أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام أشارككم اليوم بمواقف مرت ومعالجات لرئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي ( نوري سعيد ) رحمه الله .. انه من الرجال المخلصين الذين فقدهم العراق ... ويمكنكم المقارنة بين الزمن الماضي والذي لم نكن راضين عنه وبين هذا الزمن ... عذرا لا أريد التعليق عليه ...
الله يرحمك يا نوري سعيد
احداث ومعالجات في زمن كنا نسميه بالعملاء والرجعية ؟ الله يرحمك يا نوري سعيد
1. كان الباشا نوري السعيد يشغل منصب وزير الدفاع وفي احد الايام اقتضت الحاجة الى قاموس عربي انكليزي علما ان الباشا يجيد اللغة الانكليزية بطلاقة فاوعز بشراء قاموس من مكتبة مكنزي في شارع الرشيد ذهب المرافق الى محاسب وزارة الدفاع وكان في حينها كافة العاملين في الامور المالية من الموظفين المدنيين واخبر المحاسب بطلب الباشا رد المحاسب على طلب الوزير لاتوجد تخصيصات مالية في ميزانية الوزارة لشراء قاموس لان هذا طلب شخصي علما ان ثمن القاموس خمسة دنانير– عاد المرافق واخبر الباشا بما قاله المحاسب – رد الباشا على كلام المرافق - هذا المحاسب يستحق ترفيع درجة لانه يحافظ على المال العام - اخرج الباشا محفظته واعطى المرافق خمسة دنانير من جيبه الخاص وقال له اذهب للمكتبة اشتري القاموس .
2. في الخمسينات كان الباشا نوري السعيد رئيس للوزراء وكانت دوائر الحكومة معظمها في منطقة القشلة وكان في حينها يبقى بعد الدوام الرسمي حاكم تحقيق ( خفر ) للنظر في الدعاوي الطارئة المحالة من مراكز الشرطة لمدينة بغداد - في ليل احد الايام زار الباشا حاكم التحقيق وطلب منه غلق التحقيق بقضية معينة وفي صباح اليوم التالي ذهب حاكم التحقيق الى مكتب وزير العدل وبيده طلب ( عريضة ) يطلب فيها الاستقالة من عمله وعند الاستفسار منه من قبل وزير العدل عن الاسباب شرح له طلب الباشا رئيس الوزراء فكان جواب وزير العدل لا ابني مو انت تستقيل وزير العدل يجب ان يستقيل..
وقام من مكتبه وذهب الى مكتب الباشا رئيس الوزراء وقدم طلب الاستقالة وعند الاستفسار عن السبب قال الوزير انتهى القانون في العراق اجاب الباشا خير شنو صاير وانا مااعرف اجاب الوزير لا باشا انت تذهب بالليل وتطلب من حاكم تحقيق الخفر غلق القضية الفلانية وهذا خلاف لاحكام القانون – قام الباشا نوري السعيد أعتذر من وزير العدل وذهب الى بيت حاكم التحقيق لان حاكم الخفر ياخذ استراحة في دوام اليوم التالي لخفارته واعتذر منه وقال له هكذا يجب ان يكون حكام العدل بالعراق.
3. عند ترسيم الحدود بين العراق وايران من قبل الانكليز في ثلاثينات القرن الماضي وضعوا في كل متر مشكلة على الحدود بين العراق مع ايران هذا ديدن خبثهم - في خمسينات القرن الماضي في احد الليالي فتح حرس الحدود الايراني النار على المخفر الحدودي العراقي في منطقة زين القوس في خانقين الذي بسبب نفس هذا المخفر اشتعلت نار الحرب العراقية الايرانية و كان عدد افراد الحرس في المخفر العراقي لايتجاوز عن خمس افراد تم اخبار الموقف من قبل وزارة الداخلية الى رئاسة اركان الجيش وفي صباح اليوم التالي تحرك رئيس اركان الجيش الى بعقوبة ومنها الى المنصورية وجلولاء حيث كانت معسكرات الفرقة الثالثة في حينها هناك واستصحب معه امري الوحدات ذاهبا الى منطقة خانقين وجرت العادة في وزارة الدفاع ان يلتقي الوزيرمع رئيس اركان الجيش في بداية الدوام الرسمي وفي هذا اليوم لم يشاهد الباشا نوري السعيد رئيس اركان الجيش وعند الاستفسار من هيئة ركنه اخبروه بما حصل امس على الحدود وان رئيس اركان الجيش ذهب الى خانقين فما كان من الباشا إلا ان يستقل سيارته وينطلق باقصى سرعه لها قاصدا خانقين فوجد رئيس اركان الجيش يصدر اوامره الى امري الوحدات لغرض شن هجوم على المخفر الايراني – قال له ماذا تفعل؟؟ - شرح رئيس اركان الجيش الى الباشا نوري السعيد ماحصل يوم امس – فقال الباشا الى امري الوحدات اركبوا عجلاتكم واذهبوا الى وحداتكم واوعز الى رئيس اركان الجيش بالركوب مع الباشا ودار بينهم حديث طويل حتى وصولهم الى بغداد واوعز الباشا باعداد برقية شرح فيها ماحدث من اعتداء على المخفر العراقي من قبل حرس الحدود الايراني وارسلت البرقية عن طريق وزارة الخارجية العراقية الى حكومة الشاه ولم تمضي 24 ساعة جاء رد الحكومة الايرانية متمثل بالشاه شخصيا بتقديم اعتذار رسمي الى الحكومة العراقية ومحاسبة الذين تسببوا في هذا الحادث من قبل الشاه شخصيا وتعهد بعدم حدوث مثل هذا الموقف مستقبلا عند ذلك استدعى الباشا رئيس اركان الجيش وقال له اقرأ البرقية وبعد قرائته للبرقية علق الباشا نوري السعيد ( مشاكل الحدود ماتنحل بالحروب تنحل بالسياسة )
اما المشاريع التي تم بنائها من قبل مجلس الاعمار قبل الثورة سنة 1958 تعتبر من اهم المشاريع في منطقة الشرق الاوسط الى الوقت الحاضرالتي خططت لها حكومة الباشا رحمه الله ومنها :
أ.سد دوكان ومحطته الكهرومائية .
ب.سد ونفق دربندخان الجبلي الشهير الذي يربط طريق السليمانية من جهة كلار .
ج مشروع الثرثار ومحطة كهرباء سامراء الكهرومائية .
د. جسري الجمهورية والائمة في بغداد .
هـ.محطة قطار بغداد العالمية .
و.بناية البلاط الملكي التي سميت لاحقا القصر الجمهوري وبناية مجلس النواب التي سميت لاحقا بناية المجلس الوطني التي لم ينعقد فيها المجلس ولامرة واحدة والان فيها مقر وزارة الدفاع .
صباح الجميلي / كما وجدتها بين أوراقي