[img][/img]
ـ 27 ـ
يوم حزن والم جديد
يبدو ان آلام وميض لم يكتب لها ان تنتهي ، فبعد آلم الاحتلال وجراحه ودموعه وانهر الدم التي جرت في العراق وما خلفته من اوضاع طارئة سميت حينها بالحواسم لمجموعة من السراق وقطاع الطرق والموغلين في الجريمة من خريجي السجون التي اطلقت لها العنان قوات الاحتلال ، واخرين غيرهم بعد هذا الالم والحزن عند احتلال العراق والذي ادمى قلب وميض وجعله يعيش حالة من الحزن القاسي والانطواء
رغم هذه الحالة الصعبة التي قصمت اضهر العراقيين ونالت من كرامتهم حاول وميض ان يعيد لنفسه توازنها وان يبصر طريق الحق واخذ على عاتقه ان ينهض بمعنويات اصدقائه واسرته واقربائه ، عمل جاهدا في سبيل ذلك ونجح في مسعاه واحاط الجميع بين ذراعيه بكل كبرياء حتى كأنه نخلة عراقية بشموخه وكان حين يسير في سوق محلته فيشكوا له احد اصدقائه حاله وما يسمع من تعليقات من بعض المغرضين في السوق وقف منتصب القامة كالنخلة مرفوع الرأس يلامس الافق انفه بكل كبرياء وبصوته الجهوري المعروف قال لصاحبه وهو يبتغي ان يسمع الجميع فأنصتوا له حين سمعوا قال لصاحبه قل لهم وبحزم الرجال وبلا تردد كنا كنا بقبضة ايدينا نلوي جميع الشوارب ولم يستطع احدا لويها ويكفينا فخرا نحن العراقيون ان تجيش اميركا معها ثمانية وعشرين دولة بجيوشها كي تلوي ذراعنا ذراع العراق .
سمعه الجميع ولم يعلق احدا او ان يستجرء الرد عليه لانهم يعرفون من هو وما خلفه من الرجال من ابناء عمومته ، اما صديقه الذي شكى له حاله فلم يعد احدا يضايقه في السوق او ان يسمعه ما يعكر مزاجه .
ويأتي عام 2005 محملا بكل الشر والحقد والرذيلة ، وما ان استلم مجلس الوزراء احد الشخصيات التي جاءت مع الاحتلال حتى بدأت عمليات ارهاب الدولة تأخذ مسارا رهيبا في الشارع العراقي ضد مكون اخر رفض الاحتلال وما اعقبه وذلك عن طريق استخدام سيارات مغاوير الداخلية والمعروف ولائها انذاك ولأية جهة تنتمي ، تقوم هذه القوة المفرطة بالغدر والمتفننة بطرق التعذيب وباعداد كبيرة من السيارات بمداهمة مناطق هذا المكون ليلا وفي فترة منع التجول فتقتاد الرجال الرجال وتنكل بهم شر تنكيل وتلقي بهم في قارعة الطريق بعد يومين بمجزرة يندى لها جبين الانسانية .
داهمت هذه القوة منطقة سكن عائلة وميض بتاريخ 10/7/2005 وطوقت دارهم بسبعة سيارات من سيارت مغاوير الداخلية المونيكا واقتادوا شقيقه الاكبر فجرا بعد ان حطموا وكسروا وارهبوا العائلة بأساليبهم البوليسية الهمجية البعيدة عن كل قيم الدين الاسلامي الحنيف وبعيدة كل البعد عن الاخلاق العربية والبعيدة عن القيم الانسانية والبعيدة كل البعد عن حقوق الانسان التي يتحدثون عنها زيفا وكذبا .
وفي الصباح تبدأ رحلة البحث عنه واذا في نفس الليلة يأخذون ثلاثة عشر بريئا من رجال المنطقة ، ويستمر البحث عبر التوسط عند كبار رؤساء العشائر والبحث في وزارة الداخلية عن اخيه وقد اتصلوا بدورهم بشخصيات معروفة بمواقع مسؤلياتها في الدولة فيأتيهم الجواب بلاغ من طفل وسيخرج بعد يومين فماذا حصل للرجال ؟ .
لقد صدق المجرمون ما قالوا فبعد يومين نجد الرجال في الطب العدلي شهداء معذبون بأشد وسائل التعذيب وحشية لم يألفها العراقي الا في زمن هولاكو واليوم في زمن من يدعون التغير .
بعد ان نقلتهم سيارات الشرطة من المكان الذي القيت جثثهم فيه في منطقة الحبيبية واليكم هذه الوثيقة والمنقولة من النت .
كان ضمن الشهداء اخ وميض الكبير وقد تم تشيعهم بما يليق بالفرسان الابطال والشهداء الرجال الرجال .
يوم حزن اخر اضيف الى احزان وميض وقد تحمل مسؤلية السيطرة على اخوته وابناء عمومته فوقف صامدا امامهم يوحي لهم بالصبر وعدم البكاء وتقدم موكب التشيع وهو يندد بالقتلة المأجورين من خارج الحدود وكان صوته الجهوري لا يعلوا فوقه صوت ، تشيع مهيب لكوكبة الشهداء وامام انظار قوات الشرطة والحرس الوطني مصحوبا بسقوط حكومة الاحتلال وزعمائها دون خوف .
وقد استل وميض قلمه وكتب مخلدا ذكرى استشهاد الرجال ولنقرأ معا ما كتب
أكتـــــــب
جميعا ) ( اليهم
اكتب وماذا اكتب
وهل يستطيع ألكتابه
من فقد أخيه واعز أحبابه
وأمام ناظريه قاتله وصلابه
أأكتب بلغة الحزن
أم بلغة الدم
أم بلغة الرصاص يهطل كالمُزن
يسقي اليتامى كأس علقم
اكتب وعن أي شيء اكتب
وهل سيغفر لي الرب
أن لم اكتب قصة شعب
قاتل المستعمر في كل صوب
اكتب وماذا اكتب
وهل يحق لي ألكتابه
قوافل قدم شعبي من الشهداء
مجاهدون دكوا مواقع الأعداء
زغردة بأعلى صوتها النساء
انتم للعراق أمل ورجاء
أ بعد هذا أستطيع ألكتابه
وهل يحق لي ألكتابه
لست ادري 000
غير أن لغتي حروف من نار
تبحث عن قاتل أخي تطلب الثأر
في مجزرة السبع أبكار
تبحث عن قاتل الوطن تطلب الاستقرار
تنادي غادر ارضي أيها الاستعمار
لغتي حروفها من نار
استمدت قوتها من الله الجبار
اكتب وسأبقى اكتب
لغتي يفهمها الثوار
لغتي مصباح الدار
لغتي دم يجري كالأنهار
لتحرير العراق من الكفار
ومن سطوة الظلم والاستعمار
لغتي ستسحق من يحكم بلغة النار
ليس مجهول دم شهدائنا الأبرار
يعرفه كل الأحرار
قناديل دمهم يضئ درب الثوار 2005
ثم اعقبها بواحدة اخرى خص بها بطل من الابطال لطالما عرف بحلمه وصبره ومواقفه العشائرية ، واليكم نصها لنعرف حجم الالم
فقدنـــاك
فقدناك يا أبا محمد
كنت ولازلت مشعلا موقد
اغتالوك غيلة وغدر
وهذه شيمة من ينتمون لبدر
اغتالوك لتلاقي ربك المجيد
عش في قبرك قرير العين سعيد
أنا على دربك ليس ببعيد
أتمناه كل يوم لألقاك أيها الشهيد
لن يذهب دمك سدا أيها الفقيد
أخوة لك اقسموا وهم السند السنيد
كل قطرة من دمك عنه لا نحيد
هذا مطلبنا وستشهد الأيام المزيد
سلكت درب الشهداء وقبلك أخ لنا فريد
متى أكون ثالثكم لنلتقي من جديد
أنا على دربكم والله لن أحيد
هل سيكون بيننا لقاء يا خالد
أيها العزيز الصابر المجالد
هل 000 وهل من لقاء
خذني أليكم فكلي رجاء
أن أراكم في دنيا الفناء
دنيا الصديقين والأبرار والشهداء
2005
اليس هذا يوم حزن اخر في حياة وميض ، وهل لاحزانه من نهاية حزن يوم فقد العراق وحزن يوم فقد اخيه ومازال الحزن والالم شريكاه وهو يتذكر كل ذلك في منفاه .
ـ 28 ـ
ومن احزانه الى احزان كل العراقيين حيث ان بسبب الحروب التي خاضها العراق دفاعا عن سيادته وارضه وحماية للبوابة الشرقية للوطن العربي وما اعقبها من تأمر كبير لخونة الامة العربية ممن رضعوا حليب الخسة وارتضوا الانبطاح امام الجبروت والطغيان الامريكي ومن تحالف معه من دول استعمارية وصهيونية وكذلك ماخلفه الاحتلال عام 2003 للعراق من ميليشيات ارهابية قتلت واغتالت اعداد كبيرة من المواطنين بروح ثأرية او بحقد دفين وما احدثته السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والقصف العشوائي من خسائر بشرية في الارواح وبسبب هذه الحروب الكثيرة والطويلة وما اعقبها والتي خلفت مئات الالوف من الارامل بل تجاوز الرقم المليون ، يتذكر وميض وهو في منفاه قصيدة للشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي يصف فيها الارملة المرضعة وكأنه في قصيدته تلك يحاكي ارامل اليوم واليكم قصيدته :ـ
الأرملة المرضعة - لمعروف الرصافي
لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا
تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ
وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا
وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا
فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا
وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا
وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا
فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا
وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا
حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا
تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا
كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا
حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً
كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا
حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا
قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ
في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا
مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا
تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا
تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ
هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا
مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا
إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا
يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ
كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا
مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ
وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا
يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا
تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا
وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً
وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا
تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا
وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا
قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا
وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا
وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا
بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا
كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً
وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا
* * * *
هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ
مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا
حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ
وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا
وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ
أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا
سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا
في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا
هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا
مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ
ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي
دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا
وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي
بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا
فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً
تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا
وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا
كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا
وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ
وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا
لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي
مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا
أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ
لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا
* * * *
هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا
وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا
أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ
وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاه
ويبدأ يرددها بحرقة كبيرة وآلم واضح وعذاب ما بعده عذاب كيف لا وهو فقد اخيه وقبل فقدانه لاخيه فقد العراق ، ودموعه تنهمر كزخات يوم ممطر عسى دموعه تغسل له عذابات روحه وتطهره مما علق بها
ـ 29 ـ
ثورات الفيس بوك
بعد احتلال العراق من أميركا وحلفائها عام 2003 م .
تشير إحصائيات دول الاحتلال إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعدات وقد كلف ذلك ميزانية أميركا مبالغ طائلة وبحجج التغير والقضاء على الأنظمة الدكتاتورية في الوطن العربي ، ولغرض تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد ورسم خارطة جديدة للعالم تخدم المخططات الأمريكية والصهيونية والمتعاونين معهما لابد من إيجاد بدائل غير الحروب المباشرة للأنظمة فانتشرت ظاهرة ثورات الفيس بوك في الوطن العربي وما خلفها يعلمه العقلاء من القوم وهذا رأي شخصي .
المهم لم يدع وميض هذا الموضوع فكتب فيه تحت عنوان الغضب العربي واليكم نص ما كتب
الغضب العربي
25/2/2011
من ينظر إلى خارطة الوطن العربي السياسية بنظرة سريعة غير متقنة في الرؤيا ولم يحيط بها بفكر ثاقب ناقد مبني على أساس التطور في الأحداث وخلفياته ستأخذه موجة العاطفة سريعا فتراه يؤيد ثورات الشعب العربي الأخيرة دون أن يحسب لها حساب ويدقق في نتائجها ومسبباتها وما ستؤول أليها هذه الثورات
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الصحوة عربية فعلا أم بدافع خارجي مدفوعة التوجه والتوجيه ؟ .
وهل هذه الصحوة ستبقى عربية أم ستجير نتائجها لصالح الكيان الصهيوني وحلفائه من استعماريين ودول اسلامية متطرفة
أسئلة اترك الإجابة عليها إلى العقول المتفتحة النيرة والى حقائق الزمن فهو كفيل بالإجابة وجدير بالإقناع 0
ومع ذلك لا يسعني ألا أن أقول
انتبهوا يا حكام العرب
واسمعوا قصص الشعب
يا من تربعتم على الكراسي بلا تعب
هذا شعبنا قد غضب
من تونس انطلقت شرارة اللهب
وزينها المخذول قد هرب
وشعبنا العربي في مصر قد استجاب
وللتغير سعى جاهدا وله طلب
وحسنيه الخفيف قد اضطرب
تنحى عن كرسيه بلا رجعة ذهب
وليبيا ماج شارعها وانتفض الشعب
يطالب قذافيها بالرحيل سخطا وعتب
واليمن السعيد قد استعد وغضب
يطالب عليها بالرحيل المسبب
والبحرين ثار شعبها يطلب حقا وجب
يطالبون بالتغير وهذا لهم مطلب
فاهتزت عروش ملوكهم وكل ذنب
انتبهوا يا حكام العرب
عراقنا ثار وشارعه اضطرب
وماجة صدور الرجال ومسئولينا في منتحب
في الجمعة المباركة جمعة الغضب
يطالبون بالحق المستلب
ينشدون التغير فانظروا المنقلب
جموع العراقيين ثارت وهذا هو الشعب
قد قرر وقراره من الجميع مستجاب
ثورة عارمة شيوخ رجال وشباب
عجائز ونساء وأطفال تنتدب
اخرجوا السراق المفسدين ويا للعجب
تلتصقون بالكراسي والشعب يحلب
احذروا واشهدوا كيف سيكون المنقلب
إلى جحوركم التي جئتم منها منقلبكم إلى الأبد
يرفضكم الشعب بلا خجلا ولا تعصب
فاحذروا يا ثوار العرب
يا من فرجتم عنا الكرب
أن تجير دمائكم شرقا وغرب
ويحصدون ثمارها بلا تعب
ـ 30 ـ
ما الذي أورثناه لأولادنا وأحفادنا
في الفقرة 12 من هذا الكتاب وتحت عنوان هذا ما ورثناه منكم ، أدنت موقف الآباء والأجداد وعدم سعيهم الجاد لتحرير فلسطين فتركوها ارث لنا نعاني ونتألم ونتعذب كل يوم بسبب ذلك الضعف .
واليوم وبعد مرور سنين عديدة حملنا خلالها هذه الإرث المتعب المضني الذي أشقانا وقدمنا له الدماء دون أن نحرر فلسطين .
لقد أعبنا على الإباء ما تركوه لنا واعتبرناه تخاذلا وضعفا ووصمة عار على عصرهم .
لأنه لن ولم يقدروا على فعل شيء من اجل تحرير الأرض العربية ، وبعد هذه السنين الطوال يدور التأريخ وتدور عجلة الزمان بدورتها وتسلب ارض جديدة وفي عصرنا نحن الذين أعبنا عصر أبائنا تسلب ارض جديدة واية ارض ، العراق يحتل من اقصاه الى اقصاه وتنهب ثرواته ويمحى تأريخه وتسرق حضارته واثاره وتستباح حرماته وتندس اماكن العبادة فيه وتسيل الدماء فيه كنهريه ، قتل ، انفجارات ، سرقة ، اختطاف ، ذبح مستمر دون سبب ، طمس للهوية ، تقطيع للوطن ، والقائمة طويلة .
ودول الجوار تفعل ما تشاء بالعراق وحقوقه وهي بالامس القريب كانت تحسب له الف حساب .
نخيل العراق انحنت ولاول مرة خجلا امام ما يحدث فيه وقاماتنا ما زالت منتصبة كأنها لا تعي ما يحدث ، صور تتكرر امام ناظري وميض ما سيقول وهل بقي مجالا للقول ، ما سيقول لهم ( ابائه واجداده واعمامه ) الم يكن معاتبا عليهم ما تركوه لنا من ارث ، وهل يستطيع الكلام من في زمنه ضاع وطنه واحتل واصبحنا نحمل ارثين ثقيلين لا نقوى على حملهما .
بكى وميض بحرقة والام الغربة تنخر جسده وتأكل ما تبقى من عزيمته وهل بقية عند الرجال عزيمة ام كانوا كالنساء في بكاء ونحيب لا ينفع ؟.
اسلئة نزلت كالصاعقة عليه وبدلا من ان تضعفه وتكسر جبروته الى الابد ، انتفض ، واستقام بقامته كالنخلة العراقية ووقف طوداً شامخ وهو يقول لن ننكسرا ابدا ولن نهزم وطريقنا المقاوم كفيل بطرد الاحتلال .
سوف لن نرث أولادنا ما ورثناه من أبائنا من ضعف وفقدان ارض ، سنعمل من اجل تحرير العراق وطرد الغزاة وسنبني دولة هي نموذجا لدول الجوار والمنطقة فهل سيتحقق حلم وميض ويتوقف نزف الدموع ونعود من المنافي أحرار في وطن الأحرار ؟ .
وهل سوف لا نرث أبنائنا ما ورثناه من آبائنا ؟ .
يبقى السؤال قائما والزمن كفيل بالاجابة عليه والى ذلك اليوم سنحتكم ونرى الغلبة لمن .
الخاتمـــــــة
سأخالف القاعدة مرة اخرى ولن اكتب خاتمة الكتاب من بنات افكاري بل سأدعوا شخصية ادبيه يخط بأنامله هذه الخاتمة اكراما وتقديرا لدوره في خدمة الثقافة العراقية والعربية .
والتمست منه فعل ذلك وهو الكاتب والشاعر العراقي الكبير الدكتور صباح الجميلي والذي استجاب سريعا وانجز الخاتمة مشكورا :ـ
خاتمة مباركة
لقد احضرت أوراقي وأقلامي محاولا ان أكتب شيئا ، وفي الفكر تتزاحم الأفكار وتتلاطم كموج هادر وكلما احاول البدأ بفكرة تبرز لي أخرى تتملك الفكر مني مع ما احاول ان اكتب فتضيع مني الفكرتين ، وهذا حالي منذ ان استلمت رسالة أخي العادل من على صفحات منتدى القلم للثقافة والفنون يعلمني برغبة أخي العزيز وليد اللهيبي بكتابة خاتمة لكتابه الجديد ..
وانا استعيد في الذاكرة يوم كنت غارقا في صفحات بعض من كتبي ثم تركتها جانبا لأتصفح رسائلي على البريد الألكتروني فوجدت رسالة من ابن أخي العزيز ستار يدعوني للمشاركة في منتدى للثقافة والأدب والشعر ويعلمني ان المنتدى قد اسس لي ركنا لذلك، وهكذا كانت البداية مع منتدى القلم للثقافة والفنون ذلك الصرح الثقافي الرصين وهكذا كان تعلقي به وحبي له وسعادتي به .... ثم جاءني اتصال هاتفي من الأستاذ وليد اللهيبي مدير عام المنتدى ، يرحب بي وبانتمائي للمنتدى ثم كانت زيارته الكريمة لي في بيتي المتواضع.. وجلسنا وتشاطرنا الحديث وتبادلنا الآراء والأفكار وامتلكني شعور لا استطيع شرحه ولا أعرف له تفسيرا ... ذلك اني شعرت وكأني أعرف هذا الإنسان من سنين عدة وليس ان لقائي به قبل دقائق ... لمست في حديثه صفاء الروح وصدق المشاعر ونقاء الأفكار وحبه المتناهي لوطنه وعروبته ... ولما غادرني مودعا كنت اتمنى ان لا ينهي زيارته هذه ...
ثم تكررت لقاءاتنا على صفحات المنتدى حتى اصبحنا مدمنين نحن الإثنين قراءة ما نكتب ... لا أدري أي سحر هذا ... ولكني عندما استفسرت عن سر هذه المشاعر الأخوية اخبرت انها تقارب الأرواح لصفائها وصدقها ...
هذا هو الإنسان والكاتب والشاعر والصحفي وليد اللهيبي عضو نقابة الصحفيين ومدير تحرير جريدة صدى الجماهير التي تصدر في بغداد ... والذي تتمثل كتاباته بالعذوبة والعفوية والجمال وبالأحاسيس المرهفة الصادقة والتي تدخل القلب بلا استئذان وان بدأت تقرأ له شيء من نتاجاته لا يمكنك تركها حتى تتمها .. وترى نفسك تعيش تلك الحالة التي يصفها من خلال السطور والكلمات التي يسطرها يراعه المبدع ...
ومن مؤلفاته :ـ
1ـ كتاب ازاهير الكلام / مقالات نشرت في الصحف العراقية
2ـ روايتان الاولى عاشق لخط النار والثانية شبح الموت
3ـ قصص قصيرة: الاولى قصص من الزمن الصعب تتضمن ثلاثة مجاميع والثانية الاخطبوط تتضمن ثلاثة مجاميع وقد نشرت في الصحف العراقية
4ـ اشعار وخواطر : الاولى خواطر غراميات من سجل عاشق والثانية خواطر اوراق الشمس
نشر غالبيتها في الصحف العراقية
5ـ ومن مؤلفاته التي في طريقها للنشر او نشر جزء منها في الصحف هي :ـ
كتاب رياحين الكلمات وخواطرمن ذكرى الحرب والحب وقصص قصيرة / ملائكة الرحمة
6ـ ومن مؤلفاته التي قيد الكتابة رواية الهمس الجميل وكتابه المنجز سويعات من ليل الغربة .
ولما علمت ان الواجب يناديه للعمل خارج العراق شعرت بغصة لفراقه وكأني كنت القاه يوميا وليس مشاطرتنا صفحات المنتدى فقط ...
استعرض وليد اللهيبي في كتابه بعض كتابات المبتدئين وبعض كتابات المبدعين فمثلا في مجال الم الغربة اخذ مثالا للشعراء المبتدئين وكذلك عززها بقصائد المبدعين من امثال الشاعر الكبير كاظم اسماعيل كاطع والشاعر محمد رحيمة الطائي مع نماذج من روائعهم .
كما استعرض في كتابه مقالات عن النخلة العراقية كنخلة ورمز مشيرا من خلالها الى كتابات المبتدئين وكتابات المبدعين فوضع نصا لكاتب حديث عهد يتحدث عن النخلة مثل يحيى الرحال .
وعزز الموضوع بمقاطع المبدعين من امثال المرحوم همام الالوسي والدكتورة مي احمد والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري والتي تتحدث نصوصهم عن النخلة كشجرة ورمز .
وكأن وليد اللهيبي يريد ان يقول لنا ان الالم العراقي عند المبتدئين وعند المبدعين هو الم واحد وكذلك يريد ان يقول ان عشق النخلة العراقية عند العراقيين المبتدئين وعند المبدعين هو عشق واحد فهي رمزا لهذا العشق .
ان عشق وليد اللهيبي لوطنه وعروبته جعلته يحس بغربة مريرة عند التحاقه بعمله خارج العراق ... وقد اخذت كتاباته تنهج الشجن والحنين ... ومثله مثل أي كاتب مفعم بحب الوطن وحنينه لأهله ، أخذ يسطر تلك المشاعر وذلك العشق على صفحات كتاب شرع في كتابته بعنوان ( سويعات من ليل الغربة) ...
لقد تحدث وليد في كتابه الجديد عن ألم الغربة واشدها غربة النفس واستعرض ما مر على العراق الحبيب وما قاسى هذا الوطن الجريح منذ أواخر العهد الملكي وحتى يومنا هذا ... وترى في كتابه حبه وعشقه للوطن العربي الذي مزقه من تولى حكمه وأطماع السياسات الأجنبية وغدر الأشقاء ونكرانهم لفضل العراق عليهم ... وأطماع دول الجوار ... ولم يشهد التأريخ تآمرا أشد وأقسى مما جرى على العراق ... فأفرغ همومه في كتابه ومرارة الغربة من خلال شخصية كتابه ( وميض) وصراعاته النفسية وحزنه لما يراه من فوضى في المفاهيم والتصرفات لأناس يدعون عراقيتهم وعروبتهم واسلامهم وهم عن كل هذا كبعد السماء عن الأرض ...
وميض لا أقول يدين والديه بل يلومهم لما حصل لفلسطين ولماذا لم يعملوا على تحريرها ... ولكن ما بيد من لا يملك قوة التغيير أن يفعل .. وما بيدنا نحن ان اصبحت فلسطين مزادا بين حكام العرب والمتسلطين على رقاب شعبنا العربي ؟؟؟ ولنسأل وميض ما الذي عمله وما الذي استطاع ان يعمله لمصاب العراق ... أليس العراق الآن فلسطين ثانية .... إن مشكلة شعبنا العربي هو الجهل والركض خلف الدعايات وبدع المفسدين وتجار الدين ممن لا يزالون يجدون من يستمع لهم والبعض مع الأسف من حملة الشهادات وممن يدعون الثقافة ...
إن ما صرخ به وميض ما هي إلا صرخة بوجه الظلم وصرخة تفتش عن حل وبديل ومخرج ... وإني على ثقة أن الفرج قريب فلا ظلم يدوم ولا خطأ يستمر ... وأقول لوميض إن عمر الشعوب والأمم لا يقاس بأشهر أو سنين بل بعقود ان تولى المخلصون أمثاله توعية الشعب وتحريره أولا من جهله وعبوديته لمفاهيم الدين الخاطئة وبدع تجار الدين المسمومة ....
نعم ان ما نعيشه غربة نتنفس مرارتها كل لحظة من لحظات العمر ... وأنا ذقت هذه المرارة عندما كنت أسافر بعيدا عن العراق بمهمة وواجب فأرى الجمال والنظام ولكن في الذاكرة العراق وطيبه اهله .... إنها غربة نعم ولكن تزول مرارتها بمجرد ان تطأ قدماي ارض العراق ... ولكن ما هي الغربة الأشد والأقسى والتي تكاد ان تخنقنا ؟؟؟ انها الغربة التي تعيشها وانت في بلدك بين اهلك حيث ترى الأزقة ليست كما عهدتها من جمال وصفاء ..والهواء النقي غير المسمم بأفكار مستوردة والتي أبعدتنا عن المروءة وعن الرحمة وعن التواصل بين كافة شرائح العراقيين .... والناس غير الناس الذين عرفناهم بالطيبة والحلم والكرامة والغيرة ... إنها الأخلاق والصفات العربية الأصيلة التي أضاعها الكثير من شبابنا هذه الأيام ... أضاعها في خضم الماديات التي سرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم ... فأصبح الغش والكذب والخداع هو اسلوب الحياة المعتمد ... اليست هذه الغربة هي الأقسى والأكثر مرارة من غربة البعد عن الوطن ...
أين هذه من تلك الأيام التي نذكر منها إذ نستعيد ذكراها ... يوم يرى جار جاره ساهما حائرا فيستعلم عن سبب حالته هذه من المقربين حوله دون ان يشعره بذلك ويعلم أن جاره في ضائقة مالية وقد ضاقت به الدنيا ولا يجد مخرجا ...
فيذهب إليه حاملا كيسا من النقود ويقول يا أبا فلان انت تعلم انا في سفر لعمل وعندي هذا المبلغ اخاف أن أضيعه أو أفقده فهل تتكرم علي وتحسن علي بأن تحفظه أمانة عندك لحين عودتي واحتياجي له ، وبالمناسبة يا جاري العزيز انا لست بحاجة ماسة له يمكنك أن تتصرف به كما تشاء ..... هكذا كان التواصل دون جرح لكرامة جاره بل وضعه بمكان المحسن والمتفضل إذ حفظ له ماله ..... ومن هذه القصص والحوادث الحقيقية الكثير الكثير ... كنا في تلك الأيام لا نشعر بغربة أبدا بل كان العراقيون كلهم يعيشون عائلة واحدة بمختلف الأديان والمذاهب وبمختلف القوميات والأصول ... إنها أيام العز والخير والتي ستعود حتما ما دام بيننا شبابا أمثال وميض ....
أستاذي الفاضل وليد اللهيبي هذا بعض مما خطه قلمي من بين خضم الأفكار والمشاعر ... واستميحك عذرا اذ لم استطع أن أوفيك حقك ...
الدكتور صباح الجميلي .
ـ 27 ـ
يوم حزن والم جديد
يبدو ان آلام وميض لم يكتب لها ان تنتهي ، فبعد آلم الاحتلال وجراحه ودموعه وانهر الدم التي جرت في العراق وما خلفته من اوضاع طارئة سميت حينها بالحواسم لمجموعة من السراق وقطاع الطرق والموغلين في الجريمة من خريجي السجون التي اطلقت لها العنان قوات الاحتلال ، واخرين غيرهم بعد هذا الالم والحزن عند احتلال العراق والذي ادمى قلب وميض وجعله يعيش حالة من الحزن القاسي والانطواء
رغم هذه الحالة الصعبة التي قصمت اضهر العراقيين ونالت من كرامتهم حاول وميض ان يعيد لنفسه توازنها وان يبصر طريق الحق واخذ على عاتقه ان ينهض بمعنويات اصدقائه واسرته واقربائه ، عمل جاهدا في سبيل ذلك ونجح في مسعاه واحاط الجميع بين ذراعيه بكل كبرياء حتى كأنه نخلة عراقية بشموخه وكان حين يسير في سوق محلته فيشكوا له احد اصدقائه حاله وما يسمع من تعليقات من بعض المغرضين في السوق وقف منتصب القامة كالنخلة مرفوع الرأس يلامس الافق انفه بكل كبرياء وبصوته الجهوري المعروف قال لصاحبه وهو يبتغي ان يسمع الجميع فأنصتوا له حين سمعوا قال لصاحبه قل لهم وبحزم الرجال وبلا تردد كنا كنا بقبضة ايدينا نلوي جميع الشوارب ولم يستطع احدا لويها ويكفينا فخرا نحن العراقيون ان تجيش اميركا معها ثمانية وعشرين دولة بجيوشها كي تلوي ذراعنا ذراع العراق .
سمعه الجميع ولم يعلق احدا او ان يستجرء الرد عليه لانهم يعرفون من هو وما خلفه من الرجال من ابناء عمومته ، اما صديقه الذي شكى له حاله فلم يعد احدا يضايقه في السوق او ان يسمعه ما يعكر مزاجه .
ويأتي عام 2005 محملا بكل الشر والحقد والرذيلة ، وما ان استلم مجلس الوزراء احد الشخصيات التي جاءت مع الاحتلال حتى بدأت عمليات ارهاب الدولة تأخذ مسارا رهيبا في الشارع العراقي ضد مكون اخر رفض الاحتلال وما اعقبه وذلك عن طريق استخدام سيارات مغاوير الداخلية والمعروف ولائها انذاك ولأية جهة تنتمي ، تقوم هذه القوة المفرطة بالغدر والمتفننة بطرق التعذيب وباعداد كبيرة من السيارات بمداهمة مناطق هذا المكون ليلا وفي فترة منع التجول فتقتاد الرجال الرجال وتنكل بهم شر تنكيل وتلقي بهم في قارعة الطريق بعد يومين بمجزرة يندى لها جبين الانسانية .
داهمت هذه القوة منطقة سكن عائلة وميض بتاريخ 10/7/2005 وطوقت دارهم بسبعة سيارات من سيارت مغاوير الداخلية المونيكا واقتادوا شقيقه الاكبر فجرا بعد ان حطموا وكسروا وارهبوا العائلة بأساليبهم البوليسية الهمجية البعيدة عن كل قيم الدين الاسلامي الحنيف وبعيدة كل البعد عن الاخلاق العربية والبعيدة عن القيم الانسانية والبعيدة كل البعد عن حقوق الانسان التي يتحدثون عنها زيفا وكذبا .
وفي الصباح تبدأ رحلة البحث عنه واذا في نفس الليلة يأخذون ثلاثة عشر بريئا من رجال المنطقة ، ويستمر البحث عبر التوسط عند كبار رؤساء العشائر والبحث في وزارة الداخلية عن اخيه وقد اتصلوا بدورهم بشخصيات معروفة بمواقع مسؤلياتها في الدولة فيأتيهم الجواب بلاغ من طفل وسيخرج بعد يومين فماذا حصل للرجال ؟ .
لقد صدق المجرمون ما قالوا فبعد يومين نجد الرجال في الطب العدلي شهداء معذبون بأشد وسائل التعذيب وحشية لم يألفها العراقي الا في زمن هولاكو واليوم في زمن من يدعون التغير .
بعد ان نقلتهم سيارات الشرطة من المكان الذي القيت جثثهم فيه في منطقة الحبيبية واليكم هذه الوثيقة والمنقولة من النت .
كان ضمن الشهداء اخ وميض الكبير وقد تم تشيعهم بما يليق بالفرسان الابطال والشهداء الرجال الرجال .
يوم حزن اخر اضيف الى احزان وميض وقد تحمل مسؤلية السيطرة على اخوته وابناء عمومته فوقف صامدا امامهم يوحي لهم بالصبر وعدم البكاء وتقدم موكب التشيع وهو يندد بالقتلة المأجورين من خارج الحدود وكان صوته الجهوري لا يعلوا فوقه صوت ، تشيع مهيب لكوكبة الشهداء وامام انظار قوات الشرطة والحرس الوطني مصحوبا بسقوط حكومة الاحتلال وزعمائها دون خوف .
وقد استل وميض قلمه وكتب مخلدا ذكرى استشهاد الرجال ولنقرأ معا ما كتب
أكتـــــــب
جميعا ) ( اليهم
اكتب وماذا اكتب
وهل يستطيع ألكتابه
من فقد أخيه واعز أحبابه
وأمام ناظريه قاتله وصلابه
أأكتب بلغة الحزن
أم بلغة الدم
أم بلغة الرصاص يهطل كالمُزن
يسقي اليتامى كأس علقم
اكتب وعن أي شيء اكتب
وهل سيغفر لي الرب
أن لم اكتب قصة شعب
قاتل المستعمر في كل صوب
اكتب وماذا اكتب
وهل يحق لي ألكتابه
قوافل قدم شعبي من الشهداء
مجاهدون دكوا مواقع الأعداء
زغردة بأعلى صوتها النساء
انتم للعراق أمل ورجاء
أ بعد هذا أستطيع ألكتابه
وهل يحق لي ألكتابه
لست ادري 000
غير أن لغتي حروف من نار
تبحث عن قاتل أخي تطلب الثأر
في مجزرة السبع أبكار
تبحث عن قاتل الوطن تطلب الاستقرار
تنادي غادر ارضي أيها الاستعمار
لغتي حروفها من نار
استمدت قوتها من الله الجبار
اكتب وسأبقى اكتب
لغتي يفهمها الثوار
لغتي مصباح الدار
لغتي دم يجري كالأنهار
لتحرير العراق من الكفار
ومن سطوة الظلم والاستعمار
لغتي ستسحق من يحكم بلغة النار
ليس مجهول دم شهدائنا الأبرار
يعرفه كل الأحرار
قناديل دمهم يضئ درب الثوار 2005
ثم اعقبها بواحدة اخرى خص بها بطل من الابطال لطالما عرف بحلمه وصبره ومواقفه العشائرية ، واليكم نصها لنعرف حجم الالم
فقدنـــاك
فقدناك يا أبا محمد
كنت ولازلت مشعلا موقد
اغتالوك غيلة وغدر
وهذه شيمة من ينتمون لبدر
اغتالوك لتلاقي ربك المجيد
عش في قبرك قرير العين سعيد
أنا على دربك ليس ببعيد
أتمناه كل يوم لألقاك أيها الشهيد
لن يذهب دمك سدا أيها الفقيد
أخوة لك اقسموا وهم السند السنيد
كل قطرة من دمك عنه لا نحيد
هذا مطلبنا وستشهد الأيام المزيد
سلكت درب الشهداء وقبلك أخ لنا فريد
متى أكون ثالثكم لنلتقي من جديد
أنا على دربكم والله لن أحيد
هل سيكون بيننا لقاء يا خالد
أيها العزيز الصابر المجالد
هل 000 وهل من لقاء
خذني أليكم فكلي رجاء
أن أراكم في دنيا الفناء
دنيا الصديقين والأبرار والشهداء
2005
اليس هذا يوم حزن اخر في حياة وميض ، وهل لاحزانه من نهاية حزن يوم فقد العراق وحزن يوم فقد اخيه ومازال الحزن والالم شريكاه وهو يتذكر كل ذلك في منفاه .
ـ 28 ـ
ومن احزانه الى احزان كل العراقيين حيث ان بسبب الحروب التي خاضها العراق دفاعا عن سيادته وارضه وحماية للبوابة الشرقية للوطن العربي وما اعقبها من تأمر كبير لخونة الامة العربية ممن رضعوا حليب الخسة وارتضوا الانبطاح امام الجبروت والطغيان الامريكي ومن تحالف معه من دول استعمارية وصهيونية وكذلك ماخلفه الاحتلال عام 2003 للعراق من ميليشيات ارهابية قتلت واغتالت اعداد كبيرة من المواطنين بروح ثأرية او بحقد دفين وما احدثته السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة والقصف العشوائي من خسائر بشرية في الارواح وبسبب هذه الحروب الكثيرة والطويلة وما اعقبها والتي خلفت مئات الالوف من الارامل بل تجاوز الرقم المليون ، يتذكر وميض وهو في منفاه قصيدة للشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي يصف فيها الارملة المرضعة وكأنه في قصيدته تلك يحاكي ارامل اليوم واليكم قصيدته :ـ
الأرملة المرضعة - لمعروف الرصافي
لَقِيتُها لَيْتَنِـي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَـا
تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَـا
أَثْوَابُـهَا رَثَّـةٌ والرِّجْلُ حَافِيَـةٌ
وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَـا
بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا
وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَـا
مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا
فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَـا
المَوْتُ أَفْجَعَهَـا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا
وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَـا
فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَـا
وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَـا
كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَـا
فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَـا
وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا
حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَـا
تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَـا
كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَـتْ زُبَانَاهَـا
حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً
كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا
تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا
حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَـا
قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْـدَامٍ مُمَزَّقَـةٍ
في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَـا
مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا
تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَـا
تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ
هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَـا
مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا
إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَـا
يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ
كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَـا
مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ
وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَـا
يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَـا
تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَـا
وَيْلُمِّهَا طِفْلَـةً بَاتَـتْ مُرَوَّعَـةً
وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَـا
تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَـا
وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَـا
قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَـا
وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَـا
وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَهـا
بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَـاً مِنْهُمَا آهَـا
كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَـدَةً
وَمَـوْتُ وَالِدِهَـا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَـا
* * * *
هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُـهُ
مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَـا
حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَـا وَهْيَ مَاشِيَـةٌ
وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَـا
وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ
أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَـا
سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا
في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَـا
هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا
مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِـهِ اللهَ
ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي
دَرَاهِمَاً كُنْـتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَـا
وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي
بِأَخْذِهَـا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَـا
فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَـاءَ رَاجِفَـةً
تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَـا
وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَـا
كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَـا
وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَـةٌ
وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَـا
لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي
مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَـا
أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ
لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَـا
* * * *
هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا
وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَـا
أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَـةٌ
وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاه
ويبدأ يرددها بحرقة كبيرة وآلم واضح وعذاب ما بعده عذاب كيف لا وهو فقد اخيه وقبل فقدانه لاخيه فقد العراق ، ودموعه تنهمر كزخات يوم ممطر عسى دموعه تغسل له عذابات روحه وتطهره مما علق بها
ـ 29 ـ
ثورات الفيس بوك
بعد احتلال العراق من أميركا وحلفائها عام 2003 م .
تشير إحصائيات دول الاحتلال إلى الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعدات وقد كلف ذلك ميزانية أميركا مبالغ طائلة وبحجج التغير والقضاء على الأنظمة الدكتاتورية في الوطن العربي ، ولغرض تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد ورسم خارطة جديدة للعالم تخدم المخططات الأمريكية والصهيونية والمتعاونين معهما لابد من إيجاد بدائل غير الحروب المباشرة للأنظمة فانتشرت ظاهرة ثورات الفيس بوك في الوطن العربي وما خلفها يعلمه العقلاء من القوم وهذا رأي شخصي .
المهم لم يدع وميض هذا الموضوع فكتب فيه تحت عنوان الغضب العربي واليكم نص ما كتب
الغضب العربي
25/2/2011
من ينظر إلى خارطة الوطن العربي السياسية بنظرة سريعة غير متقنة في الرؤيا ولم يحيط بها بفكر ثاقب ناقد مبني على أساس التطور في الأحداث وخلفياته ستأخذه موجة العاطفة سريعا فتراه يؤيد ثورات الشعب العربي الأخيرة دون أن يحسب لها حساب ويدقق في نتائجها ومسبباتها وما ستؤول أليها هذه الثورات
والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الصحوة عربية فعلا أم بدافع خارجي مدفوعة التوجه والتوجيه ؟ .
وهل هذه الصحوة ستبقى عربية أم ستجير نتائجها لصالح الكيان الصهيوني وحلفائه من استعماريين ودول اسلامية متطرفة
أسئلة اترك الإجابة عليها إلى العقول المتفتحة النيرة والى حقائق الزمن فهو كفيل بالإجابة وجدير بالإقناع 0
ومع ذلك لا يسعني ألا أن أقول
انتبهوا يا حكام العرب
واسمعوا قصص الشعب
يا من تربعتم على الكراسي بلا تعب
هذا شعبنا قد غضب
من تونس انطلقت شرارة اللهب
وزينها المخذول قد هرب
وشعبنا العربي في مصر قد استجاب
وللتغير سعى جاهدا وله طلب
وحسنيه الخفيف قد اضطرب
تنحى عن كرسيه بلا رجعة ذهب
وليبيا ماج شارعها وانتفض الشعب
يطالب قذافيها بالرحيل سخطا وعتب
واليمن السعيد قد استعد وغضب
يطالب عليها بالرحيل المسبب
والبحرين ثار شعبها يطلب حقا وجب
يطالبون بالتغير وهذا لهم مطلب
فاهتزت عروش ملوكهم وكل ذنب
انتبهوا يا حكام العرب
عراقنا ثار وشارعه اضطرب
وماجة صدور الرجال ومسئولينا في منتحب
في الجمعة المباركة جمعة الغضب
يطالبون بالحق المستلب
ينشدون التغير فانظروا المنقلب
جموع العراقيين ثارت وهذا هو الشعب
قد قرر وقراره من الجميع مستجاب
ثورة عارمة شيوخ رجال وشباب
عجائز ونساء وأطفال تنتدب
اخرجوا السراق المفسدين ويا للعجب
تلتصقون بالكراسي والشعب يحلب
احذروا واشهدوا كيف سيكون المنقلب
إلى جحوركم التي جئتم منها منقلبكم إلى الأبد
يرفضكم الشعب بلا خجلا ولا تعصب
فاحذروا يا ثوار العرب
يا من فرجتم عنا الكرب
أن تجير دمائكم شرقا وغرب
ويحصدون ثمارها بلا تعب
ـ 30 ـ
ما الذي أورثناه لأولادنا وأحفادنا
في الفقرة 12 من هذا الكتاب وتحت عنوان هذا ما ورثناه منكم ، أدنت موقف الآباء والأجداد وعدم سعيهم الجاد لتحرير فلسطين فتركوها ارث لنا نعاني ونتألم ونتعذب كل يوم بسبب ذلك الضعف .
واليوم وبعد مرور سنين عديدة حملنا خلالها هذه الإرث المتعب المضني الذي أشقانا وقدمنا له الدماء دون أن نحرر فلسطين .
لقد أعبنا على الإباء ما تركوه لنا واعتبرناه تخاذلا وضعفا ووصمة عار على عصرهم .
لأنه لن ولم يقدروا على فعل شيء من اجل تحرير الأرض العربية ، وبعد هذه السنين الطوال يدور التأريخ وتدور عجلة الزمان بدورتها وتسلب ارض جديدة وفي عصرنا نحن الذين أعبنا عصر أبائنا تسلب ارض جديدة واية ارض ، العراق يحتل من اقصاه الى اقصاه وتنهب ثرواته ويمحى تأريخه وتسرق حضارته واثاره وتستباح حرماته وتندس اماكن العبادة فيه وتسيل الدماء فيه كنهريه ، قتل ، انفجارات ، سرقة ، اختطاف ، ذبح مستمر دون سبب ، طمس للهوية ، تقطيع للوطن ، والقائمة طويلة .
ودول الجوار تفعل ما تشاء بالعراق وحقوقه وهي بالامس القريب كانت تحسب له الف حساب .
نخيل العراق انحنت ولاول مرة خجلا امام ما يحدث فيه وقاماتنا ما زالت منتصبة كأنها لا تعي ما يحدث ، صور تتكرر امام ناظري وميض ما سيقول وهل بقي مجالا للقول ، ما سيقول لهم ( ابائه واجداده واعمامه ) الم يكن معاتبا عليهم ما تركوه لنا من ارث ، وهل يستطيع الكلام من في زمنه ضاع وطنه واحتل واصبحنا نحمل ارثين ثقيلين لا نقوى على حملهما .
بكى وميض بحرقة والام الغربة تنخر جسده وتأكل ما تبقى من عزيمته وهل بقية عند الرجال عزيمة ام كانوا كالنساء في بكاء ونحيب لا ينفع ؟.
اسلئة نزلت كالصاعقة عليه وبدلا من ان تضعفه وتكسر جبروته الى الابد ، انتفض ، واستقام بقامته كالنخلة العراقية ووقف طوداً شامخ وهو يقول لن ننكسرا ابدا ولن نهزم وطريقنا المقاوم كفيل بطرد الاحتلال .
سوف لن نرث أولادنا ما ورثناه من أبائنا من ضعف وفقدان ارض ، سنعمل من اجل تحرير العراق وطرد الغزاة وسنبني دولة هي نموذجا لدول الجوار والمنطقة فهل سيتحقق حلم وميض ويتوقف نزف الدموع ونعود من المنافي أحرار في وطن الأحرار ؟ .
وهل سوف لا نرث أبنائنا ما ورثناه من آبائنا ؟ .
يبقى السؤال قائما والزمن كفيل بالاجابة عليه والى ذلك اليوم سنحتكم ونرى الغلبة لمن .
الخاتمـــــــة
سأخالف القاعدة مرة اخرى ولن اكتب خاتمة الكتاب من بنات افكاري بل سأدعوا شخصية ادبيه يخط بأنامله هذه الخاتمة اكراما وتقديرا لدوره في خدمة الثقافة العراقية والعربية .
والتمست منه فعل ذلك وهو الكاتب والشاعر العراقي الكبير الدكتور صباح الجميلي والذي استجاب سريعا وانجز الخاتمة مشكورا :ـ
خاتمة مباركة
لقد احضرت أوراقي وأقلامي محاولا ان أكتب شيئا ، وفي الفكر تتزاحم الأفكار وتتلاطم كموج هادر وكلما احاول البدأ بفكرة تبرز لي أخرى تتملك الفكر مني مع ما احاول ان اكتب فتضيع مني الفكرتين ، وهذا حالي منذ ان استلمت رسالة أخي العادل من على صفحات منتدى القلم للثقافة والفنون يعلمني برغبة أخي العزيز وليد اللهيبي بكتابة خاتمة لكتابه الجديد ..
وانا استعيد في الذاكرة يوم كنت غارقا في صفحات بعض من كتبي ثم تركتها جانبا لأتصفح رسائلي على البريد الألكتروني فوجدت رسالة من ابن أخي العزيز ستار يدعوني للمشاركة في منتدى للثقافة والأدب والشعر ويعلمني ان المنتدى قد اسس لي ركنا لذلك، وهكذا كانت البداية مع منتدى القلم للثقافة والفنون ذلك الصرح الثقافي الرصين وهكذا كان تعلقي به وحبي له وسعادتي به .... ثم جاءني اتصال هاتفي من الأستاذ وليد اللهيبي مدير عام المنتدى ، يرحب بي وبانتمائي للمنتدى ثم كانت زيارته الكريمة لي في بيتي المتواضع.. وجلسنا وتشاطرنا الحديث وتبادلنا الآراء والأفكار وامتلكني شعور لا استطيع شرحه ولا أعرف له تفسيرا ... ذلك اني شعرت وكأني أعرف هذا الإنسان من سنين عدة وليس ان لقائي به قبل دقائق ... لمست في حديثه صفاء الروح وصدق المشاعر ونقاء الأفكار وحبه المتناهي لوطنه وعروبته ... ولما غادرني مودعا كنت اتمنى ان لا ينهي زيارته هذه ...
ثم تكررت لقاءاتنا على صفحات المنتدى حتى اصبحنا مدمنين نحن الإثنين قراءة ما نكتب ... لا أدري أي سحر هذا ... ولكني عندما استفسرت عن سر هذه المشاعر الأخوية اخبرت انها تقارب الأرواح لصفائها وصدقها ...
هذا هو الإنسان والكاتب والشاعر والصحفي وليد اللهيبي عضو نقابة الصحفيين ومدير تحرير جريدة صدى الجماهير التي تصدر في بغداد ... والذي تتمثل كتاباته بالعذوبة والعفوية والجمال وبالأحاسيس المرهفة الصادقة والتي تدخل القلب بلا استئذان وان بدأت تقرأ له شيء من نتاجاته لا يمكنك تركها حتى تتمها .. وترى نفسك تعيش تلك الحالة التي يصفها من خلال السطور والكلمات التي يسطرها يراعه المبدع ...
ومن مؤلفاته :ـ
1ـ كتاب ازاهير الكلام / مقالات نشرت في الصحف العراقية
2ـ روايتان الاولى عاشق لخط النار والثانية شبح الموت
3ـ قصص قصيرة: الاولى قصص من الزمن الصعب تتضمن ثلاثة مجاميع والثانية الاخطبوط تتضمن ثلاثة مجاميع وقد نشرت في الصحف العراقية
4ـ اشعار وخواطر : الاولى خواطر غراميات من سجل عاشق والثانية خواطر اوراق الشمس
نشر غالبيتها في الصحف العراقية
5ـ ومن مؤلفاته التي في طريقها للنشر او نشر جزء منها في الصحف هي :ـ
كتاب رياحين الكلمات وخواطرمن ذكرى الحرب والحب وقصص قصيرة / ملائكة الرحمة
6ـ ومن مؤلفاته التي قيد الكتابة رواية الهمس الجميل وكتابه المنجز سويعات من ليل الغربة .
ولما علمت ان الواجب يناديه للعمل خارج العراق شعرت بغصة لفراقه وكأني كنت القاه يوميا وليس مشاطرتنا صفحات المنتدى فقط ...
استعرض وليد اللهيبي في كتابه بعض كتابات المبتدئين وبعض كتابات المبدعين فمثلا في مجال الم الغربة اخذ مثالا للشعراء المبتدئين وكذلك عززها بقصائد المبدعين من امثال الشاعر الكبير كاظم اسماعيل كاطع والشاعر محمد رحيمة الطائي مع نماذج من روائعهم .
كما استعرض في كتابه مقالات عن النخلة العراقية كنخلة ورمز مشيرا من خلالها الى كتابات المبتدئين وكتابات المبدعين فوضع نصا لكاتب حديث عهد يتحدث عن النخلة مثل يحيى الرحال .
وعزز الموضوع بمقاطع المبدعين من امثال المرحوم همام الالوسي والدكتورة مي احمد والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري والتي تتحدث نصوصهم عن النخلة كشجرة ورمز .
وكأن وليد اللهيبي يريد ان يقول لنا ان الالم العراقي عند المبتدئين وعند المبدعين هو الم واحد وكذلك يريد ان يقول ان عشق النخلة العراقية عند العراقيين المبتدئين وعند المبدعين هو عشق واحد فهي رمزا لهذا العشق .
ان عشق وليد اللهيبي لوطنه وعروبته جعلته يحس بغربة مريرة عند التحاقه بعمله خارج العراق ... وقد اخذت كتاباته تنهج الشجن والحنين ... ومثله مثل أي كاتب مفعم بحب الوطن وحنينه لأهله ، أخذ يسطر تلك المشاعر وذلك العشق على صفحات كتاب شرع في كتابته بعنوان ( سويعات من ليل الغربة) ...
لقد تحدث وليد في كتابه الجديد عن ألم الغربة واشدها غربة النفس واستعرض ما مر على العراق الحبيب وما قاسى هذا الوطن الجريح منذ أواخر العهد الملكي وحتى يومنا هذا ... وترى في كتابه حبه وعشقه للوطن العربي الذي مزقه من تولى حكمه وأطماع السياسات الأجنبية وغدر الأشقاء ونكرانهم لفضل العراق عليهم ... وأطماع دول الجوار ... ولم يشهد التأريخ تآمرا أشد وأقسى مما جرى على العراق ... فأفرغ همومه في كتابه ومرارة الغربة من خلال شخصية كتابه ( وميض) وصراعاته النفسية وحزنه لما يراه من فوضى في المفاهيم والتصرفات لأناس يدعون عراقيتهم وعروبتهم واسلامهم وهم عن كل هذا كبعد السماء عن الأرض ...
وميض لا أقول يدين والديه بل يلومهم لما حصل لفلسطين ولماذا لم يعملوا على تحريرها ... ولكن ما بيد من لا يملك قوة التغيير أن يفعل .. وما بيدنا نحن ان اصبحت فلسطين مزادا بين حكام العرب والمتسلطين على رقاب شعبنا العربي ؟؟؟ ولنسأل وميض ما الذي عمله وما الذي استطاع ان يعمله لمصاب العراق ... أليس العراق الآن فلسطين ثانية .... إن مشكلة شعبنا العربي هو الجهل والركض خلف الدعايات وبدع المفسدين وتجار الدين ممن لا يزالون يجدون من يستمع لهم والبعض مع الأسف من حملة الشهادات وممن يدعون الثقافة ...
إن ما صرخ به وميض ما هي إلا صرخة بوجه الظلم وصرخة تفتش عن حل وبديل ومخرج ... وإني على ثقة أن الفرج قريب فلا ظلم يدوم ولا خطأ يستمر ... وأقول لوميض إن عمر الشعوب والأمم لا يقاس بأشهر أو سنين بل بعقود ان تولى المخلصون أمثاله توعية الشعب وتحريره أولا من جهله وعبوديته لمفاهيم الدين الخاطئة وبدع تجار الدين المسمومة ....
نعم ان ما نعيشه غربة نتنفس مرارتها كل لحظة من لحظات العمر ... وأنا ذقت هذه المرارة عندما كنت أسافر بعيدا عن العراق بمهمة وواجب فأرى الجمال والنظام ولكن في الذاكرة العراق وطيبه اهله .... إنها غربة نعم ولكن تزول مرارتها بمجرد ان تطأ قدماي ارض العراق ... ولكن ما هي الغربة الأشد والأقسى والتي تكاد ان تخنقنا ؟؟؟ انها الغربة التي تعيشها وانت في بلدك بين اهلك حيث ترى الأزقة ليست كما عهدتها من جمال وصفاء ..والهواء النقي غير المسمم بأفكار مستوردة والتي أبعدتنا عن المروءة وعن الرحمة وعن التواصل بين كافة شرائح العراقيين .... والناس غير الناس الذين عرفناهم بالطيبة والحلم والكرامة والغيرة ... إنها الأخلاق والصفات العربية الأصيلة التي أضاعها الكثير من شبابنا هذه الأيام ... أضاعها في خضم الماديات التي سرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم ... فأصبح الغش والكذب والخداع هو اسلوب الحياة المعتمد ... اليست هذه الغربة هي الأقسى والأكثر مرارة من غربة البعد عن الوطن ...
أين هذه من تلك الأيام التي نذكر منها إذ نستعيد ذكراها ... يوم يرى جار جاره ساهما حائرا فيستعلم عن سبب حالته هذه من المقربين حوله دون ان يشعره بذلك ويعلم أن جاره في ضائقة مالية وقد ضاقت به الدنيا ولا يجد مخرجا ...
فيذهب إليه حاملا كيسا من النقود ويقول يا أبا فلان انت تعلم انا في سفر لعمل وعندي هذا المبلغ اخاف أن أضيعه أو أفقده فهل تتكرم علي وتحسن علي بأن تحفظه أمانة عندك لحين عودتي واحتياجي له ، وبالمناسبة يا جاري العزيز انا لست بحاجة ماسة له يمكنك أن تتصرف به كما تشاء ..... هكذا كان التواصل دون جرح لكرامة جاره بل وضعه بمكان المحسن والمتفضل إذ حفظ له ماله ..... ومن هذه القصص والحوادث الحقيقية الكثير الكثير ... كنا في تلك الأيام لا نشعر بغربة أبدا بل كان العراقيون كلهم يعيشون عائلة واحدة بمختلف الأديان والمذاهب وبمختلف القوميات والأصول ... إنها أيام العز والخير والتي ستعود حتما ما دام بيننا شبابا أمثال وميض ....
أستاذي الفاضل وليد اللهيبي هذا بعض مما خطه قلمي من بين خضم الأفكار والمشاعر ... واستميحك عذرا اذ لم استطع أن أوفيك حقك ...
الدكتور صباح الجميلي .