لقد قرأت لك / فصاحة أعرابي في اللغة العربية
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز
إن لغتنا العربية بليغة وغنية بمفرداتها ومعانيها وكيف لا وهي لغة القرآن الكريم ... تروى هذه القصة عن فصاحة أعرابي في اللغة العربية في عهد الخليفة العباسي المأمون ... وقد سبق أن قرأت هذه القصة سابقا وهي تنسب الى أبي الأسود الدوئلي في عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) ... ليس المهم لمن تنسب هذه القصة وفي عهد من حدثت ولكن المهم هو ما فيها من بلاغة وحكمة وطرافة ... آمل أن تستمتعوا بها وأن تروق لكم مع تحياتي
فلجأ إلى الخليفة المأمون العباسي ليشكو إليه ... وأقام ببابِه بضعة أشهر ولم يؤذَن له ... فعمد الى الحيلة لكي يصل إليه ، وهي
أنه حضر يوم الجمعة ونادَى: يا أهل بغداد اشهدوا علي بما أقول ....
وهو أن لي ما لَيس لله ..... وعندي ما ليس عند الله ..... ومعي ما لم يخلُقه الله ..... وأحب الفتنة .... وأكره الحق..... وأشهد بما لم أرَ ..... وأصلي بغير وضوء .....
فلما سمعه الناس حملوه إلى المأمون
فقال له : ما الذي بلغني عنك ؟
فقال : صحيح
قال : فما حملك على هذا ؟
قال : قُطع علي الطريق وأخذ اللصوص مالي ولي ببابك بضعة شهور ولم يؤذن لي بالدخول ...
ففعلت ما سمعت لأراك وأبلغك لترد عليَّ مالي
قال : لكَ ذلك إن فسَّرتَ ما قلتَ
قال : نعم
أما قولي : إن لي ما ليس لله ... فلي زوجة ووَلَد ، وليس ذلك لله
وقولي عندي ما ليس عند الله فعندي الكذب والخديعة ، والله بريء من ذلك
وقولي : معي ما لم يخلقه الله ... فأنا أحفظ القرآن ، وهو غير مخلوق
وقولي : أحب الفتنة ... فإني أحب المال والولد وقوله تعالى : إنما أموالُكم وأولادكم فتنة
وقولي : أكره الحق ... فأنا أكره الموت وهو حق
وقولي : أشهد بما لم أَرَ ... فانا أشهد أن محمدا رسول الله , ولم أرَه
وقولي : أصلي بغير وضوء ... فإني أصلي على النبي بغير وضوء
فاستحسن المأمون ذلك وعَوَّضه عن ماله
صباح الجميلي / بتصرف