لقد قرأت لك / الإمام محمد ابن إدريس الشافعي / الجزء الثاني .. مقتطفات من شعره
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام .... تحية حب واعتزاز...
أقدم لكم الجزء الثاني من سيرة الإمام الشافعي والمتضمن مقتطفات من شعره وآمل ان تستمتعوا به
شعره /
للشافعي ديوان من الشعر يضم 137 قصيدة كلها حكم ومعرفة جمعه وعلق عليه (محمد عفيفي الزعبي) ونشرته دار العلوم الحديثة في بيروت .... وسنذكر مقتطفات من شعره والتي ذهبت امثالا يستشهد بها الناس ....
قال في الرضى بقضاء الله وقدره ...
ولا تجزع لحادثة الليالي .... فما لحوادث الدنيا بقاءُ
وكن رجلا على الأهوال جلدا ... وشيمتك السماحة والوفاءُ
وإن كثرت عيوبك في البرايا ... وسرك أن يكون لها غطاءُ
تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاءُ
ولا تُرِ للأعادي قط ذلاً .... فإن شماتة الأعدا بلاءُ
ولا ترج السماحة من بخيلٍ .... فما في النار للظمآن ماءُ
ورزقك ليس ينقصه التأني ....وليس يزيد في الرزق العناءُ
ولا حزنٌ يدوم ولا سرورٌ .... ولا بؤسٌ عليك ولا رخاءُ
إذا ما كمت ذا قلبٍ قنوعٍ .... فأنت ومالك الدنيا سواءُ
ومن نزلت بساحته المنايا ... فلا أرضٌ تقيه ولا سماءُ
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاءُ
دع الأيام تغدر كل حين .... فما يغني عن الموت الدواءُ
وقال في الحظوظ....
وعبدٌ قد ينام على حريرٍ ..... وذو نسبٍ مفارشه الترابُ
وقال في الزهد ومصير الظالمين..
فجردت من غمد القناعة صارما .... قطعت رجائي منهمُ بذبابهِ
فلا ذا يراني واقفا في ريقه ....... ولا ذا يراني قاعدا عند بابهِ
غنيٌ بلا مالٍ عن الناسِ كلهم ...... وليس الغنى إلا عن الشيء لا بهِ
إذا ما ظالمُ استحسن الظلمَ مذهباً ..... ولج عتواً في قبيح اكتسابهِ
فكلهُ إلى صرف الليالي فإنها ..... ستدعي له ما لم يكن في حسابهِ
فكم قد رأينا ظالماً متمرداً ..... يرى النجم تيهاً تحت ظل ركابهِ
فعما قليلٍ وهو في غفلاتهِ ....... أناخت صروف الحادثات ببابهِ
فأصبح لا مالٌ ولا جاهُ يرتجى ... ولا حسناتٌ تلتقي في كتابهِ
وجوزيَ بالأمر الذي كان فاعلاً .... وصب عليه الله سوطَ عذابهِ
وقال في الجود والسخاء...
إن اعتذاري إلى من جاء يسألني .... ما ليس عندي لمن إحدى المصيباتِ
وقال في الفرج بعد الشدة ...
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها .... فرجت وكنت أضنها لا تفرجُ
وقال في السكوت عن الجاهل ...
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ .... وفيه أيضا لصون العرضِ أصلاحُ
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتةٌ .... والكلب يخسى لعمري وهو نباحُ
وقال في تملك الأوغاد
مَلَكَ الأكابرَ فاسترق رقابهم ... وتراه رقاً في يدِ الأوغادِ
وقال في جليس السوء ...
وأجلسُ وحدي للعبادةِ آمناُ .... أقرُ لعيني من جليسٍ أحاذره
وقال في الدهر ...
أما ترى البحر تعلو فوقه جيفٌ .... وتستقرُ بأقصى قاعهِ الدررُ
وفي السماء نجومٌ لا عداد لها ..... وليسَ يكسفُ إلا الشمسُ والقمرُ
وقال في حبه للخلفاء الراشدين...
وأن عرى الإيمان قولٌ مبينٌ .... وفعلٌ زكيٌ قد يزيدُ وينقصُ
وأن أبا بكرٍ خليفةُ ربهِ ....... وكان أبو حفصٍ على الخيرِ يحرصُ
وأُشهدُ ربي أن عثمان فاضلٌ .... وأن علياً فضلهُ متخصصُ
أئمةُ قومٍ يهتدى بهداهمُ ..... لحى الله مَنْ إياهمُ يتنقصُ
وقال في الصديق الصدوق...
ففي الناس أبدالٌ وفي التركِ راحةٌ .... وفي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفا
فما كلُ من تهواه يهواكَ قلبهُ .... ولا كلُ من صافيتهُ لك قد صفا
إذغ لم يكن صفوُ الودادِ طبيعةً .... فلا خيرَ في خلٍ يجيءُ تكلفا
ولا خير في خلٍ يخونُ خليلهُ ..... ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكرُ عيشاً قد تقادمَ عهدُهُ ..... ويظهرُ سراً كان بالأمس قد خفا
سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها .... صديقٌ صدوقٌ صادقُ الوعدِ مُنصِفا
وقال في الإمام أبي حنيفة ..
بأحكامٍ وآثارٍ وفقهٍ ....... كآيات الزبورِ على الصحيفه
فما بالمشرقينِ له نظيرٌ .... ولا بالمغربين ولا بكوفه
فرحمةُ ربنا أبداً عليه ..... مدى الأيامِ ما قُرئت صحيفه
وقال في كتمان الأمور ....
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسهِ .... فصدرُ الذي يُستودعُ السرَ أضيق
وقال في العلم والطمع...
من راقب اللهَ رجعْ .... ما طار طيرٌ وارتفعْ
إلا كما طار وقعْ
وقال في التوكل على الله في طلب الرزق ...
وما يك من رزق فليس يفوتني .... ولو كان في قاع البحار العوامقِ
سيأتي به اللهُ العظيمُ بفضله .... ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهب النفسُ حسرةً .... وقد قسم الرحمن رزق الخلائقِ
وقال في الإعتماد على النفس ....
وإذا قصدت لحاجةٍ .... فاقصدْ لمعترفٍ بقدركَ
وقال في التواضع ....
وإذا ما ازددت علماً ... زادني علماً بجهلي
وقال في حمل النفس على ما يزينها...
ولا تولينّ الناس إلا تجملاً ..... نبا بك دهرٌ أو جفاك خليلُ
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر الى غدٍ ... عسى نكبات الدهر عنك تزولُ
ولا خير في ودِ امريءٍ متلونٍ .... إذا الريح مالت مال حيث تميلُ
وما أكثر الخلان حين تعدهم .... ولكنهم في النائبات قليلُ
وقال في سوءات النفس وأعين الناس ...
فلا ينطقن منك اللسان بسوأةٍ .... فكلك سوءات وللناس ألسنُ
وعيناك إن أبدت إليك معائباً ... فدعها وقل يا عين للناس أعينُ
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى .... ودافع ولكن بالتي هي أحسنُ
صباح الجميلي / بتصرف