هاهو الان حضنها يستقبل مولدها اﻷول بعد قصة حب شاعرية جمعت بين قلبيهما النقيين...ازدان فراشهما بطفل صغير سيحول بينه وبينها...ثمرة حب ظناه يوما مستحيﻻ...وهل يدرك الحب شيئا مستحيﻻ!!!!
تمنيا لو اقتسمت العائلة معهما فرحتهما العارمة بالطفل الصغير الذي اسموه شمس...لتشرق حياته كما أشرق حياتهما شمس...رمز لﻷمل الذي تشرق به الشمس كل صباح لتنه مآسي الليل الطويل وتنشف الدموع المتكدرة في الجفون...شمس رمز للسﻻم الذي تفيض به الشمس كل صباح دون ملل وﻻ كلل سﻻم يتدفق كل يوم كسيﻻن الانهار الصافية...جاء الشتاء ورحل الصيف حﻻ الخريف وهجر الربيع...دق الباب بطرقات قوية قامت من فراشها مذعورة توقظه ليرى من الطارق هرول اليه في خطوات متسارعة
-السﻻم عليكم
-وعليكم السﻻم خير من انت؟ولم تطرق هكذا؟ اﻻ تعرف بأن البيت به طفل وامرأة؟
-نعتذر عن الازعاج ولكن القائد يطلب توحيد صفوف الجيش بسرعة فالقاعدة سيطرت على النصف الشمالي من المدينة وقريبا ستتوغل بمركزها"
لم يغير به الخبر شيء...اعتارته ابتسامة خفيفة ولم لن تفعل ان كان سيخدم بﻻده ويحرر لقمة عيش أهله وبني بلده بالتأكيد ما كان ليرفض رغم اعتراضاتها القوية فحبيبها سيعانق الموت..راحل دون احتمال في العودة ...
-"كيف لك ان تتركني انا وابنك وتذهب الى جحيم قد ﻻ تعود منه؟!"
-لن اترككما وانما ذاهب لاحفظ عيشكما بأمن وسﻻم"
-"انت السﻻم برمته...سﻻمي...اطمئناني...مﻵذي ﻻ اريد سﻻما لست أنت لست فيه".
-ولكني سأعود
-ومذا لو لم تفعل؟!
حينها سيكون لك ولشمس فخر حمل اسمي..اسم رجل مات شهيدا دفاعا عن وطنه.
اغرورقت عيناها بالدموع وبدا صوته بأذنيها كسمفونية هادئة تطمئن النفوس وتغذي المتعطشين للحب... كفكفت دمعها وهي تقول: -والله على مرادك لست بمحيد اذهب وقاتل ﻷجلي وﻷجل شمس وﻷجل ابناء هذا الوطن الجريح... أنت همسة قلبي ونسمة فجري وكحل عيني والعين دونك في الجفن راقدة...
طبع قبلة الملوك على جبينها وهو يستنشق رائحة شعرها اﻷسود المنسدل الذي كان لعبة سمره الطويل في ليله القصير...حمل الطفل وقبله قبلة طويلة..آخر قبلة!! ونظراته لم نفارق وجهه المدور الصغير..آخر نظرة!!
وغادر على الﻻأمل في العودة...
لَعَلَّ هدف السﻻمَ الذي تكدسَ بين ثنايا جَبلاتِ الشهادة والحب،أكثر صلابة من من الم الحنين الذي يسقط بحبة دمع واحدة ثم ان رسالة السﻻم أعظم ما في رسائل الوجود ،لكن دموع الاشتياق لحضن هو وطنك وانت فيه شعب كامل أقدر على هزيمتهِ اذا ما تفلت دمعة..دمعة،ولكن هي كتمت دموع الشوق و الحنين وراحت داعية له الامن والسﻻم، اﻻ ان غيابه الطويل نحت من صبرها شيأ فشيئا،بدأ الوسواس يتوهج بعقلها ويفتح لها أﻻفا من اﻷبواب الموصدة لطرقات معتمة ﻻ نهاية لها وهي يتيمة على أعتابها ،يسلط على قلبها شعاعه البراق فيظعف من خفقاته لتعاني الفقد والشوق على امتداد اﻷيام والفصول...تنام على صراخ شمس وتستيقظ عليه وكأن قلب الصغير ذو الخامسة أشهر يحس بلهيبها المتجبر...يشم رائحة رمادها المتكدر... أوليس هو من بطنها؟! اوليس هو من رحمها اذا كيف ﻻ يفعل وخيط وصلهما أعمق من أن يهترئ بقطع خيط السرة،ولكم هو صعب انتظار من قد ﻻ يأتي،يراودها طيفه وكلما دنت منه ابتعد...حلق عاليا وطار..
ويحدث أن تختلط بحة الصوت بترنيمة الاختناق...فيخرج ممزوجا بلهجة الاشتياق لتدفن الاحاسيس في بئر بﻻ قاع...قلبها بئر يتجدر به العمق أمياﻻ،يظنيها البعد ويحرقها الشوق..كان عزاؤها الوحيد صفاء سريرة الحبيب الذي كانت تتجرع من حبه للسﻻم قطرات ندى تبلل ريقها وتشفي غليلها...
وأخير وصل الخبر المنتظر ولهفة الشوق تكدست بثغرات القلب ودقاته...طرق الباب اذ بأصدقاء زوجها يمدونها أغراضه...مات الحبيب...مات شهيدا في سبيل وطنه...رحل مخلفا قلبا مكسور تتلوه عبرات الاختناق من وطن شرد ودين تفرق...وأحظان ممزقة...وقلوب تائهة في مطبات الحياة ظائعة
أخذت شمس ورحلت به بعيدا من أيادي الطائفية..بعيدا جدا حيث يسود اﻷمن والامان..السلم والسﻻم....حيث الانسانية هي الدين المعتنق الوحيد.
وراح الحب شهيدا يترنم على سمفونية السﻻم أرقى وأعذب اﻷلحان.
#لبنى_العامري
تمنيا لو اقتسمت العائلة معهما فرحتهما العارمة بالطفل الصغير الذي اسموه شمس...لتشرق حياته كما أشرق حياتهما شمس...رمز لﻷمل الذي تشرق به الشمس كل صباح لتنه مآسي الليل الطويل وتنشف الدموع المتكدرة في الجفون...شمس رمز للسﻻم الذي تفيض به الشمس كل صباح دون ملل وﻻ كلل سﻻم يتدفق كل يوم كسيﻻن الانهار الصافية...جاء الشتاء ورحل الصيف حﻻ الخريف وهجر الربيع...دق الباب بطرقات قوية قامت من فراشها مذعورة توقظه ليرى من الطارق هرول اليه في خطوات متسارعة
-السﻻم عليكم
-وعليكم السﻻم خير من انت؟ولم تطرق هكذا؟ اﻻ تعرف بأن البيت به طفل وامرأة؟
-نعتذر عن الازعاج ولكن القائد يطلب توحيد صفوف الجيش بسرعة فالقاعدة سيطرت على النصف الشمالي من المدينة وقريبا ستتوغل بمركزها"
لم يغير به الخبر شيء...اعتارته ابتسامة خفيفة ولم لن تفعل ان كان سيخدم بﻻده ويحرر لقمة عيش أهله وبني بلده بالتأكيد ما كان ليرفض رغم اعتراضاتها القوية فحبيبها سيعانق الموت..راحل دون احتمال في العودة ...
-"كيف لك ان تتركني انا وابنك وتذهب الى جحيم قد ﻻ تعود منه؟!"
-لن اترككما وانما ذاهب لاحفظ عيشكما بأمن وسﻻم"
-"انت السﻻم برمته...سﻻمي...اطمئناني...مﻵذي ﻻ اريد سﻻما لست أنت لست فيه".
-ولكني سأعود
-ومذا لو لم تفعل؟!
حينها سيكون لك ولشمس فخر حمل اسمي..اسم رجل مات شهيدا دفاعا عن وطنه.
اغرورقت عيناها بالدموع وبدا صوته بأذنيها كسمفونية هادئة تطمئن النفوس وتغذي المتعطشين للحب... كفكفت دمعها وهي تقول: -والله على مرادك لست بمحيد اذهب وقاتل ﻷجلي وﻷجل شمس وﻷجل ابناء هذا الوطن الجريح... أنت همسة قلبي ونسمة فجري وكحل عيني والعين دونك في الجفن راقدة...
طبع قبلة الملوك على جبينها وهو يستنشق رائحة شعرها اﻷسود المنسدل الذي كان لعبة سمره الطويل في ليله القصير...حمل الطفل وقبله قبلة طويلة..آخر قبلة!! ونظراته لم نفارق وجهه المدور الصغير..آخر نظرة!!
وغادر على الﻻأمل في العودة...
لَعَلَّ هدف السﻻمَ الذي تكدسَ بين ثنايا جَبلاتِ الشهادة والحب،أكثر صلابة من من الم الحنين الذي يسقط بحبة دمع واحدة ثم ان رسالة السﻻم أعظم ما في رسائل الوجود ،لكن دموع الاشتياق لحضن هو وطنك وانت فيه شعب كامل أقدر على هزيمتهِ اذا ما تفلت دمعة..دمعة،ولكن هي كتمت دموع الشوق و الحنين وراحت داعية له الامن والسﻻم، اﻻ ان غيابه الطويل نحت من صبرها شيأ فشيئا،بدأ الوسواس يتوهج بعقلها ويفتح لها أﻻفا من اﻷبواب الموصدة لطرقات معتمة ﻻ نهاية لها وهي يتيمة على أعتابها ،يسلط على قلبها شعاعه البراق فيظعف من خفقاته لتعاني الفقد والشوق على امتداد اﻷيام والفصول...تنام على صراخ شمس وتستيقظ عليه وكأن قلب الصغير ذو الخامسة أشهر يحس بلهيبها المتجبر...يشم رائحة رمادها المتكدر... أوليس هو من بطنها؟! اوليس هو من رحمها اذا كيف ﻻ يفعل وخيط وصلهما أعمق من أن يهترئ بقطع خيط السرة،ولكم هو صعب انتظار من قد ﻻ يأتي،يراودها طيفه وكلما دنت منه ابتعد...حلق عاليا وطار..
ويحدث أن تختلط بحة الصوت بترنيمة الاختناق...فيخرج ممزوجا بلهجة الاشتياق لتدفن الاحاسيس في بئر بﻻ قاع...قلبها بئر يتجدر به العمق أمياﻻ،يظنيها البعد ويحرقها الشوق..كان عزاؤها الوحيد صفاء سريرة الحبيب الذي كانت تتجرع من حبه للسﻻم قطرات ندى تبلل ريقها وتشفي غليلها...
وأخير وصل الخبر المنتظر ولهفة الشوق تكدست بثغرات القلب ودقاته...طرق الباب اذ بأصدقاء زوجها يمدونها أغراضه...مات الحبيب...مات شهيدا في سبيل وطنه...رحل مخلفا قلبا مكسور تتلوه عبرات الاختناق من وطن شرد ودين تفرق...وأحظان ممزقة...وقلوب تائهة في مطبات الحياة ظائعة
أخذت شمس ورحلت به بعيدا من أيادي الطائفية..بعيدا جدا حيث يسود اﻷمن والامان..السلم والسﻻم....حيث الانسانية هي الدين المعتنق الوحيد.
وراح الحب شهيدا يترنم على سمفونية السﻻم أرقى وأعذب اﻷلحان.
#لبنى_العامري