حينَ كنتُ فكرةً كان الكون ثملاً
لدرجة اني خرجتُ الى الحياة سهواً
اخبروني اني ولدتُ عاريةً
و من يومها ، و انا أُساقُ للجلدِ بالنظرات
كان يجبُ على عراقية مثلي
ان تولد معصوبةَ العينين
مختبئةً داخل كيسٍ اسود
على الكيس ان يكون بلا ثقوب ..
و على الثقوبِ ان تؤدي الى زنزانةٍ
و على الزنزانةِ ان تكون خارج الحياة !
اكره ان اكونَ بينهم
لقد كانوا يركضونَ نحوي ، في الشوارع كلها
و حين تمكنتُ من عبورهم
ضاع الطريق الى الابد ..
انا لم اكن غير طفلةٍ تسعى للوقوف
بعد ان نزفت ركبتيها
لكني ، تعكزتُ بأكف من صبّار ، و وقفتُ مرةً اخرى
و كلما اقتربت وجوههم مني ، يضيع معناي ..
لذا كان يفصلني عن الاختفاء تول ابيض او فحم اكثر للاحتراق ..
اي عمرٍ هذا الذي يظن اننا انبياء كفاية كي نمر بسنينه العجاف
اي املٍ خائف و بليد هذا الذي نهرب معه ..
اي بؤسٍ هذا الذي نضيع فيه و يضيعُ فينا
انا الشاهدة على وجودي و انقراضي
على انحنائي و تكوري و على اسهابي في زرع الابتسامة و قتلها ..
على الجثث التي لم تزل حيةً داخلي
و على الاحياء و هم قتلى ..
انا محارةٌ تشظى اللؤلؤ عنها
و اتحركُ مثل اخطبوط مشلول
و ليس في وحدتي
غير سجائرٍ دخانها يشبهُ ارواحاً تظهر بالاحتراق
و تتحول الروح الى قطرةٍ تشبه الندى
كلما اقتربت من نهاية الشجرة
اختفت في مساماتِها .
على الشجرة ان لا تكون انا
وان لا اكونها ..
على الطيرِ ان يكون في رأسي
على رأسي ان يكون موجودًا
...
إيناس فليب
2018