قصص قصيرة جدا المجموعه الخامسه
١_ متاجرة
امرأة حزينة كئيبة،تجولت في أرجاء المنزل، كان هنا يلعب، وهنا كان يرسم، هنا جلس يوما يكتب، هنا وهنا وهي تنظر الأماكن والدموع منهمرات، صرخت بأعلى صوتها يا أحمد أين أنت يا ولدي، أمثلك يوارى التراب، قتلوك غيلة وغدرا من يتاجرون بالأعضاء البشرية، سقطت مغمى عليها.
٢_ زنازين الموت
جلست وعينيها مغرورقتان بالدموع، تتذكر الأيام الجميلة مع ولدها البكر، بدأت دموعها بالانهمار، وانفجرت بالبكاء، أين أنت يا ولدي، ماذا فعلوا بك وأنت حبيس بين الجدران، كيف حياتي من بعدك وأنت في زنازين الموت، اقتادوك بلا ذنب، سوى أنك أنباري، أصبحت مدننا تهم، ورجالها رهن الاعتقال أو مغيبين، يا ولدي كيف الوصل إليك، وقطعت عني كل السبل، ربي إما أن الأوان أن نفرح.
٣_ الألم
بغداد يعتصرها الألم، الناس فيها بين حزين وباكي، امرأة متشحة بالسواد، واقفة على حافة النهر، دموعها منهمرات، وصوت نحيبها يملأ الفضاء.
السيدة: ما بك يا ابنتي
المرأة: خطفوا ابني الوحيد ووجدناه هنا معذب مقتول
السيدة: احتسبيه شهيدا عند الله واصبري وتصدقي له بالدعاء
نعم سيدتي هو كذلك رحم الله شهدائنا، والخزي لقتلتهم بإذن الله.
٤_ الشهيد
شابة ثلاثينية ملابسها السوداء ترتديها دائما، في عينيها حزن عميق، صوتها لحن حزين، سارت في شارع الرشيد، توقفت أمام أحد المحلات التجارية الكبير جدا، المحل مغلق، دموعها سألت على الخدين بغزارة، وصوت نحيب خفي عم المكان، بكاء وحزن، لم تتمالك نفسها، تعال صوت صراخها.
_ رجل طاعن بالسن: ما بك يا ابنتي
_ المرأة: صاحب المحل التجاري أخي خطف وعذب وقتل
_ رجل طاعن بالسن: يا ابنتي كفكفي دموعك وادعي له بالرحمة اقرئي له القرآن وتصدقي عليه
_ المرأة: لوعة فراقه نار في القلب موقدة، نعم يا عماه سأفعل بمشورتك رحم الله أخي الشهيد ( قالتها وغادرت).
٥_ الخيانه
جلس شاب بجانب والده، خجلا لا يدري ما سيقول، الاب يتابع التلفاز لكنه لمح قلق ولده، استمر يتابع التلفاز، الابن قلق جدا، اغلق الاب التلفاز.
_ الاب: ما بك يا ولدي
_ الابن: لا شيء يا والدي ( وهو مرتبك )
_ الاب: قل يا ولدي بلا خجل
بعد وفاة والدتي منذ عامين وانت تقوم بأعمال البيت وقد ان الاوان ان تدخل امرأة هذا البيت، ضحك الاب وهل وجدت شابة تليق بك يا ولدي، الابن مبتسما ليس لي بل لك يا والدي، سيدة مقاربه لعمرك، ومن بيت معروف باخلاقه، يا ولدي الأولى ان ازوحك انت، الابن لا يا والدي، تم زواج الاب سنة يعيشون بسعادة غامرة، تغيرت المرأة وعاملت الابن بقسوة وحولت البيت إلى جحيم، كل يوم تشكي زوجها من ابنه، الابن بريء مما تدعيه، غضب الاب ضرب ابنه وطرده من البيت، يمر شهر البيت هادئ ، في يوم عاد الاب مبكرا فوجئ مما رأى الزوجه تخونه مع شخص وفي عش الزوجيه، اشتبك مع الرجل، تمكن الرجل من الهرب، أقسم على زوجته بالطلاق، طردها من بيته، ذهب الى حيث يسكن ولده معتذرا وعاد به لبيته.
٦_ يسير
رجل طاعن بالسن، سار في طرقات الحي والدموع سابحة في المقل، يسير بلا وعي، كأنه يعاني من أزمة كبرى.
_ الشاب: ما بك يا عماه
_ الرجل: وهل يسأل من فقد وطن وأبناء
_ الشاب: نحن أبنائك يا عماه
_ الرجل: فقدت أبنائي الأربعة غدرا
أعانك الله يا عماه، أعان الجميع في وطن مستباح، يا ولدي نسأل الله أن يحفظنا جميعا ونرجع كما كنا.
٧_ المضحي
شاب في مقتبل العمر، لم يتجاوز العشرين إلا بقليل، وجد نفسه مسؤولا عن عائلة، بسبب ظروف البلد، يحمل بين ثنايا الضلوع وجعا، الهموم عامرة في أعماقه، وفي قلبه إيمانا مطلق بالله، هو على يقين بتغير أوضاعه، يتيم الأب، والأم عاجزة، إخوته قاصرين، مصاريف الحياة كبيرة، تمسك بمبادئه، لم ينحرف، يعمل بجد لتوفير لقمة العيش الحلال، لا مجال لديه للهو مع أقرانه، ضحى وما زال من أجل كرامة العيش، مع ذلك تفوق بدراسته، ووجد وظيفة تليق بصبره وكفاحه.
٨_ الأحداث
امرأة طاعنة بالعمر، تتوكئ على عصاها، تسير في شوارع الحي، وصوت نحيبها يملأ فضاء الزقاق، استوقفها شاب، ما بك سيدتي، نظرت إليه، الحزن ملئ عينيها.
_ المرأة: لقد فقدت أولادي بسبب هذه الأحداث
_ الشاب: كلنا أولادك سيدتي
شكرته المرأة لموقفه هذا، وهي تردد كل أولاد الوطن أولادي ويبقى حزني محملا بالم لا ينتهي.
٩_ النهر
سيدة أربعينية جلسة في شرفة دارها المطلة على الشارع المحاذي لنهر دجلة في الأعظمية، نظرت إلى جرفي النهر كيف يحتظنن مجرى الماء، وإلى أوراق الأشجار كيف تحتضن الأغصان، وصوت زقزقة العصافير العذب، نظرت إلى العشاق الجالسين كيف يحتضن بعضهما بعض، فنزلت من عينيها دمعة وهي ترتشف القهوة من فنجانها، دخل عليها ابنها.
_ الابن : ما بك يا أماه لم هذه الدموع
_ الأم: هنا في هذا النهر مات أخوك غريقا يا ولدي
الآن عرفت يا أمي لم تمنعيني من السباحة في النهر وطلبتي مني السباحة في المسبح الأولمبي القريب من دارنا، نعم يا ولدي لأنه يوجد هناك مراقبين محترفين، لن أخالف لك أمرا بعد الآن يا أمي، احتضنته وامتزجت دموعهما مع بعض وهي تربت على كتف ابنها
١٠_مغادرة
بعد رحلة الألم والأحزان، وتواصل نكبات الزمان، على أرض تدعى العراق، حيث تفجرت براكين الدماء، وتلبدة بالسواد السماء، غيوما تمطر بلاء، جلس على قارعة الطريق، رجل تجاوز الأربعين عاما، غادرت الأفراح عينيه، كأي عراقي غيور.
الابن: لم هذا الحزن يا والدي
الأب: ألا تدري يا ولدي ما بي
أليس عراقنا مستباح، وشعبنا دمه مهدور، والبلابل غادرت أعشاشها، نعم يا والدي لم أنسى لكني أتناسى، سيأتي يوما تتغير الأحول، إن شاء الله يا ولدي حينها تعود البلابل لأعشاشها ويعم الفرح الوطن.
١١_ التغير
في أرياف العراق ، كانت العلاقات الأسرية حميمية جدا، كما أن العلاقات مع الجار كانت إنسانية أخلاقية.
_ الأب: خذي الأغنام للرعي
_ البنت: نعم يا والدي
انطلقت في رحاب أرضهم الواسعة مع أغنامها، ابن القرية إذا مر صدفه لا يرفع رأسه كي لا يراها، ومع التقدم الحضاري للقرية من ماء صافي وكهرباء وتركهم بيوت الطين وبناء بيوت حديثه، بدأت تتفكك أخلاقيات الريف وتتغير، خلافات أسرية، خلافات مع أهل القرية، وكأن التطور الذي حصل عدوا يفتك بالريف وأهله، عقلاء القوم ينادون ولا أحد يستجيب لندائهم، الشباب لا تعي خطورة الوضع، وكبار السن يتألمون مما حصل من تغير.
١٢_ هل يولد الحب
في جنوب العراق، حيث الأهوار الممتدة على مساحات واسعة، في أعماقها رزق وفير، وعلي سطح الماء رزق آخر، والبيوت في الجبايش مشيدة من البردي، علاقات إنسانية تسود المجتمع مستندة على حضارة عميقة في التاريخ، الحضارة السومرية، ضمن هذه الأجواء أغرم شاب بفتاة، وكان الحب النقي ديدنهم، واللقاءات عابرة في الهور والمشحوف، مجرد نظرة تعبر عن الحب أو ابتسامة تغزوا قلبيهما شوقا، تمر الأيام ويتقدم إليها خاطبا ابن عمها وتجبر الفتاة على زواجه، ويبقى حبيبها معذبا، صرخ هل يولد الحب ميتا في هورنا، هل يولد الحب ميتا.
١٣_ جنة
قال لها أنت جنتي وأنا أسعى لرضاك، قالت اثبت ذلك، سأكون طوع يمينك وبخدمتك دائما، تمر الأيام فيتمرد عليها، قالت فشلت بما ادعيت يا ولدي.
١٤_ طريق
رجل تجاوز الأربعين من عمره، لاحظ تغيرات على ولده، أراك انحرفت عن أخلاقياتنا، لا يا والدي أنا أسير على طريق مستقيم، قبض عليه بحوزته مخدرات، أساء لأخلاقيات عائلته، بانحرافه عن الطريق المستقيم.
١٥_ انحراف
شاب وسيم من عائلة عريقة في بغداد، والده ورع يعرف حدود الله، أحسن تربية أولاده، وبسبب الظروف الطارئة ورفقة السوء، انحرف ولده الوسيم، حذره مرار، دخل الولد في أحد دور المومسات، تعرض البيت للتفتيش من قوى الأمن، اعتقل لينال جزائه.
١٦_ الظرف
صبية في مقتبل العمر، طالبة في الصف الثالث المتوسط، وبسبب الظروف الطارئة ورفقة السوء تأثرت بها كثيرا، ذهبت في طريق الانحراف، وضعت ظرفا صغيرا يحتوي على المخدرات وضعته على ذراعها وثبتته باللاصق الشفاف وتوجهت إلى ثانويتها. وحين دخلت تم تفتيشها والعثور على الظرف، اتخذ الإجراء اللازم لتأخذ جزائها العادل، وأساءت لسمعة عائلتها.
١٧_ شك
شاب تزوج من فتاة، الفتاة أرغمت على الموافقة، أنجب منها طفله الأول، كان يعمل بجد لتوفير مستلزمات البيت، ولدت له الطفل الثاني، سبع سنوات مرت، قلبه يرف على طفله الأول، أما الثاني فقلبه لن يميل إليه، راوده الشك، ربما ليس ابني، عاش أيام مرعبه، التفكير عكر صفو نفسه، أخذ طفله للطبيب أجري الفحص المختص، أبلغه هذا ليس من صلبك، عاد إلى البيت غاضبا، أخبر زوجته، وهددها بالقتل إن لم تعتفرف، طلبت منه الأمان، اعترفت بخطئها، أنه من حبيبي، وأنا أجبرت على الزواج منك، لجأ للقانون، تم طلاقها وحسم أمر الطفل بعدم شرعيةانتمائه لزوجها.
١٨_ استغلال
صبيه في مقتبل العمر، من عائلة تتصف بالأخلاق، وضعها المادي ممتاز، كانت تكثر من تواجدها في وسائل التواصل الاجتماعي، تعرفت على شاب أكبر منها سنا، غازلها وبكلامه المعسول استدرجها لفتح الكاميرا. أوعدها بالزواج، بعد فترة طلب منها أن تظهر له جزء من مفاتنها، وما أن فعلت ذلك صورها، بدأ يهددها بنشر الصور أو تدفع له مالا، بكت كثيرا ووافقت لدفع المال، بدأ يكرر طلبه، أبلغت أهلها، تم تبليغ الأجهزة الأمنية، نصبوا له كمين، تم مسكه، أحيل للقضاء لينال جزائه.
١٩_ الستار
قال لها معا نمضي في دروب الحياة، قالت أ تقصد بذلك الزواج، قال نعم، ابتسمت ووضعته تحت الاختبار، من أول تجربه فشل وكشف عن وجهه الستار.
٢٠_ غصن يابس
قالت لها احتشمي يا ابنتي، أنتم جيل معقد يا أمي، إجابتها نحن تربينا على القيم والأخلاق، بل أنتم جيل متخلف لم يتطور مع الزمن، الملابس التي ترتديها خليعة غيريها فورا، أنا أواكب الموضة، صدق من قال لكل شجرة غصن يابس
١_ متاجرة
امرأة حزينة كئيبة،تجولت في أرجاء المنزل، كان هنا يلعب، وهنا كان يرسم، هنا جلس يوما يكتب، هنا وهنا وهي تنظر الأماكن والدموع منهمرات، صرخت بأعلى صوتها يا أحمد أين أنت يا ولدي، أمثلك يوارى التراب، قتلوك غيلة وغدرا من يتاجرون بالأعضاء البشرية، سقطت مغمى عليها.
٢_ زنازين الموت
جلست وعينيها مغرورقتان بالدموع، تتذكر الأيام الجميلة مع ولدها البكر، بدأت دموعها بالانهمار، وانفجرت بالبكاء، أين أنت يا ولدي، ماذا فعلوا بك وأنت حبيس بين الجدران، كيف حياتي من بعدك وأنت في زنازين الموت، اقتادوك بلا ذنب، سوى أنك أنباري، أصبحت مدننا تهم، ورجالها رهن الاعتقال أو مغيبين، يا ولدي كيف الوصل إليك، وقطعت عني كل السبل، ربي إما أن الأوان أن نفرح.
٣_ الألم
بغداد يعتصرها الألم، الناس فيها بين حزين وباكي، امرأة متشحة بالسواد، واقفة على حافة النهر، دموعها منهمرات، وصوت نحيبها يملأ الفضاء.
السيدة: ما بك يا ابنتي
المرأة: خطفوا ابني الوحيد ووجدناه هنا معذب مقتول
السيدة: احتسبيه شهيدا عند الله واصبري وتصدقي له بالدعاء
نعم سيدتي هو كذلك رحم الله شهدائنا، والخزي لقتلتهم بإذن الله.
٤_ الشهيد
شابة ثلاثينية ملابسها السوداء ترتديها دائما، في عينيها حزن عميق، صوتها لحن حزين، سارت في شارع الرشيد، توقفت أمام أحد المحلات التجارية الكبير جدا، المحل مغلق، دموعها سألت على الخدين بغزارة، وصوت نحيب خفي عم المكان، بكاء وحزن، لم تتمالك نفسها، تعال صوت صراخها.
_ رجل طاعن بالسن: ما بك يا ابنتي
_ المرأة: صاحب المحل التجاري أخي خطف وعذب وقتل
_ رجل طاعن بالسن: يا ابنتي كفكفي دموعك وادعي له بالرحمة اقرئي له القرآن وتصدقي عليه
_ المرأة: لوعة فراقه نار في القلب موقدة، نعم يا عماه سأفعل بمشورتك رحم الله أخي الشهيد ( قالتها وغادرت).
٥_ الخيانه
جلس شاب بجانب والده، خجلا لا يدري ما سيقول، الاب يتابع التلفاز لكنه لمح قلق ولده، استمر يتابع التلفاز، الابن قلق جدا، اغلق الاب التلفاز.
_ الاب: ما بك يا ولدي
_ الابن: لا شيء يا والدي ( وهو مرتبك )
_ الاب: قل يا ولدي بلا خجل
بعد وفاة والدتي منذ عامين وانت تقوم بأعمال البيت وقد ان الاوان ان تدخل امرأة هذا البيت، ضحك الاب وهل وجدت شابة تليق بك يا ولدي، الابن مبتسما ليس لي بل لك يا والدي، سيدة مقاربه لعمرك، ومن بيت معروف باخلاقه، يا ولدي الأولى ان ازوحك انت، الابن لا يا والدي، تم زواج الاب سنة يعيشون بسعادة غامرة، تغيرت المرأة وعاملت الابن بقسوة وحولت البيت إلى جحيم، كل يوم تشكي زوجها من ابنه، الابن بريء مما تدعيه، غضب الاب ضرب ابنه وطرده من البيت، يمر شهر البيت هادئ ، في يوم عاد الاب مبكرا فوجئ مما رأى الزوجه تخونه مع شخص وفي عش الزوجيه، اشتبك مع الرجل، تمكن الرجل من الهرب، أقسم على زوجته بالطلاق، طردها من بيته، ذهب الى حيث يسكن ولده معتذرا وعاد به لبيته.
٦_ يسير
رجل طاعن بالسن، سار في طرقات الحي والدموع سابحة في المقل، يسير بلا وعي، كأنه يعاني من أزمة كبرى.
_ الشاب: ما بك يا عماه
_ الرجل: وهل يسأل من فقد وطن وأبناء
_ الشاب: نحن أبنائك يا عماه
_ الرجل: فقدت أبنائي الأربعة غدرا
أعانك الله يا عماه، أعان الجميع في وطن مستباح، يا ولدي نسأل الله أن يحفظنا جميعا ونرجع كما كنا.
٧_ المضحي
شاب في مقتبل العمر، لم يتجاوز العشرين إلا بقليل، وجد نفسه مسؤولا عن عائلة، بسبب ظروف البلد، يحمل بين ثنايا الضلوع وجعا، الهموم عامرة في أعماقه، وفي قلبه إيمانا مطلق بالله، هو على يقين بتغير أوضاعه، يتيم الأب، والأم عاجزة، إخوته قاصرين، مصاريف الحياة كبيرة، تمسك بمبادئه، لم ينحرف، يعمل بجد لتوفير لقمة العيش الحلال، لا مجال لديه للهو مع أقرانه، ضحى وما زال من أجل كرامة العيش، مع ذلك تفوق بدراسته، ووجد وظيفة تليق بصبره وكفاحه.
٨_ الأحداث
امرأة طاعنة بالعمر، تتوكئ على عصاها، تسير في شوارع الحي، وصوت نحيبها يملأ فضاء الزقاق، استوقفها شاب، ما بك سيدتي، نظرت إليه، الحزن ملئ عينيها.
_ المرأة: لقد فقدت أولادي بسبب هذه الأحداث
_ الشاب: كلنا أولادك سيدتي
شكرته المرأة لموقفه هذا، وهي تردد كل أولاد الوطن أولادي ويبقى حزني محملا بالم لا ينتهي.
٩_ النهر
سيدة أربعينية جلسة في شرفة دارها المطلة على الشارع المحاذي لنهر دجلة في الأعظمية، نظرت إلى جرفي النهر كيف يحتظنن مجرى الماء، وإلى أوراق الأشجار كيف تحتضن الأغصان، وصوت زقزقة العصافير العذب، نظرت إلى العشاق الجالسين كيف يحتضن بعضهما بعض، فنزلت من عينيها دمعة وهي ترتشف القهوة من فنجانها، دخل عليها ابنها.
_ الابن : ما بك يا أماه لم هذه الدموع
_ الأم: هنا في هذا النهر مات أخوك غريقا يا ولدي
الآن عرفت يا أمي لم تمنعيني من السباحة في النهر وطلبتي مني السباحة في المسبح الأولمبي القريب من دارنا، نعم يا ولدي لأنه يوجد هناك مراقبين محترفين، لن أخالف لك أمرا بعد الآن يا أمي، احتضنته وامتزجت دموعهما مع بعض وهي تربت على كتف ابنها
١٠_مغادرة
بعد رحلة الألم والأحزان، وتواصل نكبات الزمان، على أرض تدعى العراق، حيث تفجرت براكين الدماء، وتلبدة بالسواد السماء، غيوما تمطر بلاء، جلس على قارعة الطريق، رجل تجاوز الأربعين عاما، غادرت الأفراح عينيه، كأي عراقي غيور.
الابن: لم هذا الحزن يا والدي
الأب: ألا تدري يا ولدي ما بي
أليس عراقنا مستباح، وشعبنا دمه مهدور، والبلابل غادرت أعشاشها، نعم يا والدي لم أنسى لكني أتناسى، سيأتي يوما تتغير الأحول، إن شاء الله يا ولدي حينها تعود البلابل لأعشاشها ويعم الفرح الوطن.
١١_ التغير
في أرياف العراق ، كانت العلاقات الأسرية حميمية جدا، كما أن العلاقات مع الجار كانت إنسانية أخلاقية.
_ الأب: خذي الأغنام للرعي
_ البنت: نعم يا والدي
انطلقت في رحاب أرضهم الواسعة مع أغنامها، ابن القرية إذا مر صدفه لا يرفع رأسه كي لا يراها، ومع التقدم الحضاري للقرية من ماء صافي وكهرباء وتركهم بيوت الطين وبناء بيوت حديثه، بدأت تتفكك أخلاقيات الريف وتتغير، خلافات أسرية، خلافات مع أهل القرية، وكأن التطور الذي حصل عدوا يفتك بالريف وأهله، عقلاء القوم ينادون ولا أحد يستجيب لندائهم، الشباب لا تعي خطورة الوضع، وكبار السن يتألمون مما حصل من تغير.
١٢_ هل يولد الحب
في جنوب العراق، حيث الأهوار الممتدة على مساحات واسعة، في أعماقها رزق وفير، وعلي سطح الماء رزق آخر، والبيوت في الجبايش مشيدة من البردي، علاقات إنسانية تسود المجتمع مستندة على حضارة عميقة في التاريخ، الحضارة السومرية، ضمن هذه الأجواء أغرم شاب بفتاة، وكان الحب النقي ديدنهم، واللقاءات عابرة في الهور والمشحوف، مجرد نظرة تعبر عن الحب أو ابتسامة تغزوا قلبيهما شوقا، تمر الأيام ويتقدم إليها خاطبا ابن عمها وتجبر الفتاة على زواجه، ويبقى حبيبها معذبا، صرخ هل يولد الحب ميتا في هورنا، هل يولد الحب ميتا.
١٣_ جنة
قال لها أنت جنتي وأنا أسعى لرضاك، قالت اثبت ذلك، سأكون طوع يمينك وبخدمتك دائما، تمر الأيام فيتمرد عليها، قالت فشلت بما ادعيت يا ولدي.
١٤_ طريق
رجل تجاوز الأربعين من عمره، لاحظ تغيرات على ولده، أراك انحرفت عن أخلاقياتنا، لا يا والدي أنا أسير على طريق مستقيم، قبض عليه بحوزته مخدرات، أساء لأخلاقيات عائلته، بانحرافه عن الطريق المستقيم.
١٥_ انحراف
شاب وسيم من عائلة عريقة في بغداد، والده ورع يعرف حدود الله، أحسن تربية أولاده، وبسبب الظروف الطارئة ورفقة السوء، انحرف ولده الوسيم، حذره مرار، دخل الولد في أحد دور المومسات، تعرض البيت للتفتيش من قوى الأمن، اعتقل لينال جزائه.
١٦_ الظرف
صبية في مقتبل العمر، طالبة في الصف الثالث المتوسط، وبسبب الظروف الطارئة ورفقة السوء تأثرت بها كثيرا، ذهبت في طريق الانحراف، وضعت ظرفا صغيرا يحتوي على المخدرات وضعته على ذراعها وثبتته باللاصق الشفاف وتوجهت إلى ثانويتها. وحين دخلت تم تفتيشها والعثور على الظرف، اتخذ الإجراء اللازم لتأخذ جزائها العادل، وأساءت لسمعة عائلتها.
١٧_ شك
شاب تزوج من فتاة، الفتاة أرغمت على الموافقة، أنجب منها طفله الأول، كان يعمل بجد لتوفير مستلزمات البيت، ولدت له الطفل الثاني، سبع سنوات مرت، قلبه يرف على طفله الأول، أما الثاني فقلبه لن يميل إليه، راوده الشك، ربما ليس ابني، عاش أيام مرعبه، التفكير عكر صفو نفسه، أخذ طفله للطبيب أجري الفحص المختص، أبلغه هذا ليس من صلبك، عاد إلى البيت غاضبا، أخبر زوجته، وهددها بالقتل إن لم تعتفرف، طلبت منه الأمان، اعترفت بخطئها، أنه من حبيبي، وأنا أجبرت على الزواج منك، لجأ للقانون، تم طلاقها وحسم أمر الطفل بعدم شرعيةانتمائه لزوجها.
١٨_ استغلال
صبيه في مقتبل العمر، من عائلة تتصف بالأخلاق، وضعها المادي ممتاز، كانت تكثر من تواجدها في وسائل التواصل الاجتماعي، تعرفت على شاب أكبر منها سنا، غازلها وبكلامه المعسول استدرجها لفتح الكاميرا. أوعدها بالزواج، بعد فترة طلب منها أن تظهر له جزء من مفاتنها، وما أن فعلت ذلك صورها، بدأ يهددها بنشر الصور أو تدفع له مالا، بكت كثيرا ووافقت لدفع المال، بدأ يكرر طلبه، أبلغت أهلها، تم تبليغ الأجهزة الأمنية، نصبوا له كمين، تم مسكه، أحيل للقضاء لينال جزائه.
١٩_ الستار
قال لها معا نمضي في دروب الحياة، قالت أ تقصد بذلك الزواج، قال نعم، ابتسمت ووضعته تحت الاختبار، من أول تجربه فشل وكشف عن وجهه الستار.
٢٠_ غصن يابس
قالت لها احتشمي يا ابنتي، أنتم جيل معقد يا أمي، إجابتها نحن تربينا على القيم والأخلاق، بل أنتم جيل متخلف لم يتطور مع الزمن، الملابس التي ترتديها خليعة غيريها فورا، أنا أواكب الموضة، صدق من قال لكل شجرة غصن يابس
عدل سابقا من قبل مؤسس ومدير المنتدى في الجمعة مارس 19, 2021 2:38 pm عدل 1 مرات