لقد قرأت لك / لا يصدك أكول الماي على أيش جرى / قصة مثل بغدادي
أحبائي كادر وأعضاء بيتنا الثاني – القلم – وإن من الأمثال موعظة وحكمة ...
وهذه قصة المثل البغدادي القائل - لا يصدك أكول الماي على أيش جرى – ومعناه
( لا يصدق أن أقول على ماذا جرى الماء) ... آمل ان تعجبكم ....
أحبائي كادر وأعضاء بيتنا الثاني – القلم – وإن من الأمثال موعظة وحكمة ...
وهذه قصة المثل البغدادي القائل - لا يصدك أكول الماي على أيش جرى – ومعناه
( لا يصدق أن أقول على ماذا جرى الماء) ... آمل ان تعجبكم ....
يحكى انه في المدن قديما كان يتم اختيار رجلا معروفا بأمانته ووفائه وصدقه وعدله ليكون شيخا لكل مهنة وعلى الأخص مهنة التجارة لما فيها من تبادل بالمال والسلع ... وكان يسمى – شاه بندر التجار – أي شيخ التجار .... وكان لشيخ التجار في إحدى هذه المدن ولدا وحيدا يحبه جدا ويحرص عليه ويخاف عليه ويرعاه ويراقب تصرفاته آملا أن يتقن المهنة حتى يخلفه من بعده ... ولكن كان لهذا الولد مجموعة من الأصدقاء المنتفعين الذين يصورون له الباطل حقا والحق باطل ... وكان هذا الولد يصرف عليهم ببذخ فاضح ويهبهم ويسلفهم كلما طلبوا منه ان يعطيهم مالا على شكل دين ... والأب – شيخ التجار – يراقب ذلك وهو بحكمته يعلم ان هذه المجموعة من الأصدقاء ما هم إلا منتفعين غير أوفياء .... فقال لولده يوما ... يا ولدي انت تعلم انك ولدي الوحيد وهذه الأموال هي لك بعد أن يتوفاني الله وإني أخشى عليك من صحبة السوء هذه ... فقال له الإبن ... يا أبتي هؤلاء أصدقائي الأوفياء ويفدونني بأرواحهم ... فأجاب الأب ... إني أشك بذلك ... وسأله الأبن يا أبتي أليس لك صديق ؟ فقال له نعم إن لي صديق واحد هو الحاج أبو محمد ومتجره في وسط السوق ولكن معارفي كثيرون ... فقال الإبن ولكنه قلما يزورك وقلما تزوره فاجاب نعم لانشغالنا بأعمالنا ولكنه صديقي الوحيد ... ثم أردف الأب يا ولدي دعنا نعمل تجربة .. لنختبر أصدقائك الكثيرين ولنختبر صديقي الواحد ... فاتفقا على ذلك وعقدا العزم لبناء خطة الإختبار ....
وبعد بضعة أيام أعلن الأب – شيخ التجار – أن تجارته التي كانت قادمة من الشام قد قطع عليها الطريق اللصوص ونهبوها كلها ولم يبقى لديه أي شيء مما اضطره لإعلان إفلاسه ...
وبعد ذلك طلب من ابنه أن يذهب إلى أصدقائه ويفهمهم بذلك وانه لا يريد سوى أن يردوا إليه شيئا مما سلفهم سابقا كدين ... وهنا كانت المفاجأة للإبن فما وجد أحد يستجيب له بل أخذوا بالإبتعاد عنه وانفضوا من حوله تماما حتى أصبح الواحد منهم لا يفتح له باب بيته عندما يراجعهم بالدين ... فعاد إلى أبيه خائبا ... وعندها قال الأب والآن جاء دوري فعمد إلى خروف ذبحه ووضعه في كيس من القماش وعقد فوهة الكيس جيدا وطرحه في صحن الدار وقال لابنه ... إذهب الى أبي محمد صديقي الوحيد ولا تقل له سوى .. أبي يريدك ... فذهب الأبن وكان على باب متجر أبي محمد الناس مزدحمون ومنشغلون بالتعامل التجاري معه ... وعندما لمح أبو محمد ابن صديقه سأله نعم يا ولدي فأجابه ... أبي يريدك ... عندها قال أبو محمد ... حالا ... ثم اعتذر من زبائنه وأغلق محله وذهب مسرعا الى دار شيخ التجار مع ابن صديقه ...وعندما وصل رأى صديقه في حيرة وسأله خيرا إن شاء الله .. فأجاب ... يا أبا محمد ... أنت تعلم أن تجارتي كلها نهبها اللصوص وارسلت على هذا الرجل – مشيرا الى الكيس في صحن الدار – أطالبه بدين عليه لألملم حالي ولكنه أغلظ لي الكلام وفقدت أعصابي فضربته ضربة على رأسه أودت بحياته فمات ولا أدري ما العمل ... عندها قال أبو محمد ... أهدأ الآن يا أخي وسيهيئ الله لنا مخرجا ... ثم بعد أن اختط الظلام قال أبو محمد لصديقه حملني يا أخي وحمل الكيس الذي فيه الخروف معتقدا انها جثة الرجل على ظهره ... وساروا ثلاثتهم الى أقرب بستان ثم وصلوا الى جدول الماء الجاري فيه فعمد أبو محمد إلى قطع الماء ثم حفر حفرة في قعر الجدول ورد عليها التراب وأعاد فتح الماء وجرى الماء وكأن شيئا لم يحدث ... ثم قال لصديقه ... يا أخي لقد تأخرت عن البيت سأعود الآن الى بيتي واذهب انت بأمان الله مع ابنك إلى بيتك وأدعو لك الله أن يعوضك خيرا عن ما فقدت من مال ...
وخلال ذلك كان الأبن متعجبا لا يكاد يصدق ما ترى عيناه ... وقال لأبيه حقا هذا هو الصديق ... فأجاب الأب ولكن الإختبار لم ينتهي بعد يا ولدي ...
وبعد بضعة أيام افتعل الأب خصومة مع أبي محمد وأخذ النمامون من الناس وما أكثرهم ينقلون الكلام إلى أبي محمد وطبعا بزيادات ومبالغة وأبو محمد يجيب لا بأس إنه صديقي بل أخي ... ثم ازداد كلام الناس حتى أصبح يمس الشرف والعرض ... عندها أطرق أبو محمد وهلة .. ثم قال لمن ينقل له الكلام عن صديقه .... مهما يقول ومهما يكون فهو صديقي وأخي – ولا يصدك أكول الماي على أيش جرى – مشيرا إلى السر الذي بينهما ... وعندها ذهب شيخ التجار الى أبي محمد وعانقه معتذرا وقال له قم معي فأجاب كعادته ... حالا ... وذهب به الى جدول الماء حيث استخرج الكيس وفتحه وأخرج الخروف وقال لصديقه أبي محمد ... أنا كما عرفتني ولست ذلك المتهور ولا تزال أموالي وتجارتي عامرة والحمد لله .. وما هذه إلا تجربة ودرسا لولدي هذا حتى يعرف معنى الصداقة وكيف يختار الصديق ... ومنذ ذلك الوقت ذهب قول أبي محمد مثلا يقال في الإخلاص والوفاء وكتمان الأسرار .... – لا يصدك أكول الماي على أيش جرى -
وبعد بضعة أيام أعلن الأب – شيخ التجار – أن تجارته التي كانت قادمة من الشام قد قطع عليها الطريق اللصوص ونهبوها كلها ولم يبقى لديه أي شيء مما اضطره لإعلان إفلاسه ...
وبعد ذلك طلب من ابنه أن يذهب إلى أصدقائه ويفهمهم بذلك وانه لا يريد سوى أن يردوا إليه شيئا مما سلفهم سابقا كدين ... وهنا كانت المفاجأة للإبن فما وجد أحد يستجيب له بل أخذوا بالإبتعاد عنه وانفضوا من حوله تماما حتى أصبح الواحد منهم لا يفتح له باب بيته عندما يراجعهم بالدين ... فعاد إلى أبيه خائبا ... وعندها قال الأب والآن جاء دوري فعمد إلى خروف ذبحه ووضعه في كيس من القماش وعقد فوهة الكيس جيدا وطرحه في صحن الدار وقال لابنه ... إذهب الى أبي محمد صديقي الوحيد ولا تقل له سوى .. أبي يريدك ... فذهب الأبن وكان على باب متجر أبي محمد الناس مزدحمون ومنشغلون بالتعامل التجاري معه ... وعندما لمح أبو محمد ابن صديقه سأله نعم يا ولدي فأجابه ... أبي يريدك ... عندها قال أبو محمد ... حالا ... ثم اعتذر من زبائنه وأغلق محله وذهب مسرعا الى دار شيخ التجار مع ابن صديقه ...وعندما وصل رأى صديقه في حيرة وسأله خيرا إن شاء الله .. فأجاب ... يا أبا محمد ... أنت تعلم أن تجارتي كلها نهبها اللصوص وارسلت على هذا الرجل – مشيرا الى الكيس في صحن الدار – أطالبه بدين عليه لألملم حالي ولكنه أغلظ لي الكلام وفقدت أعصابي فضربته ضربة على رأسه أودت بحياته فمات ولا أدري ما العمل ... عندها قال أبو محمد ... أهدأ الآن يا أخي وسيهيئ الله لنا مخرجا ... ثم بعد أن اختط الظلام قال أبو محمد لصديقه حملني يا أخي وحمل الكيس الذي فيه الخروف معتقدا انها جثة الرجل على ظهره ... وساروا ثلاثتهم الى أقرب بستان ثم وصلوا الى جدول الماء الجاري فيه فعمد أبو محمد إلى قطع الماء ثم حفر حفرة في قعر الجدول ورد عليها التراب وأعاد فتح الماء وجرى الماء وكأن شيئا لم يحدث ... ثم قال لصديقه ... يا أخي لقد تأخرت عن البيت سأعود الآن الى بيتي واذهب انت بأمان الله مع ابنك إلى بيتك وأدعو لك الله أن يعوضك خيرا عن ما فقدت من مال ...
وخلال ذلك كان الأبن متعجبا لا يكاد يصدق ما ترى عيناه ... وقال لأبيه حقا هذا هو الصديق ... فأجاب الأب ولكن الإختبار لم ينتهي بعد يا ولدي ...
وبعد بضعة أيام افتعل الأب خصومة مع أبي محمد وأخذ النمامون من الناس وما أكثرهم ينقلون الكلام إلى أبي محمد وطبعا بزيادات ومبالغة وأبو محمد يجيب لا بأس إنه صديقي بل أخي ... ثم ازداد كلام الناس حتى أصبح يمس الشرف والعرض ... عندها أطرق أبو محمد وهلة .. ثم قال لمن ينقل له الكلام عن صديقه .... مهما يقول ومهما يكون فهو صديقي وأخي – ولا يصدك أكول الماي على أيش جرى – مشيرا إلى السر الذي بينهما ... وعندها ذهب شيخ التجار الى أبي محمد وعانقه معتذرا وقال له قم معي فأجاب كعادته ... حالا ... وذهب به الى جدول الماء حيث استخرج الكيس وفتحه وأخرج الخروف وقال لصديقه أبي محمد ... أنا كما عرفتني ولست ذلك المتهور ولا تزال أموالي وتجارتي عامرة والحمد لله .. وما هذه إلا تجربة ودرسا لولدي هذا حتى يعرف معنى الصداقة وكيف يختار الصديق ... ومنذ ذلك الوقت ذهب قول أبي محمد مثلا يقال في الإخلاص والوفاء وكتمان الأسرار .... – لا يصدك أكول الماي على أيش جرى -
صباح الجميلي / بتصرف