7ـــ نزهة في واحـة الشعر الشعبي
المقدمـــة:ـــ
مرة أخرى اكتب عن الشعر ولكن هذه المرة اكتـــب نزولا عند رغبة قرائي الأعزاء الذين طلبوا مني ألكتابه عن "الشعر الشعبي " وأقول هنا أنا بالضـد من هذه ألتسميه لان كلمة شعبي مشتقه من شعــب وهذا يعني إن كل شيء يكتب وكل شعر ينظم ويجـد له صدى في نفوس الشـعب يكتسـب صفة ( الشعبــي ) سواء أكان الشعر عموديا أو حـرا فصيحا أو باللهجة المحلية.
وهنا أفضل أن اسميه الشعر العامي أو شعر اللهجة المحلية، وعلى العموم فان ( للشعر الشعبي ) أوزان وبحور حاله حال الشعر الفصيح هي نفــــس بحور الشعر العربي الستة عشر وقد تولد منهـا سبعة بحور أخرى ليكون مجموع بحوره وأوزانه ثلاثة وعشرين بحرا، وللشعر الشعبي في العراق رواد ومبدعون لا يقل الواحد منهم شأنا عن شعراء الفصحى، تركـوا بصمتهم على ساحة الشعر العراقي والأدب العراقي ولهم جماهيرهم ومحبوهم ومقلديهم من الشعراء الشباب، وفي سـلسلة مقالاتي هذه ( نزهة في واحة الشعر الشعبي ) سوف لن أتطرق إلى الشعراء القدامى والمبدعون المعروفون لأنهم اخذوا فرصتهم في الوصول إلى قلب القارئ وكتــب عنهم الشيء الكثير وهم أشهر من نار على علـم، في هذه السلسلة سأتناول بعض الشعراء الشــباب الذين تأثروا بالشاعر الكبير كاظم اسماعيل كاطع وكان معلمهم ونبراسهم في صناعة الشــعر، سأتحدث عنه كشاعر كبير وعن المتأثرين به من الشعراء وغايتي من ذلك أن يتعرف عليهم جمهـور القراء وان أصل بقصائدهم إلى قلـب القارئ والمتلقي.
في هذه النزهة سنأخذ نماذج من الشعر الشـعبي الوجداني والغزلي والسياسي وغير ذلك قصيدة لكل شاعر مع موجز عن حياته وإبداعه الشعري.
النزهة الأولى:ـــ مع عندليب العراق الحزين الشاعر كاظم إسماعيل كاطع
شاعرنا اليوم عزيزي القارئ هو أستاذ كبير فـي عالم الشعر الشعبي بل خبيرا بارعا في صناعـة الشعر له معجبوه وله متأثرين بشعره وله تلامذتــه حين تنظر أليه وتسمع منه شعرا كأنك ليس أمام شاعر فحسب وإنما أمام عندليب العراق الحزيـن وبلبل القافية والشعر الشعبي، يصدح إلحانه في مسامعك باعذب ما يكون وبأرق المفردات الشعبية تسحرك قصائده وتشدك إليها شدا، تحزنك مفرداته بألم ومرارة اشد من ألم الجرح ومرارة العلقم، كيف لا وهي كتبت للوطن وللشعب ولألام هذه الأمة والدم المسفوك فيها.
شاعرنا هو الأستاذ كاظم إسماعيل كاطع من مواليد بغداد الاعظمية عام 1950 خريج كلية الآداب /اللغة الانكليزية عام 1974 نظم الشعر عام 1967 بقصيدة عنوانها انتهينا بعد خسارة فريقـــه بكرة القدم، وتأثر بعمالقة الشعر الشعبي الذين سبقوه، درس على أيديهم وغرف من نهر معرفتهم كما غرف من نهر الأحداث في الوطن وصاغ قصائده الممتلئة بالحزن والأسى، كان شاعرا متمردا على السلطة على الدوام لا لشـيء وإنما كان يسعى لتسخير كل معطيات السـلطة لخدمة الشعب والوطن لا لخدمة الحكام والمنتفعيـن، فتراه يتعرض للاعتقال والتعذيـب وتشل أجزاء من جسده كما شلت يده لكنهم لم يشلوا له العقل والإبداع والفكر والشعر فتراه ينظـم قصائده فتنتشر بسرعة البرق أو انتشار النار في الهشيم لتصل إلى القارئ بل إلى قلب القارئ ووجدانه لتفجر فيه التحدي لمواجهة الظلم والجـور والألم والحزن، كانت قصائده نبراس وبصيــص أمل للمثقفين والشعراء ولعامة الناس بلا استثناء وهذه أعلى غاية يصل إليها الشاعر ليبلغ ما يريد، هو لا يريد شيء شخصيا وإنما شيء للشعب والوطن ، للفقراء والمقهورين، للمظلومين على أعتاب الوطن وداخله، للصابرين الباحثين عـن أمل الانفراج.
كان شاعرنا مدرسة متكاملة الأبعاد والاتجاهـــات، إبعاده الشعب والوطن واتجاهاته خدمة الناس البسطاء وتبصيرهم على الأحداث وما سيكون أليه العراق، شاعر حين تقلب دواوينه الشعرية وتلامس نظراتك قصائده الشعبية تشعر بمرارة وألم وحزن واضح بين طياتها كما تشعر بالغربـــــة بين أبياته والفرح المرجو، وكأن الفرح شيء بعيــد المنال، هو ليس حزين بأشعاره فحسب بل هـو نفسه حزين حين تنظر إليه ترى الحزن على وجهه حزن الداعية المحمل بهموم شعب ووطن وحين تسمع صوته ونبراته تشعر بالحزن المنساب بين حروف كلماته رغم هدوئه وخلقه الجم، فمتى سيفرح الشاعر؟ أبعد التغير يفرح؟ التقيته صدفـة في مبنى صدى الجماهير وكان محمل بالحزن بعـــد أربع سنوات من التغير كان يتمنى أن يخسـر كل شيء شخصي، أن يسجن ويعذب ويشل ألف مـرة على أن يرى الذي يجري اليوم في العراق من قتــل وإراقة للدم وتهجير وتكبيل للحريات، شعور الشاعر المرهف والمحمل بالحـزن والأسى لم يتغير لأنه يطمح أن يتغير المجتمع أولا.
شـاعرنا أبدع اثنا عشر مجموعة شعرية منهـا ( كلنه نعلم، عيد أبو هلالين، دفاعات الوجــد، عرس دجله، نعش النار، غاب الكمر، قصائـد كانت ممنوعة، نورس حزيـن، هـــــلال ليـل المعرسين )، قديما قيل إن لم تستحي افعل مـا شئت فلا عجب لما يحصل اليوم، وقصيدة شاعرنا التي سأختارها عزيزي القارئ اليوم تتحدث عـن وفاة المستحة وهي بعنوان الفاتحة وكأنـه كـــلل الحزن كل الحزن بالوفاة.
مشتاك الك روحي عليك مفرفحة
وين أصبحت ...
والظيم يطحن بالبشر طحن الرحة
وينك يذاك المستحة
الكطرة هاي التنزل من الكصة
جانت مالحة
شنهو الجره ...
اليوم الدكاكين التبيع الجفن كلهه مفتحة
أمحمرة أخدود الفجر
لو نجمة بــالدم طايحة
وجيران اجو من الـدفن
وتراب مليانه اللحة
وركضت الناس التستحي
وركضت نصبت فاتحة
وسألت عن الميت
كالو مات عدنه المستحة
الفاتحة ...
رحمة لبوه اللي يعيد الفاتحة
عالمستحه ...
*************************
نزهه في واحــة الشعر الشـعبي
النزهة الثانية:ــ
مع الشاعر صادق رحيم ألعتابي
شاعرنا اليوم عزيزي القارئ هو شاعر فصحى وشاعر شعبي بدأ حياته الشعرية عام 1983 وكأي مبتدأ تأثر بشعراء كبار وكان للأستاذ الكبيــر كاظم إسماعيل كاطع تأثيرا واضحا على شاعرنا الشعبي صادق ألعتابي.
كما كان محرك لعواطفه وقصائده الشاعر المبدع الكبير عريان السيد خلف فترك بصمته على روحية الشاب الشاعر وكتاباته، انشغل بالجوانب الادراية والوظيفية ولم يكن معروفا آنذاك ولم يأخذ نصيبه في مجال النشر والأعلام، كان أستاذا للأدب الإنكليزي وعمـل مدرس لمادة اللغة الإنكليزية وعمل أستاذا فـي معهد المعلمات ولا يزال يدرس مادة الشـعر الإنكليزي فيه، بدأ بنشر قصائده عام 2003 فــي صحف مختلفة منها الدستور محطته الأولى لنشـــر نتاجاته الأدبية والشعرية وقد عمل في الصحافـة حيث كان محررا للصفحة الثقافية في صحيفـة صدى الجماهير ولازال يعمل فيها، احد أعضاء الاتحاد العام للشعراء الشعبيين في العراق وعضــو رابطة الشعراء الشعبيين في الكرخ، نظم الشعر الشعبي وتناول كل المجالات حيث كتب للوطن والأم والغزل ونظم في الوجدانيات وله قصائد كثيـرة خارج الوطن ونشر في صحف كثيرة ويستعد حاليا لطبع مجموعته الشعرية الأولى "النخيل والريــح" هذه نبذة مختصرة عن شاعرنا عزيزي القـارئ حين تقرأ قصائده تشعر أنها تدخل القلب مباشرة دون تكلف وتشعر بها تداعب أحاسيس الروح وهواجس النفس، شاعرنا يعرف كيف يختار المفردة الجميلة العذبة ليحيلها إلى قصيدة، شاعـر يعرف كيف يختار مواضيع قصائده كأنه يعيـش هموم الناس، وهو حين يكتب لا يكتب بمداد القلم وإنما بمداد المحبة والإحساس والشعور المرهـــف لقضايا الشعب، تستحيل عنده الحروف إلى رصاصات تصيب في مقتل كل من يحاول إيذاء أمرآة أو نخله أو شعب .
شاعر يحيل البارود ورائحته إلى عطر في جيد الجميلات ويحيـل مفردات اللغة العربية الفصحى أو العامية إلى قلائــد شعرية في أعناق النساء، ويحيلها أيضا إلى طوق نجاة في أعناق الشعب الذي يقرأ قصائده كأنه وطن يحمل هموم شعب وشعب يحمل هموم وطن، غزلياته تداعب العواطف والقلوب ووجدانياته تشدك إلى عالم الحنان والوجد وسياسياته تعـزف على وتر المحبة والألفة والوطن، شاعر بســمرته اكتسب سمرة الأرض وبعطائه امتلك وطن ومملكـة كيف لا وهو يعيش في مملكة الشعر الشعبي يبـــدع فيها مع المبدعين ويصوغ فيها ملحمة امة.
ومن مجموعته الشعرية الأولى "النخيل والريــح" اخترت قصيدة بنفس العنوان لتتحدث عن شــاعرنا كما يتحدث هو فيها عن هموم وهواجس الشـعب استخدم الشاعر كلمتين عنوانا لقصيدته "النخيـل" رمز العراق ورمز العروبة تضرب جذورها فـي أعماق الأرض وتبقى شامخة باسقة تتحدى المحـن ( قال احد الشعراء الشعبيين الكبار أينما تجد نخلــة فتلك ارض عربية).
"الريح" على اختلاف أنواعها هي ريح عدائيـة لا تستطيع أن تحني نخلة العراق، انظر عزيزي القارئ إلى الكلمتين المستخدمتين في عنوان القصيدة فيها من المدلولات الشيء الكثيـر وفيها من الرمزية الشيء الكثير، ولم يكن الاختيــار اعتباطيا لأنه يقينا مرتبط بهواجس الشـاعر وأحاسيسه "النخيل والريح" هي الأصالة والمواجه، العروبة والشعوبية، الوحدة والتفكك، ولا أطيل عليك عزيزي القارئ واليك نص قصيدته النخلة والريح
لاتكضي العمر تتوسف اعله الراح
ولا تأمن ألدنيه اهواي غداره
لا تمشي زحف واتعرفك الخيال
معزب لبو البيت وأنت خطاره
بالك تنحني لو مر عليك العوز
صدكني البحر يحتاج محاره
يا كلب الخشب يتحمل المسمار
يحتاج الخشب لجروح مسماره
ما خاف الخشب لو مر عليه منشار
يترهدن فرح بسنون منشاره
لا ترجه الثمر من شجرة الصفصاف
بالك من دمع جذاب يتجاره
يل اسمك مضيف وكهوة للخطار
تومي للبعيد ادلاله وناره
واسحك عالجروح جنك فلا مصيوب
واحذر من شماتة أتشوف أثاره
بالك تنغلب من تمشي نص الليل
خل الموت نفسه يموت بكتاره
شد حرصك صبر واتلاوة وي الريح
وانزع مستحاتك ساعة الغاره
يا بيت الشعر يا قفلة الموال
يا ليل ألعشك بعيون سماره
يا سحر القوافي ومنبع الأشعار
يا ورد الربيع بعين شطاره
خاويت الصبر جيه لنه صاحب ذات
ورافكني العمر لجروحي سناره
طشرني الوكت واتلملمت بالريح
غصبن عالوكت ما صير طشاره
انه ألسابكتهن والرسن لازال
بيدي اشحده يوصل عتبته وداره
انه البيت كله ومنوة الخطار
ما ينعد مضيف ألعاف خطاره
لاويت المنايا وظهري شاف السوط
وزفيت الصبر لعيونج بشاره
لا تنسه أشجنت واتعلي صوتك حيل
تاريخك اعرفه وعندي اخباره
لا تلبس هدم تفصاله موش عليك
ولتبيع التمر عالهمه تماره
موكلمن تصخم بالوجه حداد
ولا كل التمر يتسمه كنطاره
*************************
نزهة في واحة الشعر الشعبي
النزهة الثالثة:ـــ
مع الشاعر قاسم رحيم ألعتابي
شاعرنا اليوم عزيزي القارئ هو شاعر شعبي تأثر بالأستاذ الكبير كاظم إسماعيل كاطع، شاعر شــاب ذو سحنة سمراء ابن هذي الأرض التي أنجبت الكثير من الشعراء، شاعرنا التقيته صدفة لا غيـــر في مبنى جريدة صدى الجماهير، شاعر هادئ حزين ترى لغته الشعرية تنساب من فمه انسيابا بصدق الأحاسيس والمشاعر، شاعرنا هو قاسم رحيم ألعتابي فمن يكون؟.
هو من مواليد 1968 بغداد من أصل جنوبي من مدينة العمارة العزيـزة علــى القلوب تأثر بلهجتها العامية فأبدع من خلالهـا، بدأ كتابة الشعر عام 1989 متأثرا بأستاذ الشعر وعندليب العراق الحزين الأستاذ كاظم إسماعيل كاطع، حيث كان طالبا في معهد الفنـــون الجميلة، انتمى إلى جمعية اتحاد الشعراء الشعبيين في العراق عام 1995، شاعرنا نظم في مجـالات الشعر كافة وشملت قصائده الملحمة الحسينيـة والوطن والصديق كما شملت قصائده الشعر الوجداني والغزلي، إذ كانت بدايته قد بدأت بكتابة الابوذية والزهيري والقصيدة تراه اليوم عزيزي القارئ هو قصيـدة متحركة حين تنظر إليه ترى الشعر أمامك يسيــر وحين تجالسه تشعر بهدوئه وحزنه وحين تحدثـه تنساب القصائد من شفتيه خجلا بصوته الهـادئ الحزين، تساءلت لماذا هذا الحزن؟. وحين نظـــرت إليه وجدته يحمل هموم شعب وجراح وطن يتأثر بعمليات القتل الجماعي عبر السيارات المفخخة كما يتأثر بالقتل على الهوية بالدريل والجثث الملقاة في الطرق كمجهولي الهوية، يتأثر بعمليـات التهجير القسرية التي شملت جميع العراقييـن أصدقائه وأحبائه كل تلك جعلت الحزن ينطق داخله وكأنه بركان.
شاعر حساس رهيف المشـاعر والأحاسيس حين تجلس أمامه وتحادثه تشعر انـــك جالس أمام العراق بكل عظمته بكل ألامه وجراحه، يحاول أن يصنع بصيص ضوء وأمل لهذا الشــــعب من خلال قصائده الجميلة المفعمة بالهواجس، شاعرنا اليوم عزيزي القارئ أوجد مزادا لا مثيل لـه بين مزادات العالم اجمع "جعل للنخوة" مزادا تباع وتشترى فيه، جعل للعلاقات الإنسانية الطيبة مزادا وجعل لها مشترين يجيدون الشراء بأعلى ألاثمان قال مرة.
أحس اجروحهم بيه والمهم
وبوهم ما تعب مثلي وله أمهم
أخوتي اوحكي اجمعهم والمهم
وأبيع الروح وشريهم سوية
لقد اشترى بضاعة الأخوة بثمن غالي ألا وهو الروح فهل بعد ذلك من تضحية، ولكي لا أطيل عليك عزيزي القارئ أليك قصيدته "شــراي خوة"
واني زغير شفت الناس ملتمة
أو كبر بيه الفضول او رحت أشوفهم
او شفت سوك او مزاد الناس تصرخ بيه
ياهو اليشتري ؟ وين اليثمنهم
خوه أنبيع 00 للكلفات لشدات تاخذهم
الساعة عوز اكرب شوف معدنهم
اوطبيت المزاد اوصحت انه الشراي
اوسكت كلمن يزايد كال اريدنهم
ولان سعر الاخوه بروح ساموه
ونه أبروحي اشتريت اهواي ازيدلهم
اورسه اعليه العطه اوحسدوني التجار
اومن كثر الفرح خفت أنه احسدنهم
اطكلهم فرح من حلكي هلهولة
واصب كل الدمع 00 لوهم يصفنهم
داسو عالكلب مو مرة يتعدون
اويرد كلبي السمح بالطيب يخطنهم
من عطشو كبل 00 ثدي أمي الهم فاض
اوهسه امنا لقهر جبروني أرضعنهم
اوياي بلا ثمن باعو بختهم ليش
اوهيله اعللبخت يرخص وابيعنهم
لاوين الوجه انطيه وشكي المن
إذا كلمن شكيته ايكول اطلبنهم
لا بي ذنب خاطر اكول اخطيت
ولا لحظة ابدغش يم ناس اذمنهم
ما ادري الأخوة أصير كسرة عود
وعله ابسط سبب هاليوم اخسرنهم
ظل بس الاسم يربطنه عود أخوان
اكطعوا حتى السلام البيه أودنهم
شراع انه جنت بحبال أخوتي أنشد
احبالي اتكطعوا وشلون أشدنهم
اوفك حلكه البحر رادني أذب منهم
كتله الروح اذبهه اوعيب اذبنهم
ذوله حزام ظهري اشما تلف ودّور
لصدك توزني اوغفلة ابوكنهم
جنت اهواي أظن لو طكن اعلراس
يشكفون العصي امنعداي أأمنهم
شوهدت عليّ مرادف الطكات
وين الكال اصد اعداك أردنهم
اوتحملت الألم والجرح ينزف غيض
ولا كلت ابعتب خليني الومنهم
لان انه الشريت او ما أظن خسران
من سوك الزلم بس هم اعدنهم
وأنه أزغير طبيت المزاد واصرخ
أخوتي امن الذهب وبروحي أوزنـهم
واطشر الجمع واللمه والمازاد
وصفيت انه وأخوتي أبيت المنهم
وصفيت انه وأخوتي أبيت المنهم
الخاتمه:ـــ
إن النزهة في واحة الشعر الشعبي جميلة جداً لكــن لا يمكننا الاستمرار بهذه النزهة والتي اسـتمرت ثلاث حلقات متتالية بدأناها مع عندليب العراق الحزين الشاعر كاظم إسماعيل كاطع ثم مع الشاعر صادق نعيم ألعتابي ثم مع الشاعر قاسم رحيم ألعتابي ثلاث حلقات مع ثلاث شعراء، أستاذ واحد وتلميذان، عبقري واحد ومجتهدان يقتفيان أثره في الشعر.
كان بودي أن استمر في هذه النزهة ومع شعراء أخرين لكني وجدت نفسي محاط بعندليب العـراق الحزين وتلامذته وعليه قررت أن تنتهي نزهتنا هذه معهم، على أمل أن نجد متسع أخر للكتابـة عن الشعر الشعبي العراقي مع عملاق أخر وأستاذ أخر ومع تلاميـذ جدد فإلى ذلك الحيـن استودعكم الله.
**************************
8ـــ الشعـر نبض الحياة
المقدمـــة:ـــ
أن الشعر العربي هو لغة العرب وديوانها وحافظ قيمها وتأريخها ولقد أبدع الشعراء قديمهــم وحديثهم بروائع شعرية حفظت للعرب مكانتهـــــــم ونبوغهم وبلاغتهم، لقد قلت الكثير عن الشعر في سلسلات متعددة من كتاباتي ولا ابغي التكرار اليوم لكن هذه السلسلة من المقالات قد تختلف عن سابقاتها من حيث الأسلوب والطرح والموضوع والإيجاز في الكتابة لأنني سأستخدم نبضة واحدة من نبضات الشعر لكل شاعر، فالحياة الدنيا في لغتنا نبضها الشعر العربي كي تعيش فاللغة بلا شعر لا حياة فيها.
كيف سأحصي نبضات الشعر العربي وهل أستطيع؟
نعم سأبدأ بنبضة لكل شاعر أعرج عليها وعليه أفهم أبعادها ومدلولاتها ومضامينها واعرف الشاعر من خلالها وما ينتابه، لقد اخترت عدد من الشعراء العراقيين والعرب لهـذه السلسلة من مقالاتي فعذراً للعظماء الآخرين.
النبضة الأولى:ـــ
مع عندليب العراق الحزين الشـاعر كاظم إسماعيل كاطع
شاعر عراقي عملاق عرف في أوساط الشعر الشعبي ناظما للشعر فأجاد فيه بل وأبدع حتى أصبح من عمالقة هذا الشعر لديه الكثير من المجاميع الشعرية التي تشدك أليها وتسحرك بمفرداتها، شاعر إذا نظرت إلى سمرته كــأنك تنظر إلى ارض العراق، شاعر إذا نظرت إلى عينيه الحزينتيـن كـــأنك ترى سماء العراق تقطر دما، شاعر إذا نظرت إلى وجهه الممتلئ حزنا وألما كأنك ترى العراق بشعبه وآلامه وأحزانه، شـاعر إذا نظرت إليه يمشي ببطء شديد حاملا عوقه كـــأنك ترى العراق متعكزا على جراحه وآلامه.
شاعرنا اليوم شاعر قضية وشعب ووطن شاعر أراد أن يمتلك سر السعادة والفرح والهدوء فلم يستطيع لذلك سبيلا في كل ألازمان والعصور والحكومات، هو لا يسعى لمكسب شخصي وهـــدف شخصي ليحققه بل كان يسعى لمكاسب عامة تخـدم الشعب والوطن هدفه الإنسان العراقي وبنائه الوطني فكان هذا الهدف عبئا عليه تلقى من خلالـه السجن والعذاب وشلت أطرافه واليوم هو يحمـل نفس العبء ويفكر بنفس الطريقة كيف يحقق هدفـه كي يعيد صناعة الإنسان العراقي الجديد الوطني الحريص على أرضه وشعبه وثرواته وكيف يوقـف نزف الدم المسفوك بين ظهرانينا.
شاعر انتهت معظم سنين حياته ونحن نتمنى له طول العمر أن شاء الله لم يجد الراحة أبدا ولم يجـد الاستقرار والأمان فتراه يتعذب كل يوم من اجل الشعب لا غير، تراه يتعذب كل يوم من اجل الوطــن لا غير ومن يعيش هذه العذابات كيف له أن يرتاح، شاعرنا هو ذاكرة العراق الحزين بآلامه وأحزانه وبراكين الدم التي فيه، وذاكرة العـراق عبـر مبدعيه، ومن قصيدة له بعنوان ما مرتاح نجـد إن الشاعر لم يهدأ ولم يستقر له تفكير أبدا ولم يجـد الراحة المنشودة في العراق وكأنه قد حدد نبضتـــه الأولى " ما مرتاح " في هذه الدنيا.
وألان مـــــع جزء من هذه القصيدة
ما مرتاح ... ما مرتاح
عيوني تستحي بس الدموع اوكاح
ما مرتاح منك ــ مني ــ من العدل
من المات من الجاي من الراح
عركه اويه الزمن ورجعنه مكسورين
وبعيدة المسافة وينسي اللي طاح
ما مرتاح لان شفت الشمس
نزلت تبوس الكاع
وبجف طفل تلاح
ولان قاضي البلابل مدد التوقيف
ومفتوحة السمة والفيل عنده أجناح
ما مرتاح
لان قفل المحبة أنباك
وترهم عليه مفتاح
متروك بجزيرة وتيهت بالليل
واجو ربعي عليه بقافلة أشباح
وانته اشبيك؟
لمن دافعت عن نفسي صابك غيض
مو حتى الكنافذ من تحس بالخوف
تستخدم جلدهه اسلاح
ما جن الفجر مثل الفجر محبوب
لون الفجر صاير يفيض أرواح
عذراً أستاذي الفاضل إن أخفقت في إيصال دوافعك ونواياك ومواقفك إلى القراء الأعزاء، ولمن يرغب المزيد عليه قراءة مجاميعك الشعريــة ليعرفك حق معرفتك.
***********************
الشــعـر نبض الحيـــاة
النبضة الثانية:ـــ
مع الشاعر فيصل جاسم
عرفت الشاعر فيصل جاسم من خلال مجموعته الشعرية الأسلاف الصادرة عام 1981شاعر يعرف كيف يستخدم المفردة وكيف يطوع القوافي ليصنع ملحمة شعرية تدعى القصيدة، شاعر متمكن متنوع في نظمه للشعر، حين تقرأ له كأنــك لا تقرأ أبدا لان الكلمات تنساب في قلبك وعقلك مباشرة ولا تحتاج إلى الاستئذان، شاعر يداعـب الأحاسيس برفق وقصائده تدغدغ المشاعر زهوا، حين يجيد الشاعر أي شاعر استخدام المفردة واستخدام الوزن الشعري بقدرة عالية من الاختيـار الدقيق ترى متانة القصيدة متجسدة عنده.
القصيدة عند شاعرنا هي ليست تسطير لكلمات وضبط للوزن الشعري فحسب وإنما هي عملية ولادة قيصرية غير سهلة أبدا ينتج من هذه الـولادة قصيدة هي بمثابة الابن للشاعر، وحين يعيش الشاعر في كنف الحياة بحلاوتها ومرها، بولادتهـا وموتها، بأفراحها وأحزانها يكون هو نفسه نتاج لهذه المتغيرات يتأثر بها وتتأثر به بنسب مختلفة من شاعر إلى أخر ومن إنسان إلى أخر ويقيناً إن الشعراء أكثر تأثرا من غيرهم بهذه المتغيرات ولذلك ترى شاعرنا فيصل جاسم لا يخلوا من هذا التأثير أبدا.
حين تقرأ له فأنك تحتار كثيرا لأنك لا تستطيع إن تختار النبضة التي ستكتب عنها فنبضاته متعــــددة في أشعاره متعددة في الحياة، وحين يكون لزاما عليك أن تختار واحدة لتكتـب عنها هذا لا يعني انك اخترت أقوى النبضات أو اخترت اقرب النبضات إلى نفسك وإنما لغـرض التنوع في نبضات الشعر تختار ما يختلف من نبضة عما كتبته في السابق. ونبضتنا اليوم عزيـزي القارئ هي رمز من رموز الموت لان الحياة عبـارة عن ولادة وموت، نبضتنا اليوم هي " النعش " هكذا أطلق الشاعر على قصيدته الاسم.
النعش يحمل في التابوت هذه الآلة الحدباء التي يحمل بها الجثمـان بعد الموت إلى حيث النهاية كمـا يعتقد الناس ولكنها إلى حيث الحياة الأخرى كما يخبرنا الإسلام بذلك فحياتنا الدنيا تنتهي بالموت لتبدأ حياة أخرى لنا في عالم أخر عالم البرزخ، النعش هذه المفردة التي استخدمها شاعرنا دلالة إلى مضامين قصيدته التي أعجبت بها من حيـث الطرح والأسلوب والمفردة ومن حيث المغزى والمدلول فكانت القصيدة تعبيرا مجازيا عما يـــدور في خاطر الشاعر وخواطر القراء ولكي لا أطيل عليك عزيزي القارئ أليك جزء من القصيـدة " النعش " وللمزيد طالع المجموعة الشعرية الأسلاف
استكشف شيئاً
يشبه فعل الحزن
ويشبه فعل الشعر
افتتح الليلة باسمك
تأريخا استقبل فيه
عذابك،
مهنتك الأولى،
وسماءك تلك الموحشة الموشومة فوق يدي
وفوق براءة عينيك
أيكون لجثمانك،
ما يشبه فعل الشعر
ويشبه فعل الموسيقى
أيكون لصوتك هذا الموغل في جبروت اللغة المرة
أن يغتال الموت صداه؟
وتبقى متفردا بالوحدة
هل تفلت مني؟
لا أراك تقيم الحفل ألان
تعد كؤوسك
ثم تهيئ خمرا سودانيا
تمزج فيه فراتا ثلجا،
تستقبلني ،
مثل سنونوةٍ
ستحط على كتفيك
وتفعل شيئا مثل الشعر
ومثل الموسيقى
***************************
الشــعـر نبض الحيـــاة
النبضة الثالثة:ـــ
مع الشاعر سميح القاسم
شاعرنا اليوم هو احد أبطال الكلمة وفارس من فرسان الشعر العربي المقاوم للاحتلال آمن بقضيته وعاش مآسي شعبه وتذوق مرارة الظلم والطغيــان والمنفى والضياع، ضياع الوطن والشعب والأرض
والتأريخ فحمل قلمه ليقارع كتل الشر في النفـــوس الضعيفة التي سببت كل تلك المآسي كما حمل البندقية ليقارع بها كل أعداء العرب والمسلمين على ارض العرب والمسلمين والمقدسات كانـت رصاصاته قصائد شعر تصيب المحتل بمقتل وكانـت كلماته رصاصات تصيب المحتل وعملائه بمقتل، كانت قصائده نبراس ينير الدرب لأبطال المقاومة الفلسطينية كما تنير عقول الشعب العربي من اجــل غدهم الأفضل، الغد المنشود له ولأبناء شعبه هـو التحرير الكامل للأرض وعودة اللاجئين إلى ديارهم وبناء دولتهم.
شاعر أفنى سنين عمره مناضلا بالكلمة الشـريفة والقصيدة المدفع التي تحطم جدار الصمت العربي لتحيله ركاما أمام بطولات المقاومين، شاعر أجاد في نظم الشعر كما أجاد في اختيـار الكلمة والمفردة المعبرة وأجاد استخدامها ووظفهـا لقضيته حتى أصبح عنده الكلام سيف بتار يقطـــــع رقاب المحتل وأعوانه وأصبح البارود عنده عطـــر كالمسك يتزين به في الملمات الجسام، شاعر عربي أعطى للشعر العربي المقاوم طعــم خاص وكأن القوافي هي دم يجري في شريانه، شاعرنا عزيزي القارئ هو شـاعر المقاومة الفلسطينية" سميح القاسم " والمقاومة لم تكـن فلسطينية فحسب وإنما عربية البعد والمعنى، إسلامية الهدف والمغزى، كيف لا وهو يقاوم شرذمة عنصرية اغتصبت أرضه واستباحت مقدساته بدعم دولي في غياب الدور العربي والوعي العربي المعطل بفعل سياسات الحكومات الذيلية المرتبطة بالغير إلى يومنا هذا.
ومن ديوانه الشعري اخترت قصيدة له هي أحدى نبضات هذا الشاعر المقاوم وكان الاختيار عندي صعبا لكنني اخترت هذه النبضة التي اسـمها " التحدي " فنبض الحياة اليوم هو التحدي وشاعرنا تحدى المنفى والمعتقل والزنزانة والعذاب لكي يصل إلى هدفه الأسمى التحرير وألان مع جزء من قصيدته " اتحدى "
كل ما املك من ميراث جدي وأبي
أن اتحدى
كل ما افهمه من لغة الريح
وأسرار القرى المندثرة
ومواويل الينابيع
على أعشابها المحتضرة
شهقة مكتومة
تحفظها عني جذور الشجرة
شهقة... أن أتحدى !
كل ما يسكنني من أعين الأطفال
في المنفى المدمى
كل ما اسكنه من وطني الغائبِ
اسماً ومسمى
صدمة تجرشني... أن أتحدى
عصبي يقطر بترولا وشهدا
ألمي يثمر لوزا ومزامير ووردا
فاسجنوا كسرة خبزي... أتحدى
حاوروني بالمنافي... أتحدى
فندوا الحجة بالأصفاد والزنزانة الخرقاء
أني أتحدى!
ألبوا الطاعون والحزن،
وأبقى أتحدى !
عذرا شاعري وهل بقي للعربي غير التحدي لكي يحرر أرضه ويصون كرامته ويحقق آماله وأحلامه في زمن ضاعت فيه كل المثل ألا القيم والمثل العربية والإسلامية باقية لن تضيع.
***********************
الشــعـر نبض الحيــاة
النبضة الرابعة:ـــ
مع الشاعر أبو القاسم ألشابي
شاعر عربي أخر هو احد فرسان القوافي وأبطال الملحمة الشعرية في بلاد لا تعرف غير الشعر سحرا لها بلاد العرب وأمة العرب التي كان ولا يزال الشعر شريانها ومجسد بطولتها، شاعر أفنى سنين عمره شعرا رغم صغر عمره شاعرنا لم يعيش سوى خمسة وعشرين ربيعا فسارعته يد المنون، شاعر جسد تأريخ أمته بقصائده كما جسد ألامه وأحزانه بها، هو من عائلة متدينة ذات نفوذ فـــي تونس نفوذها في العلم والاجتهاد والفقه، تأثر كثيرا بهذه الأجواء ودرس بل التهم العلم والفضـــل التهاما من منبعه الأساس، تولع باللغة العربية إلى حد الشغف بها وشق طريقه في علومها وآدابها حتى أصبح احد فرسانها.
عرف كيف يتعامل مع الأحداث وكيف يختار المفردة الرائعة الجميلة ليصنع بيتا شعريا وأجاد في صناعة أبياته ليصنع منها قصيدة وأجاد وأبدع في صنع قصائده بحرفية وبراعة ليصنع منها ديوانه الشعري.
وأنت عزيزي القارئ حين تمسـك ديوانه وتحاول أن تقلب صفحاته تشعر انك أمام شاعر فارس مغوار جسد هموم الأمة بقصائده كمـا جسد أمالها وتطلعاتها إلى الغد الأفضل خير تجسيد بتلك القصائد، وحين تستمر في قراءة قصائده التي ستلهب عقلك ومخيلتك ستجد انه أبدع أيضا على مستوى الفهم الشخصي والأمور الخاصة فجسد مناسباته التي مرت به بحلاوتها ومرارتهـا جسدها بقصائده، شاعر عملاق ولد عملاقا ومات عملاقا ووصل إلى ذروة مجده شاعرا ولم يتجاوز الخامسة والعشريـن عاما حين توفى، نابغة من نوابغ العرب وعظيـم من عظماء الأمة فهل أعطته هذه الأمة حقه ومكانته ومجدته في معترك حياتها اليومية السياسية والاجتماعية وهل صنعت له شيئا يذكـر الأجيال به وببطولاته ونبوغه الشعري... وهــل... وهل؟. أن العظماء في ذاكرة الأمم والشعوب دائما يبقى ذكرهم خالد لا يموت وهذا ديدن شاعرنا اليوم.
ومن ديوانه الشعري اخترت نبضة أخرى هي الموت ولنرى عزيزي القارئ إبعاد هذه النبضة عند الشاعر من خلال قصيدته " يا موت " واليك جزءا منها
يا موت ! قد مزقت صدري
وقصمت بالأرزاء ظهري
ورميتني في حالق وسخرت مني إي سخرِ
فلبثت مرضوض الفؤاد أجر أجنحتي بذعرِ
وقسوت إذ أبقيتني في الكون اذرع كل وعرِ
وفجعتني فيمن أحب ، ومن إليه أبث سري
واعده فجري الجميل إذا ادلهم علي دهري
واعده وردي ومزماري وكأساتي وخمري
واعده غابي ، ومحرابي، وأغنيتي ، وفجري
ورزأتني في عمدتي، ومشورتي في كل أمر
وهدمت صرحا، لا ألوذ بغيره، وهتكت ستري
ففقدت روحا، طاهرا، شهما، يجيش بكل خيرِ
وفقدت قلبا، همه أن يستوعب في الأفق بدري
عزيزي القارئ أن نبض اليوم هو الموت هذا الحدث المأساوي المروع للإنسان حين يفقد احد أحبته وشاعرنا قد فقد والده فأبدع هذه القصـدة وهي حوار مع الموت تشعر أن الشاعر يحاكيه ويخرج ما بداخله من حزن وألم سببه الموت له.
فما أكثر ألامنا اليوم ونحن نشهد الموت الجماعـــي وبراكين الدم المتفجرة في عراقنا، فيا لحجم المأساة والألم والمرارة فهل تحتوي دواويـن العرب أجمع هذه الأحزان والهموم، لا اعتقد ذلك أبدا.
**********************
عدل سابقا من قبل مؤسس ومدير عام المنتدى في الأحد فبراير 03, 2019 5:39 pm عدل 3 مرات