في يوم من الأيام رأيت طائرا يرفرف في السماء وكان يعلو بين الغيوم من غيمة الى غيمة كان رهيبا جدا ورائعا كنت أراءه مندهشة بسرعته وشجاعته حينا يحلق يفرش بجناحيه الجميلتان شعرت بالإعجاب نحوه وحينا أتى وقت الغروب ظهر القمر يحلق الطائر بجانبه وبعدها هاجر لوقت بزوغ الليل وفي يوم التالي أحسست بأنني اريد أتكلم مع الطائر وقلت لنفسي لما لا أناديه لعله يسمع ويأتي ففعلت بذلك وقمت بالمناداة عليه اقول :أيها الطائر؟ أكرر مرة ثانية وأخرى بصوت مرتفع سمع بصوتي فراني ثم أتى وله هيبة عجيبة احسست بالخوف منه حتى أقترب قليلا وقال :نعم لما تنادين الي أيتها الفتاة المزعجة؟ فأنا لا أحب أي أحد ان يزعجني بهذا الوقت ،تعجبت بقوله وقلت :لما لا تحب ان يزعجك احد بهذا الوقت ؟،قال :أنني أنتظر هذا الوقت لظهور صديقي القمر وهو أعز كائن بالنسبة لي ،قلت : آها لقد أحسست بالأمس بذلك وأنا اشاهدك هل يعني تحب القمر ؟قال :نعم أحب القمر وأحب أن أراءه بصمت لرؤيته دون الإزعاج من حولي فغيرك قاموا بذلك قلت :ومن هم غيري ؟قال: الحمام والغربان لا يتركونني بحرية فهم مشاكسون معي ويقومون بالاستهزاء لكوني صديق للقمر وكيف أن طائر يصادق القمر؟ وكما تأتي العواصف والغيوم لسقوط الغيث والبروق والرعود وغيرها فذلك لا يجعلني الاستمتاع برؤية القمر فأصاب بالصداع في بعض الاحيان يجعل القمر حزينا فيقول لي :لما ذلك الحظ الذي يعثر بحياتنا وصداقتنا ؟فأقول له :اصبر سيأتيك الفرج فقلت له : نعم من هم في الكون لا يتركون أي مخلوق حريته فيمشون وراءه يصابون بمرض الحقد كذلك نحن البشر ،ومن ثم اتى وقت الغروب فظهر القمر يبتسم لطائر فقلت :يا للروعة فذهب الطائر اليه وهو يكلم القمر ثم اتى وقال :هل تودين مصداقتنا ؟ابتهجت من قوله وقلت بكل سعادة :نعم اريد ما أجمل من هذه الصداقة الجميلة ،قال الطائر :ان الصداقة والمحبة مقدارهما كبير وهو كنز لا يمكن الحصول عليه بالسرعة كمقدار الذهب لكثرة غالية الثمن ومن ثم قال :حان وقت مهاجرتي والذهاب الى موطني لبزوغ الليل وسوف نتقابل غدا بنفس الوقت ، قلت :حسنا وأنا كذلك سوف ارجع الى البيت، فذهب الطائر لتوديع القمر وأنا عدت الى المنزل مع عائلتي وفي حلول المساء كنت انتظر وقت العصر لاستقبال الطائر والقمر واتحدث اليهم ثم اتى الطائر يلوح بجانحيه عاليا ينظر الي متبسما لوجودي اقترب بجانبي وقال :مساء الخير يا صديقتي، فقلت :مساء الصداقة فكم انت رهيب ليتني استطيع التحليق معك في السماء ،فقال :وكم انت لطيفة وطيبة القلب فهذا جعلني ان تكوني لنا صديقة ،قلت :آها ،فسألته :ما سر صداقتك للقمر ؟قال :انه شيئا غريب حدث لي عندما رأيت القمر رأيت فيه الهدوء الجميل وضوئه المنير الذي زادني أكثر انسجاما له اعيش وحيدا فلا أحد اثارني اعجابا الا رؤية القمر وهو عبارة لي سعادة كبرى امتلكتها بأعجوبة حدثت معي، مع لحظات حوارنا ظهر القمر فقال :اهلا يا صديقين قلت له :اهلا بك ايها القمر الودود وكما رد عليه الطائر :مرحبا يا صديقي العزيز ،ثم بعدها صار الطائر حزينا فسألته: ما بك أيها الطائر حزينا ؟اجاب :أتى موعد وقت المهاجرة سيحل وقت الليل ولم يطول الوقت معكم للتحدث ،قلت :وأنا ايضا فيمضي الوقت سريعا وبالنسبة لنا قصيرا .هاجر الطائر الى موطنه فجلست قليلا مع القمر كي اتحدث معه وسألته على نفس سؤالي للطائر :ما سر صداقتك للطائر؟ اجاب القمر :رأيته بصدفة وحيدا دون مرافقته لاحد فكان شبها لوحدتي فقلت لنفسي لما لا اصنع معه صداقه وأعجبت بشجاعته عند تحديه من أجل صداقتي ولم يجعل أي مخلوقا يحاول تفرقينا على تلك العقبات التي مرا بها ما زال في أصرار واقناع من نفسه فزاد ذلك من المحبة والصداقة بوجود الامان ولم يخاف عما يقال من وراءه بأن طائر يصادق القمر ،استمتعت بهذا الحديث التي تخرج بصدق من القمر والطائر فكانت قصة مثيرة بينهم ،رغم كنت أستمع للقمر اجابته ومحاورته نسيت الوقت فكان وقتا متأخرا من الليل تعذرت من القمر بانني سأرحل الى المنزل ، فرجعت سريعا الى المنزل فكانت الساعة الواحدة من منتصف الليل لم أنتبه للوقت بالحديث مع القمر وكنت مسرورة بحواري بينهم على غياب الطرف الآخر فكان حوارا جميلا حتى غرقت في النوم اتمتع بالسعادة والبسمة كانت الأيام هكذا جميلة تمر مع أجمل صديقين لي .النهاية
فاخترعت قصة ورواية تحكي عن أجمل صديقين فسميتها : الطائر والقمر
بقلم الأديبة ملكة الطموح
فاخترعت قصة ورواية تحكي عن أجمل صديقين فسميتها : الطائر والقمر
بقلم الأديبة ملكة الطموح