من سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رض)
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ... تحية حب واعتزاز
وأنا أتابع ما يدور على الساحة العراقية خاصة وعلى الساحة العربية عامة، وأرى الصراع بين من تسلموا أمر هذه الأمة صراعا لا يصب في صالح الوطن والشعب بل صراع هدفه من يجني أكثر ومن يحقق مكسبا أفضل فاستذكرت الرجال العظام الذين صاحبوا الرسول (ص) وبنوا دولة العدل والمساواة، لا فرق بين الأجناس ولا بين الأديان دليلهم كتاب الله وسنة نبيه، ومن هؤلاء الرجال العظام الخليفة الراشد عمر بين الخطاب (رض) فأحببت أن أذكر لكم أحبائي البعض من سيرته والمبينة في أدناه ...
طلب الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رض) من خازن بيت المال أن يجرد المال الموجود وكان (رض) يصطحب ولده وهو طفل صغير...
وبعد الجرد راى الخليفه أن ولده يلعب بقطعه من النقد المعدني فسأله من أين لك هذه؟ فاجاب يا أبي أعطاني إياها خازن بيت المال ...
فسال الخليفه (رض) خازن المال لماذا أعطيته القطعه هذه؟
فاجاب الخازن والله يا أمير المؤمنين لقد جردت بيت المال كله فلم أجد قطعه أقل قيمة وأبخس ثمنا من هذه فأعطيته إياها....
فاجاب عمر (رض).. ثكلتك أمك... هل جردت المدينه كلها فلم تجد غير ابن عمر ليأخذها ثم قام باعادتها الى بيت المال ...
وفي مرة طلب الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) من أهل حمص أن يكتبوا له أسماء الفقراء والمساكين بحمص ليعطيهم نصيبهم من بيت مال المسلمين .. وعندما وردت الأسماء للخليفة فوجئ بوجود اسم حاكم حمص / سعيد بن عامر من بين أسماء الفقراء وعندها تعجب الخليفة لكون واليه على حمص من الفقراء.. فسأل أهل حمص.. فأجابوه إنه يُنفق جميع راتبه على الفقراء والمساكين ويقول ...
( ماذا افعل وقد اصبحت مسؤلاً عنهم امام الله تعالى ؟)
وعندما سألهم الخليفة هل تُعيبون شيئاً عليه .. اجابوا نُعيب عليه ثلاثاً .. فهو لا يخرجُ إلينا إلا وقتَ الضُحى .. و لا نراه ليلاً ابداً .. ويحتجب علينا يوماً في الاسبوع ..
وعندما سأل الخليفة واليهِ سعيد بن عامر عن هذهِ العيوب اجابهُ ..
أن هذا حقْ يا أمير المؤمنين اما الاسباب فهي ..
اما اني لا أخرج إلا وقت الضحى فلأني لا أخرج إلا بعد ان افرغ من حاجة أهلي وخدمتهم فأنا لا خادم لي وامرأتي مريضة ..
واما احتجابي عنهم ليلاً فلأني جعلتُ النهارَ لِقضاء حوائجهُم.. و جعلت الليل لعِبادة ربي ..
واما احتجابي يوماً في الاسبوع فلأني أغسلُ فيهِ ثوبي وانتظرهُ ليجُف لأني لا املك ثوباً غيره ....
فبكى أمير المؤمنين عمر .. ثم اعطى سعيد مالاً .. فَلم ينصرف سعيد حتى وزعه علي الفقراء والمساكين.
أين نحن من هؤلاء المتقين .؟
اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا....
صباح الجميلي / من كتب التراث