رواية بعنوان :زخات المطر
الجز الأول :
كنت في عالم ليس به ألا الظلام وكنت وحيدة بلا أحلام ،الحياة كانت لي بلا شعور ولا أحساس بالألم ،كانت الأشياء تحلق فوق رأسي لا أعبر إليها ولو كانت تلقي السلام ،السعادة ليس لها لون ولا طعما لست على إهتمام ،الناس تسألني :ما حكايتك ؟،
قلت :لا حكاية لدي ولو حكاية لي ،ما كنت سأرويها ،ثم سمعت زخات المطر تتساقط عند نصف الليل لا معي أحد من يصاحبني إلا القمر ، فاقت دروبي نحو الطلوع إلى زخات المطر ، أقترب حينها يرتويني فما ارتواني غير الحب بقطرات من الدرر ،
ابتسم المطر وجلب السعادة في حياتي ،ناظرته بصدفة ودخل في جوف ساقي دون أذني ،لا أستطيع أن أمنع ذلك لأنك ذلك لم يمنعني ،لأن الشعور صدمني وأحسست بأحساس لم أحس به في حياتي ،أنولد شعورا غريبا في داخلي ،ابتسمت إلي الحياة وضحكت الدنيا من حولي ،أطير من الفرح دون أجنحة وأنا على مكاني ،كنت في عالم من الظلام حل المطر وزاله من حياتي ، تناثر الظلام من حولي ،وجعل الأيام تحلو من لحظات تمر بسرعة وكانت أجمل ذكريات حياتي ، كنت وحيدة وصرت كأثنين أنا والساكن في داخلي ،أصبحت الأشياء جميلة بنظري
،لا أريد أن يكون هذا هو حلم كي لا أستيقظ من منامي ، كيف أن يكون حلم وهو أمامي ،أسعد عندما أرى الغيوم آتية لأن هناك من يختبئ في داخلها يخصني ،لأن هناك من غير حياتي وأخذ شيئا مني،لأن هناك من جعل المشاعر تفيق من داخلي ،كم أشتاق إليه كثيرا وتعودت بلقاءه ،عندما يرتوي الأرض منه أصيب بالغيرة عليه ،عندما أرى الورود سعيدة ينهمر عليها أشعر بنار تحرق دمي من حسن معاملته الطيبة ، كيف لا أغار وهو نور حياتي ،كيف لا أغار وهو ملكي ،كيف لا أغار وهو مسكني وموطني
،انني أشرف على الحرص عليه ،أنني أحتاج كثيرا إليه ،كي يرتوي جذوري من حنيته ،ويأخذ أفكاري بعيدا بالتفكير به ،تكون معاناتي أليمه من نحوه ،معاناتي بتفكير به ومعاناة المشاعر أتجاءه، ومعاناة الشوق والحنين لرؤياه ، كم هوقليل الوصول لا يأتي من غير الغيوم دون الوصول وحده ،فالسماء تصفو والقلب يشقو والأوراق تذبل والأغصان تتشققو ،كل ذلك من غياب المطر ،أريد ان أسمع زخاته مرة أخرى ،عندما أسمعها أعرف بانه هو فاركض من السرعة كي أراه بلحظه ،أجعلها في مذكرات الذاكرة ،أستعينها عند أستعادت الذكريات الجميلة به ،أتبسم عند وصوله أرتوي من لهفة المحبة ،أرتوي من الشوق والحنين إليه ، ترتاح عيناي من رؤيته، كم باتت الدموع تنسكب في غيابه ، كم بات القلب يتألم من لهفتي إليه ، لما كل هذا العناء الذي يراودني من أجله ،أنه ليس محبة فقط وأنه عشق يفيض في داخلي ، أنني شجرة أثمرت بسبب طلت المطر في حياتي ، أكون بلا أوراق وجافة الأغصان إن كان لم يأتي لرؤيتي ،فالشمس تشع الأرض وتكسبها حرارة أتولع من الألم وأنا واقفة على جذوري ،تصعد الحرارة على ساقي وأغصاني تجف ،و الأوراق تتساقط على الأرض ،فعيناي دامعة من وجعي ، تغرب الشمس ويأتي القمر كي يحرس في الليل مع ضوءه الباهت فيواسي القليل من ألمي ،يأتي النسيم العليل البارد عند منتصف الليل ويبرد على نفسيتي ،لا أدري ماذا أقول وإلى من أشكو حالي ؟، صرت أضحوكة وانا واقفة منعزلة ،لولا القمر لكنت وحيدة لا من رفيق يداعبني ، هكذا حالي يخسف المطر به من بعد غيابه .
الجز ء الثاني :
في حلول فصل الصيف بعد تغير الكثير من الأشياء وصار المطر لا يعيش من دون تواجده معي ،لم ينسى قطرة من محبته لي ،ابتسم مرة ثانية وعاد يضاحكني أكثر من الماضي ، صار يشفق على رؤيتي ويغار إن نمت نباتات من حولي ،صارت حياتنا أسطورة حب من شعرا لم ينتهي ، ورؤاية حب كادت تبدأ بفعلي ،كادت تؤلف لحن من طرب ،وبسمات من شغف ،ولحظات من عزف ورقص ،كنت لست من يتلاقون الحظ بأيديهم ،كنت يائسة من كوني حية بين البشر ،لكن المطر أفاقني من زخاته التي جعلت حياتي مثل الدرر ،صرت لؤلؤة محمية بصدفة من صدف البحر ،صرت في تحدي أنني سوف أقود نحوي إليه دون أي خطر ،سأكون طير بجناحين كي أطير بين الغيوم نحو وجود المطر ،لن أبقى وحيدة دام المطرعوضني عن كل شيء وجعل حياتي غير ،نسج داخلي قوة وغمرني شجاعة كي نوقف معا ونساعد بعضنا على صبر ، لا نيأس لا نصيب بالحزن ولا كدر ،لا نتفارق مهما كانت صواعق تخيفنا ولا بروق تصوب نحونا ،
نغرد كم الطير ونشدو كما البشر ،سنكون معا بعد الخطط التي سوف تتم بنجاح دون التعرض للخطر ،سوف نتقيد بالصبر ونتظر قريبا صباح الفجر ،مع ظهور الشمس ومع نور القمر ،سوف نسابق الغزال ونصعد فوق الجبال ونخطي الطريق إن كان نحونا سهول أو رمال ،سنبذل كل جهدنا ونتعارك ونقاوم دون خوف وعلى توكل ،سنتغلب وسنهزم الأشرار ونجلب الخير من كل مكان مع حسن الأقوال ،سنسطع مع النجم ونكاوب مع الكواكب ونغرس الأفكار بمبادى وقيم ونكون قد عملنا بجهد ولم نتجاوز سرعة الوقت والأيام التي ستحصد كل ما زرعناه من ثمار حلوة مثل السكر ،فانت ترويني من قطراتك وانا أثمر من فضل خيرك ،سنكمل معا ونيسطر على الظروف والمحن ،مهما كان الأختلاف بيننا فنحن نتشابه بأشياء كثيرة يوما سنتذكر ها عندما معا نكون ....
الجزء الثالث :
عند حلول فصل الشتاء،جاءت الصقور والنسور تحاوم بين الغيوم ،قائلة :هل عرفتم يوما ؟، أن مطرا وشجرة بينهم شيئا غير مفهوم ،وكيف يحدث هذا ؟، وهم مختلفون ،ثم رحلت وجاء المطر حزين نحوي يقول :كيف لنا أن نعيش وهناك من يسلب عيشتنا فالأمر صعب علينا لا شيء سيدوم ،قلت :ما بك تهذر بتلك الكلمات المحبطة ؟،كأنك مهموم ، قال المطر : جاءني نسورا وصقور من حولي تحوم ،هي عرفت بأمرنا المكنون ؟،قلت : وما باله أمرنا ؟،أنه ليس بعيب دام القدر جمعنا وأنه صار مكتوب ،العالم تحكي اليوم وغدا ستنسى وتحكي بخبرا جديدا معلوم ،ونحن سنعيش حياتنا والله يكتب مصيرنا ما دمنا له متوكلون ،قال :حسنا فأني على أمري عازما ،لن أشغل نفسي على ما يقولون ،قلت :لا شيء مستحيلاً دمنا نحن في الأرض واقفون على ثبات وقوة ونحن في حد الجنون ،
سنجعل الأرض مزهرة وبالعشب مخضرة والعصافير تغرد على أغصاني ونحن الملحنون ،قال :سأسكب دائما، الغيم يفهم ما أريد لن يدعني محبوسا في جوفه الظلوم ،لا يستطيع مكوثي كثيرا دمت في عنادا وطموح ،لن يحرمني في سقياء الأرض لأن هناك من يجور في داخلي مسكون ، لا أستطيع العيش من دون قلبي الحنون ،قلت :لا تتكلم فأني أفهم ما تقول ،المعنى وصل من بداية ،الأمر فأصبح الآن معروف ...
الجزء الرابع:
مع حلول فصل الربيع وكنت خضراء من كثرة الأوراق التي تزين الغصون ،فكنت في حياة مليئة بالفرح والسرور ،أنثر الأوراق من السعادة بين الزهور ،لم أتوقع أنني سيتغير حالي إلى حال أفضل رغم معاناتي في تلك الدهور ،زخاة المطر لم تعد تفارقني يجمل مكاني ومن حولي على دفقات من المحبة تنغرس في داخله شعور ،كانت الأزهار منفتحة وبعطرها تفوح ،أحسست بأني حياتي تفتحت كما تفتحت الزهور ،
من ثم رأيت أنني مليئة بالثمار وكل ثمرة هي عبارة عن أحلام نضجت عندما تفتحت حياتي وصار كل شيء يحلو بي ، صرت مكافحة ،لكي أحقق غاية كل ثمرة وأجعلها تنسجم بين العالم ،أريد أن يكون بذور ثماري بين يد المزارع ويحفر حفرة صغيرة يدخل بها البذور من ثمار ي ،وكل بذرة تخرج نباتا وتزداد نماءا وعطاءا ،فتتحول النبات إلى شجرة تنفرع بأغصانها وتنبت أوراقها ،فتكون هي من خير حصادي ،حصدت من ثمار عطائي، نتجت بذور من بذور ثماري ،فغرست البذور في جميع أنحاء كل بلادي ، أنني قدت نفسي من قدرة تفكيري الذي قادني نحو الصوابي ، رأيت نحوي كل الأشجار مثمرة فقلت :لما لا أكون كما مثلها ؟، تحقق ثمارها بالسهولة وأنني أشكل عدة وسائل كي أحصد ثماري ،كي أجعل الثمار بارزة تبرز من شكلي ،لكنني صبرت وتحملت المشقات حتى آتاني ذلك المطر بسماعي زخاته التي أنعشتني إلى ان نمت أول بداية حكايتي ....
لو لم يمكن المطر بجانبي ،لم تخرج القوة من أعماق جذروي ، لم تكن الجرأة حلت أمامي ،لما تمكنت بمغامرت الدرب وإن كان صعب لما كنت قد ضحيت بحياتي ،كان المطر بصمة غير طريقي نحو الأفضل ،كان المطر الملهم الذي رأيت الكلام يجور من أمامي ،وجعلت الكلام في ورق ذكرياتي ،تمتعت بالصمت حتى لا أخسر ما أريده ،كان المطر فرصة لا تتعوض لتغيير المجرى الذي كنت عليه طول معيشتي .
الجزء الخامس :
كأنني أعيش في وسط صحراء وحيدة ،عندما سمعت زخات المطر ورأيتها تنهمر فجعل الصحراء خضراء مثمرة ، وجعلني أبدوا رائعة ومتألقة ،عندما انسكبت زخاته في داخل عروقي ومن تحت جذوري ،تحولت من غصن يابسة إلى أغصنة متفرعة بأوراق كثيرة بلونها الأخضر زاهية ،
لذلك لا أريد أن أخسر المطر هو بالنسبة إلي فرحة غالية ،عاد الي الحياة من جديد وصار نصفي الثاني كأنه دمي يتساير في عروقي ،يأتي النسيم منعشا مع زخات المطر ضاحكة ،وكان القمر يتبسم ويشع النور حولنا من بهجته ،وكانت الأزهار تتمايل وكنت أغار أن يشم المطر رائحتها الفاتن ،كنت أغار أن يتبسم نحوها وينسى من كان أمامه ،لكنني لا أريد أن أولع الغيرة كثيرا كي لا يتحول إلى شكوك تصلب جذوري ،
ويمكن أن تجعل نوع من الخسارة وأوقع في ندامة وحسرة ،لا أريد التراجع بل أريد أن أكمل ما بقى من العمر ،فإن العمر فاني ،والحياة لا تدوم ،والفرصة لا تأتي كل يوم ،ولا تسترجع كي تطلق صراحنا من االظلام ،فإذا تمسكنا بها لن تتراجع من ملكها ،فتنور بعض مشق دربنا ،فهي الأمتحان الذي يمتلي بالأسئلة التي تحتاج إلى جوابها ،التفكير المنطق يمكن أن يطلق من جواب أسئلتها ،هكذا المطر هي الفرصة الوحيدة الذي سوف يأخذني نحوه ويغير ما رأيته في حياتي ،السنين غرقتني في بحيرة والمطر أخرجني من العزلة .
لن أحكم على نفسي بالذبل فهناك طرق غيرها تقودني نحو الأجمل
،المطر هو طريق قادني نحوه دون تفكيرا بل جعل في روحي أمل ، صار في تفكيري هو الخطوة الأولى ، لن أضيع البهجة التي أتتني مفاجتئ ،والزخات ثارتني شغف منه ارتوى .
.النهاية .........
بقلم الأديبة : ...إنت(ملكة الطموح)صار...
شكرا لمن ساهم في قراءتها ....
الجز الأول :
كنت في عالم ليس به ألا الظلام وكنت وحيدة بلا أحلام ،الحياة كانت لي بلا شعور ولا أحساس بالألم ،كانت الأشياء تحلق فوق رأسي لا أعبر إليها ولو كانت تلقي السلام ،السعادة ليس لها لون ولا طعما لست على إهتمام ،الناس تسألني :ما حكايتك ؟،
قلت :لا حكاية لدي ولو حكاية لي ،ما كنت سأرويها ،ثم سمعت زخات المطر تتساقط عند نصف الليل لا معي أحد من يصاحبني إلا القمر ، فاقت دروبي نحو الطلوع إلى زخات المطر ، أقترب حينها يرتويني فما ارتواني غير الحب بقطرات من الدرر ،
ابتسم المطر وجلب السعادة في حياتي ،ناظرته بصدفة ودخل في جوف ساقي دون أذني ،لا أستطيع أن أمنع ذلك لأنك ذلك لم يمنعني ،لأن الشعور صدمني وأحسست بأحساس لم أحس به في حياتي ،أنولد شعورا غريبا في داخلي ،ابتسمت إلي الحياة وضحكت الدنيا من حولي ،أطير من الفرح دون أجنحة وأنا على مكاني ،كنت في عالم من الظلام حل المطر وزاله من حياتي ، تناثر الظلام من حولي ،وجعل الأيام تحلو من لحظات تمر بسرعة وكانت أجمل ذكريات حياتي ، كنت وحيدة وصرت كأثنين أنا والساكن في داخلي ،أصبحت الأشياء جميلة بنظري
،لا أريد أن يكون هذا هو حلم كي لا أستيقظ من منامي ، كيف أن يكون حلم وهو أمامي ،أسعد عندما أرى الغيوم آتية لأن هناك من يختبئ في داخلها يخصني ،لأن هناك من غير حياتي وأخذ شيئا مني،لأن هناك من جعل المشاعر تفيق من داخلي ،كم أشتاق إليه كثيرا وتعودت بلقاءه ،عندما يرتوي الأرض منه أصيب بالغيرة عليه ،عندما أرى الورود سعيدة ينهمر عليها أشعر بنار تحرق دمي من حسن معاملته الطيبة ، كيف لا أغار وهو نور حياتي ،كيف لا أغار وهو ملكي ،كيف لا أغار وهو مسكني وموطني
،انني أشرف على الحرص عليه ،أنني أحتاج كثيرا إليه ،كي يرتوي جذوري من حنيته ،ويأخذ أفكاري بعيدا بالتفكير به ،تكون معاناتي أليمه من نحوه ،معاناتي بتفكير به ومعاناة المشاعر أتجاءه، ومعاناة الشوق والحنين لرؤياه ، كم هوقليل الوصول لا يأتي من غير الغيوم دون الوصول وحده ،فالسماء تصفو والقلب يشقو والأوراق تذبل والأغصان تتشققو ،كل ذلك من غياب المطر ،أريد ان أسمع زخاته مرة أخرى ،عندما أسمعها أعرف بانه هو فاركض من السرعة كي أراه بلحظه ،أجعلها في مذكرات الذاكرة ،أستعينها عند أستعادت الذكريات الجميلة به ،أتبسم عند وصوله أرتوي من لهفة المحبة ،أرتوي من الشوق والحنين إليه ، ترتاح عيناي من رؤيته، كم باتت الدموع تنسكب في غيابه ، كم بات القلب يتألم من لهفتي إليه ، لما كل هذا العناء الذي يراودني من أجله ،أنه ليس محبة فقط وأنه عشق يفيض في داخلي ، أنني شجرة أثمرت بسبب طلت المطر في حياتي ، أكون بلا أوراق وجافة الأغصان إن كان لم يأتي لرؤيتي ،فالشمس تشع الأرض وتكسبها حرارة أتولع من الألم وأنا واقفة على جذوري ،تصعد الحرارة على ساقي وأغصاني تجف ،و الأوراق تتساقط على الأرض ،فعيناي دامعة من وجعي ، تغرب الشمس ويأتي القمر كي يحرس في الليل مع ضوءه الباهت فيواسي القليل من ألمي ،يأتي النسيم العليل البارد عند منتصف الليل ويبرد على نفسيتي ،لا أدري ماذا أقول وإلى من أشكو حالي ؟، صرت أضحوكة وانا واقفة منعزلة ،لولا القمر لكنت وحيدة لا من رفيق يداعبني ، هكذا حالي يخسف المطر به من بعد غيابه .
الجز ء الثاني :
في حلول فصل الصيف بعد تغير الكثير من الأشياء وصار المطر لا يعيش من دون تواجده معي ،لم ينسى قطرة من محبته لي ،ابتسم مرة ثانية وعاد يضاحكني أكثر من الماضي ، صار يشفق على رؤيتي ويغار إن نمت نباتات من حولي ،صارت حياتنا أسطورة حب من شعرا لم ينتهي ، ورؤاية حب كادت تبدأ بفعلي ،كادت تؤلف لحن من طرب ،وبسمات من شغف ،ولحظات من عزف ورقص ،كنت لست من يتلاقون الحظ بأيديهم ،كنت يائسة من كوني حية بين البشر ،لكن المطر أفاقني من زخاته التي جعلت حياتي مثل الدرر ،صرت لؤلؤة محمية بصدفة من صدف البحر ،صرت في تحدي أنني سوف أقود نحوي إليه دون أي خطر ،سأكون طير بجناحين كي أطير بين الغيوم نحو وجود المطر ،لن أبقى وحيدة دام المطرعوضني عن كل شيء وجعل حياتي غير ،نسج داخلي قوة وغمرني شجاعة كي نوقف معا ونساعد بعضنا على صبر ، لا نيأس لا نصيب بالحزن ولا كدر ،لا نتفارق مهما كانت صواعق تخيفنا ولا بروق تصوب نحونا ،
نغرد كم الطير ونشدو كما البشر ،سنكون معا بعد الخطط التي سوف تتم بنجاح دون التعرض للخطر ،سوف نتقيد بالصبر ونتظر قريبا صباح الفجر ،مع ظهور الشمس ومع نور القمر ،سوف نسابق الغزال ونصعد فوق الجبال ونخطي الطريق إن كان نحونا سهول أو رمال ،سنبذل كل جهدنا ونتعارك ونقاوم دون خوف وعلى توكل ،سنتغلب وسنهزم الأشرار ونجلب الخير من كل مكان مع حسن الأقوال ،سنسطع مع النجم ونكاوب مع الكواكب ونغرس الأفكار بمبادى وقيم ونكون قد عملنا بجهد ولم نتجاوز سرعة الوقت والأيام التي ستحصد كل ما زرعناه من ثمار حلوة مثل السكر ،فانت ترويني من قطراتك وانا أثمر من فضل خيرك ،سنكمل معا ونيسطر على الظروف والمحن ،مهما كان الأختلاف بيننا فنحن نتشابه بأشياء كثيرة يوما سنتذكر ها عندما معا نكون ....
الجزء الثالث :
عند حلول فصل الشتاء،جاءت الصقور والنسور تحاوم بين الغيوم ،قائلة :هل عرفتم يوما ؟، أن مطرا وشجرة بينهم شيئا غير مفهوم ،وكيف يحدث هذا ؟، وهم مختلفون ،ثم رحلت وجاء المطر حزين نحوي يقول :كيف لنا أن نعيش وهناك من يسلب عيشتنا فالأمر صعب علينا لا شيء سيدوم ،قلت :ما بك تهذر بتلك الكلمات المحبطة ؟،كأنك مهموم ، قال المطر : جاءني نسورا وصقور من حولي تحوم ،هي عرفت بأمرنا المكنون ؟،قلت : وما باله أمرنا ؟،أنه ليس بعيب دام القدر جمعنا وأنه صار مكتوب ،العالم تحكي اليوم وغدا ستنسى وتحكي بخبرا جديدا معلوم ،ونحن سنعيش حياتنا والله يكتب مصيرنا ما دمنا له متوكلون ،قال :حسنا فأني على أمري عازما ،لن أشغل نفسي على ما يقولون ،قلت :لا شيء مستحيلاً دمنا نحن في الأرض واقفون على ثبات وقوة ونحن في حد الجنون ،
سنجعل الأرض مزهرة وبالعشب مخضرة والعصافير تغرد على أغصاني ونحن الملحنون ،قال :سأسكب دائما، الغيم يفهم ما أريد لن يدعني محبوسا في جوفه الظلوم ،لا يستطيع مكوثي كثيرا دمت في عنادا وطموح ،لن يحرمني في سقياء الأرض لأن هناك من يجور في داخلي مسكون ، لا أستطيع العيش من دون قلبي الحنون ،قلت :لا تتكلم فأني أفهم ما تقول ،المعنى وصل من بداية ،الأمر فأصبح الآن معروف ...
الجزء الرابع:
مع حلول فصل الربيع وكنت خضراء من كثرة الأوراق التي تزين الغصون ،فكنت في حياة مليئة بالفرح والسرور ،أنثر الأوراق من السعادة بين الزهور ،لم أتوقع أنني سيتغير حالي إلى حال أفضل رغم معاناتي في تلك الدهور ،زخاة المطر لم تعد تفارقني يجمل مكاني ومن حولي على دفقات من المحبة تنغرس في داخله شعور ،كانت الأزهار منفتحة وبعطرها تفوح ،أحسست بأني حياتي تفتحت كما تفتحت الزهور ،
من ثم رأيت أنني مليئة بالثمار وكل ثمرة هي عبارة عن أحلام نضجت عندما تفتحت حياتي وصار كل شيء يحلو بي ، صرت مكافحة ،لكي أحقق غاية كل ثمرة وأجعلها تنسجم بين العالم ،أريد أن يكون بذور ثماري بين يد المزارع ويحفر حفرة صغيرة يدخل بها البذور من ثمار ي ،وكل بذرة تخرج نباتا وتزداد نماءا وعطاءا ،فتتحول النبات إلى شجرة تنفرع بأغصانها وتنبت أوراقها ،فتكون هي من خير حصادي ،حصدت من ثمار عطائي، نتجت بذور من بذور ثماري ،فغرست البذور في جميع أنحاء كل بلادي ، أنني قدت نفسي من قدرة تفكيري الذي قادني نحو الصوابي ، رأيت نحوي كل الأشجار مثمرة فقلت :لما لا أكون كما مثلها ؟، تحقق ثمارها بالسهولة وأنني أشكل عدة وسائل كي أحصد ثماري ،كي أجعل الثمار بارزة تبرز من شكلي ،لكنني صبرت وتحملت المشقات حتى آتاني ذلك المطر بسماعي زخاته التي أنعشتني إلى ان نمت أول بداية حكايتي ....
لو لم يمكن المطر بجانبي ،لم تخرج القوة من أعماق جذروي ، لم تكن الجرأة حلت أمامي ،لما تمكنت بمغامرت الدرب وإن كان صعب لما كنت قد ضحيت بحياتي ،كان المطر بصمة غير طريقي نحو الأفضل ،كان المطر الملهم الذي رأيت الكلام يجور من أمامي ،وجعلت الكلام في ورق ذكرياتي ،تمتعت بالصمت حتى لا أخسر ما أريده ،كان المطر فرصة لا تتعوض لتغيير المجرى الذي كنت عليه طول معيشتي .
الجزء الخامس :
كأنني أعيش في وسط صحراء وحيدة ،عندما سمعت زخات المطر ورأيتها تنهمر فجعل الصحراء خضراء مثمرة ، وجعلني أبدوا رائعة ومتألقة ،عندما انسكبت زخاته في داخل عروقي ومن تحت جذوري ،تحولت من غصن يابسة إلى أغصنة متفرعة بأوراق كثيرة بلونها الأخضر زاهية ،
لذلك لا أريد أن أخسر المطر هو بالنسبة إلي فرحة غالية ،عاد الي الحياة من جديد وصار نصفي الثاني كأنه دمي يتساير في عروقي ،يأتي النسيم منعشا مع زخات المطر ضاحكة ،وكان القمر يتبسم ويشع النور حولنا من بهجته ،وكانت الأزهار تتمايل وكنت أغار أن يشم المطر رائحتها الفاتن ،كنت أغار أن يتبسم نحوها وينسى من كان أمامه ،لكنني لا أريد أن أولع الغيرة كثيرا كي لا يتحول إلى شكوك تصلب جذوري ،
ويمكن أن تجعل نوع من الخسارة وأوقع في ندامة وحسرة ،لا أريد التراجع بل أريد أن أكمل ما بقى من العمر ،فإن العمر فاني ،والحياة لا تدوم ،والفرصة لا تأتي كل يوم ،ولا تسترجع كي تطلق صراحنا من االظلام ،فإذا تمسكنا بها لن تتراجع من ملكها ،فتنور بعض مشق دربنا ،فهي الأمتحان الذي يمتلي بالأسئلة التي تحتاج إلى جوابها ،التفكير المنطق يمكن أن يطلق من جواب أسئلتها ،هكذا المطر هي الفرصة الوحيدة الذي سوف يأخذني نحوه ويغير ما رأيته في حياتي ،السنين غرقتني في بحيرة والمطر أخرجني من العزلة .
لن أحكم على نفسي بالذبل فهناك طرق غيرها تقودني نحو الأجمل
،المطر هو طريق قادني نحوه دون تفكيرا بل جعل في روحي أمل ، صار في تفكيري هو الخطوة الأولى ، لن أضيع البهجة التي أتتني مفاجتئ ،والزخات ثارتني شغف منه ارتوى .
.النهاية .........
بقلم الأديبة : ...إنت(ملكة الطموح)صار...
شكرا لمن ساهم في قراءتها ....