أحبائي كادر وأعضاء المنتدى الكرام ...
تحية حب واحترام واعتزاز ...
لقد تعودت كلما اشعر بضيق أو قلق من شيء من منغصات هذه الحياة وما أكثر منغصاتها ، وليس السبب هو الحياة نفسها بل من بعض الأناس ، واني أدعو الله لي ولهم ان يهيئ لنا جميعا من أمرنا رشدا ... أقول كلما تمر حالة كهذه الجأ الى مكتبتي المتواضعة حيث أدفن قلقي وضجري بين صفحات كتاب من كتبها ...
واليوم اخترت كتابا للأستاذ نعمان ماهر الكنعاني يتحدث فيه عن (شعراء الواحدة) وهو العنوان الذي اختارة لكتابه هذا والمطبوع في بغداد في تشرين الثاني من عام 1966..
وشعراء الواحدة هو مصطلح اطلقه الكاتب على الشعراء الذين اشتهروا وذاع صيتهم بسبب قصيدة واحدة اشتهرت ورفعت الشاعر منزلة عالية وعلى الرغم ان الكثير منهم من اصحاب الدواوين الشعرية ...
إن الطغرائي وعدي بن زيد العبادي وتأبط شرا والشنفري وديك الجن الحمصي وفتح الله النحاس ، هؤلاء كلهم أصحاب دواوين مطبوعة ، ولكن التي حملتهم الى الشهرة هي قصيدة واحدة جعلت القراء يتتبعون سيرتهم وقصائدهم ...
واليوم أحبائي سنبحر في هذا الكتاب الجميل وساختار لكم شاعرا وقصيدته الواحدة آمل أن تروق لكم ... مع حبي وأحترامي لكم جميعا ...
من شعراء الواحدة ... المناذري ..
المناذري هو أبو نصر أحمد بن يوسف السليكي المناذري واحد من شعراء المائة الخامسة الهجرية ...وله قصة طريفة مع أبي العلاء المعري تشهد على شاعرية المناذري وذكاء أبي العلاء المعري ..
لقد جاء في بعض المصادر ان أبا العلاء المعري حضر مهرجانا أدبيا وشعريا في الشام فانشد الشعراء ثم أنشد المناذري فقال له أبو العلاء المعري : (أنت أشعر من في الشام ) ... وبعد عدة سنين حضر المعري مهرجانا أدبيا في بغداد فانشد الشعراء ثم أنشد المناذري فقال له أبو العلاء المعري : ( ومن في العراق ) وكلنا نعلم أن ابا العلاء المعري هو أعمى .
والآن الى واحدة المناذري ...
واحدة المناذري خمسة أبيات مضت عليها قرون وما زالت حية لم تمت وما زال القراء يرددونها لجمالها وشاعريتها ...
يصف المناذري وادي بزاعا فكان لجماله وحسنه ما حرك شاعرية المناذري ووصفه بخمسة ابيات أصبحت واحدته ، وهي من بحر الوافر
...
قال المناذري ...
وقانا لفحةَ الرمضاءِ وادٍ ***** وقاهُ مضاعفُ الغيثِ العميمِ
نزلنا دوحَهُ فحنا علينا ***** حنو المرضعاتِ على الفطيمِ
وأرشفنا على ظمأ زلالاً ***** ألذُ من المدامـةِ للنديمِ
يراعي الشمسَ أنى واجهتنا ***** فيحجبها ويسمحُ للنسيمِ
تروع حصاهُ حاليةَ العذارى ***** فتلمس جانبَ العقدِ النظيمِ
صباح الجميلي
من كتاب شعراء الواحدة / بتصرف