سورة الفاجعة
كان الموت غريباً لا يحفل به الناس ، فهو لا يراودهم عن أنفسهم..
وعندما يأتي فهو يجر خطاه متثاقلا بهدوء..
ليُشعر الجميع بقدومه ..
انه حتى يتاخر كثيرا عن موعده مع أولائك الذين طالما يتمتمون بانتظاره
"شبعنا من الحياة كثيرا وعلينا الرحيل "..
وكان الناس قلما يشعرون ان الموت قد يفجعهم بعزيز
لم يكن على موعدٍ مع هذا الزائر ..
الذي تتباعد خطواته حتى كاننا لا نلقاه ..
وان لقيناه فقدومهُ على الدوام كان متوقعا ..
الا في حالات نادرة وخاطفة...
كانت تسمى عندنا .. فاجعة ..
اما في زماننا هذا المشحون بالموت..
وبالحزن الساكن في هذي الربوع ...
فهو يمكث معنا منذ وقت طويل...
فأدْمنّاه كالشاي واللبن والدخان ..
كما أدمنا الحرائق والخرائب والدماء ...
فما عاد الموت غريبا ...
انه الان قريبا شاخصا بين أيدينا
في اي لحظة ..
حتى تسالمت معه ارواحنا ..
وأمزجتنا ..
وذاكرتنا ..
وكأن حياتنا بلا فجيعة باهتة ..
بلا نبض باردة ...
فلا نبدعُ حتى نُفْجَعْ..
ولا نفْرَحُ حَتّى نُفْزَعْ ...
وما نكاد نفرغ من حزن الا وحزن اخر
دون ادنى حياءٍ يقف بوجهنا ..
او يطرق علينا الأبواب ..
وكان الاحزان تقف علينا بالطابور..
حتى الحنين والحب..
لا يستفزه فينا الا الشجى..
وعواطفنا لا تجيش الا مع الالم ...
فلا نحفل باحبابنا ...
الا في خِضَمّ أحْزانِنا...
ولا نشعر بوجداننا الا في هوس حروبنا ...
وضجيج الأناشيد الحربية ...
وفي صخب وضجيج مكائن الموت...
وهي تطحن كل شَيْءٍ حولنا ..
الامهات يربتن على كتف الزمان لهول الفقد..
ورجالنا يتعثرون بأوحال الوجد ،
وتمر المواسم بلا حاصدٍ ولا حصدِ ..
فما عاد الموتُ فجيعة ...
وما من قوم تصالحوا مع الموت ...
حتى سكنهم مثلما فعلنا ..
اما البكاء والعويل الذي ترون..
ليس الا لغةً وطقوس وداعْ ..
والفاتحة الوادعة صارت ..
سورة الفاجعة ...
كان الموت غريباً لا يحفل به الناس ، فهو لا يراودهم عن أنفسهم..
وعندما يأتي فهو يجر خطاه متثاقلا بهدوء..
ليُشعر الجميع بقدومه ..
انه حتى يتاخر كثيرا عن موعده مع أولائك الذين طالما يتمتمون بانتظاره
"شبعنا من الحياة كثيرا وعلينا الرحيل "..
وكان الناس قلما يشعرون ان الموت قد يفجعهم بعزيز
لم يكن على موعدٍ مع هذا الزائر ..
الذي تتباعد خطواته حتى كاننا لا نلقاه ..
وان لقيناه فقدومهُ على الدوام كان متوقعا ..
الا في حالات نادرة وخاطفة...
كانت تسمى عندنا .. فاجعة ..
اما في زماننا هذا المشحون بالموت..
وبالحزن الساكن في هذي الربوع ...
فهو يمكث معنا منذ وقت طويل...
فأدْمنّاه كالشاي واللبن والدخان ..
كما أدمنا الحرائق والخرائب والدماء ...
فما عاد الموت غريبا ...
انه الان قريبا شاخصا بين أيدينا
في اي لحظة ..
حتى تسالمت معه ارواحنا ..
وأمزجتنا ..
وذاكرتنا ..
وكأن حياتنا بلا فجيعة باهتة ..
بلا نبض باردة ...
فلا نبدعُ حتى نُفْجَعْ..
ولا نفْرَحُ حَتّى نُفْزَعْ ...
وما نكاد نفرغ من حزن الا وحزن اخر
دون ادنى حياءٍ يقف بوجهنا ..
او يطرق علينا الأبواب ..
وكان الاحزان تقف علينا بالطابور..
حتى الحنين والحب..
لا يستفزه فينا الا الشجى..
وعواطفنا لا تجيش الا مع الالم ...
فلا نحفل باحبابنا ...
الا في خِضَمّ أحْزانِنا...
ولا نشعر بوجداننا الا في هوس حروبنا ...
وضجيج الأناشيد الحربية ...
وفي صخب وضجيج مكائن الموت...
وهي تطحن كل شَيْءٍ حولنا ..
الامهات يربتن على كتف الزمان لهول الفقد..
ورجالنا يتعثرون بأوحال الوجد ،
وتمر المواسم بلا حاصدٍ ولا حصدِ ..
فما عاد الموتُ فجيعة ...
وما من قوم تصالحوا مع الموت ...
حتى سكنهم مثلما فعلنا ..
اما البكاء والعويل الذي ترون..
ليس الا لغةً وطقوس وداعْ ..
والفاتحة الوادعة صارت ..
سورة الفاجعة ...