اللغة العربية لغة الأصالة والبلاغة والإعجاز / الجزء الثامن
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز
اليوم أحبائي نكمل موضوع كتابة الهمزة وكيف ترسم وتلفظ إن كانت في أول الكلمة أو في وسطها أو في آخر الكلمة.
لقد درسنا في الجزء السابع كيف تكتب الهمزة المتوسطة على الألف ، واليوم سندرس كيف تكتب الهمزة المتوسطة على الواو وعلى الياء ومفردة على السطر .
لنقرأ النص الأدبي – أرض الرافدين - ونلاحظ الكلمات بين الأقواس :
وكان العراقيُّ ( يَؤُمُ ) السهولَ والوديانَ ، ويصعدُ الجبالَ ، ويجوبُ الهضابَ والصحارى ، فيجد فيها ( مَؤُونتَهُ ) وطعامَهُ ، فهي بلادُ سعادةٍ وسُؤْددٍ ,
يتجولُ في غاباتِها فيصنعُ سهامَهُ من أشجارِها ، وينامُ في كهوفِ جبالِها فينحتُ ( فُؤُوسَهُ ) من أحجارِها . يقضي أياماً ( ملْؤُها ) البهجةُ والسرورُ ، ( فيبدَؤُها ) بأن يمتعَ عينيهِ ( برُؤْية ) جِنانِها ، ( وفُؤادَهُ ) برائِحتِها , وكأن اللهَ سبحانَهُ قد عَوَّضَ بها آدمَ عن فردوسِهِ المفقودِ ، ( ليُؤَسِسَ ) أولَ حضاراتِ بني آدم .
1- لاحظ الهمزة المتوسطة في الكلمتين : ( بشُؤُون – فُؤُوسه ) ، نجد أنها مضمومةٌ وما قبلها مضمومٌ أيضاً ، والواو تناسب الضمَّ ، فكتبت على الواو.
2- والهمزة المتوسطة في الكلمات : ( يَؤُم – مَؤُونة – يَبْدَؤُها ) ، مضمومةٌ بعد فتحٍ . وبما أن الضمُ أقوى كُتبتِ الهمزةُ على الحرف المناسب للأقوى ؛ وهو الواو .
3- وترى الهمزةَ المتوسَطَة في الكلمةِ ( مَلْؤُها ) مضمومةٌ بعد ساكنٍ والضمُ أقوى ويُناسبُهُ الواو فكُتبتِ الهمزةُ على الواو . ومثلها :
( مسْؤُلية – التفاؤُل )
4- أما الهمزةَ المتوسطةُ في الكلمتين ( فُؤَاده – ليُؤَسس ) ، فجاءت مفتوحةً بعد ضمٍّ ، فكُتبت الهمزةُ على الواو التي تناسب الضمة التي هي أقوى من الفتح.
5- وتجدُ أن الهمزةَ المتوسطةَ في الكلمتين ( سُؤْدد – رُؤْية ) ، ساكنةً بعد ضمٍّ ، والضمُّ أقوى ويناسبه الواو ، فكُتبت الهمزة على ما يناسبها وهو الواو .
مما تقد أعلاه يمكن وضع القاعدة الآتية :
تُكتبُ الهمزةُ المتويطةُ على الواو في الحالات الآتية :
1- إذا كانت مضمومةً بعد ضم . مثل :
( فُؤُوس – رُؤُوس – شُؤُون – كُؤُوس )
2- إذا كانت مضمومةًبعد فتحٍ مثل :
( مَؤُونة – يَؤُوب – يَؤُم – يبدَؤُها – قَؤُول )
3- إذا كانت مضمومةً بعد ساكن . مثل :
( مسْؤوُلية – تفاؤُل – ملْؤُها – تثاؤُب – عطاؤُك )
4- إذا كانت مفتوحةً بعد ضمٍّ . مثل :
( فُؤاده – مُؤنث – يُؤَدُون – مُؤَيد – مُؤَذن – مُؤَجل )
5- إذا كانت ساكنةً بعد ضمٍ . مثل :
( بُؤْس – مُؤْمن – رُؤْية – يُؤْلم – يُؤْثرون )
ثالثاً – رسم الهمزة المتوسطة على الياء
لنقرأ النص الأدبي – هنيئاً لكم - ونلاحظ الكلمات بين الأقواس :
فإن ( سُئِلت ) عن خضرةِ الأرضِ ، فالأرضُ خضراءُ بمزارعها وحقولها وبساتينها ، حتى كأنك تسمع مناجاة أشجار الوطن من شَماله إلى جنوبه تتفاخر ( بعطائِها ) الكثير ( ومائِها ) الوفير . ( بهوائِها ) العليل وظلها الظليل . حتى الصحارى عندنا عامرةً بأهلها فإذا ( ماجِئْتها ) شاهدتها مزدحمةً ( بمِئات ) الإبل والأغنام . ( رائِعةً ) قرب ( بِئْرٍ ) أو غديرٍ أو واحةٍ غناء فتسحرك الرمال ( المتلألِئَة ) ، والشمس ( الدافِئَة ) ، والريحُ ( الهادِئَة ) .
1- أن كلمة ( الناشِئِين ) فيها همزة متوسطة جاءت بعد كسر . ومما سبق عرفنا أن الكسر أقوى الحركات والكسرة يناسبها الياء ، فكُتبتْ الهمزة على كرسي الياء . ومثلها : ( مُلْتَجِئين – مُسْتَهْزِئين – مُتَكافِئين – مُتَنِبِئين ) .
2- نلاحظ أن كلمة (سُئِلتَ ) فيها همزة متوسطة مكسورة بعد حرفٍ مضمومٍ . وبما أن الكسر أقوى الحركتين ( الضمة والكسرة ) كُتبت الهمزةُ على كرسي الياء . مثل : ( رُئِيَ – وُئِدَت – سُئِلَت ) .
3- وأن الكلمتين ( تَطْمَئِن – حينَئِذٍ ) نلاحظ في كل منهما همزةً متوسطةً مكسورةً بعد فتح . والكسر أقوى من الفتح ، فَرُسمت الهمزةُ على كرسي الياء لأنها تناسب الكسرة القوية . مثلها : ( يَئِنُّ - يَئِسَ – رَئِيس ) .
4- أما الكلمات : ( سَمائِهِ – أسْئِلة – أفْئِدتهم – بعطائِها – مائِها – هوائِها ) جاءت الهمزةُ في كل منها مكسورةٌ بعد حرفٍ ساكن ، فكُتبت الهمزة ُ على الياء التي تناسب الكسرة وهي أقوى الحركتين ( الكسرة والسكون ) .
5- وأن الكلمات : ( هُيِئَت – وِئَام – بِمِئَات – المتلألِئَة – الدافِئَة – الهادِئَة ) يتظمن كل منها همزةً مفتوحةً جاءت بعد حرفٍ مكسورٍ . فكُتبت الهمزةُ على الياء لأنها تناسب أقوى الحركتين ( الكسرة والفتحة ).
6- وأن الكلمة ( بِئْر ) فيها همزةٌ متوسطةٌ ساكنةٌ مسسبوقةٌ بحرفٍ مكسورٍ . ولما كان الكسرُ أقوى كُتبت الهمزة على الياء لأنها تناسب الكسرة . مثل : ( بِئْسَ – مِئْذَنة – استِئْصال ) .
7- وأن الكلمتين ( يُكافِئُهم – يُنبِئُهم ) في كل منهما همزةٌ متوسطةٌ مضمومةٌ سَبَقَها حرفٌ مكسور . والكسر أقوى من الضم ، فكُتبت الهمزةُ فيهما على الياء لأنها تناسب أقوى الحركتين ( الكسرة والضمة ) . مثل : ( مبادِئُكَ – مَساوِئُهم – سَنُقْرِئُها – يُنْشِئُن ) .
8- إذا كانت الهمزةُ المتوسطةُ مفتوحةَ ومسبوقةً بياءٍ ساكنةٍ . فإن كان ما قبل الياء مكسوراً كُتبت الهمزة على كرسي ( الياء ) . مثل : ( رَدِيئَة – هَنِيْئَة – بَذِيْئَة ) .
وإن كان ما قبل ( الياء ) مفتوحاً كُتبت الهمزةُ على الألفِ . مثل : ( هَيْأَة – حُطَيْأَة – يَيْأَس ) .
شرط أن لا تكون الهمزةُ مكسورةً أو مضمومةً فإن كانت الهمزةُ مكسورةً كُتبت على كرسي ( الياء ) وإن كانت ضمومةً كُتبت على الواو .
إذن تُكتب الهمزةُ المتوسطة على كرسي ( الياء ) إن كانت مكسورة مهما كانت حركةُ ما قبلها ، أو كان ما قبلها مكسورا مهما كانت حركتها .
مما تقد أعلاه يمكن وضع القاعدة الآتية :
تُكتب الهمزةُ المتوسطةُ على كرسي الياء في الحالات الآتية :
1- إذا كانت مكسورةً بعد كسرٍ . مثل :
( تُنشِئِين – مِئِين – مُتَهَيِّئِين – مُهَنِّئِين ) .
2- إذا كانت مكسورةً بعد ضمٍ . مثل:
( سُئِلَ – رُئِيَت – وُئِدَت ) .
3- إذا كانت مكسورةً بعد فتح . مثل :
( أَئِمةً – يطمَئِن – لَئِيم ) .
4- إذا كانت مكسورةً بعد ساكن . مثل :
( مسائِل – جُزْئِيّة – أَفْئِدَة ) .
5- إذا كانت مفتوحةً بعد كسر . مثل :
( تَبْرِئَة – بُدِئَت – رِئَة – سَيِّئَة ) .
6- إذا كانت ساكنةً بعد كسر . مثل :
( الاستِئْذان – فِئْران – مِئْزر ) .
7- إذا كانت مضمومةٌ بعد كسر . مثل :
( قارِئُون – ظمِئُوا – سَيِّئُون ) .
رابعاً – رسم الهمزة المتوسطة مفردةً على السطر
وخلافاً لكل ما جاء أعلاه ، تُكتب الهمزةُ المتوسطةُ مفردةً على السطر في الحالتين الآتيتين :
1- إذا وقعت بعد المد بالألف والواو وكانت مفتوحةٌ . مثل :
( تثاءَب – تساءَل - مَخبوءَة – مَوْبُوءَة – مَملوءَة )
2- إذا لزم اجتماع ثلاث واوات . تُطرح واو الهمزة – كراهية هذا الاجتماع – مثل : ( يسوؤون – الموؤودة )
فتُكتب الهمزةُ مفردة بين الواوين خروجا على القاعدة فتصبح :
( يسُوءون – المَوءودة )
أحبائي : سنأخذ – إن شاء الله – في الجزء القادم حالة الهمزة المتطرفة والحالة الخاصة لها ، أي كيف تكتب في آخر الكلمة . تركتم بخير ، ونلتقي في الجزء القادم - بعون الله - مع تحياتي ...
صباح الجميلي