أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام .....
لا أدري لماذا ينتابني الأرق ليال عديدة ربما لأن فكري يكون مشغولا ببلدي الغالي العراق وما حلت به من أزمات وما توالت عليه من نوائب ، وبالتالي أرى ما أرى من تصريحات وفي وسائل الإعلام بان هذا سببه الجهة الفلانية والجهة الفلانية من دول الجوار ملقين اللوم عليهم ومحمليهم مسؤولية الخراب والفساد والفوضى التي غرق بها هذا البلد الجريح ... ولا أدري لماذا لا نلوم أنفسنا وننتبه لما نعمل وما عملنا ... ونرى كم ابتعدنا عن طريق الحق وجادة الصواب ، عذرا فإني لا أقصد عموم الشعب ولكن المقصود هم من نصبوا أنفسهم أولياء على البلد وما اتبعوا ولن يتبعوا ما أوصى به الله ورسوله في رعاية الشعب والوطن ....
وكلما تمر بي مثل هذه الحالات تراني أهرع الى أوراقي وكتبي لأطرد عني الهواجس ... وأنا اقلب صفحات من أوراقي وجدت حادثة مرت على الخليفة عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) تسجل وقفة منيرة من سيرة هذا الرجل العظيم ... واسمحوا لي ان أرويها لكم وآملا ان يتعض أولو الأمر منا ويتذكروا إن الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه الكريم في سورة التكاثر ...
بسم الله الرحمن الرحيم
ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر * كلا سوف تعلمون *ثم كلا سوف تعلمون * كلا لو تعلمون علم اليقين * لترون الجحيم * ثم لترونا عين اليقين * ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم *
صدق الله العظيم
يروى أن إبنة الخليفة عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) دخلت على أبيها تبكي وكانت طفلة صغيرة آنذاك وكان يوم عيد المسلمين ...
فسألها .. ماذا يبكيك يا إبنتي ؟
فقالت ... كل ألأطفال يرتدون ثيابا جديدة وأنا إبنة أمير المؤمنين أرتدي ثوبا قديما
فتأثر عمر لبكائها و ذهب إلى خازن بيت المال وقال له ...
أتأذن لي أن أصرف راتبي عن الشهرالقادم ؟
فقال له الخازن ... و لم ياأمير المؤمنينْ ؟
فـحكى له عمر ما جرى مع ابنته...
فقال الخازن ... لا مانع ولكن بشرط
فقال عمر ... و ما هو هذا الشرط ؟؟
فقال الخازن ... أن تضمن لي أن تبقى حياً حتى الشهر القادم لتعمل بالأجرالذي تريد صرفه مسبقا .
فتركة عمر و عاد ... فسأله أبنائه ... ماذا فعلت يا أبانا؟
قال: أتصبرون و ندخل جميعاً الجنه ، أم لاتصبرون ويدخل أبوكم النار؟
قالوا: نصبر يا أبانا .. نصبر ....
هكذا كان الرجال العظام الذين عملوا بما يحب الله ورسوله ...
فقلت في نفسي ....
يا ليتنا نمتلك الثلاثة : الخازن و عمر و أبناء عمر
فهل يكون من تولى أمر هذه الأمة الآن وكل من موقعه ... مضحيا بالفاني من أجل الباقي .... ويسعى لما كتب الله له من الحَلالَ
وَلا يَسعَى وَراءَ الحَرام ويلهيه التكاثر ..آللهم إكفنا بحلالك عن حرامك
اللهم هيء لنا من أمرنا رشدا ...
صباح الجميلي