=========
بعد صلاة الفجر بقليل ,,بدأت رحلتى من الإسكندرية إلى القاهرة وقد كنت فى حالة من الألم و الحزن ,, رحلت بلا ميعاد أو خبر ,,قد بدا الطريق الصحراوى قبيل الشروق فارغا ,,رحت أنهب الطريق بلا تفكير أراقب قرص الشمس وهو ينسلخ من بين براثن الأرض ,,هناك على امتداد البصر,,يصعد برويه محاولا الوصول الى كبد السماء,, فكرت ماذا لو انطلقت بأقصى سرعة وأدركت قرص الشمس قبل أن يرتفع فأغوص هناك فى تلك اللجه المتوهجة فأتطهر من كل الألم والأثام أغتسل بهذ ا الوهج الاحمر من الأحزان ,,انطلقت سريعا ولم أشعر إلا والسيارة تكاد ترتفع عن الارض ,, واستفقت على صوت هاتفى ,,ورحت اهدئ سرعتى ولم أتخيل أنى قد وصلت لتك السرعة ,,وهاهى ذى الشمس قد ارتفعت الى منتصف الطريق واصبح الكون اكثر إشراقا وحرارة ,,وتوقفت جانب الطريق ونظرت لهاتفى إنها زوجتى لا بد أنها استيقظت الآن ولم تعرف أين أنا ولكنى لم أستطع الرد لم أعرف بماذا اجيب ,,قد مر على زواجنا أكثر من عام وطوال تلك الفترة وبعد انتهاء فترة شهر العسل بدأت مشكلتى بل لنقل مأساتى.
كنت استيقظ على صوتها وهى تنادى هذا الاسم الذى أبغضه بصوت مرتفع ليته يحمل بين طياته غضب او ألم ولكنه يحمل الكثير من الشوق واللهفة ولو حاولت تهدئتها او ايقاظها تتشبس بيدى تضمها بشوق وحميميه وهى تردد الاسم ثم تروح فى سبات عميق ,,ولا تتذكر أى شىء وكلما سألتها تقسم أنها لا تتذكر اى شىء ولا تعرف عنه شيئ منذ انفصالهما ,, ولم أعرف يوما السبب أكان بالتراضى او هجرها أم هى هجرته كما تدعى ,, وقد زادت فى الفترة الأخيرة الاحلام حتى أنها أصبحت شبه يومية ,, واستشرنا طبيبا ,, قال إنها ترسبات فى العقل الباطن تعبر عن حالة من الكبت اوالشوق ,,وعن عدم تذكرها ,, قال إن العقل البشرى معقد للغاية لانستطيع أن نفهم دهاليزه بسهولة ,,اما عن سبب عدم انجابنا حتى الان فأخبرتها اننا بصحه جيدا ولا يوجد موانع صحية ولكن لا نعرف السبب ,,ونصحنا ان نذهب لرحلة استجمام ,,وقد كان,, فى اول 3 ايام لم يحدث شىء ولكن فى اخر يومان عادت نفس الحالة لم اعد احتمل وخاصه انى عرفت بالصدفة انه قد عاد من الخارج بعد غياب 4 سنوات منذ شهور فهل عرفت ؟؟ وهل هذا هو سبب ارتفاع وتيرة الاحلام؟؟ لم اعد احتمل يجب أن أعرف الحقيقة وعاد الهاتف للرنين العديد من المرات أجبتها بكلمات بسيطه أنا فى الطريق للقاهرة وانتظرت ان تسأل او تطلب منى العوده ,,ولكن ما سمعته هو صوت الهاتف بعد اغلاقه ,,ه كنت احتاج الى فسحه من الوقت للتفكير ,,فلم اكن شاب صغير حين قررت الزواج كنت فى 35 قد حكت لى انها انفصلت عنه بعد كتب كتاب استمر عامان بضغط من الاهل وكذلك لانه لم يكن بقدر المسئولية ولم احاول الاستفسار ,, ولكن تكرر هذا الحلم الملعون اصبح يرهقنى ,, لذالك لا استطيع ان اعيش مع امرأة تحمل قى عقلها الباطن هذا الشوق لانسان اخر,, وبعد وصولى اعددت كوب من الشاى وجلست على شرفتى افكر هل انبش فى يئر الماضى بعد ان دفن واعيد احيائه ام انفصل عنها بهدوء ام اتقبل الواقع ويبدو انى غفوت فقد استيقظة على يد توضع على كتفى انها زوجتى وقد عادت
ونظرت لى ولم يتكلم اى منا لبعض الوقت ,, سالتها لماذا لحقتى بى فانا لا استطيع أن أتوقف عن التفكير احلامك تقتلنى قالت ساقص عليك سبب انفصالنا الحقيقى وبعدها لك الحق فى لاختيار ,,
ذلك أنه أصيب بحالة مرضية فى فترة الخطوبه وصممت ان يذهب للطبيب وبعد الكشف عليه طلب الدكتور بعض التحليل واكتشفنا انه لن يستطيع الانجاب,, قد تقول إنها حالة تتكرر ولكن عشقه للأطفال وكذلك أنا وحلم أن ننجب العديد من الأطفال على الأقل أربعة ,,أصابته صدمة,, ولكن فى النهاية كنت مستعدة لتقبل الواقع والتعايش معه برضا,, إلا أنه صمم على الانفصال وعرض على أن يتظاهر أمام الناس أنى أنا من انفصلت عنه حفاظا على ماء وجهى أو سيضطر للرحيل مما سيسبب بعض اللغط حولى ,,وبعد ضغط منه افتعلنا مشاكل وتم الانفصال ,, وسافر و لم اتقبل فكرة الارتباط مرة أخرى بعد مرور عامين التقينا وتعلمت منك كيف يكون التفانى الإخلاص والحب والوفاء فقد تحملتنى بلا ضغط ولم تفرض نفسك لذلك راح حبك يتسلل إلى قلبى بلا استئذان حتى أنى لم اعرف كيف أصبحت مدمنة على تليفوناتك وكلماتك أصبح صوتك هو الأهم لى كل صباح وقبل أن أذهب للنوم غدت لحظات لقائنا نسمة ربيع فى حياتى القاحلة ,,انصتلها بصمت ,,نظرت لى بعض الوقت وانتفضت واقفه وبصوت هامس قالت
,, لتعلم انى لم أقص عليك قصتنا لسببين الأول أنك لم تسأل ,,والثانى أنى لم اعد اهتم بالماضى,,لا أريد ردا الآن
وساترك لك بعض الوقت للتفكير أما عن الأحلام فحتى اليوم لا أعرف عنها شيئا فأنا أستيقظ لا أتذكرها نهائيا اما ان تتقبلنى كما انا زوجة محبة مخلصة حتى تنتهى تلك المشكله وحدها ,,او تختار ما يرضيك وسارحل اليوم لزيارت امى وسابقى معها عده ايام وساخبرهم انك مسافر للعمل ولك حرية ألآختيار
ولم اجيب ,,دخلت الى حجرتها وبعد دقائق سمعت الباب يغلق,, وقد رحلت ,,وقفت اشاهدها وهى تسير فى الشارع بكتف منحنى وخطوات وئيدة منكسرة ,,الان فقط قد أتخذت القرار
ماجى صلاح.