[img][/img]
ـ 21 ـ
أنا العراقي
موضوع أعجبني كثيراً وجدته عنوانا لمقطوعة جميلة .
منشورة في منتدى القلم للثقافة والفنون لكاتبها يحيى الرحال ، والرحال هذا شاب وسيم وذو إمكانيات محدودة ومبتدأ في مجال الكتابة وهو يحظى بدعم من كادر المنتدى على أمل أن يطور تقنياته الكتابية ويشرف عليه الدكتور صباح ألجميلي وهو شاعر وكاتب عراقي معروف .
أنا العراقي تحكي قصة رجل يعيش الغربة وهو في العراق فما أصعب غربته ، ويوصي بأن يدفن بأرض العراق وهو فيها يعيش عجبا لسيف الغربة المسلط على الرقاب داخلا وخارجا ماذا يصنع بنا من أذى .
والرمز المستخدم هنا هو النخلة العراقية ، يا للعجب ، كبير الكتاب والمبدعين يشير إلى النخلة والمبتدأ بالكتابة يشير إليها وما بينهما الكثير يشير إليها أليس هذا سر توحد العراقيين ورمزهم الذي لا ينسوه أبدا .
أذا ذكرت النخلة ذكر العراق وهي شامخة شموخ العراقيين تنحي للحدث الجلل ، نعم ، لكنها لا تسقط أبدا وتبقى مرفوعة الهام وتموت وهي منتصبة القامة دلالة عظمتها وقدرتها على التحدي والعظمة لله وحده ، واليك عزيزي القارئ نص ما كتب يحيى الرحال
أنا العراقي
بقلم يحيى الرحال
لا توجهوا أسألتكم يا من تنظروني
وعن عرقي وعن هويتي لا تسألوني
سترون العراق يرسم ملامحي وبغداد
جالسة في عيوني
أنا الحضارة وأنا الأبجدية فيا سائليني
لا تجهلوني
أنا العراقي وأنا الأسد وفي قصص
الأسود يكتبوني
أنا بلاد الأولياء والأنبياء فلهذا كل
يوم يقتلوني
في كل نخلة عراقية ذكرى التي عاشت
ونامت بين جفوني
في العراق رفاقي ومازالوا أمامي حتى
الذين فارقوني
ما أجمل العراق بألوانهِ واليوم من
جمالهِ يحرموني
أسألوا التاريخ عن بلدي وبعدها
يا سائليني ستعرفوني
أسألوا عن ثوراتي وانتصاراتي
هي الأولى وآخرين يقلدوني
العراق رمز العرب وأنا الأول
فكيف يريدون أن يؤخروني
أنا العراقي وأنا الواحد فكيف اليوم
يريدون أن يُجزؤني
العراق ولادتي وشهادتي وبغداد سارَ
بها غرامي وجنوني
لم أجد بلد مثل العراق يا سائليني لم
تستطيعوا أن تقنعوني
لو صغتم لي بلاد من ذهبٍ عن حبي
للعراق لن تغيروني
لكن عندي لكم وصيتي عندما أفارق
حياتي بأرضهِ أدفنوني
ـ 22 ـ
سلام على هضبات العراق
الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري شاعر العراق والعرب ، ولشموخ هذا الشاعر المبدع كشموخ نخل العراق أرتأيت ان اذكر نبذة مختصرة عنه قبل ذكر قصيدته التي يتحدث فيها عن النخلة العراقية ودجلة والعراق ، فنقلت هذا المختصر من منتديات الموبايل واليك عزيزي القارئ هذه النبذة .
ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام
1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.
- تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية .
- قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة ، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .
- أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه .
- كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .
- كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .
- وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
- لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية .
- نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين.
- سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات .
- ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية .
- أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره .
- استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير .
- في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم " ديوان الجواهري
- في أواخر عام 1936 أصدر جريدة( الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .
- بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبه .
- لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته ( الرأي العام (
- في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق .
- أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيرا .
- شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية .
- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين .
- واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .
- أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " .
- عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر .
- في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة .
- في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " .
- في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس .
- بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب.
- كرمه الرئيس الراحل �حافظ الأسد � بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري )دمشق جبهة المجد ) � ذروة من الذرا الشعرية العالية .
- يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.
- وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .
- وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997 .
واليكم مقطع من قصيدته تتحدث عن العراق والنخلة
سلام على هضبات العراق
وشطيه والجرف والمنحنى
على النخل ذي السعفات الطوال
على سيد الشجر المقتنى
على الرطب الغض اذ يبتلى
كوشي العروس واذ يجتبى
ودجلة اذ فار اذيها
كما حُم ذو حرد فأغتلى
ودجلة زهو الصبايا الملاح
تخوض منها بماء صرى
نريك العراق في الحالتين
يسرف في شحه والندى
اكتفي عزيزي القارئ بهذه النماذج التي هي من ابداع عراقيين كبار في مجال الكتابة والشعر والادب ويشكل ما ذكرته اعلاه قطرة من بحر الابداع والمبدعين والتي تملئ مؤلفاتهم المكتبات وصفحات الصحف ومواقع النت بما تجود به قدراتهم الابداعية .
ـ 23 ـ
الغربة في عيون الأدب العراقي
حين تقلب ذاكرتك لا بد أن تجد فيها شيئا عن الغربة ، وحين تقلب أوراقك العتيقة لا بد أن تجد شيئا عن الغربة ، وحين تتصفح على ألنت وأنت جالس أمام حاسبتك يقينا ستجد أشياء كثيرة عن الغربة .
تصفحت ووجدت وسوف لن اعلق بل اشير الى نصوصها ...
( 1 ) علي صباح الربيعي : لست ادري هل هي له او لغيره من المبدعين
بهيده على بختك يا كمر .. مساهر واريد اشكيلك
انه غريب ابدنيتي .. مضيّع وادور ابليلك
عن ربعة اهلي ، ودلّة الديوان ، ومواويلك
عن ضحكة البربين لعيون الدلو
عن رقصة الصفصاف والماي الحلو
عن صحبتي، وخلاني , وعيون النهر
بهيده على بختك يا كمر
***
يا غربتي ...
غربة عصافير التودع اعشوشها... برفّة جنح
ويا دمعتي ...
دمعة الكاع التبكي موت اهروشها... بجيت الملح
يا دار اهلنا الطاهره ... مر العمر
عيون اليحب امساهره ...ومامش خبر
بهيده على بختك يا كمر
***
وك يا كمرنه مروتك ... حنّي الشواطي بدمعتي
كلهم كبرت اعله الصبر...والونّه صارت غنوتي
مشتاق ابوسن دجله... واشرب مايها
واعزف ترانيم المحبّه بنايها
دجله الهوى ، والسوق ، والحب ، والسهر
بهيده على بختك يا كمر
*************************
( 2 ) غربه .. شعر: علي البهادلي
غربه وبعيده المسافه
ولا بعد منكم خبر
غربه والحسبات طالت
تهنه
بدروب السفر
غربه والايام
تجري بلا هواده
وعذبتّنه
ومرمرتنه
وضاع يا حيف
العمر
""""""""""""
غربه والخلان
هم بيهه غرب
امنين ماتلتفت
غربه ابكل كتر
الارض ما هيه
ارضنه
الوضع ماهوه
وضعنه
لا هواهم
لاسماهم
لا ولا حتى
الوفر
""""""""""""
غربه من انگول
غربه
ابكل حراره
ابكل قساوه
انگولهه
ابحرگة صدر
العرف
ما هوه عرفنه
القيم ما هيه
قيمنه
الوكت مامعروف
صبحه
امن العصر
"""""""""""
الديره مو ديره
النحبهه
الناس مو ناس
النودهه
لچن مجبورين
نجرعهه ابصبر
وصرنه مصداق
المثل
لو گال ب
غصبن اعلى
النوگ
تنحر بالبحر
""""""""
وإجت حسبه
ومضت حسبه
باثر حسبه
عفيه هالحسبات
هالبينه
اشكثر
عفيه هالروح
اشكثر عصرات
شافت
مثل سمچه
العدله ما بين
الجمر
""""""""""
واحنه كل يوم
اليمر عصرات
عدنه
وضاگ حتى
النفس من كثر
العصر
اوضاگت الدنيه
علينه
ابكل وسعهه
او شوفانه الدهر
نجمات
الظهر
""""""""""
وصرنه من واقعنه
نهرب
ما نواجه
شحيلة السفان
لو هاج البحر
امنين
نتلگاهه گلي
امنين
ننجي
كلهه ضيج ابضيج
والهم
مستمر
""""""""""""
ولا ابو الينشد
علينه
ولا اخو اليتوّصه
بينه
ضعنه والايام
تسگينه
القهر
وهاي حالتنه
صفينه
مضعنين ابلا
ضعينه
وأبد ما فد يوم
هالحال استقر
"""""""""""
وصرنه نتنگل
بعد بين الطوايف
ملة ملة
وديره ديره
اوشفنه
اشكال البشر
شفنه ناس
بلايه ذمه
اوشفنه ناس
ابلايه رحمه
اوشفنه ناس
ادوس فوگ
الناس
سووهم جسر
""""""""""""
اوشفنه ناس
إتريد
توصل للنهايه
او مو مهم
اشلون
بالحق بالمكر
اوشفنه
ناس الدين
ماينذكر عدهم
اوشفنه
ناس اهواي
شيمتهه
الغدر
"""""""""""
وعاد طلّع
راس إنت
وصير شاطر
كون حاذر لو
ردت بيهم
تمر
وبعد سچه
امن البشر
مليانه
غيره
تحسد الوادم
على الواث
التمر
""""""""""
واكو سچه
امن البشر
ماعدهه نخوه
لاشهامه لا قيم
لادين لا عقل
وفكر
الغربه بيهه
اشكال
الوان المصايب
الغربه
اكبر مدرسه
الشاطر
عبر
"""""""""
الغربه ديوان
المجالس
الغربه ميدان
اليجالس
فاز بيهه
اللي أخذ
منهه العبر
الغربه قسوه
الغربه شوگ
وطيب معجون
إبمحنه
الغربه دمعه
وطارت امن
العين
حطّت بالصدر
"""""""""""
الغربه لهفه
الغربه شفه
ذابله امن اسنين
ذوبهه السهر
الغربه همسه
الغربه
لمسه
الغربه جنحين
الفراشه
الناغمت
شاطي
النهر
"""""""""""
الغربه
آهات السنين
الغربه
شوباش
الحنين
الغربه قطرات
الندى
إبوكت الفجر
الغربه
عتمه
الغربه لچمه
الغربه
چلمات السوالف
لو يداعبهه
السمر
"""""""""""
الغربه
آهات وموده
الغربه شوگ
الجازي
حدّه
الغربه
نيران البعد
لو تستعر
الغربه انّه
الغربه
ونّه
بأثر ونّه
الغربه
شوغات النفس
لو تنعصر
"""""""""""
الغربه
ما تنوصف
صعبه
الغربه ديوان القصايد
الغربه صفحات
الجرايد
الغربه ميزان الشعر
والاهم بالغربه
كلهه
الناس لو لزمت
اصلهه
وما تخّلت عن
مثلهه
الدين
تيجان
الدرر
الدين تيجان
الدرر
ابو مرتضى البهادلي / كوبنهاگن
*******************
( 3 ) منقول من مذكرات مغترب
حيدر المجراوي
شعر عن الغربه والحنين للوطن
حلمك علَـَيْ ... يا حزن
حلمك علَـَيْ ..... يا ليلْ
لا صبري , ذاك الصبر
ولا حيلي , ذاك الحيلْ
طالت علـَيْ غربتي
وراواني عمري الويلْ
* * *
كلما أكول :الفرحْ
باجر, يوافيني
وينزاح ليل الحزنْ
وتخضٍّر سنيني
ويردْ حمام الصبح
ويحط على عيوني
واصرخْ واكولن هلي
يا ديره , ضمّيني
يصفعني كف الحلمْ
والدمعة تجويني
* * *
مجروح يا غربتي
وين اليداويني ؟
تايه , أدوّر هلي
يا هو اليدلّيني ؟
طحت آني وآني الجملْ
كثرت سجاجيني
* * *
يا ليل حلمك علي
حلمك على اعصابي
عضّيت كف الندمْ
حد إنكسر نابي
ما حد درى بعلّتي
حتى اقرب أصحابي
كلما أغمض الجفنْ
أتخيّل احبابي
واسمع رنين الحجلْ
يركص على أعتابي
واجفل , واكولن : هَليْ
واركض , وأفك بابي
ما الكه غير الحزنْ
بوجوه الأجنابِ
* * *
يا ليل ..... خبّر هليْ
ضعت , وخذاني السيلْ
تاهت علـَي خطوتي
وضيّعت نجم سهيل
بس عمري ما اتغيّرت
ذاك آني , حبّة هيل
أضحك , وأطش الفرح
وبروحي , ترفس خيل
مجروح , وانزف شمع
يضوي بصواني الليل
كلما صفعني الوكت
كلت : اصفع بكل حيل
بيدي ازرعت غربتي
وبيدي حصدت الويل
* * *
حلمك علَـَيْ ... يا حزن
حلمك علَـَيْ ..... يا ليل
لا صبري , ذاك الصبر
ولا حيلي , ذاك الحيل
طالت علـَيْ غربتي
وراواني عمري
*****************
( 4 ) شعر عراقي عن الغربة والوطن الجريح وأحزان العراقين في بلاد الغربة
بعد ما ريد فيزه ولا لجوء انسان
عمت عين الاقامه الدنست صيتي
واشكر كل صديق وكل خوي وكل جار
قفل بابه ورفض يقبل عراقيتي
خلف الله عليكم والوكت دولاب
لا بد يوم ينزل بيكم ارضيتي
لان اول امس كل البشر خدام
جانوا للعراق واكلوا ابيتي
جان الضيف عندي مكرم ومهيوب
فوك الراس اشيله وهاي تربيتي
ما داعي اسولف وانه ابو النهرين
ياهو الما سمع اخبار حنيتي
بعد بصمات اديهم والطبع موجود
من جانوا جياع بوسط صينيتي
يا دنيه حرام ومنكر ومكروه
اذا ابن العراق اليوم وطيتي
معـقوله نسيتي اسم العراق بساع
لو مثل البشر همّن تناسيتي
ميفيد الحچي ولا تنفع الچلمات
راجع يا وطن لترابك الزيتي
راجع يا حبيبة گلبي يا بغداد
وادرى بكثر ما ونيت ونيتي
وادري لوحّدج عفناج صار سنين
وادرى من الحزن تابوت سويتي
جيب الاغتراب وحطه بالتابوت
يا غربه العراق شكثر اذيتي
ما اعيش ابّحر مالح طعم يا ناس
انا بسجن الفرات وفقط حريتي
وترابي ذهب والگاع من ياقوت
ومن ثوب الكرامه البسهه بيريتي
واذا گالوا لترجع والوضع مو زين
اگول اني الوضع والزين تاليتي
وميهمني بعد ليصير خلي يصير
طعم الموت اشرف من هجر بيتي
اموت بوسط خوتي ويا حلاة الموت
من اجمع اهلنه واكتب وصيتي
وصيتي لو متت لتچفنوني چفان
لفوني بعلمنه وهاي امنيتي
واذا تردون اليه بهالگبر ارتاح
امانة الله دفنوا وياي جنسيتي
امانة الله دفنوا وياي جنسيتي
اكتفي بهذا النماذج الذي اخذته مدخلا للموضوع القادم والذي سنرى فيه الغربة بعيون اخرى .
( 5 ) آلم الغربه
بعث الي الاستاذ عبد الستار محمد صالح اللهيبي هذه المقطوعة المؤلمة عن الغربة ولا ادري هل هي من بنات افكاره ام من نزف قلم اخر فاته ان يذكر اسم صاحب هذا النزف المؤلم واليك قارئي العزيز نصه : ـ
الم الغربة
لا زلت احس بغربة المكان
مسكت القلم وانا اكفف دموعي النازفه مني
كتبت حروفي بأيدي مرتعشه عن
الاحزان التي استوطنت كياني
وتغلغلت في اعماقي
...وصارت احزاني في داخلي تتكلم
واضلعي من صداها تتألم
ما عدت احتمل الاهاااااااااااات
ولا الصمت ولا الأنين
الأحزان اجتاحتني حتى النهايه
حياتي أصبحت بلا معنى
هل تعرفون من نزف حبره على اوراقي
وعزفه سيفونية اللحن الحزين
تلك هي أنا وتلك هي كلماتي التي
عزفتها وداخلي فتات من ألم الغربه و الفراق
لم يبقى لي سوى الذكريات والحنين اليهم
أصبح صمتي يذرف دموعاَ من الأعماق
اااااااه ربى ما عدت أحتمل
اصبح ارى الحزن امامي ليس خيال
اخذت دموعي تذرف من الاختناق
لا احد يحس بما اعاني من الألم
اصبح صمتي انين واهاات
حتى الصمت صار يألمني
فلم اجد غير دموعي لتأخذ طريقها
للأنهمار
واخذت وسادتي حضناَ دافئا لها
ماعد بي احتمل
فصبري يريد الرحيل لانه مل مني
معاد يحتمل البقاء معي
حتى الدموع تريد الرحيل من كلماتى
لاني احيانا لم اتركها تنزل حتى لا تهزني
واحيانا اتركها لتنقذني فاالألم تكاد تقتلني
واحزاني هدت كياني ماعد تنتظرني
الم تكن مؤلمة بكل مفرداتها ومعانيها ومؤثرة في النفس البشرية بشكل لا يوصف .
ـ 24 ـ
ألغربه في عيون عمالقة الشعر العراقي
قد لا أتي بجديد لكن للضرورة أحكامها وللغربة أبعادها فالنسمع آنين شعرائنا شعرا للغربة ودموعهم نبض العراق وعذاباته .
( 1 ) الشاعر كاظم إسماعيل كاطع : أنا أول من لقبته في مقالاتي المنشورة في بغداد بعندليب العراق الاسمر ولنقرأ الان احدى روائعه
بالغربهْ شِفت التَعب وإتعلٌمت معناه
وإتعلٌمت عالسهرْ .. والسكتهْ .. والصفناهْ
ذلٌيت ذلْ النهر من ينكَطع مجراهْ
وإعرفت كل شي إعرفتْ
حتىٌ النخلْ ينحني لريح السفرْ من يجي
وجايب غريب إوياهْ
ألله !! يا هالوطن شمسٌوي بيٌه ألله
نيرانه مثل الثلجْ
كلما تدكْ عالضلعْ
أبرد وكَول إشٌاهْ
إللٌي إمضيٌع ذهب!!
بسوكَ الذهبْ يلكَـاهْ
وإللي مفاركْ محبْ ...
يمكن سنهْ وينساهْ
.. والطاح منٌه الكَلبْ
قلب إصطناعي إنلكًه ويشكٌلونه إهنـاهْ
بس إل مضيٌع وطـنْ
وين الوطن يلكَـاه ؟ ؟ ؟
وله أيضا قصيدة رائعة عن غربة الروح وكأن مبدعنا لا يريد أن يغادر هذا المكان دون أن يترك فيه أثرا يمزق القلوب من الم الغربتين واليكم نص رائعته الثانية
اريد ابجي اعله صدرك مشتهي النوح
واريد اكعـد اكبالك واحسب اجروح
ومثل الطير مـن يودع الروح
جاي اركـض ابابك ركض مذبوح
اهي كسرة عظم ما تجبر بيوم
ولا دورة سنه وآثارها تروح
كسروا واهسي وخلوني مالوم
وخايف عله عيوني بالبجي تروح
كنت امر وانهي وصاحب الراي
يوم ابيدي طويله وجيلتي اتلوح
اريد ابجي اعله صدرك مشتهي التوح
واريد اكعد اكبالك واحسب اجروح
اريد اركي اعله صدرك راس تعبان
واسولف عن عذابي وغربة الروح
جاي انزع ابجفك سهـم الاصحاب
تبروا من طحـت عافوني مطروح
سحكوا فوك راسي وجرهـم الخوف
ونزلوا للوحل مـن عالي السطوح
ويوم اللي شفتهـم وكعو ابير
نزلت وساعدتهم وانه مطروح
ويوم اللي شفتهم نزفوا اهواي
كمت انطيت دم واحلبت الجروح
اريد ابجي اعله صدرك مشتهي النوح
واريد اكعد اكبالك واحسب اجروح
(2 ) الشاعر المبدع محمد رحيمة الطائي
هذا المبدع العملاق في ميدان الشعر عرفته مباشرة من خلال شاشة التلفاز والتقيت به مرة واحدة فقط حين كان عريف حفل في نقابة الصحفيين العراقيين بتاريخ 1/8/2006 اثناء تكريمي واخرين بشهادة تقديرية لجهودنا الصحفية في العراق والان مع قصيدته عن الغربة
هلي
تعبني الوكت
واهنا اريد ارتاح
مهموم ابغربتي
وماشفت راحة
طير وريح ضدي
والزمن رماي
بس گلي اشيطيره
الكسروا اجناحه
غرگت ابحر مظلم
ياهو للغرگان
من نشغة الموت .. ايريد سباحة
اسنين آنه ابغربتي
والنتيجة هموم
عالي الفرح عني
وعمري ما لاحه
عاركني الوكت .. وخسرت عركة موت
ولا واحد وگفلي
وطلع سلاحه
هلي وبالغربة تجفي
ولامحنة اهنا
ولا صوت العتاب
ايأثر صياحه
نحصد بالهموم
وناكل المحصول
خلص بينه العمر
بس تعب الفلاحه
يهلنا امضيعين .. وطحنه بين اجناب
يهلنا اخلافكم
حسينه بالذله
تهنه ويه الحزن .. والدرب حيل طويل
وبس القاسي گلبه
اهناك يندله
هلي .. وبلكت مثلكم
نلگه ناس اهناك
لا .. چذاب .. كلمن يلگي مثل اهله
انه هسه ابگلب
بيه چوية الفرگه
هلي .. لا .. لا
مثلكم .. ابد ما الگه
خلوني ابوس اترابكم
وابچي اعله عمري الفات
احس من الفراگ
الروح محترگه
وخلوني اشم طيبتكم
ويه الريح
واتنفس هواكم
روحي مختنگه
هلي ويا طيفكم
باقي ويه رمش العين
مزروع ويه روحي
وبالگلب عرگه
ويا ثوب الصبر
كلساع اخيط بيه
صبح بخلافكم
ياهو اليجي .. ايشگه
وهلي نيران تنزل
والعيون ارماد
اظن حگه الگلب
من يشتعل حگه
هلي اتمنيتكم
يمي قريبين
واشم عطر الوفه
ليليه بيكم
هلي والغربة صعبه
اتهدم الحيل
كون اشتم هوى
اللي يمرعليكم
انام ويه الحزن
واگعد وانه وياه
واتذكر چنت اغفه
اعله اديكم
هلي ووسادتي
بالغربة الهموم
هلي .. وبس رسم
امشي ابطرگ الهدوم
هلي والفرح ضاع
ابين الايام
وما ادري الفرح
الگاه يايوم
هلي وشلونكم ..؟
وشلون بغداد ..؟
وشلون اصدقائي
وعتبه الدار ..؟
بعده الليل عدكم لمه احباب ؟
وبعده الگمر يمكم ؟
باقي خطار ..؟
بعدهن ..؟
ذكرياتي ..؟
وكتبي ..؟
واقلامي ..؟
وبعد ذيچ الرسائل
تحوي احلامي ..؟
هلي ..
وكل ذكرى يمكم تاكل ويه الروح
واحس كل صغري صاير
هسه گدامي
وغربنه الزمن بين المحطات
ولگينه الدمع واگف
ينتظرنه
بعدنه اصغار واكبر منه الهموم
وحزن ابحزن جبناهه
وكبرنه
لا بينه صبر لا نحمل اهموم
وعلى عمر المضى
اشينفع صبرنه ..؟؟
لا يازمن
ارحم دمعة العين
وشوفنه الفرح ...
بآخر عمرنه
سچاچين الوكت بالروح .. بردن
واحس الجسم وكت الصيف .. بردان
انه بردنين رحت وأرد .. بردان
وأخاف الغربة تاخذ حتى اديـه
اكتفي بهؤلاء من عمالقة شعرائنا ومبدعيهم وواضح أن الألم واحد عند الجميع وان الدموع والغربة وصعوبة مضاجعها الموحشة واحدة لدى الجميع فهل عرفنا مذاهبهم وقومياتهم وميولهم هل عرفنا انتماء احدهم لغير العراق ؟ .
( 3 ) مع عملاق الشعر الشاعر عبدالرزاق عبد الواحد
الى الذين فارقوا الابناء والاحفاد في ليل الغربة البهيم . اليهم جميعا اقدم رائعة الشاعر الكبير عبدالرزاق عبد الواحد لا تطرق الباب فأحبسوا دموعكم في مآقيها واصبروا ان مع الصبر يأتي الفرج
لا تـَطرُق ِالباب
عبد الرزاق عبد الواحد
لا تـَطرُق ِالباب..تَدري أنـَّهم رَحَلوا
خُذِ المَفـاتيحَ وافتـَحْ ، أيـُّها الرَّجُلُ !
أدري سَتـَذهَبُ..تَستـَقصي نَوافِذ َهُم
كما دأبْتَ.. وَتـَسعى حَيثـُما دَخَلـُوا
تـُراقِبُ الزّاد .. هل نامُوا وَما أكـَلوا
وَتـُطفيءُ النّور..لو..لو مَرَّة ًفـَعَلوا !
وَفيكَ ألفُ ابتِهـال ٍ لو نـَسُـوه ُ لكي
بِـِهم عيونـُكَ قـَبلَ النـَّوم ِ تـَكتَحِلُ !
* * *
لا تـَطرُق ِالباب..كانوا حينَ تَطرُقـُها
لا يـَنزلونَ إلـيهـا .. كنتَ تـَنفـَعِلُ
وَيـَضحَكون..وقد تقسُـو فـَتـَشتمُهُم
وأنتَ في السِّـرِّ مَشبوبُ الهـَوى جَذِلُ
حتى إذا فـَتَحوها ، والتـَقـَيْتَ بِهـِم
كادَتْ دموعـُكَ فـَرْط َالحُبِّ تـَنهَمِلُ !
* * *
لا تـَطرُقِ ِالباب..مِن يَومَين تَطرُقـُها
لكنـَّهم يا غـَزيرَ الشـَّيبِ ما نـَزَلوا !
سَتـُبصِرُ الغـُرَفَ البَـكمـاءَ مُطفـَأة ً
أضواؤهـا .. وبَـقاياهـُم بها هـَمَـلُ
قـُمصانـُهُم..كتبٌ في الرَّفِّ..أشْرِطـَة ٌ
على الأسـِرَّة ِ عـافـُوها وَما سَـألوا
كانَتْ أعـَزَّ عليهـِم من نـَواظـِرهـِم
وَهـا علـَيها سروبُ النـَّمْل ِ تـَنتَـقِلُ !
وَسَوفَ تَلقى لـُقىً..كَم شاكـَسوكَ لِكَي
تـَبقى لهم .. ثمَّ عافـُوهـُنَّ وارتـَحَلوا !
خـُذ ْها..لمـاذا إذ َنْ تـَبكي وَتـَلثمـُها؟
كانـَت أعَـزَّ مُنـاهـُم هـذه ِالقـُبَـلُ !
* * *
يا أدمـُعَ العَين .. مَن منكـُم يُشـاطِرُني
هـذا المَسـاء ، وَبـَدْرُ الحُزن ِيَكتـَمِلُ ؟!
هـا بَيتيَ الواسـِعُ الفـَضفاضُ يَنظرُ لي
وَكلُّ بـابٍ بـِه ِ مِزلاجـُهـا عـَجـِلُ
كـأنَّ صـَوتاً يـُناديـني ، وأسـمَعـُه ُ
يا حارِسَ الدّا ر..أهلُ الدارِ لن يـَصِلوا
ـ 25 ـ
المنفى والغربة
حين تصفحت ألنت وأنا اقلب فيه وجدت موضوعا شيقا للكاتب عبد اللطيف الأرناؤوط فأرتأيت ان اضعه بين دفتي كتابي كاملا كما نشر وذلك لاهمية الموضوع .
المنفى والغربة في شعر الشاعر العراقي ( يحيى السماوي ) للكاتب عبد اللطيف الأرناؤوط
لست أدري ـ على رغم ولعي بقراءة نتاج الشعر المعاصر ومتابعة الحركة الشعرية على دروب التقليد والحداثة ـ كيف شدّني شعر " يحيى السماوي " منذ صدور دواوينه الأولى ، وأرغمني على الإعتراف بإبداعه ، إذ من النادر أن أستسلم بيسر ٍ لشاعر أقرأ له للمرة الأولى . فمنذ قراءتي بواكير قصائده في مجموعته " قلبي على وطني " عام 1992 م وأنا أتابع مجموعاته الشعرية بشغف وإعجاب ، وقد سيطر على وجداني معترفا أن العبقرية الشعرية تعلن عن نفسها دون أن تحتاج إلى مَن يمنحها صكّ الشهادة .. وربما تعود هذه القناعة التي توافرت لديّ إلى سببين ... فالشاعر السماوي يُعَدُّ بجدارة ، وارثا ً أصيلا ً لديباجة الشعر العربي القديم ، وقد تمكن من فهم واستيعاب أسرار صنعتها الخفية وطبـّقها في شعره دون أن يجمد عند حدود القديم . فقد استعار من الحداثة جوهرها ، وأبرز مقوماتها التي لا تجور على طبيعة الشعر العربي الموروث ، ولا تهدر رسالة الشاعر في الإيصال لوضوحها وجلائها وبُعدها عن الشطط والتعقيد والتعتيم .. فكان شعره يمثل ما يمكن أن يرجوه القارئ من الدعوة إلى تحديث الشعر الذي كثر الجدل فيه تنظيرا ، وأساء بعض مَن جارى تلك الدعوة فقلـّدَ الشعر الغربي مرتديا ثوبا مستعارا ـ والعارية مهما تزيّت فإنها تبقى غريبة نافرة عن ثوب الشعر العربي .
أما السبب الثاني فيعود إلى صدق الشاعر في كل ما أبدع ، فقد عكس شعره حياته إنسانا ً مشردا هاربا من الديكتاتورية ، لاجئا بعيدا عن وطنه المثخن بالجراح ، ورمته وطنيته المخلصة على شواطئ الغربة ، فلم يكتب إلآ بما يتصل بحياته ومحنة وطنه " العراق " ، حتى عُدّتْ كل هذه العوامل محنته الذاتية ، فكان في منفاه صورة عن وطنه المنفيّ من خريطة العالم .
يكفي أن نقرأ عناوين دواوينه لنعرف تفاصيل المحنة .. من هذه العناوين مثلا ً : " قلبي على وطني " .. " من أغاني المشرد " .. " جرح باتساع الوطن " .. " عيناك لي وطن ومنفى " .. " هذه خيمتي .. فأين الوطن ؟ " .. " أطبقت أجفاني عليك " .. " ألأفق نافذتي " .. " البكاء على كتف الوطن " فهي توحي بمضامينها كيف استحال الوطن وتجسّد في روحه حتى باتا معا ً وحدة ً لا انفصام فيها .ولا شك أن أدب المنافي ليس حكرا على السماوي أو بقية شعراء هذا العصر ، فهو قديم في التراث العربي بصورتيه : المنفى الروحي النفسي ، والمنفى الحياتي الجسدي والجغرافي كما هو ماثل في أدب المهاجر ، وشعر شعراء القضية الفلسطينية . لكنه يتخذ عند السماوي تفرّدا ً خاصا ً لأن كل شعره وقفٌ عليه ، ولم يُتـَحْ لشاعر أن يتناول ظاهرة المنفى وعذاباته بهذا العمق والإتساع ، إذ استطاعت قريحته أن تعبر عن مأساة الغربة بمعنييها النفسي والجغرافي بأربع عشرة مجموعة شعرية دون أن يجترَّ ذاته أو يكرر صدى ترجيعها في نفسه . ومع أن هذه المجموعات تبدو كسيمفونية تعزف على نغم واحد ، لكن يوجد في كل قصيدة من التنوّع والتلوين ما يمنحها جدّة وابتكارا ، لأنها تنبع من معطيات نفسه الحزينة المكلومة ومن محنة شعب مضطهد ، وتحكي سيرة عمر ٍ منذور لمحنة الوطن الذي أحبَّه ، فأسلمه حبه العجيب إلى أكثر من منفى .
وكما رفض الشاعر الديكتاتورية والإستبداد والنظام الشمولي ، فقد بقي مناضلا وطنيا رافضا الإذعان لمشيئة المحتلين الذين جعلوا من وطنه خربة ينعب فيها البوم ويمرع فيها الإرهاب . فالعراق مبدع الكتابة ووارث عظمة فكر الحضارات التي تعاقبت عليه ، أمسى اليوم مسرحا ً لأكبر وأبشع عَـبَـث ٍ سياسي إجرامي تمارسه أقوى دولة في العالم .
لقد آثر الشاعر أن يعيش منفيا ً باختياره ، يكتوي بالنار ذاتها التي يكتوي بها وطنه على أن يعود إليه ليعانق موتا ً لا معنى له ... يقول :
يـومي له لـيـلان ِ... أيـن نـهــاري ؟
أتـكـون شــمــسـي دونـمــا أنــوار ِ؟
أبحرتُ في جسد الفصول مُهاجـرا ً
طاوي الحـقـول ولـيس من أنصار ِ
أبْـدَلــتُ بالـظـلّ ِ الهـجـيـرَ لأنـني
قـد كـنتُ في داري غـريـبَ الـدار ِ
أنا ضائعٌ ـ مثل العراق ِـ فـفـتشي
عـني بروضك لا بِـلـيـلِ صحاري
أنـساكِ ؟ لا والله ِ! تلك مـصيبتي
إنّ الوفاءَ ـ وإنْ خُذِلـتُ ـ مَـداري
أنا لـسـتُ أولَ حالم ٍ نـكـَثـَـتْ بـه
أحـلامُـه فــأفــاقَ بــعــدَ عــثــار ِ
حظي كدجلةَ والفرات: نـَداههـما
دمعٌ .. ولحنهـما صُـراخُ : حَـذار ِ
وتعدّدَتْ يا هـندُ في وطن الهوى
سُــبُـلُ الــرّدى بـتعَـدُّد ِ الـتـُجّـار ِ
وطنٌ على سعة ِ السماءِ رغـيفهُ
لـكـنــه : حِـكـرٌ عــلى الأشـــرار ِ
**
على الرغم من أنّ محنة الوطن ، كانت عاملا ً من أبرز العوامل في اغتراب الشاعر النفسي ، لكنه منذ طفولته ، كان الألم والفجيعة خِدنه ، يغذيان نفسه المرهفة ويُشعِرانه بقسوة الحياة في ظل نظام شمولي .. يقول :
أنا سادنُ الوَجَع ِ الجليل ِ ..خَـبَرتهُ
طـفـلا ً .. وهـا قاربتُ يـومَ ذهابي
أنا طفلكِ الشيخُ .. ابتدأتُ كهـولتي
من قـبل ِ بـدء ِ طـفولـتي وشـبـابي
لـَعِـبَـتْ بـيَ الأيــامُ حـتى أدْمَـنـَتْ
وجَعي .. وخَرَّزَت ِ العـثارُ شِعابي
يحـدو بـقافـلـتي الضَـياعُ .. كأنني
للحزن ِ راحٌ .. والهـموم ِ خـَوابي
(ستٌّ وخمسونَ) انتهيْنَ وليس من
فــَرَح ٍ أُخِـيط ُ بــه فـتـُوقَ عـذابي
عشـنا بدَيجـور ٍ .. فلمّـا أشـمَسَـتْ
كـشـَـفَ الضحى قـاتـل ٍ ومُـرابـي
ومُـسَـبِّحـيـنَ تـكادُ حـين دخـولِهِـم
تـشـكـو الإلـه َ حِـجـارةُ المِحـراب ِ
ومُـخـَنـَّـثِـيـنَ يَــرَون َ دك َّ مــآذِن ٍ
مَـجـدا ً.. وأنَّ النصـرَ حَـزُّ رِقـاب ِ
وإذا كان اغتراب الشاعر النفسي طفلا ً يبدأ منذ مرحلة الفطام من ثدي أمه وما يترتب عنه من حرمان وسوء تكيّف شأن كل طفل ينقطع عنه نسغ الحياة ما دام أنه لا يعيش معنى الطفولة في ظل نظام كانت الطفولة من بين ضحاياه ، فإن هذه المرحلة لديه إمتدت في حياته إلى ما بعد الطفولة في منفاه الثاني حيث فطامه الرمزي الآخر عن ثدي الوطن الأم .. فهو ما فتئ يكرر أنه مازال طفلاً في إهاب شيخ ، محروما ً من رؤية وطنه الذي غادره مكرها ً بعدما انضمّ إلى معارضة حكم النظام الديكتاتوري ، وكان يراوده أمل العودة ، وقد بدأت قوة النظام تتصدّع بسبب ممارساته القمعية التي أفضت إلى نبذه من قبل غالبية الشعب العراقي مما سـهّـل لقوات " التحرير المزعوم " مهمة الإطاحة به .. لكنه فوجئ أن " العراق " قد خضع لاحتلال أجنبي لا يقلّ قسوةً ووحشية ً ، وأن بعض رفاق دربه الذين حملوا لواء المعارضة ، يعودون إلى الوطن على ظهر دبابة المحتل ، وفي وهمهم أنه سيسلمهم أمانة الوطن على طبق من فضة ، لكن حدسه الشعري مكـّنه من قراءة سطور المستقبل بمعطيات الواقع ، فآثر المنفى والغربة على العودة الذليلة إلى واقع الوطن المتردي :
جئتك ِ الان أواسيكِ بموتي
ألحِديني صدرَك ِ الطفلَ
انسجي ليْ من مناديل المراثي كـَفـَنا
فكـّري أنْ تجدي إسما ً جديدا ً
للذي كان أنا ..
فأنا الواقف مابين يديك ِ الآنَ
ما عدتُ هنا ..
فـتـّشي تحت ركام ِ القهر ِ عـني
في الذي كان يُسَـمّى وطنا ..
قبل أن ينسَـجـِـنا
في أضابير ِ السـفارات ِ
الدهاليز ِ
سـراديب ِ الخـَنا
والخطابات ِ التي تـُكتـَبُ في وجهين :ِ
وجه ٌ يتهجّـاهُ الدراويشُ علينا
كلما أوشكت ِ الأرضُ على الرّعـد ِ
ووجهٌ في رحاب ِ " المعبد ِ الأبيض "
تـُرضي الوَثـَنـا
سَـلـَّـموا للغرباء ِ الرَّسَـنا
ومشى خلف الخيول ِ السـادة ُ الأعيانُ جَـهْـرا
مُتـَحَـنـِّـينَ بـ " رَوْث ِ الجاه ِ "
طـُلابَ كراس ٍ وغِـنى
للسلاطين المرايا ..
والتوابيتُ لنا ..
ولهم باسم إله ِ الحرب ِ
ما يفضلُ من مائدة الجنة ِ
والنارُ لنا ..
ولهم شـهدُ العناقيد ِ
وأشواكُ البسـاتين ِ لنا ..
ولهم ما تكنزُ الأرضُ من النفط ِ
وعَـفـْطـُ الـعَـنـز ِ والزِّفتُ لنا ..
**
طفولة الشاعر المنفية بالخيبات الفردية ، إتسعت بخيبة أمله في العودة .. أصبح حلم العودة يوتوبيا في نظره .. لكن ، أين العراق الذي سيعود إليه ؟ أين هو وقد تهدمت بغداده ومدنه وقراه وحرثت قنابل البنتاغون بساتينه ، وهرب الملايين من أهله ممن سلموا من الموت ؟ فالشاعر قد زار الوطن أملا ً في أن يجد عراقا ً جديدا ً كالذي كان يحلم به ، فإذا به لم يجد غير الموت المجاني والخراب والرعب المرتسم على الوجوه :
مررتُ بالبصرة ِ .. لكنْ
لم أجدها ..
فقفلتُ راجعا ً
ولم أبلـِّغ أحدا ً سلامك الحميمَ
خفتُ أنْ يُصادرَ الغزاةُ صُـرَّة َ التراب ِ
ألقيتُ بها
وضعتُ في الزحامْ
لا " الحسنُ البصريُّ " في مسجده ِ
ولا " الفراهيديُّ " في مجلسِـه ِ
ولا الفتى " عليُّ " في " المقامْ "
خلـّيك في منفاك َ
لو كان يُجيدُ الهَـرَبَ الترابُ
ما أقامْ
في الوطن المحكوم ِ
بالإعدامْ !
يحدثُ أن يُـقـتَلَ عصفورٌ
لأنَ ريشـَـهُ
ليس بلون ِ جُـبَّـة ِ الإمامْ
يحدثُ أنْ يُـصْـفـَعَ ظبيٌ
في الطريق العامْ
لأنه لم يُطِـل ِ اللحية َ..
أنْ تـُطـْـرَدَ من ملعبها غزالة ٌ
لأنها
لا ترتدي عباءة ً طويلة َ الأكمامْ
يحدثُ أنْ يُـدَكَّ حيٌّ كاملٌ
وربما
مدينة ٌ كاملة ٌ
بزعم ِ أنَّ ما رقا ً
أقامَ في بيت ٍ من البيوت ِ
قبل عامْ !!
لقد حطمه اليأس حتى كفر بشعره ، وهو أثمن ما يملكه الشاعر .. فقد بدا عاجزا ً أمام محنة وطنه ، فراح يطلب شعرا ً يليق بمحنة الوطن فينتشله من جوف قبره المسيّج بحطام حضارته العريقة .. محنة جعلته حائرا ً مترددا ً يترجح بين الإقدام والنكوص .. بين العتاب والكتابة:
عاتبتُ ـ لو سَـمعَ الـقـريبُ عـتابي
وكـتبـتُ ـ لـو قـرأ الــبعـيـدُ كـتابي
وسألـتُ ـ لـو أنَّ الـذين محـضتهـم
ودّي أضــاؤوا حَـيْـرَتي بـجــواب ِ
وعصرتُ ماءَ العينِ لـو أنّ الأسى
أبقى بحقـل ِ العمر ِعـشبَ شـبـابِ
وترنـَّمَـتْ لـو لـم تكـن مـشـلـولـة ً
شـَفتي ومصلوبَ اللحون ِ ربابي
كيف الغناءُ ؟ حدائـقي مـذبـوحة ٌ
أزهـارُها .. ويـبيـسـة ٌ أعـشـابي ؟
الـدارُ بالأحباب ِ ... ما أفـيـاؤهـا
إنْ أقـفَـرَتْ داري مـن الأحـباب ِ ؟
**
قد نجهل كما يجهل النقد ، كيف يمتلك شاعر أبجدية التعبير عن الألم بنفس الرؤية ، ويستنطق بالكلمات ما نعجز عن استنطاقه . وبهذه القدرة الإبداعية يتجاوز " السماوي " المباشرة ، والإستغراق في الحديث عن الجوانب السياسية والإجتماعية ليعبّر بلغة يستمدها من معجم الألم ، وفي إطار بنية ٍ لغوية وروابط علائقية تجعل شعره يكتسي مع كل نصّ ٍ ابتكارا ، ويمتح من نبع الحب الإنساني ـ هذا القاسم المشترك بين كل البشر والذي لا يستطيع تجسيد ه سوى المبدعين .. يقول :
أملكُ من الوطن : إسمه
في جواز سفري المزوّر ..
من نداماي : وشاياتهم ..
من بحار الأحبة ِ: الزَبَد ..
من لؤلؤ الحظ ِّ: الصَدَف ..
ومن اللذائذ : الندم !
ـ 26 ـ
رسالة من المنفى
وميض وهو يعيش آلم غربته في الرباط لم يبتعد كثيرا عن الهم العربي بل كان قريباً كل القرب منه ، لان الغربة بحد ذاتها آلم متجدد ونزف مستمر ، نزف دموع ، نزف حروف ، نزف لا يعرف التوقف .
جلس وميض في المقهى الذي يجلس فيه كل يوم صباحا وضع دفتره أمامه ثم وضع نظارته على أنفه ، امسك برفيق عمره القلم ، وهو لا يدري ماذا سيكتب ولم يخطط لذلك ، ترك الأمر لمشاعره وأحاسيسه كي توحي للقلم بالكتابة ، فيبدأ فلمه ينزف الحروف بلا توقف .
وما أن تهيئ ليكتب أخذته الذكريات بعيدا وبدأ يتذكر ما خطه قلمه يوماً ، رفع نظارته من انفه بيه اليسرى وهو لا يزال يمسك بالقلم بيده اليمنى ، لقد كتب شيئاً عن المنفى والهجرة قديما وبدأ يقلب صفحات ذاكرته عسى يصل لشيئ ينفعه في غربته هذه .
الغربة التي اعتصرت قلبه اعتصارا شديداً والتي بدأت سكاكينها تنهش لحمه ، وهو يمر بشريط الذكريات هذا سقط قلمه من يده واحتضنه دفتره في عشق لا مثيل له بين قلم ودفتر ، تغيرت تقاسيم وجهه ، عبس ، وبدا الحزن واضح على محياه وبأشد ما يكون الحزن ، واختلت عنده الموازين بين التركيز من اجل الكتابة وبين الذكريات المريرة الأليمة .
وجرت الدموع من عينيه كجريان دجلة والفرات وكأن دموعه ودموع العراقيين نهر ثالث أو هي نهر رابع بعد نهر الدم الذي يجري في ارض العراق .
هل ابحث في دفاتري العتيقة عن الرسالة ؟ أم استخدم الفلاش الذي خزنت فيه كل كتاباتي ؟ .
لم يطيل وقت الاختيار .. امسك الفلاش ووضعه في حاسبته النقالة ( اللاب توب ) وبدأ البحث وسريعا وجد ما كان يبحث عنه ، رسالة من المنفى ، نعم وجدتها .
كتب وميض هذه الرسالة عام 1976 وهو يعاني آلام فلسطين عشيقته الأولى ، وهو يعيش آلام شعبها العربي وهم في المنافي والمهاجر ، كتبها ليجسد حجم آلام والعذاب والقسوة التي يعيشها الشعب وبدأ ينتقل من صورة إلى أخرى ، المنفى ، الاعتقال ، التعذيب ، الألم ، صور متتابعة الواحدة بعد الأخرى .
شيء مر بذاكرته وعاش آلامها فكتب لها ولهم عام 1976 وبعد مرور السنين وكأنها تنطبق على العراق وواقعه منذ عام 2003 نفس المنفى ، الاعتقال ، التعذيب ، الألم وكأن جراح العرب واحدة أو كأنه أراد أن يقول إن المصير العربي واحد ، والألم العربي واحد ، والجرح العربي واحد . رسالة من المنفى تؤرخ تأريخ امة وتسجل آلم أمه وتؤكد وحدة شعب ووحدة مصير وكأن الجلاد نفس الجلاد والسوط نفس السوط الذي يذبح به العربي في دهاليز السجون صهيونية كانت ، فارسية كانت ، نفس الالم ونفس الهجرة ونفس العذابات .
واليك عزيزي ما خطه قلمه عام 1976 بعنوان رسالة من المنفى
رسالة من المنفى
أكتب لكم رسالتي
والدمع ينزف من العيون
كنزف الدماء من الجراح
قلبي معذب ... نفسي حائرة
تبحث عن مفاتيح العودة أليك يا وطني
أكتبها لكم
كي تسمعوا صوتي خارج الحدود
وهو يجتاز تلك الدول النائية
أني أسألكم يا شعب
هل الذين يطالبون بالحق مجرمين
هل الذين يناضلون من اجل الحرية مجرمون
اعلم أنكم ستجيبون بالرفضِ... بالرفض
أسألوا الحكام
لماذا يزجوننا في السجون
ويبعدوننا عن الوطن
أحبائي
مازالت أثار الجلد على أجسادنا
مازال كي النار في أقدامنا
مازالت رائحة الطعام المتفسخ في أنوفنا
مازال طعم الحساء المر في أفواهنا
مازالت صورة الجلاد في عيوننا
صمدنا ... صمدنا
حطمنا كل القيود
أصبحنا مصدر خطر على حكام متخاذلين
أبعدونا
ومن هنا من المنفى
مازلنا نشم عبير الحرية
حين نسمع سقط من اجل الحرية شهيد
أن نهارنا ليل
وليلنا ليل
لا نرى يوما من المنفى نور
طالما عن ارض الوطن مبعدون
لقد ضاق حبل الزمان على أعناقنا
ولن نستطيع ألعوده
فهل تريدنا يا وطن أن نعود
أجساد بلا روح
أم تريدنا نعود أليك مقيدين
كأننا نعيش في سجون
لا قسما بدمِ الشهداء
الساعة قادمة
وسنعود أليك محررين
نترك المنفى وعنواننا المجهول
وسنزرع كل الحقول
حًُب الوطن
ونعلم أطفالنا حب الوطن
ونمضي قُدما للامام
وكلنا أمل أن نعود
فلا بد ان نعود
1976
ـ 21 ـ
أنا العراقي
موضوع أعجبني كثيراً وجدته عنوانا لمقطوعة جميلة .
منشورة في منتدى القلم للثقافة والفنون لكاتبها يحيى الرحال ، والرحال هذا شاب وسيم وذو إمكانيات محدودة ومبتدأ في مجال الكتابة وهو يحظى بدعم من كادر المنتدى على أمل أن يطور تقنياته الكتابية ويشرف عليه الدكتور صباح ألجميلي وهو شاعر وكاتب عراقي معروف .
أنا العراقي تحكي قصة رجل يعيش الغربة وهو في العراق فما أصعب غربته ، ويوصي بأن يدفن بأرض العراق وهو فيها يعيش عجبا لسيف الغربة المسلط على الرقاب داخلا وخارجا ماذا يصنع بنا من أذى .
والرمز المستخدم هنا هو النخلة العراقية ، يا للعجب ، كبير الكتاب والمبدعين يشير إلى النخلة والمبتدأ بالكتابة يشير إليها وما بينهما الكثير يشير إليها أليس هذا سر توحد العراقيين ورمزهم الذي لا ينسوه أبدا .
أذا ذكرت النخلة ذكر العراق وهي شامخة شموخ العراقيين تنحي للحدث الجلل ، نعم ، لكنها لا تسقط أبدا وتبقى مرفوعة الهام وتموت وهي منتصبة القامة دلالة عظمتها وقدرتها على التحدي والعظمة لله وحده ، واليك عزيزي القارئ نص ما كتب يحيى الرحال
أنا العراقي
بقلم يحيى الرحال
لا توجهوا أسألتكم يا من تنظروني
وعن عرقي وعن هويتي لا تسألوني
سترون العراق يرسم ملامحي وبغداد
جالسة في عيوني
أنا الحضارة وأنا الأبجدية فيا سائليني
لا تجهلوني
أنا العراقي وأنا الأسد وفي قصص
الأسود يكتبوني
أنا بلاد الأولياء والأنبياء فلهذا كل
يوم يقتلوني
في كل نخلة عراقية ذكرى التي عاشت
ونامت بين جفوني
في العراق رفاقي ومازالوا أمامي حتى
الذين فارقوني
ما أجمل العراق بألوانهِ واليوم من
جمالهِ يحرموني
أسألوا التاريخ عن بلدي وبعدها
يا سائليني ستعرفوني
أسألوا عن ثوراتي وانتصاراتي
هي الأولى وآخرين يقلدوني
العراق رمز العرب وأنا الأول
فكيف يريدون أن يؤخروني
أنا العراقي وأنا الواحد فكيف اليوم
يريدون أن يُجزؤني
العراق ولادتي وشهادتي وبغداد سارَ
بها غرامي وجنوني
لم أجد بلد مثل العراق يا سائليني لم
تستطيعوا أن تقنعوني
لو صغتم لي بلاد من ذهبٍ عن حبي
للعراق لن تغيروني
لكن عندي لكم وصيتي عندما أفارق
حياتي بأرضهِ أدفنوني
ـ 22 ـ
سلام على هضبات العراق
الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري شاعر العراق والعرب ، ولشموخ هذا الشاعر المبدع كشموخ نخل العراق أرتأيت ان اذكر نبذة مختصرة عنه قبل ذكر قصيدته التي يتحدث فيها عن النخلة العراقية ودجلة والعراق ، فنقلت هذا المختصر من منتديات الموبايل واليك عزيزي القارئ هذه النبذة .
ولد الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف في السادس والعشرين من تموز عام
1899م ، والنجف مركز ديني وأدبي ، وللشعر فيها أسواق تتمثل في مجالسها ومحافلها ، وكان أبوه عبد الحسين عالماً من علماء النجف ، أراد لابنه الذي بدت عليه ميزات الذكاء والمقدرة على الحفظ أن يكون عالماً، لذلك ألبسه عباءة العلماء وعمامتهم وهو في سن العاشرة.
- تحدّر من أسرة نجفية محافظة عريقة في العلم والأدب والشعر تُعرف بآل الجواهر ، نسبة إلى أحد أجداد الأسرة والذي يدعى الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ، والذي ألّف كتاباً في الفقه واسم الكتاب "جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام " . وكان لهذه الأسرة ، كما لباقي الأسر الكبيرة في النجف مجلس عامر بالأدب والأدباء يرتاده كبار الشخصيات الأدبية والعلمية .
- قرأ القرآن الكريم وهو في هذه السن المبكرة وتم له ذلك بين أقرباء والده وأصدقائه، ثم أرسله والده إلى مُدرّسين كبار ليعلموه الكتابة والقراءة ، فأخذ عن شيوخه النحو والصرف والبلاغة والفقه وما إلى ذلك مما هو معروف في منهج الدراسة آنذاك وخطط له والده وآخرون أن يحفظ في كل يوم خطبة من نهج البلاغة وقصيدة من ديوان المتنبي ليبدأ الفتى بالحفظ طوال نهاره منتظراً ساعة الامتحان بفارغ الصبر ، وبعد أن ينجح في الامتحان يسمح له بالخروج فيحس انه خُلق من جديد ، وفي المساء يصاحب والده إلى مجالس الكبار .
- أظهر ميلاً منذ الطفولة إلى الأدب فأخذ يقرأ في كتاب البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون ودواوين الشعر ، ونظم الشعر في سن مبكرة ، تأثراً ببيئته ، واستجابة لموهبة كامنة فيه .
- كان قوي الذاكرة ، سريع الحفظ ، ويروى أنه في إحدى المرات وضعت أمامه ليرة ذهبية وطلب منه أن يبرهن عن مقدرته في الحفظ وتكون الليرة له فغاب الفتى ثماني ساعات وحفظ قصيدة من (450) بيتاً واسمعها للحاضرين وقبض الليرة .
- كان أبوه يريده عالماً لا شاعراً ، لكن ميله للشعر غلب عليه . وفي سنة 1917، توفي والده وبعد أن انقضت أيام الحزن عاد الشاب إلى دروسه وأضاف إليها درس البيان والمنطق والفلسفة.. وقرأ كل شعر جديد سواء أكان عربياً أم مترجماً عن الغرب .
- وكان في أول حياته يرتدي العمامة لباس رجال الدين لأنه نشأ نشأةً دينيه محافظة ، واشترك بسب ذلك في ثورة العشرين عام 1920م ضد السلطات البريطانية وهو لابس العمامة ، ثم اشتغل مدة قصيرة في بلاط الملك فيصل الأول عندما تُوج ملكاً على العراق وكان لا يزال يرتدي العمامة ، ثم ترك العمامة كما ترك الاشتغال في البلاط الفيصلي وراح يعمل بالصحافة بعد أن غادر النجف إلى بغداد ، فأصدر مجموعة من الصحف منها جريدة ( الفرات ) وجريدة ( الانقلاب ) ثم جريدة ( الرأي العام ) وانتخب عدة مرات رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين .
- لم يبق من شعره الأول شيء يُذكر ، وأول قصيدة له كانت قد نشرت في شهر كانون الثاني عام 1921 ، وأخذ يوالي النشر بعدها في مختلف الجرائد والمجلات العراقية والعربية .
- نشر أول مجموعة له باسم " حلبة الأدب " عارض فيها عدداً من الشعراء القدامى والمعاصرين.
- سافر إلى إيران مرتين : المرة الأولى في عام 1924 ، والثانية في عام 1926 ، وكان قد أُخِذ بطبيعتها ، فنظم في ذلك عدة مقطوعات .
- ترك النجف عام 1927 ليُعَيَّن مدرّساً في المدارس الثانوية ، ولكنه فوجيء بتعيينه معلماً على الملاك الابتدائي في الكاظمية .
- أصدر في عام 1928 ديواناً أسماه " بين الشعور والعاطفة " نشر فيه ما استجد من شعره .
- استقال من البلاط سنة 1930 ، ليصدر جريدته (الفرات) ، وقد صدر منها عشرون عدداً ، ثم ألغت الحكومة امتيازها فآلمه ذلك كثيراً ، وحاول أن يعيد إصدارها ولكن بدون جدوى ، فبقي بدون عمل إلى أن عُيِّنَ معلماً في أواخر سنة 1931 في مدرسة المأمونية ، ثم نقل لإلى ديوان الوزارة رئيساً لديوان التحرير .
- في عام 1935 أصدر ديوانه الثاني بإسم " ديوان الجواهري
- في أواخر عام 1936 أصدر جريدة( الانقلاب) إثر الانقلاب العسكري الذي قاده بكر صدقي .وإذ أحس بانحراف الانقلاب عن أهدافه التي أعلن عنها بدأ يعارض سياسة الحكم فيما ينشر في هذه الجريدة ، فحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر وبإيقاف الجريدة عن الصدور شهراً .
- بعد سقوط حكومة الانقلاب غير اسم الجريدة إلى (الرأي العام) ، ولم يتح لها مواصلة الصدور ، فعطلت أكثر من مرة بسبب ما كان يكتب فيها من مقالات ناقدة للسياسات المتعاقبه .
- لما قامت حركة مارس 1941 أيّدها وبعد فشلها غادر العراق مع من غادر إلى إيران ، ثم عاد إلى العراق في العام نفسه ليستأنف إصدار جريدته ( الرأي العام (
- في عام 1944 شارك في مهرجان أبي العلاء المعري في دمشق .
- أصدر في عامي 1949 و 1950 الجزء الأول والثاني من ديوانه في طبعة جديدة ضم فيها قصائده التي نظمها في الأربعينيات والتي برز فيها شاعراً كبيرا .
- شارك في عام 1950 في المؤتمر الثقافي للجامعة العربية الذي عُقد في الاسكندرية .
- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء العراقيين ونقيباً للصحفيين .
- واجه مضايقات مختلفة فغادر العراق عام 1961 إلى لبنان ومن هناك استقر في براغ ضيفاً على اتحاد الأدباء التشيكوسلوفاكيين .
- أقام في براغ سبع سنوات ، وصدر له فيها في عام 1965 ديوان جديد سمّاه " بريد الغربة " .
- عاد إلى العراق في عام 1968 وخصصت له حكومة الثورة راتباً تقاعدياً قدره 150 ديناراً في الشهر .
- في عام 1969 صدر له في بغداد ديوان "بريد العودة .
- في عام 1971 أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " أيها الأرق" .وفي العام نفسه رأس الوفد العراقي الذي مثّل العراق في مؤتمر الأدباء العرب الثامن المنعقد في دمشق . وفي العام نفسه أصدرت له وزارة الإعلام ديوان " خلجات " .
- في عام 1973 رأس الوفد العراقي إلى مؤتمر الأدباء التاسع الذي عقد في تونس .
- بلدان عديدة فتحت أبوابها للجواهري مثل مصر، المغرب، والأردن ، وهذا دليل على مدى الاحترام الذي حظي به ولكنه اختار دمشق واستقر فيها واطمأن إليها واستراح ونزل في ضيافة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي بسط رعايته لكل الشعراء والأدباء والكتّاب.
- كرمه الرئيس الراحل �حافظ الأسد � بمنحه أعلى وسام في البلاد ، وقصيدة الشاعر الجواهري )دمشق جبهة المجد ) � ذروة من الذرا الشعرية العالية .
- يتصف أسلوب الجواهري بالصدق في التعبير والقوة في البيان والحرارة في الإحساس الملتحم بالصور الهادرة كالتيار في النفس ، ولكنه يبدو من خلال أفكاره متشائماً حزيناً من الحياة تغلف شعره مسحة من الكآبة والإحساس القاتم الحزين مع نفسية معقدة تنظر إلى كل أمر نظر الفيلسوف الناقد الذي لايرضيه شيء.
- وتوفي الجواهري في السابع والعشرين من تموز 1997 ، ورحل بعد أن تمرد وتحدى ودخل معارك كبرى وخاض غمرتها واكتوى بنيرانها فكان بحق شاهد العصر الذي لم يجامل ولم يحاب أحداً .
- وقد ولد الجواهري وتوفي في نفس الشهر، وكان الفارق يوماً واحداً مابين عيد ميلاده ووفاته. فقد ولد في السادس والعشرين من تموز عام 1899 وتوفي في السابع والعشرين من تموز 1997 .
واليكم مقطع من قصيدته تتحدث عن العراق والنخلة
سلام على هضبات العراق
وشطيه والجرف والمنحنى
على النخل ذي السعفات الطوال
على سيد الشجر المقتنى
على الرطب الغض اذ يبتلى
كوشي العروس واذ يجتبى
ودجلة اذ فار اذيها
كما حُم ذو حرد فأغتلى
ودجلة زهو الصبايا الملاح
تخوض منها بماء صرى
نريك العراق في الحالتين
يسرف في شحه والندى
اكتفي عزيزي القارئ بهذه النماذج التي هي من ابداع عراقيين كبار في مجال الكتابة والشعر والادب ويشكل ما ذكرته اعلاه قطرة من بحر الابداع والمبدعين والتي تملئ مؤلفاتهم المكتبات وصفحات الصحف ومواقع النت بما تجود به قدراتهم الابداعية .
ـ 23 ـ
الغربة في عيون الأدب العراقي
حين تقلب ذاكرتك لا بد أن تجد فيها شيئا عن الغربة ، وحين تقلب أوراقك العتيقة لا بد أن تجد شيئا عن الغربة ، وحين تتصفح على ألنت وأنت جالس أمام حاسبتك يقينا ستجد أشياء كثيرة عن الغربة .
تصفحت ووجدت وسوف لن اعلق بل اشير الى نصوصها ...
( 1 ) علي صباح الربيعي : لست ادري هل هي له او لغيره من المبدعين
بهيده على بختك يا كمر .. مساهر واريد اشكيلك
انه غريب ابدنيتي .. مضيّع وادور ابليلك
عن ربعة اهلي ، ودلّة الديوان ، ومواويلك
عن ضحكة البربين لعيون الدلو
عن رقصة الصفصاف والماي الحلو
عن صحبتي، وخلاني , وعيون النهر
بهيده على بختك يا كمر
***
يا غربتي ...
غربة عصافير التودع اعشوشها... برفّة جنح
ويا دمعتي ...
دمعة الكاع التبكي موت اهروشها... بجيت الملح
يا دار اهلنا الطاهره ... مر العمر
عيون اليحب امساهره ...ومامش خبر
بهيده على بختك يا كمر
***
وك يا كمرنه مروتك ... حنّي الشواطي بدمعتي
كلهم كبرت اعله الصبر...والونّه صارت غنوتي
مشتاق ابوسن دجله... واشرب مايها
واعزف ترانيم المحبّه بنايها
دجله الهوى ، والسوق ، والحب ، والسهر
بهيده على بختك يا كمر
*************************
( 2 ) غربه .. شعر: علي البهادلي
غربه وبعيده المسافه
ولا بعد منكم خبر
غربه والحسبات طالت
تهنه
بدروب السفر
غربه والايام
تجري بلا هواده
وعذبتّنه
ومرمرتنه
وضاع يا حيف
العمر
""""""""""""
غربه والخلان
هم بيهه غرب
امنين ماتلتفت
غربه ابكل كتر
الارض ما هيه
ارضنه
الوضع ماهوه
وضعنه
لا هواهم
لاسماهم
لا ولا حتى
الوفر
""""""""""""
غربه من انگول
غربه
ابكل حراره
ابكل قساوه
انگولهه
ابحرگة صدر
العرف
ما هوه عرفنه
القيم ما هيه
قيمنه
الوكت مامعروف
صبحه
امن العصر
"""""""""""
الديره مو ديره
النحبهه
الناس مو ناس
النودهه
لچن مجبورين
نجرعهه ابصبر
وصرنه مصداق
المثل
لو گال ب
غصبن اعلى
النوگ
تنحر بالبحر
""""""""
وإجت حسبه
ومضت حسبه
باثر حسبه
عفيه هالحسبات
هالبينه
اشكثر
عفيه هالروح
اشكثر عصرات
شافت
مثل سمچه
العدله ما بين
الجمر
""""""""""
واحنه كل يوم
اليمر عصرات
عدنه
وضاگ حتى
النفس من كثر
العصر
اوضاگت الدنيه
علينه
ابكل وسعهه
او شوفانه الدهر
نجمات
الظهر
""""""""""
وصرنه من واقعنه
نهرب
ما نواجه
شحيلة السفان
لو هاج البحر
امنين
نتلگاهه گلي
امنين
ننجي
كلهه ضيج ابضيج
والهم
مستمر
""""""""""""
ولا ابو الينشد
علينه
ولا اخو اليتوّصه
بينه
ضعنه والايام
تسگينه
القهر
وهاي حالتنه
صفينه
مضعنين ابلا
ضعينه
وأبد ما فد يوم
هالحال استقر
"""""""""""
وصرنه نتنگل
بعد بين الطوايف
ملة ملة
وديره ديره
اوشفنه
اشكال البشر
شفنه ناس
بلايه ذمه
اوشفنه ناس
ابلايه رحمه
اوشفنه ناس
ادوس فوگ
الناس
سووهم جسر
""""""""""""
اوشفنه ناس
إتريد
توصل للنهايه
او مو مهم
اشلون
بالحق بالمكر
اوشفنه
ناس الدين
ماينذكر عدهم
اوشفنه
ناس اهواي
شيمتهه
الغدر
"""""""""""
وعاد طلّع
راس إنت
وصير شاطر
كون حاذر لو
ردت بيهم
تمر
وبعد سچه
امن البشر
مليانه
غيره
تحسد الوادم
على الواث
التمر
""""""""""
واكو سچه
امن البشر
ماعدهه نخوه
لاشهامه لا قيم
لادين لا عقل
وفكر
الغربه بيهه
اشكال
الوان المصايب
الغربه
اكبر مدرسه
الشاطر
عبر
"""""""""
الغربه ديوان
المجالس
الغربه ميدان
اليجالس
فاز بيهه
اللي أخذ
منهه العبر
الغربه قسوه
الغربه شوگ
وطيب معجون
إبمحنه
الغربه دمعه
وطارت امن
العين
حطّت بالصدر
"""""""""""
الغربه لهفه
الغربه شفه
ذابله امن اسنين
ذوبهه السهر
الغربه همسه
الغربه
لمسه
الغربه جنحين
الفراشه
الناغمت
شاطي
النهر
"""""""""""
الغربه
آهات السنين
الغربه
شوباش
الحنين
الغربه قطرات
الندى
إبوكت الفجر
الغربه
عتمه
الغربه لچمه
الغربه
چلمات السوالف
لو يداعبهه
السمر
"""""""""""
الغربه
آهات وموده
الغربه شوگ
الجازي
حدّه
الغربه
نيران البعد
لو تستعر
الغربه انّه
الغربه
ونّه
بأثر ونّه
الغربه
شوغات النفس
لو تنعصر
"""""""""""
الغربه
ما تنوصف
صعبه
الغربه ديوان القصايد
الغربه صفحات
الجرايد
الغربه ميزان الشعر
والاهم بالغربه
كلهه
الناس لو لزمت
اصلهه
وما تخّلت عن
مثلهه
الدين
تيجان
الدرر
الدين تيجان
الدرر
ابو مرتضى البهادلي / كوبنهاگن
*******************
( 3 ) منقول من مذكرات مغترب
حيدر المجراوي
شعر عن الغربه والحنين للوطن
حلمك علَـَيْ ... يا حزن
حلمك علَـَيْ ..... يا ليلْ
لا صبري , ذاك الصبر
ولا حيلي , ذاك الحيلْ
طالت علـَيْ غربتي
وراواني عمري الويلْ
* * *
كلما أكول :الفرحْ
باجر, يوافيني
وينزاح ليل الحزنْ
وتخضٍّر سنيني
ويردْ حمام الصبح
ويحط على عيوني
واصرخْ واكولن هلي
يا ديره , ضمّيني
يصفعني كف الحلمْ
والدمعة تجويني
* * *
مجروح يا غربتي
وين اليداويني ؟
تايه , أدوّر هلي
يا هو اليدلّيني ؟
طحت آني وآني الجملْ
كثرت سجاجيني
* * *
يا ليل حلمك علي
حلمك على اعصابي
عضّيت كف الندمْ
حد إنكسر نابي
ما حد درى بعلّتي
حتى اقرب أصحابي
كلما أغمض الجفنْ
أتخيّل احبابي
واسمع رنين الحجلْ
يركص على أعتابي
واجفل , واكولن : هَليْ
واركض , وأفك بابي
ما الكه غير الحزنْ
بوجوه الأجنابِ
* * *
يا ليل ..... خبّر هليْ
ضعت , وخذاني السيلْ
تاهت علـَي خطوتي
وضيّعت نجم سهيل
بس عمري ما اتغيّرت
ذاك آني , حبّة هيل
أضحك , وأطش الفرح
وبروحي , ترفس خيل
مجروح , وانزف شمع
يضوي بصواني الليل
كلما صفعني الوكت
كلت : اصفع بكل حيل
بيدي ازرعت غربتي
وبيدي حصدت الويل
* * *
حلمك علَـَيْ ... يا حزن
حلمك علَـَيْ ..... يا ليل
لا صبري , ذاك الصبر
ولا حيلي , ذاك الحيل
طالت علـَيْ غربتي
وراواني عمري
*****************
( 4 ) شعر عراقي عن الغربة والوطن الجريح وأحزان العراقين في بلاد الغربة
بعد ما ريد فيزه ولا لجوء انسان
عمت عين الاقامه الدنست صيتي
واشكر كل صديق وكل خوي وكل جار
قفل بابه ورفض يقبل عراقيتي
خلف الله عليكم والوكت دولاب
لا بد يوم ينزل بيكم ارضيتي
لان اول امس كل البشر خدام
جانوا للعراق واكلوا ابيتي
جان الضيف عندي مكرم ومهيوب
فوك الراس اشيله وهاي تربيتي
ما داعي اسولف وانه ابو النهرين
ياهو الما سمع اخبار حنيتي
بعد بصمات اديهم والطبع موجود
من جانوا جياع بوسط صينيتي
يا دنيه حرام ومنكر ومكروه
اذا ابن العراق اليوم وطيتي
معـقوله نسيتي اسم العراق بساع
لو مثل البشر همّن تناسيتي
ميفيد الحچي ولا تنفع الچلمات
راجع يا وطن لترابك الزيتي
راجع يا حبيبة گلبي يا بغداد
وادرى بكثر ما ونيت ونيتي
وادري لوحّدج عفناج صار سنين
وادرى من الحزن تابوت سويتي
جيب الاغتراب وحطه بالتابوت
يا غربه العراق شكثر اذيتي
ما اعيش ابّحر مالح طعم يا ناس
انا بسجن الفرات وفقط حريتي
وترابي ذهب والگاع من ياقوت
ومن ثوب الكرامه البسهه بيريتي
واذا گالوا لترجع والوضع مو زين
اگول اني الوضع والزين تاليتي
وميهمني بعد ليصير خلي يصير
طعم الموت اشرف من هجر بيتي
اموت بوسط خوتي ويا حلاة الموت
من اجمع اهلنه واكتب وصيتي
وصيتي لو متت لتچفنوني چفان
لفوني بعلمنه وهاي امنيتي
واذا تردون اليه بهالگبر ارتاح
امانة الله دفنوا وياي جنسيتي
امانة الله دفنوا وياي جنسيتي
اكتفي بهذا النماذج الذي اخذته مدخلا للموضوع القادم والذي سنرى فيه الغربة بعيون اخرى .
( 5 ) آلم الغربه
بعث الي الاستاذ عبد الستار محمد صالح اللهيبي هذه المقطوعة المؤلمة عن الغربة ولا ادري هل هي من بنات افكاره ام من نزف قلم اخر فاته ان يذكر اسم صاحب هذا النزف المؤلم واليك قارئي العزيز نصه : ـ
الم الغربة
لا زلت احس بغربة المكان
مسكت القلم وانا اكفف دموعي النازفه مني
كتبت حروفي بأيدي مرتعشه عن
الاحزان التي استوطنت كياني
وتغلغلت في اعماقي
...وصارت احزاني في داخلي تتكلم
واضلعي من صداها تتألم
ما عدت احتمل الاهاااااااااااات
ولا الصمت ولا الأنين
الأحزان اجتاحتني حتى النهايه
حياتي أصبحت بلا معنى
هل تعرفون من نزف حبره على اوراقي
وعزفه سيفونية اللحن الحزين
تلك هي أنا وتلك هي كلماتي التي
عزفتها وداخلي فتات من ألم الغربه و الفراق
لم يبقى لي سوى الذكريات والحنين اليهم
أصبح صمتي يذرف دموعاَ من الأعماق
اااااااه ربى ما عدت أحتمل
اصبح ارى الحزن امامي ليس خيال
اخذت دموعي تذرف من الاختناق
لا احد يحس بما اعاني من الألم
اصبح صمتي انين واهاات
حتى الصمت صار يألمني
فلم اجد غير دموعي لتأخذ طريقها
للأنهمار
واخذت وسادتي حضناَ دافئا لها
ماعد بي احتمل
فصبري يريد الرحيل لانه مل مني
معاد يحتمل البقاء معي
حتى الدموع تريد الرحيل من كلماتى
لاني احيانا لم اتركها تنزل حتى لا تهزني
واحيانا اتركها لتنقذني فاالألم تكاد تقتلني
واحزاني هدت كياني ماعد تنتظرني
الم تكن مؤلمة بكل مفرداتها ومعانيها ومؤثرة في النفس البشرية بشكل لا يوصف .
ـ 24 ـ
ألغربه في عيون عمالقة الشعر العراقي
قد لا أتي بجديد لكن للضرورة أحكامها وللغربة أبعادها فالنسمع آنين شعرائنا شعرا للغربة ودموعهم نبض العراق وعذاباته .
( 1 ) الشاعر كاظم إسماعيل كاطع : أنا أول من لقبته في مقالاتي المنشورة في بغداد بعندليب العراق الاسمر ولنقرأ الان احدى روائعه
بالغربهْ شِفت التَعب وإتعلٌمت معناه
وإتعلٌمت عالسهرْ .. والسكتهْ .. والصفناهْ
ذلٌيت ذلْ النهر من ينكَطع مجراهْ
وإعرفت كل شي إعرفتْ
حتىٌ النخلْ ينحني لريح السفرْ من يجي
وجايب غريب إوياهْ
ألله !! يا هالوطن شمسٌوي بيٌه ألله
نيرانه مثل الثلجْ
كلما تدكْ عالضلعْ
أبرد وكَول إشٌاهْ
إللٌي إمضيٌع ذهب!!
بسوكَ الذهبْ يلكَـاهْ
وإللي مفاركْ محبْ ...
يمكن سنهْ وينساهْ
.. والطاح منٌه الكَلبْ
قلب إصطناعي إنلكًه ويشكٌلونه إهنـاهْ
بس إل مضيٌع وطـنْ
وين الوطن يلكَـاه ؟ ؟ ؟
وله أيضا قصيدة رائعة عن غربة الروح وكأن مبدعنا لا يريد أن يغادر هذا المكان دون أن يترك فيه أثرا يمزق القلوب من الم الغربتين واليكم نص رائعته الثانية
اريد ابجي اعله صدرك مشتهي النوح
واريد اكعـد اكبالك واحسب اجروح
ومثل الطير مـن يودع الروح
جاي اركـض ابابك ركض مذبوح
اهي كسرة عظم ما تجبر بيوم
ولا دورة سنه وآثارها تروح
كسروا واهسي وخلوني مالوم
وخايف عله عيوني بالبجي تروح
كنت امر وانهي وصاحب الراي
يوم ابيدي طويله وجيلتي اتلوح
اريد ابجي اعله صدرك مشتهي التوح
واريد اكعد اكبالك واحسب اجروح
اريد اركي اعله صدرك راس تعبان
واسولف عن عذابي وغربة الروح
جاي انزع ابجفك سهـم الاصحاب
تبروا من طحـت عافوني مطروح
سحكوا فوك راسي وجرهـم الخوف
ونزلوا للوحل مـن عالي السطوح
ويوم اللي شفتهـم وكعو ابير
نزلت وساعدتهم وانه مطروح
ويوم اللي شفتهم نزفوا اهواي
كمت انطيت دم واحلبت الجروح
اريد ابجي اعله صدرك مشتهي النوح
واريد اكعد اكبالك واحسب اجروح
(2 ) الشاعر المبدع محمد رحيمة الطائي
هذا المبدع العملاق في ميدان الشعر عرفته مباشرة من خلال شاشة التلفاز والتقيت به مرة واحدة فقط حين كان عريف حفل في نقابة الصحفيين العراقيين بتاريخ 1/8/2006 اثناء تكريمي واخرين بشهادة تقديرية لجهودنا الصحفية في العراق والان مع قصيدته عن الغربة
هلي
تعبني الوكت
واهنا اريد ارتاح
مهموم ابغربتي
وماشفت راحة
طير وريح ضدي
والزمن رماي
بس گلي اشيطيره
الكسروا اجناحه
غرگت ابحر مظلم
ياهو للغرگان
من نشغة الموت .. ايريد سباحة
اسنين آنه ابغربتي
والنتيجة هموم
عالي الفرح عني
وعمري ما لاحه
عاركني الوكت .. وخسرت عركة موت
ولا واحد وگفلي
وطلع سلاحه
هلي وبالغربة تجفي
ولامحنة اهنا
ولا صوت العتاب
ايأثر صياحه
نحصد بالهموم
وناكل المحصول
خلص بينه العمر
بس تعب الفلاحه
يهلنا امضيعين .. وطحنه بين اجناب
يهلنا اخلافكم
حسينه بالذله
تهنه ويه الحزن .. والدرب حيل طويل
وبس القاسي گلبه
اهناك يندله
هلي .. وبلكت مثلكم
نلگه ناس اهناك
لا .. چذاب .. كلمن يلگي مثل اهله
انه هسه ابگلب
بيه چوية الفرگه
هلي .. لا .. لا
مثلكم .. ابد ما الگه
خلوني ابوس اترابكم
وابچي اعله عمري الفات
احس من الفراگ
الروح محترگه
وخلوني اشم طيبتكم
ويه الريح
واتنفس هواكم
روحي مختنگه
هلي ويا طيفكم
باقي ويه رمش العين
مزروع ويه روحي
وبالگلب عرگه
ويا ثوب الصبر
كلساع اخيط بيه
صبح بخلافكم
ياهو اليجي .. ايشگه
وهلي نيران تنزل
والعيون ارماد
اظن حگه الگلب
من يشتعل حگه
هلي اتمنيتكم
يمي قريبين
واشم عطر الوفه
ليليه بيكم
هلي والغربة صعبه
اتهدم الحيل
كون اشتم هوى
اللي يمرعليكم
انام ويه الحزن
واگعد وانه وياه
واتذكر چنت اغفه
اعله اديكم
هلي ووسادتي
بالغربة الهموم
هلي .. وبس رسم
امشي ابطرگ الهدوم
هلي والفرح ضاع
ابين الايام
وما ادري الفرح
الگاه يايوم
هلي وشلونكم ..؟
وشلون بغداد ..؟
وشلون اصدقائي
وعتبه الدار ..؟
بعده الليل عدكم لمه احباب ؟
وبعده الگمر يمكم ؟
باقي خطار ..؟
بعدهن ..؟
ذكرياتي ..؟
وكتبي ..؟
واقلامي ..؟
وبعد ذيچ الرسائل
تحوي احلامي ..؟
هلي ..
وكل ذكرى يمكم تاكل ويه الروح
واحس كل صغري صاير
هسه گدامي
وغربنه الزمن بين المحطات
ولگينه الدمع واگف
ينتظرنه
بعدنه اصغار واكبر منه الهموم
وحزن ابحزن جبناهه
وكبرنه
لا بينه صبر لا نحمل اهموم
وعلى عمر المضى
اشينفع صبرنه ..؟؟
لا يازمن
ارحم دمعة العين
وشوفنه الفرح ...
بآخر عمرنه
سچاچين الوكت بالروح .. بردن
واحس الجسم وكت الصيف .. بردان
انه بردنين رحت وأرد .. بردان
وأخاف الغربة تاخذ حتى اديـه
اكتفي بهؤلاء من عمالقة شعرائنا ومبدعيهم وواضح أن الألم واحد عند الجميع وان الدموع والغربة وصعوبة مضاجعها الموحشة واحدة لدى الجميع فهل عرفنا مذاهبهم وقومياتهم وميولهم هل عرفنا انتماء احدهم لغير العراق ؟ .
( 3 ) مع عملاق الشعر الشاعر عبدالرزاق عبد الواحد
الى الذين فارقوا الابناء والاحفاد في ليل الغربة البهيم . اليهم جميعا اقدم رائعة الشاعر الكبير عبدالرزاق عبد الواحد لا تطرق الباب فأحبسوا دموعكم في مآقيها واصبروا ان مع الصبر يأتي الفرج
لا تـَطرُق ِالباب
عبد الرزاق عبد الواحد
لا تـَطرُق ِالباب..تَدري أنـَّهم رَحَلوا
خُذِ المَفـاتيحَ وافتـَحْ ، أيـُّها الرَّجُلُ !
أدري سَتـَذهَبُ..تَستـَقصي نَوافِذ َهُم
كما دأبْتَ.. وَتـَسعى حَيثـُما دَخَلـُوا
تـُراقِبُ الزّاد .. هل نامُوا وَما أكـَلوا
وَتـُطفيءُ النّور..لو..لو مَرَّة ًفـَعَلوا !
وَفيكَ ألفُ ابتِهـال ٍ لو نـَسُـوه ُ لكي
بِـِهم عيونـُكَ قـَبلَ النـَّوم ِ تـَكتَحِلُ !
* * *
لا تـَطرُق ِالباب..كانوا حينَ تَطرُقـُها
لا يـَنزلونَ إلـيهـا .. كنتَ تـَنفـَعِلُ
وَيـَضحَكون..وقد تقسُـو فـَتـَشتمُهُم
وأنتَ في السِّـرِّ مَشبوبُ الهـَوى جَذِلُ
حتى إذا فـَتَحوها ، والتـَقـَيْتَ بِهـِم
كادَتْ دموعـُكَ فـَرْط َالحُبِّ تـَنهَمِلُ !
* * *
لا تـَطرُقِ ِالباب..مِن يَومَين تَطرُقـُها
لكنـَّهم يا غـَزيرَ الشـَّيبِ ما نـَزَلوا !
سَتـُبصِرُ الغـُرَفَ البَـكمـاءَ مُطفـَأة ً
أضواؤهـا .. وبَـقاياهـُم بها هـَمَـلُ
قـُمصانـُهُم..كتبٌ في الرَّفِّ..أشْرِطـَة ٌ
على الأسـِرَّة ِ عـافـُوها وَما سَـألوا
كانَتْ أعـَزَّ عليهـِم من نـَواظـِرهـِم
وَهـا علـَيها سروبُ النـَّمْل ِ تـَنتَـقِلُ !
وَسَوفَ تَلقى لـُقىً..كَم شاكـَسوكَ لِكَي
تـَبقى لهم .. ثمَّ عافـُوهـُنَّ وارتـَحَلوا !
خـُذ ْها..لمـاذا إذ َنْ تـَبكي وَتـَلثمـُها؟
كانـَت أعَـزَّ مُنـاهـُم هـذه ِالقـُبَـلُ !
* * *
يا أدمـُعَ العَين .. مَن منكـُم يُشـاطِرُني
هـذا المَسـاء ، وَبـَدْرُ الحُزن ِيَكتـَمِلُ ؟!
هـا بَيتيَ الواسـِعُ الفـَضفاضُ يَنظرُ لي
وَكلُّ بـابٍ بـِه ِ مِزلاجـُهـا عـَجـِلُ
كـأنَّ صـَوتاً يـُناديـني ، وأسـمَعـُه ُ
يا حارِسَ الدّا ر..أهلُ الدارِ لن يـَصِلوا
ـ 25 ـ
المنفى والغربة
حين تصفحت ألنت وأنا اقلب فيه وجدت موضوعا شيقا للكاتب عبد اللطيف الأرناؤوط فأرتأيت ان اضعه بين دفتي كتابي كاملا كما نشر وذلك لاهمية الموضوع .
المنفى والغربة في شعر الشاعر العراقي ( يحيى السماوي ) للكاتب عبد اللطيف الأرناؤوط
لست أدري ـ على رغم ولعي بقراءة نتاج الشعر المعاصر ومتابعة الحركة الشعرية على دروب التقليد والحداثة ـ كيف شدّني شعر " يحيى السماوي " منذ صدور دواوينه الأولى ، وأرغمني على الإعتراف بإبداعه ، إذ من النادر أن أستسلم بيسر ٍ لشاعر أقرأ له للمرة الأولى . فمنذ قراءتي بواكير قصائده في مجموعته " قلبي على وطني " عام 1992 م وأنا أتابع مجموعاته الشعرية بشغف وإعجاب ، وقد سيطر على وجداني معترفا أن العبقرية الشعرية تعلن عن نفسها دون أن تحتاج إلى مَن يمنحها صكّ الشهادة .. وربما تعود هذه القناعة التي توافرت لديّ إلى سببين ... فالشاعر السماوي يُعَدُّ بجدارة ، وارثا ً أصيلا ً لديباجة الشعر العربي القديم ، وقد تمكن من فهم واستيعاب أسرار صنعتها الخفية وطبـّقها في شعره دون أن يجمد عند حدود القديم . فقد استعار من الحداثة جوهرها ، وأبرز مقوماتها التي لا تجور على طبيعة الشعر العربي الموروث ، ولا تهدر رسالة الشاعر في الإيصال لوضوحها وجلائها وبُعدها عن الشطط والتعقيد والتعتيم .. فكان شعره يمثل ما يمكن أن يرجوه القارئ من الدعوة إلى تحديث الشعر الذي كثر الجدل فيه تنظيرا ، وأساء بعض مَن جارى تلك الدعوة فقلـّدَ الشعر الغربي مرتديا ثوبا مستعارا ـ والعارية مهما تزيّت فإنها تبقى غريبة نافرة عن ثوب الشعر العربي .
أما السبب الثاني فيعود إلى صدق الشاعر في كل ما أبدع ، فقد عكس شعره حياته إنسانا ً مشردا هاربا من الديكتاتورية ، لاجئا بعيدا عن وطنه المثخن بالجراح ، ورمته وطنيته المخلصة على شواطئ الغربة ، فلم يكتب إلآ بما يتصل بحياته ومحنة وطنه " العراق " ، حتى عُدّتْ كل هذه العوامل محنته الذاتية ، فكان في منفاه صورة عن وطنه المنفيّ من خريطة العالم .
يكفي أن نقرأ عناوين دواوينه لنعرف تفاصيل المحنة .. من هذه العناوين مثلا ً : " قلبي على وطني " .. " من أغاني المشرد " .. " جرح باتساع الوطن " .. " عيناك لي وطن ومنفى " .. " هذه خيمتي .. فأين الوطن ؟ " .. " أطبقت أجفاني عليك " .. " ألأفق نافذتي " .. " البكاء على كتف الوطن " فهي توحي بمضامينها كيف استحال الوطن وتجسّد في روحه حتى باتا معا ً وحدة ً لا انفصام فيها .ولا شك أن أدب المنافي ليس حكرا على السماوي أو بقية شعراء هذا العصر ، فهو قديم في التراث العربي بصورتيه : المنفى الروحي النفسي ، والمنفى الحياتي الجسدي والجغرافي كما هو ماثل في أدب المهاجر ، وشعر شعراء القضية الفلسطينية . لكنه يتخذ عند السماوي تفرّدا ً خاصا ً لأن كل شعره وقفٌ عليه ، ولم يُتـَحْ لشاعر أن يتناول ظاهرة المنفى وعذاباته بهذا العمق والإتساع ، إذ استطاعت قريحته أن تعبر عن مأساة الغربة بمعنييها النفسي والجغرافي بأربع عشرة مجموعة شعرية دون أن يجترَّ ذاته أو يكرر صدى ترجيعها في نفسه . ومع أن هذه المجموعات تبدو كسيمفونية تعزف على نغم واحد ، لكن يوجد في كل قصيدة من التنوّع والتلوين ما يمنحها جدّة وابتكارا ، لأنها تنبع من معطيات نفسه الحزينة المكلومة ومن محنة شعب مضطهد ، وتحكي سيرة عمر ٍ منذور لمحنة الوطن الذي أحبَّه ، فأسلمه حبه العجيب إلى أكثر من منفى .
وكما رفض الشاعر الديكتاتورية والإستبداد والنظام الشمولي ، فقد بقي مناضلا وطنيا رافضا الإذعان لمشيئة المحتلين الذين جعلوا من وطنه خربة ينعب فيها البوم ويمرع فيها الإرهاب . فالعراق مبدع الكتابة ووارث عظمة فكر الحضارات التي تعاقبت عليه ، أمسى اليوم مسرحا ً لأكبر وأبشع عَـبَـث ٍ سياسي إجرامي تمارسه أقوى دولة في العالم .
لقد آثر الشاعر أن يعيش منفيا ً باختياره ، يكتوي بالنار ذاتها التي يكتوي بها وطنه على أن يعود إليه ليعانق موتا ً لا معنى له ... يقول :
يـومي له لـيـلان ِ... أيـن نـهــاري ؟
أتـكـون شــمــسـي دونـمــا أنــوار ِ؟
أبحرتُ في جسد الفصول مُهاجـرا ً
طاوي الحـقـول ولـيس من أنصار ِ
أبْـدَلــتُ بالـظـلّ ِ الهـجـيـرَ لأنـني
قـد كـنتُ في داري غـريـبَ الـدار ِ
أنا ضائعٌ ـ مثل العراق ِـ فـفـتشي
عـني بروضك لا بِـلـيـلِ صحاري
أنـساكِ ؟ لا والله ِ! تلك مـصيبتي
إنّ الوفاءَ ـ وإنْ خُذِلـتُ ـ مَـداري
أنا لـسـتُ أولَ حالم ٍ نـكـَثـَـتْ بـه
أحـلامُـه فــأفــاقَ بــعــدَ عــثــار ِ
حظي كدجلةَ والفرات: نـَداههـما
دمعٌ .. ولحنهـما صُـراخُ : حَـذار ِ
وتعدّدَتْ يا هـندُ في وطن الهوى
سُــبُـلُ الــرّدى بـتعَـدُّد ِ الـتـُجّـار ِ
وطنٌ على سعة ِ السماءِ رغـيفهُ
لـكـنــه : حِـكـرٌ عــلى الأشـــرار ِ
**
على الرغم من أنّ محنة الوطن ، كانت عاملا ً من أبرز العوامل في اغتراب الشاعر النفسي ، لكنه منذ طفولته ، كان الألم والفجيعة خِدنه ، يغذيان نفسه المرهفة ويُشعِرانه بقسوة الحياة في ظل نظام شمولي .. يقول :
أنا سادنُ الوَجَع ِ الجليل ِ ..خَـبَرتهُ
طـفـلا ً .. وهـا قاربتُ يـومَ ذهابي
أنا طفلكِ الشيخُ .. ابتدأتُ كهـولتي
من قـبل ِ بـدء ِ طـفولـتي وشـبـابي
لـَعِـبَـتْ بـيَ الأيــامُ حـتى أدْمَـنـَتْ
وجَعي .. وخَرَّزَت ِ العـثارُ شِعابي
يحـدو بـقافـلـتي الضَـياعُ .. كأنني
للحزن ِ راحٌ .. والهـموم ِ خـَوابي
(ستٌّ وخمسونَ) انتهيْنَ وليس من
فــَرَح ٍ أُخِـيط ُ بــه فـتـُوقَ عـذابي
عشـنا بدَيجـور ٍ .. فلمّـا أشـمَسَـتْ
كـشـَـفَ الضحى قـاتـل ٍ ومُـرابـي
ومُـسَـبِّحـيـنَ تـكادُ حـين دخـولِهِـم
تـشـكـو الإلـه َ حِـجـارةُ المِحـراب ِ
ومُـخـَنـَّـثِـيـنَ يَــرَون َ دك َّ مــآذِن ٍ
مَـجـدا ً.. وأنَّ النصـرَ حَـزُّ رِقـاب ِ
وإذا كان اغتراب الشاعر النفسي طفلا ً يبدأ منذ مرحلة الفطام من ثدي أمه وما يترتب عنه من حرمان وسوء تكيّف شأن كل طفل ينقطع عنه نسغ الحياة ما دام أنه لا يعيش معنى الطفولة في ظل نظام كانت الطفولة من بين ضحاياه ، فإن هذه المرحلة لديه إمتدت في حياته إلى ما بعد الطفولة في منفاه الثاني حيث فطامه الرمزي الآخر عن ثدي الوطن الأم .. فهو ما فتئ يكرر أنه مازال طفلاً في إهاب شيخ ، محروما ً من رؤية وطنه الذي غادره مكرها ً بعدما انضمّ إلى معارضة حكم النظام الديكتاتوري ، وكان يراوده أمل العودة ، وقد بدأت قوة النظام تتصدّع بسبب ممارساته القمعية التي أفضت إلى نبذه من قبل غالبية الشعب العراقي مما سـهّـل لقوات " التحرير المزعوم " مهمة الإطاحة به .. لكنه فوجئ أن " العراق " قد خضع لاحتلال أجنبي لا يقلّ قسوةً ووحشية ً ، وأن بعض رفاق دربه الذين حملوا لواء المعارضة ، يعودون إلى الوطن على ظهر دبابة المحتل ، وفي وهمهم أنه سيسلمهم أمانة الوطن على طبق من فضة ، لكن حدسه الشعري مكـّنه من قراءة سطور المستقبل بمعطيات الواقع ، فآثر المنفى والغربة على العودة الذليلة إلى واقع الوطن المتردي :
جئتك ِ الان أواسيكِ بموتي
ألحِديني صدرَك ِ الطفلَ
انسجي ليْ من مناديل المراثي كـَفـَنا
فكـّري أنْ تجدي إسما ً جديدا ً
للذي كان أنا ..
فأنا الواقف مابين يديك ِ الآنَ
ما عدتُ هنا ..
فـتـّشي تحت ركام ِ القهر ِ عـني
في الذي كان يُسَـمّى وطنا ..
قبل أن ينسَـجـِـنا
في أضابير ِ السـفارات ِ
الدهاليز ِ
سـراديب ِ الخـَنا
والخطابات ِ التي تـُكتـَبُ في وجهين :ِ
وجه ٌ يتهجّـاهُ الدراويشُ علينا
كلما أوشكت ِ الأرضُ على الرّعـد ِ
ووجهٌ في رحاب ِ " المعبد ِ الأبيض "
تـُرضي الوَثـَنـا
سَـلـَّـموا للغرباء ِ الرَّسَـنا
ومشى خلف الخيول ِ السـادة ُ الأعيانُ جَـهْـرا
مُتـَحَـنـِّـينَ بـ " رَوْث ِ الجاه ِ "
طـُلابَ كراس ٍ وغِـنى
للسلاطين المرايا ..
والتوابيتُ لنا ..
ولهم باسم إله ِ الحرب ِ
ما يفضلُ من مائدة الجنة ِ
والنارُ لنا ..
ولهم شـهدُ العناقيد ِ
وأشواكُ البسـاتين ِ لنا ..
ولهم ما تكنزُ الأرضُ من النفط ِ
وعَـفـْطـُ الـعَـنـز ِ والزِّفتُ لنا ..
**
طفولة الشاعر المنفية بالخيبات الفردية ، إتسعت بخيبة أمله في العودة .. أصبح حلم العودة يوتوبيا في نظره .. لكن ، أين العراق الذي سيعود إليه ؟ أين هو وقد تهدمت بغداده ومدنه وقراه وحرثت قنابل البنتاغون بساتينه ، وهرب الملايين من أهله ممن سلموا من الموت ؟ فالشاعر قد زار الوطن أملا ً في أن يجد عراقا ً جديدا ً كالذي كان يحلم به ، فإذا به لم يجد غير الموت المجاني والخراب والرعب المرتسم على الوجوه :
مررتُ بالبصرة ِ .. لكنْ
لم أجدها ..
فقفلتُ راجعا ً
ولم أبلـِّغ أحدا ً سلامك الحميمَ
خفتُ أنْ يُصادرَ الغزاةُ صُـرَّة َ التراب ِ
ألقيتُ بها
وضعتُ في الزحامْ
لا " الحسنُ البصريُّ " في مسجده ِ
ولا " الفراهيديُّ " في مجلسِـه ِ
ولا الفتى " عليُّ " في " المقامْ "
خلـّيك في منفاك َ
لو كان يُجيدُ الهَـرَبَ الترابُ
ما أقامْ
في الوطن المحكوم ِ
بالإعدامْ !
يحدثُ أن يُـقـتَلَ عصفورٌ
لأنَ ريشـَـهُ
ليس بلون ِ جُـبَّـة ِ الإمامْ
يحدثُ أنْ يُـصْـفـَعَ ظبيٌ
في الطريق العامْ
لأنه لم يُطِـل ِ اللحية َ..
أنْ تـُطـْـرَدَ من ملعبها غزالة ٌ
لأنها
لا ترتدي عباءة ً طويلة َ الأكمامْ
يحدثُ أنْ يُـدَكَّ حيٌّ كاملٌ
وربما
مدينة ٌ كاملة ٌ
بزعم ِ أنَّ ما رقا ً
أقامَ في بيت ٍ من البيوت ِ
قبل عامْ !!
لقد حطمه اليأس حتى كفر بشعره ، وهو أثمن ما يملكه الشاعر .. فقد بدا عاجزا ً أمام محنة وطنه ، فراح يطلب شعرا ً يليق بمحنة الوطن فينتشله من جوف قبره المسيّج بحطام حضارته العريقة .. محنة جعلته حائرا ً مترددا ً يترجح بين الإقدام والنكوص .. بين العتاب والكتابة:
عاتبتُ ـ لو سَـمعَ الـقـريبُ عـتابي
وكـتبـتُ ـ لـو قـرأ الــبعـيـدُ كـتابي
وسألـتُ ـ لـو أنَّ الـذين محـضتهـم
ودّي أضــاؤوا حَـيْـرَتي بـجــواب ِ
وعصرتُ ماءَ العينِ لـو أنّ الأسى
أبقى بحقـل ِ العمر ِعـشبَ شـبـابِ
وترنـَّمَـتْ لـو لـم تكـن مـشـلـولـة ً
شـَفتي ومصلوبَ اللحون ِ ربابي
كيف الغناءُ ؟ حدائـقي مـذبـوحة ٌ
أزهـارُها .. ويـبيـسـة ٌ أعـشـابي ؟
الـدارُ بالأحباب ِ ... ما أفـيـاؤهـا
إنْ أقـفَـرَتْ داري مـن الأحـباب ِ ؟
**
قد نجهل كما يجهل النقد ، كيف يمتلك شاعر أبجدية التعبير عن الألم بنفس الرؤية ، ويستنطق بالكلمات ما نعجز عن استنطاقه . وبهذه القدرة الإبداعية يتجاوز " السماوي " المباشرة ، والإستغراق في الحديث عن الجوانب السياسية والإجتماعية ليعبّر بلغة يستمدها من معجم الألم ، وفي إطار بنية ٍ لغوية وروابط علائقية تجعل شعره يكتسي مع كل نصّ ٍ ابتكارا ، ويمتح من نبع الحب الإنساني ـ هذا القاسم المشترك بين كل البشر والذي لا يستطيع تجسيد ه سوى المبدعين .. يقول :
أملكُ من الوطن : إسمه
في جواز سفري المزوّر ..
من نداماي : وشاياتهم ..
من بحار الأحبة ِ: الزَبَد ..
من لؤلؤ الحظ ِّ: الصَدَف ..
ومن اللذائذ : الندم !
ـ 26 ـ
رسالة من المنفى
وميض وهو يعيش آلم غربته في الرباط لم يبتعد كثيرا عن الهم العربي بل كان قريباً كل القرب منه ، لان الغربة بحد ذاتها آلم متجدد ونزف مستمر ، نزف دموع ، نزف حروف ، نزف لا يعرف التوقف .
جلس وميض في المقهى الذي يجلس فيه كل يوم صباحا وضع دفتره أمامه ثم وضع نظارته على أنفه ، امسك برفيق عمره القلم ، وهو لا يدري ماذا سيكتب ولم يخطط لذلك ، ترك الأمر لمشاعره وأحاسيسه كي توحي للقلم بالكتابة ، فيبدأ فلمه ينزف الحروف بلا توقف .
وما أن تهيئ ليكتب أخذته الذكريات بعيدا وبدأ يتذكر ما خطه قلمه يوماً ، رفع نظارته من انفه بيه اليسرى وهو لا يزال يمسك بالقلم بيده اليمنى ، لقد كتب شيئاً عن المنفى والهجرة قديما وبدأ يقلب صفحات ذاكرته عسى يصل لشيئ ينفعه في غربته هذه .
الغربة التي اعتصرت قلبه اعتصارا شديداً والتي بدأت سكاكينها تنهش لحمه ، وهو يمر بشريط الذكريات هذا سقط قلمه من يده واحتضنه دفتره في عشق لا مثيل له بين قلم ودفتر ، تغيرت تقاسيم وجهه ، عبس ، وبدا الحزن واضح على محياه وبأشد ما يكون الحزن ، واختلت عنده الموازين بين التركيز من اجل الكتابة وبين الذكريات المريرة الأليمة .
وجرت الدموع من عينيه كجريان دجلة والفرات وكأن دموعه ودموع العراقيين نهر ثالث أو هي نهر رابع بعد نهر الدم الذي يجري في ارض العراق .
هل ابحث في دفاتري العتيقة عن الرسالة ؟ أم استخدم الفلاش الذي خزنت فيه كل كتاباتي ؟ .
لم يطيل وقت الاختيار .. امسك الفلاش ووضعه في حاسبته النقالة ( اللاب توب ) وبدأ البحث وسريعا وجد ما كان يبحث عنه ، رسالة من المنفى ، نعم وجدتها .
كتب وميض هذه الرسالة عام 1976 وهو يعاني آلام فلسطين عشيقته الأولى ، وهو يعيش آلام شعبها العربي وهم في المنافي والمهاجر ، كتبها ليجسد حجم آلام والعذاب والقسوة التي يعيشها الشعب وبدأ ينتقل من صورة إلى أخرى ، المنفى ، الاعتقال ، التعذيب ، الألم ، صور متتابعة الواحدة بعد الأخرى .
شيء مر بذاكرته وعاش آلامها فكتب لها ولهم عام 1976 وبعد مرور السنين وكأنها تنطبق على العراق وواقعه منذ عام 2003 نفس المنفى ، الاعتقال ، التعذيب ، الألم وكأن جراح العرب واحدة أو كأنه أراد أن يقول إن المصير العربي واحد ، والألم العربي واحد ، والجرح العربي واحد . رسالة من المنفى تؤرخ تأريخ امة وتسجل آلم أمه وتؤكد وحدة شعب ووحدة مصير وكأن الجلاد نفس الجلاد والسوط نفس السوط الذي يذبح به العربي في دهاليز السجون صهيونية كانت ، فارسية كانت ، نفس الالم ونفس الهجرة ونفس العذابات .
واليك عزيزي ما خطه قلمه عام 1976 بعنوان رسالة من المنفى
رسالة من المنفى
أكتب لكم رسالتي
والدمع ينزف من العيون
كنزف الدماء من الجراح
قلبي معذب ... نفسي حائرة
تبحث عن مفاتيح العودة أليك يا وطني
أكتبها لكم
كي تسمعوا صوتي خارج الحدود
وهو يجتاز تلك الدول النائية
أني أسألكم يا شعب
هل الذين يطالبون بالحق مجرمين
هل الذين يناضلون من اجل الحرية مجرمون
اعلم أنكم ستجيبون بالرفضِ... بالرفض
أسألوا الحكام
لماذا يزجوننا في السجون
ويبعدوننا عن الوطن
أحبائي
مازالت أثار الجلد على أجسادنا
مازال كي النار في أقدامنا
مازالت رائحة الطعام المتفسخ في أنوفنا
مازال طعم الحساء المر في أفواهنا
مازالت صورة الجلاد في عيوننا
صمدنا ... صمدنا
حطمنا كل القيود
أصبحنا مصدر خطر على حكام متخاذلين
أبعدونا
ومن هنا من المنفى
مازلنا نشم عبير الحرية
حين نسمع سقط من اجل الحرية شهيد
أن نهارنا ليل
وليلنا ليل
لا نرى يوما من المنفى نور
طالما عن ارض الوطن مبعدون
لقد ضاق حبل الزمان على أعناقنا
ولن نستطيع ألعوده
فهل تريدنا يا وطن أن نعود
أجساد بلا روح
أم تريدنا نعود أليك مقيدين
كأننا نعيش في سجون
لا قسما بدمِ الشهداء
الساعة قادمة
وسنعود أليك محررين
نترك المنفى وعنواننا المجهول
وسنزرع كل الحقول
حًُب الوطن
ونعلم أطفالنا حب الوطن
ونمضي قُدما للامام
وكلنا أمل أن نعود
فلا بد ان نعود
1976