القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


+4
يوسف
مؤسس المنتدى
روبيا انا
صباح الجميلي
8 مشترك

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الجمعة مارس 02, 2012 6:39 pm


    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي
    avatar
    زائر
    زائر


    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين مارس 05, 2012 8:47 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي


    يا الله ما أروعها!!... حينَ قرأْتُ ردّكَ سيّدي، أيقنتُ أنّي سأُلاقي ما هوَ رائعٌ وجميـل؛ لكنّي أبدًا ما تخيّلتُ جمالًا بهذا الحدّ... باركَ اللهُ فيكَ أُسـتاذي، دائمًا تغمرُنا بروائعِكَ، وتقدّمُ لنا كلّ ما هُو جيّدٌ لتعمّ الفائدة...
    أنا أعرفُ الأبياتَ الأخيرة الّتي قالها الحجّاج، لكنّي الآنَ فقط أدركتُ سببَ انشـادِهِ لها.
    شُـكرًا جزيـلًا لكَ والدي، وجزاكَ كلَّ خيـر. تقبّل تحياتي، ابنتُـكَ الفخورةُ بمعرفتِكَ يُسْــرَى
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين مارس 05, 2012 10:12 pm



    الف شكر ابنتي الحبيبة يسرى دعائي لله أن أراك ونحن نزور المسجد الأقصى .... لك مني احلى الأمنيات
    صباح الجميلي
    avatar
    روبيا انا
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 105
    نقاط : 5173
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 16/07/2010

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف روبيا انا الثلاثاء مارس 06, 2012 10:55 am

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    احسنت سيدي الفاضل
    مؤسس المنتدى
    مؤسس المنتدى
    Admin


    عدد المساهمات : 5250
    نقاط : 25969
    السٌّمعَة : 746
    تاريخ التسجيل : 02/03/2010
    67
    الموقع : مؤسس ومدير المنتدى / القلم الذهبي / القلم الماسي / درع الابداع / وسام الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف مؤسس المنتدى الثلاثاء مارس 06, 2012 11:03 am

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    الدكتور صباح الجميلي المحترم
    تحياتي واشواقي
    القلوب سواقي كما يقولون ... قيل يومين انا والناقد العراقي وليد الجودة كنا نحاول استذكار هذه الابيات ولم نتقنها بل قصصنا الرواية وها انت اليوم تفاجئني بها كاملة فشكرا لعطاءك المتجدد وابداعك المتألق واتمنى لك كل خير والى لقاء ان شاء الله
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء مارس 06, 2012 6:44 pm

    روبيا انا كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    احسنت سيدي الفاضل

    ألف شكر زميلتي الغالية لقد اسعدني مرورك الجميل وبارك الله فيك
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء مارس 06, 2012 6:47 pm

    Admin كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    الدكتور صباح الجميلي المحترم
    تحياتي واشواقي
    القلوب سواقي كما يقولون ... قيل يومين انا والناقد العراقي وليد الجودة كنا نحاول استذكار هذه الابيات ولم نتقنها بل قصصنا الرواية وها انت اليوم تفاجئني بها كاملة فشكرا لعطاءك المتجدد وابداعك المتألق واتمنى لك كل خير والى لقاء ان شاء الله

    كم يسعدني مرورك العطر أخي وليد أرجو أن تبلغ تحياتي للأستاذ وليد ولكم مني أطيب التحايا والأمنيات
    صباح الجميلي
    avatar
    يوسف
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 112
    نقاط : 5146
    السٌّمعَة : 7
    تاريخ التسجيل : 14/08/2010

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف يوسف الأربعاء مارس 07, 2012 11:40 am

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    عدت بنا الى الاصالة فشكرا لك
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأربعاء مارس 07, 2012 5:26 pm

    يوسف كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    عدت بنا الى الاصالة فشكرا لك

    والف شكر لك أخي الغالي - يوسف - لمرورك العطر الذي يسعدني دائما ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    كراميل
    كراميل
    عضو ذهبي
    عضو ذهبي


    عدد المساهمات : 157
    نقاط : 5240
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف كراميل الخميس مارس 15, 2012 2:22 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    احسنت وابدعت بما نقلت
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الخميس مارس 15, 2012 10:42 pm

    كراميل كتب:
    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    احسنت وابدعت بما نقلت

    جزيل الشكر لك زميلتي الغالية - كراميل - لقد اسعدني مرورك الجميل ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    avatar
    ابو سيف
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    عدد المساهمات : 99
    نقاط : 5187
    السٌّمعَة : 14
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010
    44

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف ابو سيف السبت مارس 17, 2012 6:09 pm

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    امتعتنا بما رويت لنا
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأحد مارس 18, 2012 9:11 am



    أخي الغالي أبو سيف ... شكرا لمرورك العطر لقد اسعدت صباحي يا أخي العزيز بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    المالكي
    المالكي
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 122
    نقاط : 5210
    السٌّمعَة : 15
    تاريخ التسجيل : 29/06/2010

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف المالكي الإثنين مارس 19, 2012 11:54 am

    صباح الجميلي كتب:
    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    أحبائي كادر وأعضاء منتدى القلم .... مساهمتي اليوم قصة من التراث منها ما قرأت أيام الدراسة الإعدادية ومنها ما قرأت في كتب الأدب والثراث وآمل أن تنال إعجابكم ... ولكم مني أحلى الأمنيات .....

    فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    في عهد الخليفة الأموي عبد الملك إبن مروان ، كانت بعض الأمصار غير مستقرة وتسودها الفوضى ومها العراق وكان مركزه مدينة الكوفة ... فكلما أرسل لهم واليا رفضوه ... فأرسل لهم الحجاج بن يوسف الثقفي والياً ... ولما دخل الحجاج المدينة توجه الى المسجد بكامل عدته الحربية وكانت صلاة الجمعة ... فأخذوا يرموه بنوى التمر ... ولما ارتقى المنبر وقف فيهم خطيبا وقال ....
    (أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ... والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان وقت قطافها وأنا لها.... ) واستمر بخطبته التي اصبحت من الخطب الفريدة ببلاغتها وفصاحتها. ولضبط الأمن في المدينة أصدر أمرا بعدم التجوال بعد صلاة العشاء ومن يخالف هذا الأمر يضرب عنقه .. وحدث أن دخل المدينة ليلا أعرابي من البادية وهو لا يعلم بهذا الأمر فألقى العسس القبض عليه وقدموه صباحا للحجاج ... وقال له البدوي أيها الأمير إني بريء والله لا أعلم بهذا الأمر ... فقال له الحجاج .. أعلم أنك بريء ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة ثم أقام عليه الحد ...
    ومن الطرائف أن الحجاج كان يسير بمحاذاة شاطيء النهر وزلت قدمه وسقط في الفرات وكاد أن يغرق لولا أن قيض الله له رجلا أنقذه من الغرق ... فقال له الحجاج لقد انقذتني من الموت فتمنى علي ... فنظر إليه الرجل وبعد أن عرف أنه الحجاج فقال له ... أيها الأمير استحلفك بالله أن لا تروي هذه الحادثة على أحد وتخبرهم أني أنقذتك فعندها لن أأمن على حياتي من الناس ... فضحك منه وأجازه
    وحدث في أحد الأيام وبينما كان الحرس يتجولون بعد صلاة العشاء وعندهم أمرا بضرب عنق كل من يخالف أمر الحجاج ، رأوا ثلاثة فتيان يتسامرون فأحاطوا بهم...

    وسألهم كبير الحرس ... من أنتم حتى خالفتم الأمر ؟

    فقال الأول :

    أنا ابن الذي دانت الرقاب له .... ما بين محزومها وهاشمها
    تأتي إليه الرقاب صاغرة .... يأخذ من مالها ومـن دمهـا

    فأمسك عن قتله وقال لعله من أقارب الأمير ....

    وقال الثاني :

    أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره .... وإن نزلت يوماً فسوف تعود
    ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره .... فمنهم قيامٌ حولها وقعـود

    فتأخر عن قتله وقال لعله من أشراف العرب الكرام ....

    وقال الثالث :

    أنا ابن الذي خاض الصفوف بعزمه .... وقومها بالسيف حتى استقامت
    ركاباه لا تنفك رجلاه منهما .... إذا الخيل فـي يـوم الكريهـة ولـت

    فترك قتله وقال لعله من شجعان العرب....

    فلما أصبح ...رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ...وكشف عن حالهم

    فإذا .... بالأول ابن الـحــلاق ( والذي يقوم بأعمال الحجامة )

    والثاني ابن بائع فول ( بائع الباقلاء )

    والثالث ابن حائك ثياب

    فتعجب الحجاج من قصائدهم وفصاحتهم وقال لجلسائه :

    علموا أولادكم الأدب ... فوالله لولا فصاحتهم لضربت أعناقهم

    ثم أطلقهم وأنشد :

    كن ابن من شئت واكتسب أدباً .... يغنيك محموده عن النسب
    إن الفتى من قال ها أنذا .... ليس الفتى من قال كان أبـي


    صباح الجميلي

    جميل جدا وشرح وافي
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الإثنين مارس 19, 2012 5:54 pm



    الف شكر أخي الغالي - المالكي - ان مرورك الجميل هذا اسعدني كثيرا ... بارك الله فيك
    صباح الجميلي
    مماس أمزاوي
    مماس أمزاوي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 755
    نقاط : 14870
    السٌّمعَة : 51
    تاريخ التسجيل : 11/02/2012
    الموقع : القلم الفضي، القلم الذهبي، درع الابداع ، القلم الماسي

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف مماس أمزاوي الثلاثاء مارس 20, 2012 1:11 am

    صديقي العزيز صباح
    طاب لي المقام هاهنا
    لا حرمنا الله من نزيف قلمك
    تقبل مروري البسيط
    ممــــــــأمزاوي ــــــــاس
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21339
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث Empty رد: لقد قرأت لك / فصاحتهم أنقذتهم / قصة من التراث

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الثلاثاء مارس 20, 2012 9:23 pm

    مماس أمزاوي كتب:صديقي العزيز صباح
    طاب لي المقام هاهنا
    لا حرمنا الله من نزيف قلمك
    تقبل مروري البسيط
    ممــــــــأمزاوي ــــــــاس

    شاعرتي المبدعة - مماس - وصديقتي الغالية ... أدعو الله متضرعا أن يحقق كل أحلامك وآمالك والف الف شكر لمرورك العطر الذي أسعد أمسيتي ....
    صباح الجميلي

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:47 pm