[size=16]١_ مرفأ الموت
بيروت آه بيروت الحبيبة، عروس الشرق قتلت، ثوبها موشح بالدماء، ورياح الموت تحوم في السماء، غربان الغدر تحصد الأرواح، انفجار هنا، هز الوجدان، تراقص الموت على الجثمان، مرفأ تحول حطام، دمر المباني، قتل الإنسان، الورد ينزف دم، الحدائق عبقها دخان، بيروت من بين الركام ستنبت شجرة الأرز، بيروت ستنهض رغم العدوان، لتخبر العالم سنبقى مهما طال الزمان، وغدر بنا الأقزام.
٢_ مدن الدمار
ضمن حدود العقل، وحدود خارطة الوجدان، مدن دمرت، نينوى، بيروت، الفاعل نفس المصدر، جهة تكره العرب، تدمر حضاراتهم، تقتل شعبهم، الذيول تصفق لهم، عملائهم يمجدون أفعالهم، خسة الفعل تحركهم، ركام نينوى وحطام بيروت، والقتل فيهن مشهود، نابع من حقد عميق، ومخطط مشؤوم لقتل عروبة العربي، وتدمير حضارتهم، نينوى وبيروت ستنهضا من جديد، ليعانقا النصر المجيد.
٣_ عناق الأرواح
دارت الأيام دورتها، دورة دورتان، ويستمر الدوران، إلى أين تأخذنا، إلى مجد فقدناه، إلى مقصلة الموت الذي نتمناه، أين تأخذنا، إلى مدن استبيحت، وإلى شعب قهر، إلى مجزة أخرى، تعقبها مجازر، بنايات صهرت، أجساد تبخرت، أشجار عاريه، ذلك بفعل غادر، ممن باع عروبته، أصبح للغير خانع، يقلب لنا المواجع، بلا ضمير ليس له منازع، من تحت حطام المدن، تخرج أرواح لتعانق، المجد بخطى واثق، من حطام المدن يخرج فارس، يحمل راية الغد المشرق.
٤_ دمعه
خرج يتكئ على عكازه، يسير ببطئ شديد، في شوارع الحي الذي يسكنه، ضعف بصره، وهزل جسده، واحدودب ظهره، استوقفته امرأة عجوز، من حسن، نعم من أنت، أنا جميلة، حبيبة عمري، فرقتنا العادات والتقاليد، قالها بصوت متعب، من قال سنلتقي ثانية بعد كل الذي جرى، إرادة الله يا حسن هو لقاء عابر، نعم لم يبق من العمر شيئا، غادرها ومضى يتذكر أيامه الجميلة ودمعة حارقه شقت طريقها بين تجاعيد وجهه.
٥_ سأغادر
تغيرت الأحوال، وتبدلت خارطة وطن، استباح بكل المفاهيم والقيم، بحر هائج من الموت، أشلاء متناثرة، تغير لون الورد اتشح سوادا، تغير صوت العندليب نواحا، لم يعد يعرف الراحة حيث يتواجد، اتخذ القرار، هل هو فرار، أم بحثا عن الأمان.
_ ما بك يا ولدي؟
_ لا شيء يا أبي؟
غير أني قررت الرحيل، إلى أين ولماذا، صمت قليلا ثم أردف قائلا سأغادر إلى حيث اللامكان، بحثا عن الأمان، يا ولدي دع عنك وساوس الشيطان، هذا عراق الشطآن فيه نحيا ونموت.
٧_ بؤساء
مع متغيرات الزمن وتغير الأحوال، ارتفعت نسبة الأمية وفقدانا التعليم، الجانب الاقتصادي تدهور كثيرا، عوائل سحقت بسبب الفقر.
_ لماذا نحن نعيش هكذا في بيوت الصفيح يا أمي
_ قتل أبوك ولم نملك دارا ولا راتبا
أهكذا نعيش والعراق يطفو على بحار البترول، جوع، مرض، جهل، نعيش البؤس دائما، يا ولدي أحمد الله فغيرنا ينام على الرصيف ولا يجد لقمة عيش، خرج من بيت الصفيح، وانهارت الأم بالبكاء.
٨_ ابتسامة
تعودت الجلوس في كورنيش الأعظمية، مر من أمامها شاب مبتسم، نظرت إليه فابتسمت، تجاوزها قليلا وأدار رأسه باتجاهها، رأها تنظر إليه، عاد إليها واستأذنها بالجلوس بجوارها، اومئت برأسها مبتسمة، نظر إليها بإعجاب، يمتدح جمالها وسحر ابتسامتها، مبتسمة هي.
_ أنا أحمد، من أنت
_ أ أ....
أيقن أنها خرساء، تركها ومضى، ضحكت بصوت عال ونظراتها تتابعه، سار مرتبكا ولم ينظر إليها، أنبه ضميره، عاد إليها وجلس بجوارها تقبليني أخا وصديقا، ابتسمت وهي تومئ برأسها، موقف إنساني عزز قيمتها في المجتمع.
٩_ فتاة عصرية
فتاة في العشرين، جميلة رشيقة، ترتدي ملابس حديثه تتماشى مع جيلها، تمارس الرقص في منزلها، تعشق السفر والقراءة، انطلقت بسيارتها تجوب شوارع المدينة، توقفت عند بائع على أحد الأرصفة، شاب في الربيع الخامس والعشرين من عمره.
_ الفتاة: أعطيني علبة مناديل
_ الشاب: ترجلي من صهوة فرسك وخذي ما تشائين
أدهشها الرد، فتحت باب السيارة ونزلت، صدم الشاب من جمالها ورشاقتها، تناولت العلبة وسألته من أنت، أجابها فقير يطرق باب الله ليسد رمق عائلته.
_ الفتاة: من أنت
_ الشاب: أنا صادق ماجستير آداب اعمل هنا لنعيش
ابتسمت الفتاة وأخرجت مبلغا كبيرا وأعطته له ركبت سيارتها، قفز مسرعا هذا ليس حقي خذي باقي أموالك، رفضت ذلك، ألقى المبلغ قائلا عذرا سيدتي، انطلقت بسيارتها لبيتها، حدثت والدها، فرح كثيرا لكبرياء الشاب، قالت أبي أوجد له فرصة عمل في شركتك، هز رأسه موافقا، أخذته إلى مكان الشاب، لماذا تتحارش بابنتي، نظر الشاب إليهما واطرق رأسه للأسفل ليس هذا من أخلاقي، ضحك الأب وطلب منه الصعود معهم في السيارة ستعمل منذ الآن بشركتي أيها الشاب الخلوق، فرح الشاب وهو يردد رحماك يا رب يا فاتح أبواب الرزق.
١٠_ احتيال
خرج من السجن فغير مكان سكنه، في أحد الأحياء في مدينته، بدأ يتعامل بطيب مع الناس، ويسعى لحل خلافاتهم،أظهر لهم طيب القلب والمزايا الحسنة، خدع الناس به، اعتبروه شخصا يعتمد عليه، حينها بدأ بمخططه، جمع منهم مبالغ من المال، مدعيا لديه شركة ويحتاج مساهمون فيها، ويوزع لهم أرباحها، كان ينفق تلك الأموال على المومسات، في أحد الأيام فوجئ الجيران أن بيته مغلق، دققوا النظر جيدا البيت خالي، ثارت ضجة كبرى للناس، لقد سرقنا المحتال واختفى.
١١_ جرح
بين ثنايا الألم، وجرح الورد، تنزف العيون دما، ويبكي القلب المكلوم بدموع محرقة، عرفته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، شابة جميلة في ريعان صباها، لم تتجاوز ربيعها العشرين إلا بقليل، التقيا مرات عديدة، كان لطيف الحوار ذو خلق عال، أوعدها بالزواج، وثقت به، اختلى بها في شقه، بين كلام معسول ووعد قريب بالزواج، اندفعت بغرائزها، أخذ منها أعز ما تملك، بكت، طمأنها، وما أن غادرا الشقة وذهب إلى بيته، اغلق صفحته المستعارة على ألفيس بوك، لم تعد تستطيع الوصول إليه، تألمت، بكت، لقد فعلها معي وغدر بي، يا ويلتي كيف أصلح ما قد تلف، اعتكفت، ذبلت، مات الورد وعطره في كيانها، استحالت حياتها جحيما، فقررت الانتحار.
.
[/b][/size]
بيروت آه بيروت الحبيبة، عروس الشرق قتلت، ثوبها موشح بالدماء، ورياح الموت تحوم في السماء، غربان الغدر تحصد الأرواح، انفجار هنا، هز الوجدان، تراقص الموت على الجثمان، مرفأ تحول حطام، دمر المباني، قتل الإنسان، الورد ينزف دم، الحدائق عبقها دخان، بيروت من بين الركام ستنبت شجرة الأرز، بيروت ستنهض رغم العدوان، لتخبر العالم سنبقى مهما طال الزمان، وغدر بنا الأقزام.
٢_ مدن الدمار
ضمن حدود العقل، وحدود خارطة الوجدان، مدن دمرت، نينوى، بيروت، الفاعل نفس المصدر، جهة تكره العرب، تدمر حضاراتهم، تقتل شعبهم، الذيول تصفق لهم، عملائهم يمجدون أفعالهم، خسة الفعل تحركهم، ركام نينوى وحطام بيروت، والقتل فيهن مشهود، نابع من حقد عميق، ومخطط مشؤوم لقتل عروبة العربي، وتدمير حضارتهم، نينوى وبيروت ستنهضا من جديد، ليعانقا النصر المجيد.
٣_ عناق الأرواح
دارت الأيام دورتها، دورة دورتان، ويستمر الدوران، إلى أين تأخذنا، إلى مجد فقدناه، إلى مقصلة الموت الذي نتمناه، أين تأخذنا، إلى مدن استبيحت، وإلى شعب قهر، إلى مجزة أخرى، تعقبها مجازر، بنايات صهرت، أجساد تبخرت، أشجار عاريه، ذلك بفعل غادر، ممن باع عروبته، أصبح للغير خانع، يقلب لنا المواجع، بلا ضمير ليس له منازع، من تحت حطام المدن، تخرج أرواح لتعانق، المجد بخطى واثق، من حطام المدن يخرج فارس، يحمل راية الغد المشرق.
٤_ دمعه
خرج يتكئ على عكازه، يسير ببطئ شديد، في شوارع الحي الذي يسكنه، ضعف بصره، وهزل جسده، واحدودب ظهره، استوقفته امرأة عجوز، من حسن، نعم من أنت، أنا جميلة، حبيبة عمري، فرقتنا العادات والتقاليد، قالها بصوت متعب، من قال سنلتقي ثانية بعد كل الذي جرى، إرادة الله يا حسن هو لقاء عابر، نعم لم يبق من العمر شيئا، غادرها ومضى يتذكر أيامه الجميلة ودمعة حارقه شقت طريقها بين تجاعيد وجهه.
٥_ سأغادر
تغيرت الأحوال، وتبدلت خارطة وطن، استباح بكل المفاهيم والقيم، بحر هائج من الموت، أشلاء متناثرة، تغير لون الورد اتشح سوادا، تغير صوت العندليب نواحا، لم يعد يعرف الراحة حيث يتواجد، اتخذ القرار، هل هو فرار، أم بحثا عن الأمان.
_ ما بك يا ولدي؟
_ لا شيء يا أبي؟
غير أني قررت الرحيل، إلى أين ولماذا، صمت قليلا ثم أردف قائلا سأغادر إلى حيث اللامكان، بحثا عن الأمان، يا ولدي دع عنك وساوس الشيطان، هذا عراق الشطآن فيه نحيا ونموت.
٧_ بؤساء
مع متغيرات الزمن وتغير الأحوال، ارتفعت نسبة الأمية وفقدانا التعليم، الجانب الاقتصادي تدهور كثيرا، عوائل سحقت بسبب الفقر.
_ لماذا نحن نعيش هكذا في بيوت الصفيح يا أمي
_ قتل أبوك ولم نملك دارا ولا راتبا
أهكذا نعيش والعراق يطفو على بحار البترول، جوع، مرض، جهل، نعيش البؤس دائما، يا ولدي أحمد الله فغيرنا ينام على الرصيف ولا يجد لقمة عيش، خرج من بيت الصفيح، وانهارت الأم بالبكاء.
٨_ ابتسامة
تعودت الجلوس في كورنيش الأعظمية، مر من أمامها شاب مبتسم، نظرت إليه فابتسمت، تجاوزها قليلا وأدار رأسه باتجاهها، رأها تنظر إليه، عاد إليها واستأذنها بالجلوس بجوارها، اومئت برأسها مبتسمة، نظر إليها بإعجاب، يمتدح جمالها وسحر ابتسامتها، مبتسمة هي.
_ أنا أحمد، من أنت
_ أ أ....
أيقن أنها خرساء، تركها ومضى، ضحكت بصوت عال ونظراتها تتابعه، سار مرتبكا ولم ينظر إليها، أنبه ضميره، عاد إليها وجلس بجوارها تقبليني أخا وصديقا، ابتسمت وهي تومئ برأسها، موقف إنساني عزز قيمتها في المجتمع.
٩_ فتاة عصرية
فتاة في العشرين، جميلة رشيقة، ترتدي ملابس حديثه تتماشى مع جيلها، تمارس الرقص في منزلها، تعشق السفر والقراءة، انطلقت بسيارتها تجوب شوارع المدينة، توقفت عند بائع على أحد الأرصفة، شاب في الربيع الخامس والعشرين من عمره.
_ الفتاة: أعطيني علبة مناديل
_ الشاب: ترجلي من صهوة فرسك وخذي ما تشائين
أدهشها الرد، فتحت باب السيارة ونزلت، صدم الشاب من جمالها ورشاقتها، تناولت العلبة وسألته من أنت، أجابها فقير يطرق باب الله ليسد رمق عائلته.
_ الفتاة: من أنت
_ الشاب: أنا صادق ماجستير آداب اعمل هنا لنعيش
ابتسمت الفتاة وأخرجت مبلغا كبيرا وأعطته له ركبت سيارتها، قفز مسرعا هذا ليس حقي خذي باقي أموالك، رفضت ذلك، ألقى المبلغ قائلا عذرا سيدتي، انطلقت بسيارتها لبيتها، حدثت والدها، فرح كثيرا لكبرياء الشاب، قالت أبي أوجد له فرصة عمل في شركتك، هز رأسه موافقا، أخذته إلى مكان الشاب، لماذا تتحارش بابنتي، نظر الشاب إليهما واطرق رأسه للأسفل ليس هذا من أخلاقي، ضحك الأب وطلب منه الصعود معهم في السيارة ستعمل منذ الآن بشركتي أيها الشاب الخلوق، فرح الشاب وهو يردد رحماك يا رب يا فاتح أبواب الرزق.
١٠_ احتيال
خرج من السجن فغير مكان سكنه، في أحد الأحياء في مدينته، بدأ يتعامل بطيب مع الناس، ويسعى لحل خلافاتهم،أظهر لهم طيب القلب والمزايا الحسنة، خدع الناس به، اعتبروه شخصا يعتمد عليه، حينها بدأ بمخططه، جمع منهم مبالغ من المال، مدعيا لديه شركة ويحتاج مساهمون فيها، ويوزع لهم أرباحها، كان ينفق تلك الأموال على المومسات، في أحد الأيام فوجئ الجيران أن بيته مغلق، دققوا النظر جيدا البيت خالي، ثارت ضجة كبرى للناس، لقد سرقنا المحتال واختفى.
١١_ جرح
بين ثنايا الألم، وجرح الورد، تنزف العيون دما، ويبكي القلب المكلوم بدموع محرقة، عرفته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، شابة جميلة في ريعان صباها، لم تتجاوز ربيعها العشرين إلا بقليل، التقيا مرات عديدة، كان لطيف الحوار ذو خلق عال، أوعدها بالزواج، وثقت به، اختلى بها في شقه، بين كلام معسول ووعد قريب بالزواج، اندفعت بغرائزها، أخذ منها أعز ما تملك، بكت، طمأنها، وما أن غادرا الشقة وذهب إلى بيته، اغلق صفحته المستعارة على ألفيس بوك، لم تعد تستطيع الوصول إليه، تألمت، بكت، لقد فعلها معي وغدر بي، يا ويلتي كيف أصلح ما قد تلف، اعتكفت، ذبلت، مات الورد وعطره في كيانها، استحالت حياتها جحيما، فقررت الانتحار.
.
[/b][/size]
عدل سابقا من قبل مؤسس ومدير المنتدى في الجمعة مارس 19, 2021 2:31 pm عدل 2 مرات