[ من إيمان إلى المُغيرة الهويدي ]

عندما تنتهي الحرب ، سأفتش عن مراسيم الضحك التي كنتُ أدسهَا في قميصي ،خِلسة عن أبْواق الحرب وأصوات الهزيمة
سأتفقد خزانتي الرّثة ، أبحث عن نصوصكَ المهربة ، التي كتبتَها عندما نجوتَ من أسئلة المحقق
سأتحسسُ ذراعي اليمنى ، التي كانت تحمل الجثث بعد كل إنفجار
فتشتُ عن مكان آمن لأخبئ غضبي ؛ لأقسو على هشاشتي وانكساراتي اللغوية
لأنثر قمح صبري على اللاجئين ، الذين لم يودِعوا أمهاتهم ولم يُقبلوا أطفالهم
هذا العالم المحترق يخُط وشْما على جسدي ، يتبضعْ بين شامات نصوصي ؛ ليبصَق شتائمه الطائفية
وأنا صرت يتيمة الدهر أُحدق في السماء ، صورا متراكمة للقِصاص
أُطارد أحلامي الخضراء في شوارعي الجنوبية ، أبحث عن عالم  خفي ، عن بُعد مدهش ، يُنسيني هذا الكَمد وهذا العكاز الغريب
فكرة الموت ظلتْ تسكن بلاغتي دهرا ، صرتُ كفتاة الأطلال ،أحملُ منديلا أسودا ،أحملُ خبزا داميا
وبين ضفةٍ وضفة  أمتصُ أحزاني الموسمية ، أحتمي بالكتب وأقاتل البرد بعشبة الثبات والتجاهل
سأُجازف بشِعري طويلا ؛ لأحمل الطيور القلقة من رأسكَ ، وأرحل إلى البَيادر ، أخلقُ أرضا آمنة لاتسرق القُبل ، ولاتُحرم النصوص الساخرة
سأنتظركَ بعد أن تُزهر أصابع السَرد ، وتستقيم القصائد الحدْباء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إيمان
أدب_الرسائل

احسنتِ بما قدمتي