.6 % من مجموع ما كتب ... واشتهر بما كتب في الخمريات واكتسب شهرته وكنيته منها ... أما في الزهد فكتب ما مجموعه 29 قصيدة ومقطوعة ...
    هذا هو شاعر الخمريات ألحسن بن هاني المكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ... آمل أن وفقت في التعريف به وبشعره ...
    المراجع / ديوان أبي نؤاس الصادر من دار الكتاب العربي في بيروت – لبنان والذي حققه وشرحه أحمد عبد المجيد الغزالي ...

    صباح الجميلي








    مبدع كما عرفناك سلم يمينك دكتور صباح اخي وحبيبي الغالي
    avatar
    زائر
    زائر


    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف زائر الثلاثاء فبراير 28, 2012 2:36 pm



    بورِكَ فيكَ أُسـتاذي، ابقَ على عهدِكَ خيـرَ قدوةٍ للجميـع.
    أفدتنا كثيـرًا، جددنا معلوماتِنا، وحصلنا على المزيد
    تحياتي لكَ أُسـتاذي ووالدي، تقبل مروري...
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء فبراير 28, 2012 10:47 pm

    سوسو كتب:
    جميل ماكتبته لنا وهي تذكرة لنا على ماكتبه الشاعر المبدع تحياتي لك





    دع

    ألف شكر زميلتي الغالية - سوسو - اسعدني والله مرورك العطر ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء فبراير 28, 2012 10:51 pm

    Admin كتب:
    صباح الجميلي كتب:لقد قرأت لك / الحسن ابن هاني / المكنى بأبي نؤاس ....

    أحبائي كادر وأعضاء بيتنا الثاني منتدى – القلم – وأنا أقلب صفحات كتبي وما لدي من دواوين الشعراء قديمهم وحديثهم وقع نظري على ديوان الشاعر الماجن الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ، وأحببت أن تشاركوني ما قرأت عنه آملا أن تروق لكم .... وسأتطرق إن شاء الله بعد هذا الى شعراء آخرين لنستعرض حياتهم وشعرهم ...
    أبو نؤاس ألحسن ابن هاني شاعر الخمريات ......

    حياته ونشأته
    الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس ، عاش في العصر العباسي أيام هارون الرشيد والأمين ... شاعر ماجن عشق الخمرة وتغنى بها حتى أصبح يدعى بحق شاعر الخمريات، وله قصائد رائعة في الخمر والغزل والرثاء والزهد .... وكان شعوبي الإتجاه فارسي الهوى ....
    ولد الحسن ابن هاني في البصرة سنة 136 هـ وقيل 140 هـ وتوفي سنة 195 هـ وقيل 196 هـ ، ونشأ يتيما وترعرع في دارأمه حيث كان دارها ملتقى طلاب الخمرة والطرب والمجون .. فعاش طفولته في مثل هذه البيئة الماجنة، ثم بعد أن تزوجت أمه من رجل من أهل البصرة كان عشيقاً لها، تركته وحيدا ...
    عمل أبو نؤاس عند عطار يبري له أعواد البخور فكان لا يرى بيته إلا ليلا لينام ... ومن تعب العمل في دكان العطار كانت تقوده قدماه الى المسجد الجامع حيث حلقات العلم والأدب والشعر والقصص.. ثم اختلط بالأحداث وارتاد مجالس الأصدقاء وتعاطى الخمر معهم وأدمنها ...
    شاءت الصدف أن يلتقي بالشاعر الماجن والبه بن الحباب الأسدي والمكنى بأبي أسامة ... وكان أبو نؤاس من المتتبعين لشعر والبه وأخباره والمعجبين به وحافظاً للكثير من شعره ... وقد سار معه الى الكوفة حيث مجالس الشعراء والمحدثين ... ومن شدة حبه للتزود بأخبار البادية استأذن والبه أن يرحل الى البادية فأذن له ورحل مع وفد من بني أسد وهناك كانت مرحلة جديدة من حياة أبي نؤاس فقد صقلت البادية موهبته وشعره... وبعد عام رجع أبو نؤاس الى البصرة واتصل بالراوية والشاعر خلف الأحمر والذي وجهه الى طريق غير طريق والبه الأسدي ...
    حفظ أبو نؤاس الكثير من القصائد والأراجيز لفحول الشعراء والرجاز ثم امتحنه خلف امتحانا عسيرا ليرى مقدرته وفهمه للشعر ...
    طلب أبو نؤاس من استاذه خلف الأحمر أن يأذن له في نظم الشعر فأجابه .. آذن لك بعد ان تنسى ما حفظت .. وكان الغرض أن يبعد أبا نؤاس عن التقليد مما حفظه من شعر الشعراء حتى يختط لنفسه منهجا خاصا به ..
    لقد طلب خلف الأحمر من أبي نؤاس أن يرثيه وهو حي ... فرثاه أبو نؤاس بفائية قال فيها ...

    لو كان حيٌ وائلا من التلفْ ..... لوألَتْ شغواءُ في أعلى شعفْ
    أم فريخٍ أحرزتهُ في لجفْ ..... مزِغّبُ الألغاد لم يأكل بكفْ
    كأنه مسْتَقْعِدٌ من الخرفْ ..... هاتيك أو عصماءُ في أعلى شرفْ
    تروغُ في الطٌبًاقِ والنزعِ الألفْ ..... أوْدَى جِمَاعُ العلمِ مذْ أوْدَى خلَفْ
    منْ لا يُعدُ العلمُ إلا ما عرَفْ ..... قَلَيْذَمٌ من العَياليمِ الخسفْ
    فكلًما نشاءُ منه نَغْتَرِفْ ..... روايةً لا تُجتَنَى من الصٌحُفْ
    فأعجب بها خلف فقال له أبو نؤاس مداعبا بظرفه المعهود ..( يا أبا محرز مت ولك عندي خير منها .. )
    فقال خلف .. ( كأنك قصرت ...) فأجابه ... ( لا ولكن أين باعث الحزن ؟...) وهذا الجواب دليل على فهم أبي نؤاس معنى الشعر فهما عميقا ...
    أحب أبو نؤاس جارية لآل عبد الوهاب الثقفي اسمها جنان وكتب لها من الشعر ما لم يسبقه فيه أحد ... فلم يلقى منها إلا الصدود وكان أشد ما عاناه منها قولها يوم جاء ذكر أبي نؤاس أمامها وحبه لها إذ قالت ... أما بقى علي إلا أن أحب هذا الكلب ...
    فآلمه قولها وآل على نفسه أن يترك البصرة لينسى حبه وأنى للحب أن ينسى ...

    شعره
    يمتاز أبو نؤاس برحابة الشعر وعمق الإحساس وبراعة الفن وخصوبة الخيال ووفرة الحظ فكه ظريف فتح باب التجديد للشعراء ... وكان يمثل روح عصره بكل جوانبه الحسن منها والبغيض ... ولقد نالت أخباره الكثير من القصص المنحولة ونسبت إليه الكثير من الأبيات والقصائد الدخيلة ...
    التقى أبو نؤاس في صباه ابراهيم النظام ورافقه ردحاً من الزمن ثم افترقا واثناء هذه الفترة اعتنق ابراهيم النظام مبادئ المعتزلة وأصبح من قادتها ... وعندما التقيا بعد الفراق دعاه ابراهيم النظام الى اعتناق مذهبه ولامه على حياة المجون وشرب الخمر وإن هذا عصيان ومن الكبائر وحذره من الخلود في النار ... فأجابه أبو نؤاس بقصيدته – مدعى الفلسفة – والذي يقول فيها ...
    دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ ..... وداوني بالتي كانت هي الداءُ
    صفراءُ لا تنزل الأحزانُ ساحتها ..... لو مسًه حجرٌ مسًته سراءُ
    قامت بإبريقها والليل معتكرٌ ..... فلاح من وجههافي البيت لألآءُ
    فأرسلت من فم الإبريق صافيةً ..... كأنما أخذها بالعين إغفاءُ
    رقت عن الماء حتى ما يلائمها ..... لطافة وجفا عن شكلها الماءْ
    فلو مزجت بها نوراً لمازجها ..... حتى تولد أنوارٌ وأضواءُ
    دارت على فتيةٍ دان الزمانُ لهم ..... فما يصيبهم إلاً بما شاؤُا
    لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلةٍ ..... كانت تحلُ بها هندٌ وأسماءٌ
    حاشا لدرةٍ أن تبنى الخيامُ لها ..... وأن تروح عليها الأبلُ والشاءُ
    فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ٌ ..... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
    لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا .....فإن حضركه في الدين إزراءُ
    كان أبو نؤاس يعشق الخمرة حتى العبادة ويتغنى بها عشيقة ، متيم بها ويعتبرالدن جسماً والخمرة هي الروح فيه وقد صور هذه العلاقة في – جسمٌ بلا روح – حيث يقول...

    ما زلت أستلُ روحَ الدنِ في لطف ..... وأستقي دمَهُ من جوفِ مجروحِ
    حتى انثنيتُ ولي روحان في جسدٍ ..... والدنُ منطرحٌ جسماً بلا روحِ
    وكان ينادي صراحة بعشقه للخمرة ويدعو للجهر بها وفي زمنه كانت الخمرة من الكبائر... ويظهر ذلك واضحا في قصيدته – لا تسقني سرا – حيث يقول ...

    ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ ..... ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهرُ
    فما الغبن إلا أن تراني صاحياً ..... وما الغنم إلا أن يتعتعني السكرُ
    فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى..... فلا خير في اللذات من دونها ستر

    ويحكى أنه كان ماشيا في احدى أزقة بغداد حيث سمع فتية يتنادمون بالشعر فقال أحدهم متسائلا ... لماذا قال الشاعر – وقل لي هي الخمر – وهو يعرفها ... فأجابه احدهم ... لقد أراد الشاعر أن يستمتع بالخمرة بكافة حواسه حيث هو يراها ويلمسها ويشمها ويذوقها فأراد أن يسمع اسمها حتى يستمتع بكافة حواسه الخمسة ... فقال أبو نؤاس له ... أحسنت التفسير وإن كان لم يقصدها الشاعر ...
    لم يكن أبو نؤاس رجل الحرب والطعان بل كان رجل الدن والقيان ويمثل حالته هذه في – فارس العرب - حيث يقول ....

    يا بشر ماليً في السيف والحربِ ..... وإن نجميً للهو والطربِ
    فلا تثق بي فإنني رجلٌ ...... أكعٌ عند اللقاءِ والطلبِ
    وأن رأيت الشراة قد طلعوا .... ألجمت مهري من جانب الذنبِ
    ولست أدري ما الساعدان ولا الترس وما بيضة من اللببِ
    همي إذا ما حروبهم غلبت .... أي ايٌ الطريقين لي إلى الهربِ
    لو كان قصف وشرب صافية .... مع كل خود تختال في السلبِ
    والنوم عند الفتاة أرشفها .... وجدتني ثمً فارس العربِ

    لقد عانى أبو نؤاس من حبه لجنان ولهيب الوجد والحرمان وكتب لها الكثير من قصائد الهوى والغرام ومنها – محنة الحب – والتي غنتها المطربة اللبنانية المبعة فيروز حيث قال ...

    حامل الهوى تعبُ .... يستخفه الطربُ
    فإن بكى يحق له .... ليس ما به لعبُ
    تضحكين لاهيةً ..... والمحب ينتحبُ
    تعجبين من سقمي ..... صحتي هيً العجبُ
    كلما انقضى سببٌ ..... منك عاد لي سببُ
    وقال في جنان – حلوة العينين –
    وأخي حفاظٍ ماجدٍ ..... حلو الشمائل غير لاحِ
    ناديته والليل قد .... أودى بسلطان الصباحِ
    يا صاحِ أشكو حلوة العينين جائلة الوشاحِ
    فيها افتضحتُ وحبها ...في الناسِ يسعى بافتضاحي
    ولها ولا ذنب لها .... لحظ كأطراف الرماحِ
    في القلبِ يجرح دائما .... فالقلبُ مجروح النواحي
    أجنان جارية المهذب بالفضائل والسماحِ
    ما لي ولم أكُ باذلا .... وداً ولا فيكم سماحي
    فبخلت أنت وليس أهلك من قبيلك بالشحاحِ

    وقال في – الجمال المتجدد – في وصف معشوقته جنان من أجمل ما قيل في وصف الجمال ...

    وذات خد موردْ .... فتانة المتجرًدْ
    تأمل الناس فيها ..... محاسناً ليس تنفدْ
    الحسن في كل جزء ..... منها معادٌ مردًدْ
    فبعضه في انتهاء .... وبعضه يتولدْ
    وكلما عدتُ فيه .... يكون بالعودِ أحمدْ
    فأشرب على وجهِ بدرٍ ... ريان غيرَ معربدْ

    ويتوسل أبو نؤاس شاكيا هواه لجنان في – توسل – حيث يقول ...

    جنان إن جدتِ يا منايً بما .... آمل لم تقطر السماءُ دما
    وأن تمادى ولا تماديت في .... منعك أصبحْ بقفرةٍ رمما
    علقت من لو على أتى على أنفس الماضيين والغابرين ما ندما
    لو نظرت عينه على حجرٍ ..... ولًد فيه فتورُها سقما
    ومن لوعة الهجر والحرمان وعذاب الحب وصدود معشوقته جنان يقول أبو نؤاس في – عذاب - ...

    جسدي قائمٌ وروحي مواتُ ...... وسهادي معا ونومي سباتُ
    وثيابي تجر مني عظاماً ..... لا سكونٌ لها ولا حركاتُ

    ومن كثر الصدود وانقاع أمله في حبه المعهود زهد أبو نؤاس في حبه وقال في – زهد –

    زهدت جنان في الذي ..... رَغِبَتْ إليها فيه نفسي
    فزهدت في الدنيا وصارت منيتي في زور رمسي
    وطويتُ عيني أن تراني عينها وأمَتٌ جرسي
    كيلا يروع ذلك الوجهَ المليحَ سماع حسي
    ثم قال في - نداء العقل –

    دع جناناً وحبها ..... عنك إن كنت عاقلا
    لا تذكٍرْ بنفسك الموت ما دام غافلا
    أنت إن لم تمت بها العام لم تنجُ قابلا
    رُحِمَتْ نفسُك التي ... ذهبت عنك باطلا

    وفي أواخر أيام أبي نؤاس زهد في الدنيا بعد ان نال منها ما نال من المعاصي وبعد ان نالت منه ما نالت فترك حياة المجون والخطيئة والضياع ولا أدري ان كان هو الذي ترك المعاصي أم أن المعاصي تركته بعد أن أنهكته ولكن الذي اثبته الباحثون أنه تاب وزهد وقد انهال على نفسه باللوم والتقريع للمعاصي التي غمرت حياته ... فقال في الزهد مستغفرا وتائبا قصائد ومقطوعات شعرية بديعة فقال في – الله أعلى-

    كل ناع فسينعى ....كل باك فسيبكى
    كل مذخور سيفنى .... كل مذكور سينسى
    ليس غير الله يبقى ... من علا فالله أعلى
    إن شيئاً قد كفيناه له نسعى ونشقى
    إن للشر وللخير لسيماً ليس تخفى
    كل مستخف بسر..... فمن الله بمرأى
    لا ترى شيئاً على الله من الأشياء يخفى

    وقال في – رقيب - ...
    إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل .... خلوتُ ولكن قل عليً رقيبُ
    ولا تحسبنً الله يغفل ساعةً .... ولا أن ما يخفى عليك يغيبُ
    لهونا بعمرٍ طال حتى ترادفتْ .... ذنوبٌ على آثارهنً ذنوبُ
    وقال في – غرور الأمل – لائما نفسه ...

    سهوتُ وغرني أملي .... وقد قصرتُ في عملي
    ومنزلة خلقتُ لها ..... جعلتُ لغيرها شُغُلي
    يظلٌ الدهرُ يطلبني ..... وينحوني على عجلِ
    فأيامي تقربني ... وتدنيني إلى أجلي
    وقال في – أسفا على الماضي – متأسفا ونادما ولات ساعة مندم ...

    أصبر لمرٍ حوادث الدهر ... فلتحمدنً مغبة الصبرِ
    وأمهد لمفسك قبل ميتتَِها .... وأذخر ليومِ تفاضُل الذخرِ
    فكأن أهلك قد دعوك فلم .... تسمع وأنت مُحشْرَجُ الصدرِ
    وكأنهم قد عطًرُوكَ بما .... يتزود الهلكى من العطرِ
    وكأنهم قد قلبوك على .... ظهرِ السرير وظلمةِ القبرِ
    يا ليت شعري كيف أنت على .... ظهر السرير وأنت لا تدري
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... غُسٍلْتَ بالكافور والسدرِ
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... وُضِعَ الحسابُ صبيحةَ الحشرِ
    ما حجتي فيما أتيت وما .... قولي لربي بل وما عذري
    أن لا أكون قصدتُ رشدي أو ..... أقبلت ما استدبرتُ من أمري
    يا سوأتا مما اكتسبت ويا .... أسفي على ما فات من عمري


    ولم يجد أبو نؤاس ملجاً ولا مجيرا سوى الله فيتوجه اليه مقرا بذنبه ويطلب منه العفو والمغفرة فيقول في – أفرٌ إليك منكَ – ويعدها النقاد ان ما قاله يعتبر من البلاغة بمكان ...
    أ
    يا من ليس لي منه مجير .... بعفوك من عذابك أستجيرُ
    أنا العبد المقرُ بكل ذنبٍ ... وأنت السيد المولى الغفورُ
    فإن عذبتني فبسوء فعلي .... وإن تغفر فأنت به جديرُ
    أفرُ إليكَ منكَ وأين إلا ....إليك يفرُ منك المستجيرُ

    لقد كتب أبو نؤاس في الخمريات والغزل والمدح والهجاء والرثاء والعتاب والزهد والطرد ما مجموعه 1011 بين قصيدة ومقطوعة شعرية كان نصيب الخمريات منها 299 والغزل منها 364 أي ما مجموعه 663 مما تشكل 65.6 % من مجموع ما كتب ... واشتهر بما كتب في الخمريات واكتسب شهرته وكنيته منها ... أما في الزهد فكتب ما مجموعه 29 قصيدة ومقطوعة ...
    هذا هو شاعر الخمريات ألحسن بن هاني المكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ... آمل أن وفقت في التعريف به وبشعره ...
    المراجع / ديوان أبي نؤاس الصادر من دار الكتاب العربي في بيروت – لبنان والذي حققه وشرحه أحمد عبد المجيد الغزالي ...

    صباح الجميلي








    مبدع كما عرفناك سلم يمينك دكتور صباح اخي وحبيبي الغالي

    أخي الغالي كم يسعدني مرورك الجميل على صفحات كتاباتي وكم مشتاق لرؤيتكم ... ألف شكر وبارك الله فيك
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء فبراير 28, 2012 11:13 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:

    بورِكَ فيكَ أُسـتاذي، ابقَ على عهدِكَ خيـرَ قدوةٍ للجميـع.
    أفدتنا كثيـرًا، جددنا معلوماتِنا، وحصلنا على المزيد
    تحياتي لكَ أُسـتاذي ووالدي، تقبل مروري...

    إبنتي الحبيبة يسرى أسعدت أمسيتي بمرورك العطر ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    avatar
    سما بغداد
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 5238
    السٌّمعَة : 12
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف سما بغداد الخميس مارس 01, 2012 2:42 pm

    صباح الجميلي كتب:لقد قرأت لك / الحسن ابن هاني / المكنى بأبي نؤاس ....

    أحبائي كادر وأعضاء بيتنا الثاني منتدى – القلم – وأنا أقلب صفحات كتبي وما لدي من دواوين الشعراء قديمهم وحديثهم وقع نظري على ديوان الشاعر الماجن الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ، وأحببت أن تشاركوني ما قرأت عنه آملا أن تروق لكم .... وسأتطرق إن شاء الله بعد هذا الى شعراء آخرين لنستعرض حياتهم وشعرهم ...
    أبو نؤاس ألحسن ابن هاني شاعر الخمريات ......

    حياته ونشأته
    الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس ، عاش في العصر العباسي أيام هارون الرشيد والأمين ... شاعر ماجن عشق الخمرة وتغنى بها حتى أصبح يدعى بحق شاعر الخمريات، وله قصائد رائعة في الخمر والغزل والرثاء والزهد .... وكان شعوبي الإتجاه فارسي الهوى ....
    ولد الحسن ابن هاني في البصرة سنة 136 هـ وقيل 140 هـ وتوفي سنة 195 هـ وقيل 196 هـ ، ونشأ يتيما وترعرع في دارأمه حيث كان دارها ملتقى طلاب الخمرة والطرب والمجون .. فعاش طفولته في مثل هذه البيئة الماجنة، ثم بعد أن تزوجت أمه من رجل من أهل البصرة كان عشيقاً لها، تركته وحيدا ...
    عمل أبو نؤاس عند عطار يبري له أعواد البخور فكان لا يرى بيته إلا ليلا لينام ... ومن تعب العمل في دكان العطار كانت تقوده قدماه الى المسجد الجامع حيث حلقات العلم والأدب والشعر والقصص.. ثم اختلط بالأحداث وارتاد مجالس الأصدقاء وتعاطى الخمر معهم وأدمنها ...
    شاءت الصدف أن يلتقي بالشاعر الماجن والبه بن الحباب الأسدي والمكنى بأبي أسامة ... وكان أبو نؤاس من المتتبعين لشعر والبه وأخباره والمعجبين به وحافظاً للكثير من شعره ... وقد سار معه الى الكوفة حيث مجالس الشعراء والمحدثين ... ومن شدة حبه للتزود بأخبار البادية استأذن والبه أن يرحل الى البادية فأذن له ورحل مع وفد من بني أسد وهناك كانت مرحلة جديدة من حياة أبي نؤاس فقد صقلت البادية موهبته وشعره... وبعد عام رجع أبو نؤاس الى البصرة واتصل بالراوية والشاعر خلف الأحمر والذي وجهه الى طريق غير طريق والبه الأسدي ...
    حفظ أبو نؤاس الكثير من القصائد والأراجيز لفحول الشعراء والرجاز ثم امتحنه خلف امتحانا عسيرا ليرى مقدرته وفهمه للشعر ...
    طلب أبو نؤاس من استاذه خلف الأحمر أن يأذن له في نظم الشعر فأجابه .. آذن لك بعد ان تنسى ما حفظت .. وكان الغرض أن يبعد أبا نؤاس عن التقليد مما حفظه من شعر الشعراء حتى يختط لنفسه منهجا خاصا به ..
    لقد طلب خلف الأحمر من أبي نؤاس أن يرثيه وهو حي ... فرثاه أبو نؤاس بفائية قال فيها ...

    لو كان حيٌ وائلا من التلفْ ..... لوألَتْ شغواءُ في أعلى شعفْ
    أم فريخٍ أحرزتهُ في لجفْ ..... مزِغّبُ الألغاد لم يأكل بكفْ
    كأنه مسْتَقْعِدٌ من الخرفْ ..... هاتيك أو عصماءُ في أعلى شرفْ
    تروغُ في الطٌبًاقِ والنزعِ الألفْ ..... أوْدَى جِمَاعُ العلمِ مذْ أوْدَى خلَفْ
    منْ لا يُعدُ العلمُ إلا ما عرَفْ ..... قَلَيْذَمٌ من العَياليمِ الخسفْ
    فكلًما نشاءُ منه نَغْتَرِفْ ..... روايةً لا تُجتَنَى من الصٌحُفْ
    فأعجب بها خلف فقال له أبو نؤاس مداعبا بظرفه المعهود ..( يا أبا محرز مت ولك عندي خير منها .. )
    فقال خلف .. ( كأنك قصرت ...) فأجابه ... ( لا ولكن أين باعث الحزن ؟...) وهذا الجواب دليل على فهم أبي نؤاس معنى الشعر فهما عميقا ...
    أحب أبو نؤاس جارية لآل عبد الوهاب الثقفي اسمها جنان وكتب لها من الشعر ما لم يسبقه فيه أحد ... فلم يلقى منها إلا الصدود وكان أشد ما عاناه منها قولها يوم جاء ذكر أبي نؤاس أمامها وحبه لها إذ قالت ... أما بقى علي إلا أن أحب هذا الكلب ...
    فآلمه قولها وآل على نفسه أن يترك البصرة لينسى حبه وأنى للحب أن ينسى ...

    شعره
    يمتاز أبو نؤاس برحابة الشعر وعمق الإحساس وبراعة الفن وخصوبة الخيال ووفرة الحظ فكه ظريف فتح باب التجديد للشعراء ... وكان يمثل روح عصره بكل جوانبه الحسن منها والبغيض ... ولقد نالت أخباره الكثير من القصص المنحولة ونسبت إليه الكثير من الأبيات والقصائد الدخيلة ...
    التقى أبو نؤاس في صباه ابراهيم النظام ورافقه ردحاً من الزمن ثم افترقا واثناء هذه الفترة اعتنق ابراهيم النظام مبادئ المعتزلة وأصبح من قادتها ... وعندما التقيا بعد الفراق دعاه ابراهيم النظام الى اعتناق مذهبه ولامه على حياة المجون وشرب الخمر وإن هذا عصيان ومن الكبائر وحذره من الخلود في النار ... فأجابه أبو نؤاس بقصيدته – مدعى الفلسفة – والذي يقول فيها ...
    دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ ..... وداوني بالتي كانت هي الداءُ
    صفراءُ لا تنزل الأحزانُ ساحتها ..... لو مسًه حجرٌ مسًته سراءُ
    قامت بإبريقها والليل معتكرٌ ..... فلاح من وجههافي البيت لألآءُ
    فأرسلت من فم الإبريق صافيةً ..... كأنما أخذها بالعين إغفاءُ
    رقت عن الماء حتى ما يلائمها ..... لطافة وجفا عن شكلها الماءْ
    فلو مزجت بها نوراً لمازجها ..... حتى تولد أنوارٌ وأضواءُ
    دارت على فتيةٍ دان الزمانُ لهم ..... فما يصيبهم إلاً بما شاؤُا
    لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلةٍ ..... كانت تحلُ بها هندٌ وأسماءٌ
    حاشا لدرةٍ أن تبنى الخيامُ لها ..... وأن تروح عليها الأبلُ والشاءُ
    فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ٌ ..... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
    لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا .....فإن حضركه في الدين إزراءُ
    كان أبو نؤاس يعشق الخمرة حتى العبادة ويتغنى بها عشيقة ، متيم بها ويعتبرالدن جسماً والخمرة هي الروح فيه وقد صور هذه العلاقة في – جسمٌ بلا روح – حيث يقول...

    ما زلت أستلُ روحَ الدنِ في لطف ..... وأستقي دمَهُ من جوفِ مجروحِ
    حتى انثنيتُ ولي روحان في جسدٍ ..... والدنُ منطرحٌ جسماً بلا روحِ
    وكان ينادي صراحة بعشقه للخمرة ويدعو للجهر بها وفي زمنه كانت الخمرة من الكبائر... ويظهر ذلك واضحا في قصيدته – لا تسقني سرا – حيث يقول ...

    ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ ..... ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهرُ
    فما الغبن إلا أن تراني صاحياً ..... وما الغنم إلا أن يتعتعني السكرُ
    فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى..... فلا خير في اللذات من دونها ستر

    ويحكى أنه كان ماشيا في احدى أزقة بغداد حيث سمع فتية يتنادمون بالشعر فقال أحدهم متسائلا ... لماذا قال الشاعر – وقل لي هي الخمر – وهو يعرفها ... فأجابه احدهم ... لقد أراد الشاعر أن يستمتع بالخمرة بكافة حواسه حيث هو يراها ويلمسها ويشمها ويذوقها فأراد أن يسمع اسمها حتى يستمتع بكافة حواسه الخمسة ... فقال أبو نؤاس له ... أحسنت التفسير وإن كان لم يقصدها الشاعر ...
    لم يكن أبو نؤاس رجل الحرب والطعان بل كان رجل الدن والقيان ويمثل حالته هذه في – فارس العرب - حيث يقول ....

    يا بشر ماليً في السيف والحربِ ..... وإن نجميً للهو والطربِ
    فلا تثق بي فإنني رجلٌ ...... أكعٌ عند اللقاءِ والطلبِ
    وأن رأيت الشراة قد طلعوا .... ألجمت مهري من جانب الذنبِ
    ولست أدري ما الساعدان ولا الترس وما بيضة من اللببِ
    همي إذا ما حروبهم غلبت .... أي ايٌ الطريقين لي إلى الهربِ
    لو كان قصف وشرب صافية .... مع كل خود تختال في السلبِ
    والنوم عند الفتاة أرشفها .... وجدتني ثمً فارس العربِ

    لقد عانى أبو نؤاس من حبه لجنان ولهيب الوجد والحرمان وكتب لها الكثير من قصائد الهوى والغرام ومنها – محنة الحب – والتي غنتها المطربة اللبنانية المبعة فيروز حيث قال ...

    حامل الهوى تعبُ .... يستخفه الطربُ
    فإن بكى يحق له .... ليس ما به لعبُ
    تضحكين لاهيةً ..... والمحب ينتحبُ
    تعجبين من سقمي ..... صحتي هيً العجبُ
    كلما انقضى سببٌ ..... منك عاد لي سببُ
    وقال في جنان – حلوة العينين –
    وأخي حفاظٍ ماجدٍ ..... حلو الشمائل غير لاحِ
    ناديته والليل قد .... أودى بسلطان الصباحِ
    يا صاحِ أشكو حلوة العينين جائلة الوشاحِ
    فيها افتضحتُ وحبها ...في الناسِ يسعى بافتضاحي
    ولها ولا ذنب لها .... لحظ كأطراف الرماحِ
    في القلبِ يجرح دائما .... فالقلبُ مجروح النواحي
    أجنان جارية المهذب بالفضائل والسماحِ
    ما لي ولم أكُ باذلا .... وداً ولا فيكم سماحي
    فبخلت أنت وليس أهلك من قبيلك بالشحاحِ

    وقال في – الجمال المتجدد – في وصف معشوقته جنان من أجمل ما قيل في وصف الجمال ...

    وذات خد موردْ .... فتانة المتجرًدْ
    تأمل الناس فيها ..... محاسناً ليس تنفدْ
    الحسن في كل جزء ..... منها معادٌ مردًدْ
    فبعضه في انتهاء .... وبعضه يتولدْ
    وكلما عدتُ فيه .... يكون بالعودِ أحمدْ
    فأشرب على وجهِ بدرٍ ... ريان غيرَ معربدْ

    ويتوسل أبو نؤاس شاكيا هواه لجنان في – توسل – حيث يقول ...

    جنان إن جدتِ يا منايً بما .... آمل لم تقطر السماءُ دما
    وأن تمادى ولا تماديت في .... منعك أصبحْ بقفرةٍ رمما
    علقت من لو على أتى على أنفس الماضيين والغابرين ما ندما
    لو نظرت عينه على حجرٍ ..... ولًد فيه فتورُها سقما
    ومن لوعة الهجر والحرمان وعذاب الحب وصدود معشوقته جنان يقول أبو نؤاس في – عذاب - ...

    جسدي قائمٌ وروحي مواتُ ...... وسهادي معا ونومي سباتُ
    وثيابي تجر مني عظاماً ..... لا سكونٌ لها ولا حركاتُ

    ومن كثر الصدود وانقاع أمله في حبه المعهود زهد أبو نؤاس في حبه وقال في – زهد –

    زهدت جنان في الذي ..... رَغِبَتْ إليها فيه نفسي
    فزهدت في الدنيا وصارت منيتي في زور رمسي
    وطويتُ عيني أن تراني عينها وأمَتٌ جرسي
    كيلا يروع ذلك الوجهَ المليحَ سماع حسي
    ثم قال في - نداء العقل –

    دع جناناً وحبها ..... عنك إن كنت عاقلا
    لا تذكٍرْ بنفسك الموت ما دام غافلا
    أنت إن لم تمت بها العام لم تنجُ قابلا
    رُحِمَتْ نفسُك التي ... ذهبت عنك باطلا

    وفي أواخر أيام أبي نؤاس زهد في الدنيا بعد ان نال منها ما نال من المعاصي وبعد ان نالت منه ما نالت فترك حياة المجون والخطيئة والضياع ولا أدري ان كان هو الذي ترك المعاصي أم أن المعاصي تركته بعد أن أنهكته ولكن الذي اثبته الباحثون أنه تاب وزهد وقد انهال على نفسه باللوم والتقريع للمعاصي التي غمرت حياته ... فقال في الزهد مستغفرا وتائبا قصائد ومقطوعات شعرية بديعة فقال في – الله أعلى-

    كل ناع فسينعى ....كل باك فسيبكى
    كل مذخور سيفنى .... كل مذكور سينسى
    ليس غير الله يبقى ... من علا فالله أعلى
    إن شيئاً قد كفيناه له نسعى ونشقى
    إن للشر وللخير لسيماً ليس تخفى
    كل مستخف بسر..... فمن الله بمرأى
    لا ترى شيئاً على الله من الأشياء يخفى

    وقال في – رقيب - ...
    إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل .... خلوتُ ولكن قل عليً رقيبُ
    ولا تحسبنً الله يغفل ساعةً .... ولا أن ما يخفى عليك يغيبُ
    لهونا بعمرٍ طال حتى ترادفتْ .... ذنوبٌ على آثارهنً ذنوبُ
    وقال في – غرور الأمل – لائما نفسه ...

    سهوتُ وغرني أملي .... وقد قصرتُ في عملي
    ومنزلة خلقتُ لها ..... جعلتُ لغيرها شُغُلي
    يظلٌ الدهرُ يطلبني ..... وينحوني على عجلِ
    فأيامي تقربني ... وتدنيني إلى أجلي
    وقال في – أسفا على الماضي – متأسفا ونادما ولات ساعة مندم ...

    أصبر لمرٍ حوادث الدهر ... فلتحمدنً مغبة الصبرِ
    وأمهد لمفسك قبل ميتتَِها .... وأذخر ليومِ تفاضُل الذخرِ
    فكأن أهلك قد دعوك فلم .... تسمع وأنت مُحشْرَجُ الصدرِ
    وكأنهم قد عطًرُوكَ بما .... يتزود الهلكى من العطرِ
    وكأنهم قد قلبوك على .... ظهرِ السرير وظلمةِ القبرِ
    يا ليت شعري كيف أنت على .... ظهر السرير وأنت لا تدري
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... غُسٍلْتَ بالكافور والسدرِ
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... وُضِعَ الحسابُ صبيحةَ الحشرِ
    ما حجتي فيما أتيت وما .... قولي لربي بل وما عذري
    أن لا أكون قصدتُ رشدي أو ..... أقبلت ما استدبرتُ من أمري
    يا سوأتا مما اكتسبت ويا .... أسفي على ما فات من عمري


    ولم يجد أبو نؤاس ملجاً ولا مجيرا سوى الله فيتوجه اليه مقرا بذنبه ويطلب منه العفو والمغفرة فيقول في – أفرٌ إليك منكَ – ويعدها النقاد ان ما قاله يعتبر من البلاغة بمكان ...
    أ
    يا من ليس لي منه مجير .... بعفوك من عذابك أستجيرُ
    أنا العبد المقرُ بكل ذنبٍ ... وأنت السيد المولى الغفورُ
    فإن عذبتني فبسوء فعلي .... وإن تغفر فأنت به جديرُ
    أفرُ إليكَ منكَ وأين إلا ....إليك يفرُ منك المستجيرُ

    لقد كتب أبو نؤاس في الخمريات والغزل والمدح والهجاء والرثاء والعتاب والزهد والطرد ما مجموعه 1011 بين قصيدة ومقطوعة شعرية كان نصيب الخمريات منها 299 والغزل منها 364 أي ما مجموعه 663 مما تشكل 65.6 % من مجموع ما كتب ... واشتهر بما كتب في الخمريات واكتسب شهرته وكنيته منها ... أما في الزهد فكتب ما مجموعه 29 قصيدة ومقطوعة ...
    هذا هو شاعر الخمريات ألحسن بن هاني المكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ... آمل أن وفقت في التعريف به وبشعره ...
    المراجع / ديوان أبي نؤاس الصادر من دار الكتاب العربي في بيروت – لبنان والذي حققه وشرحه أحمد عبد المجيد الغزالي ...

    صباح الجميلي









    رائع جدا وممتع
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة مارس 02, 2012 1:06 am


    الف شكر زميلتي الغالية - سما بغداد - لمرورك الجميل الذي اسعد امسيتي .... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    ابتسامة امل
    ابتسامة امل
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 105
    نقاط : 5204
    السٌّمعَة : 12
    تاريخ التسجيل : 15/06/2010
    42

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف ابتسامة امل الجمعة مارس 02, 2012 12:12 pm

    صباح الجميلي كتب:لقد قرأت لك / الحسن ابن هاني / المكنى بأبي نؤاس ....

    أحبائي كادر وأعضاء بيتنا الثاني منتدى – القلم – وأنا أقلب صفحات كتبي وما لدي من دواوين الشعراء قديمهم وحديثهم وقع نظري على ديوان الشاعر الماجن الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ، وأحببت أن تشاركوني ما قرأت عنه آملا أن تروق لكم .... وسأتطرق إن شاء الله بعد هذا الى شعراء آخرين لنستعرض حياتهم وشعرهم ...
    أبو نؤاس ألحسن ابن هاني شاعر الخمريات ......

    حياته ونشأته
    الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس ، عاش في العصر العباسي أيام هارون الرشيد والأمين ... شاعر ماجن عشق الخمرة وتغنى بها حتى أصبح يدعى بحق شاعر الخمريات، وله قصائد رائعة في الخمر والغزل والرثاء والزهد .... وكان شعوبي الإتجاه فارسي الهوى ....
    ولد الحسن ابن هاني في البصرة سنة 136 هـ وقيل 140 هـ وتوفي سنة 195 هـ وقيل 196 هـ ، ونشأ يتيما وترعرع في دارأمه حيث كان دارها ملتقى طلاب الخمرة والطرب والمجون .. فعاش طفولته في مثل هذه البيئة الماجنة، ثم بعد أن تزوجت أمه من رجل من أهل البصرة كان عشيقاً لها، تركته وحيدا ...
    عمل أبو نؤاس عند عطار يبري له أعواد البخور فكان لا يرى بيته إلا ليلا لينام ... ومن تعب العمل في دكان العطار كانت تقوده قدماه الى المسجد الجامع حيث حلقات العلم والأدب والشعر والقصص.. ثم اختلط بالأحداث وارتاد مجالس الأصدقاء وتعاطى الخمر معهم وأدمنها ...
    شاءت الصدف أن يلتقي بالشاعر الماجن والبه بن الحباب الأسدي والمكنى بأبي أسامة ... وكان أبو نؤاس من المتتبعين لشعر والبه وأخباره والمعجبين به وحافظاً للكثير من شعره ... وقد سار معه الى الكوفة حيث مجالس الشعراء والمحدثين ... ومن شدة حبه للتزود بأخبار البادية استأذن والبه أن يرحل الى البادية فأذن له ورحل مع وفد من بني أسد وهناك كانت مرحلة جديدة من حياة أبي نؤاس فقد صقلت البادية موهبته وشعره... وبعد عام رجع أبو نؤاس الى البصرة واتصل بالراوية والشاعر خلف الأحمر والذي وجهه الى طريق غير طريق والبه الأسدي ...
    حفظ أبو نؤاس الكثير من القصائد والأراجيز لفحول الشعراء والرجاز ثم امتحنه خلف امتحانا عسيرا ليرى مقدرته وفهمه للشعر ...
    طلب أبو نؤاس من استاذه خلف الأحمر أن يأذن له في نظم الشعر فأجابه .. آذن لك بعد ان تنسى ما حفظت .. وكان الغرض أن يبعد أبا نؤاس عن التقليد مما حفظه من شعر الشعراء حتى يختط لنفسه منهجا خاصا به ..
    لقد طلب خلف الأحمر من أبي نؤاس أن يرثيه وهو حي ... فرثاه أبو نؤاس بفائية قال فيها ...

    لو كان حيٌ وائلا من التلفْ ..... لوألَتْ شغواءُ في أعلى شعفْ
    أم فريخٍ أحرزتهُ في لجفْ ..... مزِغّبُ الألغاد لم يأكل بكفْ
    كأنه مسْتَقْعِدٌ من الخرفْ ..... هاتيك أو عصماءُ في أعلى شرفْ
    تروغُ في الطٌبًاقِ والنزعِ الألفْ ..... أوْدَى جِمَاعُ العلمِ مذْ أوْدَى خلَفْ
    منْ لا يُعدُ العلمُ إلا ما عرَفْ ..... قَلَيْذَمٌ من العَياليمِ الخسفْ
    فكلًما نشاءُ منه نَغْتَرِفْ ..... روايةً لا تُجتَنَى من الصٌحُفْ
    فأعجب بها خلف فقال له أبو نؤاس مداعبا بظرفه المعهود ..( يا أبا محرز مت ولك عندي خير منها .. )
    فقال خلف .. ( كأنك قصرت ...) فأجابه ... ( لا ولكن أين باعث الحزن ؟...) وهذا الجواب دليل على فهم أبي نؤاس معنى الشعر فهما عميقا ...
    أحب أبو نؤاس جارية لآل عبد الوهاب الثقفي اسمها جنان وكتب لها من الشعر ما لم يسبقه فيه أحد ... فلم يلقى منها إلا الصدود وكان أشد ما عاناه منها قولها يوم جاء ذكر أبي نؤاس أمامها وحبه لها إذ قالت ... أما بقى علي إلا أن أحب هذا الكلب ...
    فآلمه قولها وآل على نفسه أن يترك البصرة لينسى حبه وأنى للحب أن ينسى ...

    شعره
    يمتاز أبو نؤاس برحابة الشعر وعمق الإحساس وبراعة الفن وخصوبة الخيال ووفرة الحظ فكه ظريف فتح باب التجديد للشعراء ... وكان يمثل روح عصره بكل جوانبه الحسن منها والبغيض ... ولقد نالت أخباره الكثير من القصص المنحولة ونسبت إليه الكثير من الأبيات والقصائد الدخيلة ...
    التقى أبو نؤاس في صباه ابراهيم النظام ورافقه ردحاً من الزمن ثم افترقا واثناء هذه الفترة اعتنق ابراهيم النظام مبادئ المعتزلة وأصبح من قادتها ... وعندما التقيا بعد الفراق دعاه ابراهيم النظام الى اعتناق مذهبه ولامه على حياة المجون وشرب الخمر وإن هذا عصيان ومن الكبائر وحذره من الخلود في النار ... فأجابه أبو نؤاس بقصيدته – مدعى الفلسفة – والذي يقول فيها ...
    دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ ..... وداوني بالتي كانت هي الداءُ
    صفراءُ لا تنزل الأحزانُ ساحتها ..... لو مسًه حجرٌ مسًته سراءُ
    قامت بإبريقها والليل معتكرٌ ..... فلاح من وجههافي البيت لألآءُ
    فأرسلت من فم الإبريق صافيةً ..... كأنما أخذها بالعين إغفاءُ
    رقت عن الماء حتى ما يلائمها ..... لطافة وجفا عن شكلها الماءْ
    فلو مزجت بها نوراً لمازجها ..... حتى تولد أنوارٌ وأضواءُ
    دارت على فتيةٍ دان الزمانُ لهم ..... فما يصيبهم إلاً بما شاؤُا
    لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلةٍ ..... كانت تحلُ بها هندٌ وأسماءٌ
    حاشا لدرةٍ أن تبنى الخيامُ لها ..... وأن تروح عليها الأبلُ والشاءُ
    فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ٌ ..... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
    لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا .....فإن حضركه في الدين إزراءُ
    كان أبو نؤاس يعشق الخمرة حتى العبادة ويتغنى بها عشيقة ، متيم بها ويعتبرالدن جسماً والخمرة هي الروح فيه وقد صور هذه العلاقة في – جسمٌ بلا روح – حيث يقول...

    ما زلت أستلُ روحَ الدنِ في لطف ..... وأستقي دمَهُ من جوفِ مجروحِ
    حتى انثنيتُ ولي روحان في جسدٍ ..... والدنُ منطرحٌ جسماً بلا روحِ
    وكان ينادي صراحة بعشقه للخمرة ويدعو للجهر بها وفي زمنه كانت الخمرة من الكبائر... ويظهر ذلك واضحا في قصيدته – لا تسقني سرا – حيث يقول ...

    ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ ..... ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهرُ
    فما الغبن إلا أن تراني صاحياً ..... وما الغنم إلا أن يتعتعني السكرُ
    فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى..... فلا خير في اللذات من دونها ستر

    ويحكى أنه كان ماشيا في احدى أزقة بغداد حيث سمع فتية يتنادمون بالشعر فقال أحدهم متسائلا ... لماذا قال الشاعر – وقل لي هي الخمر – وهو يعرفها ... فأجابه احدهم ... لقد أراد الشاعر أن يستمتع بالخمرة بكافة حواسه حيث هو يراها ويلمسها ويشمها ويذوقها فأراد أن يسمع اسمها حتى يستمتع بكافة حواسه الخمسة ... فقال أبو نؤاس له ... أحسنت التفسير وإن كان لم يقصدها الشاعر ...
    لم يكن أبو نؤاس رجل الحرب والطعان بل كان رجل الدن والقيان ويمثل حالته هذه في – فارس العرب - حيث يقول ....

    يا بشر ماليً في السيف والحربِ ..... وإن نجميً للهو والطربِ
    فلا تثق بي فإنني رجلٌ ...... أكعٌ عند اللقاءِ والطلبِ
    وأن رأيت الشراة قد طلعوا .... ألجمت مهري من جانب الذنبِ
    ولست أدري ما الساعدان ولا الترس وما بيضة من اللببِ
    همي إذا ما حروبهم غلبت .... أي ايٌ الطريقين لي إلى الهربِ
    لو كان قصف وشرب صافية .... مع كل خود تختال في السلبِ
    والنوم عند الفتاة أرشفها .... وجدتني ثمً فارس العربِ

    لقد عانى أبو نؤاس من حبه لجنان ولهيب الوجد والحرمان وكتب لها الكثير من قصائد الهوى والغرام ومنها – محنة الحب – والتي غنتها المطربة اللبنانية المبعة فيروز حيث قال ...

    حامل الهوى تعبُ .... يستخفه الطربُ
    فإن بكى يحق له .... ليس ما به لعبُ
    تضحكين لاهيةً ..... والمحب ينتحبُ
    تعجبين من سقمي ..... صحتي هيً العجبُ
    كلما انقضى سببٌ ..... منك عاد لي سببُ
    وقال في جنان – حلوة العينين –
    وأخي حفاظٍ ماجدٍ ..... حلو الشمائل غير لاحِ
    ناديته والليل قد .... أودى بسلطان الصباحِ
    يا صاحِ أشكو حلوة العينين جائلة الوشاحِ
    فيها افتضحتُ وحبها ...في الناسِ يسعى بافتضاحي
    ولها ولا ذنب لها .... لحظ كأطراف الرماحِ
    في القلبِ يجرح دائما .... فالقلبُ مجروح النواحي
    أجنان جارية المهذب بالفضائل والسماحِ
    ما لي ولم أكُ باذلا .... وداً ولا فيكم سماحي
    فبخلت أنت وليس أهلك من قبيلك بالشحاحِ

    وقال في – الجمال المتجدد – في وصف معشوقته جنان من أجمل ما قيل في وصف الجمال ...

    وذات خد موردْ .... فتانة المتجرًدْ
    تأمل الناس فيها ..... محاسناً ليس تنفدْ
    الحسن في كل جزء ..... منها معادٌ مردًدْ
    فبعضه في انتهاء .... وبعضه يتولدْ
    وكلما عدتُ فيه .... يكون بالعودِ أحمدْ
    فأشرب على وجهِ بدرٍ ... ريان غيرَ معربدْ

    ويتوسل أبو نؤاس شاكيا هواه لجنان في – توسل – حيث يقول ...

    جنان إن جدتِ يا منايً بما .... آمل لم تقطر السماءُ دما
    وأن تمادى ولا تماديت في .... منعك أصبحْ بقفرةٍ رمما
    علقت من لو على أتى على أنفس الماضيين والغابرين ما ندما
    لو نظرت عينه على حجرٍ ..... ولًد فيه فتورُها سقما
    ومن لوعة الهجر والحرمان وعذاب الحب وصدود معشوقته جنان يقول أبو نؤاس في – عذاب - ...

    جسدي قائمٌ وروحي مواتُ ...... وسهادي معا ونومي سباتُ
    وثيابي تجر مني عظاماً ..... لا سكونٌ لها ولا حركاتُ

    ومن كثر الصدود وانقاع أمله في حبه المعهود زهد أبو نؤاس في حبه وقال في – زهد –

    زهدت جنان في الذي ..... رَغِبَتْ إليها فيه نفسي
    فزهدت في الدنيا وصارت منيتي في زور رمسي
    وطويتُ عيني أن تراني عينها وأمَتٌ جرسي
    كيلا يروع ذلك الوجهَ المليحَ سماع حسي
    ثم قال في - نداء العقل –

    دع جناناً وحبها ..... عنك إن كنت عاقلا
    لا تذكٍرْ بنفسك الموت ما دام غافلا
    أنت إن لم تمت بها العام لم تنجُ قابلا
    رُحِمَتْ نفسُك التي ... ذهبت عنك باطلا

    وفي أواخر أيام أبي نؤاس زهد في الدنيا بعد ان نال منها ما نال من المعاصي وبعد ان نالت منه ما نالت فترك حياة المجون والخطيئة والضياع ولا أدري ان كان هو الذي ترك المعاصي أم أن المعاصي تركته بعد أن أنهكته ولكن الذي اثبته الباحثون أنه تاب وزهد وقد انهال على نفسه باللوم والتقريع للمعاصي التي غمرت حياته ... فقال في الزهد مستغفرا وتائبا قصائد ومقطوعات شعرية بديعة فقال في – الله أعلى-

    كل ناع فسينعى ....كل باك فسيبكى
    كل مذخور سيفنى .... كل مذكور سينسى
    ليس غير الله يبقى ... من علا فالله أعلى
    إن شيئاً قد كفيناه له نسعى ونشقى
    إن للشر وللخير لسيماً ليس تخفى
    كل مستخف بسر..... فمن الله بمرأى
    لا ترى شيئاً على الله من الأشياء يخفى

    وقال في – رقيب - ...
    إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل .... خلوتُ ولكن قل عليً رقيبُ
    ولا تحسبنً الله يغفل ساعةً .... ولا أن ما يخفى عليك يغيبُ
    لهونا بعمرٍ طال حتى ترادفتْ .... ذنوبٌ على آثارهنً ذنوبُ
    وقال في – غرور الأمل – لائما نفسه ...

    سهوتُ وغرني أملي .... وقد قصرتُ في عملي
    ومنزلة خلقتُ لها ..... جعلتُ لغيرها شُغُلي
    يظلٌ الدهرُ يطلبني ..... وينحوني على عجلِ
    فأيامي تقربني ... وتدنيني إلى أجلي
    وقال في – أسفا على الماضي – متأسفا ونادما ولات ساعة مندم ...

    أصبر لمرٍ حوادث الدهر ... فلتحمدنً مغبة الصبرِ
    وأمهد لمفسك قبل ميتتَِها .... وأذخر ليومِ تفاضُل الذخرِ
    فكأن أهلك قد دعوك فلم .... تسمع وأنت مُحشْرَجُ الصدرِ
    وكأنهم قد عطًرُوكَ بما .... يتزود الهلكى من العطرِ
    وكأنهم قد قلبوك على .... ظهرِ السرير وظلمةِ القبرِ
    يا ليت شعري كيف أنت على .... ظهر السرير وأنت لا تدري
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... غُسٍلْتَ بالكافور والسدرِ
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... وُضِعَ الحسابُ صبيحةَ الحشرِ
    ما حجتي فيما أتيت وما .... قولي لربي بل وما عذري
    أن لا أكون قصدتُ رشدي أو ..... أقبلت ما استدبرتُ من أمري
    يا سوأتا مما اكتسبت ويا .... أسفي على ما فات من عمري


    ولم يجد أبو نؤاس ملجاً ولا مجيرا سوى الله فيتوجه اليه مقرا بذنبه ويطلب منه العفو والمغفرة فيقول في – أفرٌ إليك منكَ – ويعدها النقاد ان ما قاله يعتبر من البلاغة بمكان ...
    أ
    يا من ليس لي منه مجير .... بعفوك من عذابك أستجيرُ
    أنا العبد المقرُ بكل ذنبٍ ... وأنت السيد المولى الغفورُ
    فإن عذبتني فبسوء فعلي .... وإن تغفر فأنت به جديرُ
    أفرُ إليكَ منكَ وأين إلا ....إليك يفرُ منك المستجيرُ

    لقد كتب أبو نؤاس في الخمريات والغزل والمدح والهجاء والرثاء والعتاب والزهد والطرد ما مجموعه 1011 بين قصيدة ومقطوعة شعرية كان نصيب الخمريات منها 299 والغزل منها 364 أي ما مجموعه 663 مما تشكل 65.6 % من مجموع ما كتب ... واشتهر بما كتب في الخمريات واكتسب شهرته وكنيته منها ... أما في الزهد فكتب ما مجموعه 29 قصيدة ومقطوعة ...
    هذا هو شاعر الخمريات ألحسن بن هاني المكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ... آمل أن وفقت في التعريف به وبشعره ...
    المراجع / ديوان أبي نؤاس الصادر من دار الكتاب العربي في بيروت – لبنان والذي حققه وشرحه أحمد عبد المجيد الغزالي ...

    صباح الجميلي









    اتحفتنا بما كتبت لنا وامتعتنا بما قرءنا
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة مارس 02, 2012 5:34 pm



    إبتسامة أمل .... زميلتي الغالية ... لقد رسمت على وجهي ابتسامة سعيدة عريضة بمرورك العطر ... لك مني أطيب التحايا والأمنيات
    صباح الجميلي
    ابو سعد
    ابو سعد
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 133
    نقاط : 5215
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    44
    الموقع : اوفياء المنتدى

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف ابو سعد الأحد مارس 04, 2012 4:07 pm

    صباح الجميلي كتب:لقد قرأت لك / الحسن ابن هاني / المكنى بأبي نؤاس ....

    أحبائي كادر وأعضاء بيتنا الثاني منتدى – القلم – وأنا أقلب صفحات كتبي وما لدي من دواوين الشعراء قديمهم وحديثهم وقع نظري على ديوان الشاعر الماجن الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ، وأحببت أن تشاركوني ما قرأت عنه آملا أن تروق لكم .... وسأتطرق إن شاء الله بعد هذا الى شعراء آخرين لنستعرض حياتهم وشعرهم ...
    أبو نؤاس ألحسن ابن هاني شاعر الخمريات ......

    حياته ونشأته
    الحسن ابن هاني والمكنى بأبي نؤاس ، عاش في العصر العباسي أيام هارون الرشيد والأمين ... شاعر ماجن عشق الخمرة وتغنى بها حتى أصبح يدعى بحق شاعر الخمريات، وله قصائد رائعة في الخمر والغزل والرثاء والزهد .... وكان شعوبي الإتجاه فارسي الهوى ....
    ولد الحسن ابن هاني في البصرة سنة 136 هـ وقيل 140 هـ وتوفي سنة 195 هـ وقيل 196 هـ ، ونشأ يتيما وترعرع في دارأمه حيث كان دارها ملتقى طلاب الخمرة والطرب والمجون .. فعاش طفولته في مثل هذه البيئة الماجنة، ثم بعد أن تزوجت أمه من رجل من أهل البصرة كان عشيقاً لها، تركته وحيدا ...
    عمل أبو نؤاس عند عطار يبري له أعواد البخور فكان لا يرى بيته إلا ليلا لينام ... ومن تعب العمل في دكان العطار كانت تقوده قدماه الى المسجد الجامع حيث حلقات العلم والأدب والشعر والقصص.. ثم اختلط بالأحداث وارتاد مجالس الأصدقاء وتعاطى الخمر معهم وأدمنها ...
    شاءت الصدف أن يلتقي بالشاعر الماجن والبه بن الحباب الأسدي والمكنى بأبي أسامة ... وكان أبو نؤاس من المتتبعين لشعر والبه وأخباره والمعجبين به وحافظاً للكثير من شعره ... وقد سار معه الى الكوفة حيث مجالس الشعراء والمحدثين ... ومن شدة حبه للتزود بأخبار البادية استأذن والبه أن يرحل الى البادية فأذن له ورحل مع وفد من بني أسد وهناك كانت مرحلة جديدة من حياة أبي نؤاس فقد صقلت البادية موهبته وشعره... وبعد عام رجع أبو نؤاس الى البصرة واتصل بالراوية والشاعر خلف الأحمر والذي وجهه الى طريق غير طريق والبه الأسدي ...
    حفظ أبو نؤاس الكثير من القصائد والأراجيز لفحول الشعراء والرجاز ثم امتحنه خلف امتحانا عسيرا ليرى مقدرته وفهمه للشعر ...
    طلب أبو نؤاس من استاذه خلف الأحمر أن يأذن له في نظم الشعر فأجابه .. آذن لك بعد ان تنسى ما حفظت .. وكان الغرض أن يبعد أبا نؤاس عن التقليد مما حفظه من شعر الشعراء حتى يختط لنفسه منهجا خاصا به ..
    لقد طلب خلف الأحمر من أبي نؤاس أن يرثيه وهو حي ... فرثاه أبو نؤاس بفائية قال فيها ...

    لو كان حيٌ وائلا من التلفْ ..... لوألَتْ شغواءُ في أعلى شعفْ
    أم فريخٍ أحرزتهُ في لجفْ ..... مزِغّبُ الألغاد لم يأكل بكفْ
    كأنه مسْتَقْعِدٌ من الخرفْ ..... هاتيك أو عصماءُ في أعلى شرفْ
    تروغُ في الطٌبًاقِ والنزعِ الألفْ ..... أوْدَى جِمَاعُ العلمِ مذْ أوْدَى خلَفْ
    منْ لا يُعدُ العلمُ إلا ما عرَفْ ..... قَلَيْذَمٌ من العَياليمِ الخسفْ
    فكلًما نشاءُ منه نَغْتَرِفْ ..... روايةً لا تُجتَنَى من الصٌحُفْ
    فأعجب بها خلف فقال له أبو نؤاس مداعبا بظرفه المعهود ..( يا أبا محرز مت ولك عندي خير منها .. )
    فقال خلف .. ( كأنك قصرت ...) فأجابه ... ( لا ولكن أين باعث الحزن ؟...) وهذا الجواب دليل على فهم أبي نؤاس معنى الشعر فهما عميقا ...
    أحب أبو نؤاس جارية لآل عبد الوهاب الثقفي اسمها جنان وكتب لها من الشعر ما لم يسبقه فيه أحد ... فلم يلقى منها إلا الصدود وكان أشد ما عاناه منها قولها يوم جاء ذكر أبي نؤاس أمامها وحبه لها إذ قالت ... أما بقى علي إلا أن أحب هذا الكلب ...
    فآلمه قولها وآل على نفسه أن يترك البصرة لينسى حبه وأنى للحب أن ينسى ...

    شعره
    يمتاز أبو نؤاس برحابة الشعر وعمق الإحساس وبراعة الفن وخصوبة الخيال ووفرة الحظ فكه ظريف فتح باب التجديد للشعراء ... وكان يمثل روح عصره بكل جوانبه الحسن منها والبغيض ... ولقد نالت أخباره الكثير من القصص المنحولة ونسبت إليه الكثير من الأبيات والقصائد الدخيلة ...
    التقى أبو نؤاس في صباه ابراهيم النظام ورافقه ردحاً من الزمن ثم افترقا واثناء هذه الفترة اعتنق ابراهيم النظام مبادئ المعتزلة وأصبح من قادتها ... وعندما التقيا بعد الفراق دعاه ابراهيم النظام الى اعتناق مذهبه ولامه على حياة المجون وشرب الخمر وإن هذا عصيان ومن الكبائر وحذره من الخلود في النار ... فأجابه أبو نؤاس بقصيدته – مدعى الفلسفة – والذي يقول فيها ...
    دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ ..... وداوني بالتي كانت هي الداءُ
    صفراءُ لا تنزل الأحزانُ ساحتها ..... لو مسًه حجرٌ مسًته سراءُ
    قامت بإبريقها والليل معتكرٌ ..... فلاح من وجههافي البيت لألآءُ
    فأرسلت من فم الإبريق صافيةً ..... كأنما أخذها بالعين إغفاءُ
    رقت عن الماء حتى ما يلائمها ..... لطافة وجفا عن شكلها الماءْ
    فلو مزجت بها نوراً لمازجها ..... حتى تولد أنوارٌ وأضواءُ
    دارت على فتيةٍ دان الزمانُ لهم ..... فما يصيبهم إلاً بما شاؤُا
    لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلةٍ ..... كانت تحلُ بها هندٌ وأسماءٌ
    حاشا لدرةٍ أن تبنى الخيامُ لها ..... وأن تروح عليها الأبلُ والشاءُ
    فقل لمن يدعي في العلم فلسفة ٌ ..... حفظت شيئاً وغابت عنك أشياءُ
    لا تحظر العفو إن كنت امرأ حرجا .....فإن حضركه في الدين إزراءُ
    كان أبو نؤاس يعشق الخمرة حتى العبادة ويتغنى بها عشيقة ، متيم بها ويعتبرالدن جسماً والخمرة هي الروح فيه وقد صور هذه العلاقة في – جسمٌ بلا روح – حيث يقول...

    ما زلت أستلُ روحَ الدنِ في لطف ..... وأستقي دمَهُ من جوفِ مجروحِ
    حتى انثنيتُ ولي روحان في جسدٍ ..... والدنُ منطرحٌ جسماً بلا روحِ
    وكان ينادي صراحة بعشقه للخمرة ويدعو للجهر بها وفي زمنه كانت الخمرة من الكبائر... ويظهر ذلك واضحا في قصيدته – لا تسقني سرا – حيث يقول ...

    ألا فاسقني خمراً وقل لي هي الخمرُ ..... ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهرُ
    فما الغبن إلا أن تراني صاحياً ..... وما الغنم إلا أن يتعتعني السكرُ
    فبح باسم من تهوى ودعني من الكنى..... فلا خير في اللذات من دونها ستر

    ويحكى أنه كان ماشيا في احدى أزقة بغداد حيث سمع فتية يتنادمون بالشعر فقال أحدهم متسائلا ... لماذا قال الشاعر – وقل لي هي الخمر – وهو يعرفها ... فأجابه احدهم ... لقد أراد الشاعر أن يستمتع بالخمرة بكافة حواسه حيث هو يراها ويلمسها ويشمها ويذوقها فأراد أن يسمع اسمها حتى يستمتع بكافة حواسه الخمسة ... فقال أبو نؤاس له ... أحسنت التفسير وإن كان لم يقصدها الشاعر ...
    لم يكن أبو نؤاس رجل الحرب والطعان بل كان رجل الدن والقيان ويمثل حالته هذه في – فارس العرب - حيث يقول ....

    يا بشر ماليً في السيف والحربِ ..... وإن نجميً للهو والطربِ
    فلا تثق بي فإنني رجلٌ ...... أكعٌ عند اللقاءِ والطلبِ
    وأن رأيت الشراة قد طلعوا .... ألجمت مهري من جانب الذنبِ
    ولست أدري ما الساعدان ولا الترس وما بيضة من اللببِ
    همي إذا ما حروبهم غلبت .... أي ايٌ الطريقين لي إلى الهربِ
    لو كان قصف وشرب صافية .... مع كل خود تختال في السلبِ
    والنوم عند الفتاة أرشفها .... وجدتني ثمً فارس العربِ

    لقد عانى أبو نؤاس من حبه لجنان ولهيب الوجد والحرمان وكتب لها الكثير من قصائد الهوى والغرام ومنها – محنة الحب – والتي غنتها المطربة اللبنانية المبعة فيروز حيث قال ...

    حامل الهوى تعبُ .... يستخفه الطربُ
    فإن بكى يحق له .... ليس ما به لعبُ
    تضحكين لاهيةً ..... والمحب ينتحبُ
    تعجبين من سقمي ..... صحتي هيً العجبُ
    كلما انقضى سببٌ ..... منك عاد لي سببُ
    وقال في جنان – حلوة العينين –
    وأخي حفاظٍ ماجدٍ ..... حلو الشمائل غير لاحِ
    ناديته والليل قد .... أودى بسلطان الصباحِ
    يا صاحِ أشكو حلوة العينين جائلة الوشاحِ
    فيها افتضحتُ وحبها ...في الناسِ يسعى بافتضاحي
    ولها ولا ذنب لها .... لحظ كأطراف الرماحِ
    في القلبِ يجرح دائما .... فالقلبُ مجروح النواحي
    أجنان جارية المهذب بالفضائل والسماحِ
    ما لي ولم أكُ باذلا .... وداً ولا فيكم سماحي
    فبخلت أنت وليس أهلك من قبيلك بالشحاحِ

    وقال في – الجمال المتجدد – في وصف معشوقته جنان من أجمل ما قيل في وصف الجمال ...

    وذات خد موردْ .... فتانة المتجرًدْ
    تأمل الناس فيها ..... محاسناً ليس تنفدْ
    الحسن في كل جزء ..... منها معادٌ مردًدْ
    فبعضه في انتهاء .... وبعضه يتولدْ
    وكلما عدتُ فيه .... يكون بالعودِ أحمدْ
    فأشرب على وجهِ بدرٍ ... ريان غيرَ معربدْ

    ويتوسل أبو نؤاس شاكيا هواه لجنان في – توسل – حيث يقول ...

    جنان إن جدتِ يا منايً بما .... آمل لم تقطر السماءُ دما
    وأن تمادى ولا تماديت في .... منعك أصبحْ بقفرةٍ رمما
    علقت من لو على أتى على أنفس الماضيين والغابرين ما ندما
    لو نظرت عينه على حجرٍ ..... ولًد فيه فتورُها سقما
    ومن لوعة الهجر والحرمان وعذاب الحب وصدود معشوقته جنان يقول أبو نؤاس في – عذاب - ...

    جسدي قائمٌ وروحي مواتُ ...... وسهادي معا ونومي سباتُ
    وثيابي تجر مني عظاماً ..... لا سكونٌ لها ولا حركاتُ

    ومن كثر الصدود وانقاع أمله في حبه المعهود زهد أبو نؤاس في حبه وقال في – زهد –

    زهدت جنان في الذي ..... رَغِبَتْ إليها فيه نفسي
    فزهدت في الدنيا وصارت منيتي في زور رمسي
    وطويتُ عيني أن تراني عينها وأمَتٌ جرسي
    كيلا يروع ذلك الوجهَ المليحَ سماع حسي
    ثم قال في - نداء العقل –

    دع جناناً وحبها ..... عنك إن كنت عاقلا
    لا تذكٍرْ بنفسك الموت ما دام غافلا
    أنت إن لم تمت بها العام لم تنجُ قابلا
    رُحِمَتْ نفسُك التي ... ذهبت عنك باطلا

    وفي أواخر أيام أبي نؤاس زهد في الدنيا بعد ان نال منها ما نال من المعاصي وبعد ان نالت منه ما نالت فترك حياة المجون والخطيئة والضياع ولا أدري ان كان هو الذي ترك المعاصي أم أن المعاصي تركته بعد أن أنهكته ولكن الذي اثبته الباحثون أنه تاب وزهد وقد انهال على نفسه باللوم والتقريع للمعاصي التي غمرت حياته ... فقال في الزهد مستغفرا وتائبا قصائد ومقطوعات شعرية بديعة فقال في – الله أعلى-

    كل ناع فسينعى ....كل باك فسيبكى
    كل مذخور سيفنى .... كل مذكور سينسى
    ليس غير الله يبقى ... من علا فالله أعلى
    إن شيئاً قد كفيناه له نسعى ونشقى
    إن للشر وللخير لسيماً ليس تخفى
    كل مستخف بسر..... فمن الله بمرأى
    لا ترى شيئاً على الله من الأشياء يخفى

    وقال في – رقيب - ...
    إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل .... خلوتُ ولكن قل عليً رقيبُ
    ولا تحسبنً الله يغفل ساعةً .... ولا أن ما يخفى عليك يغيبُ
    لهونا بعمرٍ طال حتى ترادفتْ .... ذنوبٌ على آثارهنً ذنوبُ
    وقال في – غرور الأمل – لائما نفسه ...

    سهوتُ وغرني أملي .... وقد قصرتُ في عملي
    ومنزلة خلقتُ لها ..... جعلتُ لغيرها شُغُلي
    يظلٌ الدهرُ يطلبني ..... وينحوني على عجلِ
    فأيامي تقربني ... وتدنيني إلى أجلي
    وقال في – أسفا على الماضي – متأسفا ونادما ولات ساعة مندم ...

    أصبر لمرٍ حوادث الدهر ... فلتحمدنً مغبة الصبرِ
    وأمهد لمفسك قبل ميتتَِها .... وأذخر ليومِ تفاضُل الذخرِ
    فكأن أهلك قد دعوك فلم .... تسمع وأنت مُحشْرَجُ الصدرِ
    وكأنهم قد عطًرُوكَ بما .... يتزود الهلكى من العطرِ
    وكأنهم قد قلبوك على .... ظهرِ السرير وظلمةِ القبرِ
    يا ليت شعري كيف أنت على .... ظهر السرير وأنت لا تدري
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... غُسٍلْتَ بالكافور والسدرِ
    أو ليت شعري كيف أنت إذا ..... وُضِعَ الحسابُ صبيحةَ الحشرِ
    ما حجتي فيما أتيت وما .... قولي لربي بل وما عذري
    أن لا أكون قصدتُ رشدي أو ..... أقبلت ما استدبرتُ من أمري
    يا سوأتا مما اكتسبت ويا .... أسفي على ما فات من عمري


    ولم يجد أبو نؤاس ملجاً ولا مجيرا سوى الله فيتوجه اليه مقرا بذنبه ويطلب منه العفو والمغفرة فيقول في – أفرٌ إليك منكَ – ويعدها النقاد ان ما قاله يعتبر من البلاغة بمكان ...
    أ
    يا من ليس لي منه مجير .... بعفوك من عذابك أستجيرُ
    أنا العبد المقرُ بكل ذنبٍ ... وأنت السيد المولى الغفورُ
    فإن عذبتني فبسوء فعلي .... وإن تغفر فأنت به جديرُ
    أفرُ إليكَ منكَ وأين إلا ....إليك يفرُ منك المستجيرُ

    لقد كتب أبو نؤاس في الخمريات والغزل والمدح والهجاء والرثاء والعتاب والزهد والطرد ما مجموعه 1011 بين قصيدة ومقطوعة شعرية كان نصيب الخمريات منها 299 والغزل منها 364 أي ما مجموعه 663 مما تشكل 65.6 % من مجموع ما كتب ... واشتهر بما كتب في الخمريات واكتسب شهرته وكنيته منها ... أما في الزهد فكتب ما مجموعه 29 قصيدة ومقطوعة ...
    هذا هو شاعر الخمريات ألحسن بن هاني المكنى بأبي نؤاس شاعر الخمريات ... آمل أن وفقت في التعريف به وبشعره ...
    المراجع / ديوان أبي نؤاس الصادر من دار الكتاب العربي في بيروت – لبنان والذي حققه وشرحه أحمد عبد المجيد الغزالي ...

    صباح الجميلي









    افدتنا كثيرا يا موسوعة الثقافة
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات Empty رد: لقد قرأت لك / أبو نؤاس الحسن ابن هاني شاعر الخمريات

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأحد مارس 04, 2012 10:23 pm



    الف شكر أخي أبو سعد حعل الله ايامك كلها سعد وفرح كما اسعدتني بمرورك العطر ولك مني أحلى الأمنيات
    صباح الجميلي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:26 pm