مثل وقصة من التراث..
لا أنا انسى ذيلي ولا أنت تنسى إبنك
ويضرب هذا المثل لمن يتعرض لأذى كبير من آخر ولا يمكن نسيانه فيكون الفراق هو الحل الأمثل والأسلم ...
أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ..
يحكى انه كان في قديم الزمان رجل حطاب فقير يعتاش من قطع الحطب في الغابة ثم يبيعه في السوق ليقتات بثمنه هو وزوجته وولده الصغير ... وكما تعلمون أن الناس قديما كانت تستعمل الخشب وقودا لطعامهم وتدفئتهم ...
وفي يوم من أيام القيض الحارة وقد جمع الحطاب حزمة كبيرة من الحطب وقد انهكه الحر والتعب ، فرأى على مقربة منه شجرة وافرة الظلال، فحدثته نفسه أن يستريح قليلا بضلها ، فجلس مستندا الى جذعها واخرج ربابته وأخذ يعزف عليها مسليا نفسه ... وهو يعزف فإذا بأفعى ضخمة خرجت من جحر في بجانب الشجرة التفت جالسة أمامه تصغي لعزفه ، فاستمر الرجل بالعزف وهو خائف مما يرى ... وبعد فترة قصيرة انسلت الأفعى الى جحرها ثم خرجت وفي فها ليرة ذهبية رمتها أمام الحطاب وعادت الى مكمنها ... ولم يعي الحطاب من دهشته ولم يسكن روعه إلا بعد فترة ..ز فأخذ الليرة الذهبية وقفل راجعا الى المدينة ... وباع الليرة الذهبية واشترى ما يحتاج لمعيشته هو وعياله ... وفي اليوم الثاني تشجع الحاب وذهب الى نفس المكان ثم اخرج الربابة واخذ يعزف حتى خرجت له الأفعى تستمع الى عزفه وكذلك أعطته ليرة ذهبية ... وهكذا استمر الحال تى اصبح الحطاب من كبار اثرياء المدينة واصبح شغله هو العزف في نفس المكان وفي نفس الوقت ويعود بليرة ذهبية جديدة ...
قرر الحطاب الثري بعد ان انعم الله عليه بهذ النعمة أن يذهب للحج ، وقرر ان يكشف السر لولده الذي اصبح شابا يافعا ، فاخبره بسر ثروته وأمره أن يذهب يوميا الى نفس المكان في نفس الوقت ليعزف ويستمر بالعزف حتى تخرج له الأفعى ومن ثم ترمي له بالليرة الذهبية ، يأخذها ويرجع الة البيت ، وحذره وأوصاه أن لا يمس هذه الأفعى بضرر أو أذى ..
سافر الحطاب الثري الى الحج ، واستمر ولده بنفس عمله اليومي ، حتى حدثته نفسه وقاده طيش الشباب الى أن ينهي هذه العلاقة محدثا نفسه انهم اصبحوا اثرياء فعلام هذا التعب .. وفي يوم وهو يعزف كان قد خبأ فاسه تحت ثيابه وما ان استدارت الأفعى حتى هوى عليها بالفأس فأصاب ذنبها وقطعه فعادت ا اليه ولسعته فمات من ساعته ...
عاد الأب من الحج ولم يجد ولده فأوجس في نفسه خيفة .. وذهب الى الشجرة وفي نفس الوقت ورأى ما رأى .. أخذ يعزف فخرجت اليه الأفعى واستمعت لعزفه ثم اخرجت له الليرة الذهبية .. وقالت له : خذ ليرتك ولا تعود هنا ابدا إن عدت سالسعك وأقتلك ... قال لها لماذا انه ليس ذنبي ما حصل فقالت له صحيح ولكن ..
(لا انا سأنسى ذيلي ولا انت ستنسى أبنك)
وذهب هذا القول مثلا بين الناس ....
صباح الجميلي
من التراث الشعبي