إن هذه الحياة تفرحنا وتبكينا ويبقى الأمل فيها يحدو بنا حتى نودعها ... مساهمتي هذه هي رثاء الشاب المبدع عمر غسان النجار إبن الستة والعشرين عاما... والذي اختطفته يد المنون وهو يؤدي واجبا انسانيا .. كان يوزع المواد والمستلزمات الطبية على المستشفيات عندما ذهب غدرا... إني أذكره وهو طفل احمله بين يدي .. وأذكره وهو يناقش رسالة الماجستير في علوم البايولوجي.. واذكره وهو يحكي لي طموحاته بنيل شهادة الدكتوراه في العلوم... تغمده الله برحمته واسكنه فسيح جناته...
القصيدة من بحر الكامل وفيها تشطير لأبيات من قصيدة أبو الحسن التهامي في رثاء ولده ...وقد أرخت وفاته شعرا
رثاء عمر غسان النجار الذي رحل يوم الاثنين 21 تموز 2003 اثر حادث مؤسف
وقرأتُ في سفرٍ من الأسفار ... عن حكمةٍ تروى بذي الأقدارِ
(حكمُ المنيةِ في البريةِ جاري)... من قبلِ عادٍ صاحبِ الأسـفارِ
فحياتُنا نجمٌ يمـرُ ويختـفي ... (ما هـذه الدنيـا بدارِ قرار)
(بينا يُرى الإنسانُ فيها مُخبرا)... يروي ويمرحُ في صفا السـمارِ
والربعُ من حولِ الفتى في غِبطةٍ... ( حتى يُرى خبراً من الأخبـارِ)
هذى الحياةُ وكيف يصفو طيبُها... وطبـاعُها في الغـدرِ والاكـدارِ
فالغدرُ من طبعِ الزمـانِ وخلقِه...متفنــنٌ بعــداوةِ الأحــرارِ
ولقد أُصبنا غـدرُه واحسـرة...لرحيـلِكم يا زينـة َ الأقمــارِ
يا ليتني كنتُ المسافر عنكم...يا ليت أنت الراثي بالأشـعارِ
لكن أمراً قد جرى ولحكمةٍ ... من يدرك الأحـكامَ في الأقـدارِ
آهٍ أبا الفاروقِ يا نجماًهوى... يا كوكبـاً ما زالَ في الابــدارِ
عُمَرٌ وهل تنسى شمائلُ خلقهِ ... برٌ وفيٌ صـادقُ الأفــكارِ
قد نالَ في حقلِ العلومِِ مراتباً ... متفوقـاً في الكشـفِ للأسـرارِ
ولتصبح الأطروحةُالمهداةُ منه (م)...مراجـعــاً للعـلمِ للزوارِ
عشرون عاماً بعدَ ستٍ وانقضتْ ... في رفقةِ الأعلامِ في المضمارِ
حتى اصطفاه اللهُ في فردوسِهِ ... فاهنـأ أبا الفـاروقِ بالايسـارِ
صبراً أخي غسان إنكَ مؤمنٌ ... أين الأُلى من خيـرةِ الأخيـارِ
أين النبي المصطفى هادي الورى ... أو ليـس هو بالصـادقِ المختارِ
فالكلُ يمضي مسـرعاً لنهـايةٍ... في اللوحِ عنـد الواحـدِ القهـارِ
هذا رثائي إنني أرختُــه... ( قولا هو في جنـةِ الغفـارِ)
(2003 م)
صباح الجميلي