القلم للثقافة والفنون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
القلم للثقافة والفنون

( قَلمُنا ... ليس ككلِ الأقلامْ ، قَلمُنا ينطقُ ثقافةً وينزفُ صدقاً ويشجع المواهبَ ليخلقَ الإبداعْ )


+3
الحارس
صباح الجميلي
زوزو
7 مشترك

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    avatar
    زائر
    زائر


    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف زائر الأحد يناير 15, 2012 1:28 pm



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة


    avatar
    زوزو
    عضو فضي
    عضو فضي


    عدد المساهمات : 101
    نقاط : 5204
    السٌّمعَة : 6
    تاريخ التسجيل : 09/12/2010

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف زوزو الأحد يناير 15, 2012 4:17 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة



    رائعة بمعانيها جميلة باسلوبها
    avatar
    زائر
    زائر


    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف زائر الأحد يناير 15, 2012 9:14 pm

    زوزو كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة



    رائعة بمعانيها جميلة باسلوبها

    بل وأنتِ هي الرائعةُ يا زوزو برقيِ كلماتكِ، وتواضعِ مرورِكِ.
    شُـكراً لتواجُدِكِ الّذي أسـعدني كثيـراً.
    يُسْـــرى محمـود محـاجنـة
    صباح الجميلي
    صباح الجميلي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 4287
    نقاط : 21525
    السٌّمعَة : 437
    تاريخ التسجيل : 07/04/2011
    87
    الموقع : المربي الفاضل /مدير عام تنفيذي /كبير مبدعي القلم / القلم الذهبي / القلم الماسي / وسام الابداع/ درع الابداع

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف صباح الجميلي الأحد يناير 15, 2012 11:44 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة



    جميلة هذه المساهمة لما فيها من فطنة وحكمة ... وما أكثر القضاة المرتشين في بلادنا الآن ... وكم ضاعت حقوق للناس بسبب ذلك ... شكرا لك .. مع تحياتي
    صباح الجميلي
    avatar
    زائر
    زائر


    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف زائر الإثنين يناير 16, 2012 7:03 pm

    صباح الجميلي كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة



    جميلة هذه المساهمة لما فيها من فطنة وحكمة ... وما أكثر القضاة المرتشين في بلادنا الآن ... وكم ضاعت حقوق للناس بسبب ذلك ... شكرا لك .. مع تحياتي
    صباح الجميلي

    بل وأنتَ هُوَ الجميـلُ يا أُسـتاذي بجمالِ حُـروفِكَ وروعةِ معانيـك...
    أسـعدني كثيـراً تواجُدُكَ في صفحتي، لما يتركُ اسـمُكَ من نورٍ فيها.
    تقبل تحياتي، إبنتُـكَ المحبة يُسْـــرى
    الحارس
    الحارس
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1083
    نقاط : 7867
    السٌّمعَة : 55
    تاريخ التسجيل : 01/08/2010
    الموقع : اوفياء المنتدى

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف الحارس الخميس يناير 19, 2012 6:41 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة




    كلام حكم وترتيب رائع للجمل شكرا لكِ
    avatar
    زائر
    زائر


    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف زائر الخميس يناير 19, 2012 7:00 pm

    الحارس كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة




    كلام حكم وترتيب رائع للجمل شكرا لكِ


    العـفوُ أُسـتاذي، أسـعدني كثيـراً مُـرورُكَ المُميّـز.
    تقبل تحياتي، أختُـكَ يُسْـــرى
    يحيى الرحال
    يحيى الرحال
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1230
    نقاط : 17488
    السٌّمعَة : 23
    تاريخ التسجيل : 30/05/2011
    35
    الموقع : مبدع القلم / اوفياء المنتدى / شاعر المنتدى /2 القلم الذهبي/ القلم الماسي/ وسام الابداع

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف يحيى الرحال الجمعة يناير 20, 2012 4:30 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:
    الحارس كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة




    كلام حكم وترتيب رائع للجمل شكرا لكِ


    العـفوُ أُسـتاذي، أسـعدني كثيـراً مُـرورُكَ المُميّـز.
    تقبل تحياتي، أختُـكَ يُسْـــرى
    انت دائما مبدعة تحياتي لبكِ يا وردة المجموعة
    avatar
    زائر
    زائر


    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف زائر السبت يناير 21, 2012 2:40 pm

    يحيى الرحال كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:
    الحارس كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة




    كلام حكم وترتيب رائع للجمل شكرا لكِ


    العـفوُ أُسـتاذي، أسـعدني كثيـراً مُـرورُكَ المُميّـز.
    تقبل تحياتي، أختُـكَ يُسْـــرى
    انت دائما مبدعة تحياتي لبكِ يا وردة المجموعة


    شُـكراً لكَ أخي الكريم، أنتَ هو المبدعُ برقةِ كلماتِكَ وجمالِ مُرورِكَ...
    من أعماقِ قلبي أحييكَ على مجاملتِكَ الرقيقة.
    أختُـكَ الفلسطينيةُ يُسْــــرى
    يحيى الرحال
    يحيى الرحال
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1230
    نقاط : 17488
    السٌّمعَة : 23
    تاريخ التسجيل : 30/05/2011
    35
    الموقع : مبدع القلم / اوفياء المنتدى / شاعر المنتدى /2 القلم الذهبي/ القلم الماسي/ وسام الابداع

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف يحيى الرحال الإثنين أكتوبر 29, 2012 8:47 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:
    يحيى الرحال كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:
    الحارس كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة




    كلام حكم وترتيب رائع للجمل شكرا لكِ


    العـفوُ أُسـتاذي، أسـعدني كثيـراً مُـرورُكَ المُميّـز.
    تقبل تحياتي، أختُـكَ يُسْـــرى
    انت دائما مبدعة تحياتي لبكِ يا وردة المجموعة


    شُـكراً لكَ أخي الكريم، أنتَ هو المبدعُ برقةِ كلماتِكَ وجمالِ مُرورِكَ...
    من أعماقِ قلبي أحييكَ على مجاملتِكَ الرقيقة.
    أختُـكَ الفلسطينيةُ يُسْــــرى
    اروع من الرائعة واحلى من السكر وجميلة بحق
    اعتذر على الرد عليها لانني للتو رايتها
    يحيى الرحال
    يحيى الرحال
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 1230
    نقاط : 17488
    السٌّمعَة : 23
    تاريخ التسجيل : 30/05/2011
    35
    الموقع : مبدع القلم / اوفياء المنتدى / شاعر المنتدى /2 القلم الذهبي/ القلم الماسي/ وسام الابداع

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف يحيى الرحال الإثنين أكتوبر 29, 2012 8:53 pm

    يسرى محمود محاجنه كتب:
    يحيى الرحال كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:
    الحارس كتب:
    يسرى محمود محاجنه كتب:

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر- في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131

    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة




    كلام حكم وترتيب رائع للجمل شكرا لكِ


    العـفوُ أُسـتاذي، أسـعدني كثيـراً مُـرورُكَ المُميّـز.
    تقبل تحياتي، أختُـكَ يُسْـــرى
    انت دائما مبدعة تحياتي لبكِ يا وردة المجموعة


    شُـكراً لكَ أخي الكريم، أنتَ هو المبدعُ برقةِ كلماتِكَ وجمالِ مُرورِكَ...
    من أعماقِ قلبي أحييكَ على مجاملتِكَ الرقيقة.
    أختُـكَ الفلسطينيةُ يُسْــــرى
    اروع من الرائعة واحلى من السكر وجميلة بحق
    اعتذر على الرد عليها لانني للتو رايتها
    ستار اللهيبي
    ستار اللهيبي
    عضو ماسي
    عضو ماسي


    عدد المساهمات : 618
    نقاط : 15146
    السٌّمعَة : 52
    تاريخ التسجيل : 27/02/2011
    الموقع : كبير مبدعي القلم / نقيب المبدعين / وسام الثقافة /درع الابداع

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف ستار اللهيبي الثلاثاء أكتوبر 01, 2013 9:16 am

    يسرى محمود محاجنه كتب:


    *قصّـةُ القاضي والشـاهد*



    شاهدٌ ذكيٌ يضعُ قاضي المحكمة في مأزق! حدثَ ذلكَ في مرسيليا، في عهدٍ كانت تسيطر عليها فيهِ عدةُ عصابات استطاعت أن تمتلكَ كلَّ شيء!! حتى الشرطة والقضاء، وحتى القانون...

    في ذلك العصر-  في الثلاثينيات منَ القرن العشرين؛ قامَ أحدُ زعـماءِ هذهِ العصابات بقـتـلِ أحدِ خصومهِ فأُلقيَ القبض عليهِ، وعندما جاء شاهد الإدانة الوحيد؛ ليقف أمامَ القاضي الّذي حصل في المساءِ فقط على رشوةٍ ضخمةٍ لتبرئة زعيم العصابة...

    قصة جميله زمعبره بارك الله فيك

    سألَ القاضي الشاهدَ في صرامة:-
    ماذا حدث بالضبط؟

    أجابهُ الشاهد في هدوء وثقة:-
    كنت أجلسُ في مخزنِ المتجرِ في الساعةِ الثانيةِ بعدَ منتصفِ اللّيل والسيد "فيران"- (المقتول) صاحب المتجر في الخارج، ثمّ سمعتُ طلقاً نارياً وعندما هرعـتُ منَ المخزنِ إلى المتجر وجدتُ السيدَ "فيران" جثةً  هامدةً؛ والدماءُ تنزفُ من ثقبٍ بينَ عينيهِ الجامدتين الجاحظتين والسيدُ "ديبو"- (المتهمُ) يقفُ أمامَهُ ومسدسُهُ في قبضتِهِ والدخانُ يتصاعدُ من فوهته؛ ولمْ يكنْ هناكَ سواه!!.

    سألهُ القاضي في صرامةٍ مخيفةٍ:-
    هل رأيتهُ وهوَ يطلقُ النارَ على رئيسِكَ؟؟

    أجابهُ الشاهدُ في بساطةٍ:-
    كلّا ولكنَ مظهرهُ يؤكدُ أنّهُ هوَ الفاعلُ فلم يكدْ يراني حتّى رمقني بنظرةٍ قاسيةٍ ودسَّ المسدسَ في جيبهِ، وغادرَ المكان في هدوءٍ وهوَ يتصورُ أنّي لن أجرؤَ على إدانتِهِ والشهادةِ ضدَهُ.

    عاد القاضي يسألهُ في صرامةٍ:-
    هلْ رأيتَهُ يطلقُ النار؟!!

    أجابهُ الشاهدُ في حيرةٍ:-
    بلْ وسمعتُ صوتَ الطلقِ الناريِ وَ....

    قاطعهُ القاضي المرتشي في حزمٍ:-
    هذا لا يعدُ دليلاً كافياً.

    ثمَّ ضربَ مائدتَهُ بمطرقتِهِ الخشبيةِ مستطرداً في صرامة:-
    فلينصرفِ الشاهدُ.

    احتقنَ وجهُ الشاهدِ في غضبٍ ونهضَ من مقعـدِ الشهادةِ وأدارَ ظهرهُ للقاضي وهتف بصوت مرتفع:-
    يا لكَ من قاضٍ غـبيٍ وأحمق، وتشبهُ الخـنازيـرَ في عـقـلـِكَ ومظهرِكَ.

    صااااحَ القاضي في مزيجٍ منَ الغضبِ والذهولِ والاستنكار:-
    كيفَ تجرؤُ على إهانةِ هيئةِ المحكمةِ أيُّها الرجل؟!!!

    أنّني أحكم عليك بِـ...
    استدارَ إليهِ الشاهدُ وقاطعهُ بغتّةٍ:-
    هل رأيتَني أشتمُكَ يا سيدي؟

    صاحَ القاضي في غضبٍ:-
    لقدْ سمعتُكَ وسمِعَك الجميعُ وَ...

    قاطعَهُ الشاهدً مبتسماً في خبثٍ:-
    هذا ليسَ دليلاً كافياً يا سيدي...

    احـتـقـنَ وجهُ القاضي؛ وضجتِ القاعةُ بالضحكِ وأدركَ الجميعُ مغـزى المفارقةِ؛ ووجدَ القاضي نفسهُ في مأزقٍ يهددُ سمعـتهُ ومستـقـبلهُ، فلم يجد سوى أن يستسلمَ لرغـبةِ الرأيِ العام، ويحكمَ على زعـيمِ العـصابةِ بالإعـدامِ. وكانَ أوّلُ حكمِ إعـدامٍ عـلى أحـدِ زعـماءِ مافيا مرسيليا...



    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* 1326623242131


    أرجـو أن تنالَ إعجابكُـم
    يُسْــرى محمـود محـاجنـة



    علي الغريب
    علي الغريب
    عضو جديد
    عضو جديد


    عدد المساهمات : 42
    نقاط : 5449
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 20/07/2011
    35
    الموقع : hitman2011hitman@yahoo.com

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف علي الغريب الأحد نوفمبر 23, 2014 10:36 pm

    قصه جميله يايسرى انتي مبدعه احسنتي
    ماجي صلاح
    ماجي صلاح
    عضو مجلس الادارة
    عضو مجلس الادارة


    عدد المساهمات : 330
    نقاط : 16141
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 07/02/2016
    الموقع : القلم الذهبي / 2 قلم فضي / وسام الابداع

    *قصّـةُ القاضي والشـاهد* Empty رد: *قصّـةُ القاضي والشـاهد*

    مُساهمة من طرف ماجي صلاح الثلاثاء أكتوبر 11, 2016 5:42 pm

    حقيقى رائعه اعجبتنى كثير

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 10:32 am