{ من إيمان إلى نادية مراد }

بين صناديق الخشب لمحتُ وجوه القتلة وهم يُوَقعون رسائل غفران للسماء
يهتفون بالإله ويكتبون قصائدا كاذبة للحوريات
هذه الأرض إنطفئتْ بعد أن وزع الأوغاد غنائم الحرب
بِلا رأفة قطعوا الرؤوس وسبَوْا النساء
قطعوا الأصابع الخرساء
صلبونا خوفا وحرمانا
طورا وطغيانا
في ساحات الموت أغلقتُ عيني حتى لاأذرف دمعا
لامكان لنا في هذا العراء البائس
سقط دعاء أمي وهي تسمع صراخي الطويل
ماأحوجني إليكِ يانادية وأنا أُساق إلى القبر
داسوا على قدمي وهم يرددون آيات النحر
لاأُصدق أن رأسي ستطفوا نحو السماء
كيف تخبئ أمي حزنها عندما تقرأ خبر نحري ؟
أنا لاجئة وحيدة يالله
أتيتُ إليك من ميراث الكَمد ووعثاء الحياة
وحيدة لاجئة
أستطيع أن أتنفس هنا دون شتم وجلدٍ
كانوا ينعتوني بالإيزيدية الكافرة
كنتُ أراكَ في الحلم وأنا أمشي في غرفتي الصغيرة
كانت كفكَ بيضاء  
كنتُ أقول سأموت قريبا ، سيرمونني في النهر كخطيئة قديمةٍ
أُدرك ياصديقتي أنكِ ستقفين على قارعة قبري ، ستُحدثين أطفال سِنجار عني
سترسمين لوحات وتعرضينها في برلين
أكتبي نصوصا عن رجال القرية الضائعين ، وعن الفتيات المغتصبَات
لاتغوصين في كهوف الشجن
تفقدي القبور الآمنة
ولاتجزعي إن إكتظ الكون بالغرباء
الغرباء الذين يقرعون أبوابنا بكل وحشة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#أدب_الرسائل
#إيمان

احسنتِ واجدتي

رحلة ابداع لا تنتهي

جميل ورائع