هربْتُ من مدني الضيقة التي لاتؤمن بالأدب واللغة
ولاتُعظِم الشِعر والملحمات
ذهبتُ حيث يسكن صفاء إبن ثنوة
وجدتُه يرسم وطنا أخضرا
ورجل يحمل عكاز نبي
ولوحة فيها وجه أمه
كان يبتسم وهو يتَّكىءُ على جدار العراق
يُلوح للجواهري ويدندن لأم كلثوم
إلتقيتُ بثائر بين أرصفة المتعبين
يوزع حلقوما لأطفال الحي وبجانبه مجتبي
يقرأ قصصا عن الطائر المجنح
كان مجتبي ضحوكا ومهذبا
يُقلّم أيامه بسير الشهداء
أمه تغزل حكايات من جدائل ذي قار
في كفها شعر وتاريخ
وطمأنينة تُهدهد بها ليل الوطن
أما عمر كان يقرأ للسياب وينظر لساعة القشلة كل ثانية ويقول لي:
هل سيموت الجلاد يوما ؟
هل سيُصلب كما حلمتِ أنتِ ؟
أم ربما سيُخلد موتنا كخلود كلكامش؟
قلت له:
كل الأساطير تقول أن النجاة ستكون من العراق
سيرحل ذاك الرجل المعتوه
الذي يؤم بالناس كل جمعة
يدّعي أن بلدكم بلد شِـقاق ونفاق
وأن الخير جفّ من البصرة
والماء تلوث في بغداد
إلتقيتُ بمهند في النجف
على كتفه نما هدهد
ينبأ العالمين
بأن التاريخ مرّ من العراق
وأن عمْر العراق طويل
ولاتُعظِم الشِعر والملحمات
ذهبتُ حيث يسكن صفاء إبن ثنوة
وجدتُه يرسم وطنا أخضرا
ورجل يحمل عكاز نبي
ولوحة فيها وجه أمه
كان يبتسم وهو يتَّكىءُ على جدار العراق
يُلوح للجواهري ويدندن لأم كلثوم
إلتقيتُ بثائر بين أرصفة المتعبين
يوزع حلقوما لأطفال الحي وبجانبه مجتبي
يقرأ قصصا عن الطائر المجنح
كان مجتبي ضحوكا ومهذبا
يُقلّم أيامه بسير الشهداء
أمه تغزل حكايات من جدائل ذي قار
في كفها شعر وتاريخ
وطمأنينة تُهدهد بها ليل الوطن
أما عمر كان يقرأ للسياب وينظر لساعة القشلة كل ثانية ويقول لي:
هل سيموت الجلاد يوما ؟
هل سيُصلب كما حلمتِ أنتِ ؟
أم ربما سيُخلد موتنا كخلود كلكامش؟
قلت له:
كل الأساطير تقول أن النجاة ستكون من العراق
سيرحل ذاك الرجل المعتوه
الذي يؤم بالناس كل جمعة
يدّعي أن بلدكم بلد شِـقاق ونفاق
وأن الخير جفّ من البصرة
والماء تلوث في بغداد
إلتقيتُ بمهند في النجف
على كتفه نما هدهد
ينبأ العالمين
بأن التاريخ مرّ من العراق
وأن عمْر العراق طويل