في زمن القحط والجدب،في زمن الأسود والرمادي،يحلو لي الإنفلات من الحاضر
والتوغل بعيداً في ذاكرتي،إلى مروج طفولتي،أصطاد الفراشات، أتنشق عبير الزعرور و الزعتر،
ألاحق قطيع البقرات الشاردة،أتعرف على أنواع الزهور البرية،
أطير كعصافير الدوري غير آبهة بشمس شباط ،
شغفي يسبق خطواتيّ إلى أماكن أحب سبرها وكأنني في سباقٍ مع الزمن.
متعة الإكتشاف ،لطبيعةٍ بكرٍ بالنسبة لي،أنا القادمة من المدينة ،القابعة في بيت تسرق الشمس نفسها لتزوره ،
و حرية اللعب في المدا الواسع المفتوح،كان حلماً ،لذلك كنت أستبق الزمن لأعب هواءاً نقياً وفرحاً لا حدود له ظننت أني ملكت الدنيا
.لكن براءة الأطفال،بدأت أفقدها كلما كبرت عاماً بعد عام،تحت مسمياتٍ شتى،
فتقولبت كما يريد المجتمع ،لا كما أحب أن أكون.
الآن كم أفتقد تلك المشاغبة العنيدة،اليايسة الرأس كما يقول أبي،ولا تنفذ إلا ما يحلو لها.